خلال إحياء مئات آلاف اللبنانيين ذكرى عاشوراء نصر الله يستعجل إطلاق الحوار اللبناني حول المسائل الخلافية

الرئيسية آخر الأخبار تفاصيل الخبر
calendar icon 10 شباط 2006

طالب أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله أمس بـ "اعتذارات" في قضية نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في صحف اوروبية ودعا إلى التصويت على "قوانين" أوروبية تمنع "الإهانات".

ودعا إلى التعجيل في إطلاق الحوار الداخلي اللبناني في أي إطار كان حول المسائل الخلافية.وقال نصر الله امام مئات الالاف من الشيعة الذين تجمعوا في ضاحية بيروت الجنوبية لإحياء ذكرى عاشوراء "لن يكون هناك أي تسوية قبل الاعتذار".

وأضاف "ريد من البرلمانات الاوروبية ان تصوت على قوانين تمنع وسائل الاعلام ان يهينوا نبينا والا سيعني ذلك انهم يريدون الاستمرار في حملتهم«. وتابع »نحن اليوم نحتج بالكلمة وبالتظاهر ولكننا اذا استمرت (الاهانات) سندافع بدمنا عن كرامة نبينا".

وقد تجمع مئات الآلاف من اللبنانيين الشيعة أمس في ضاحية بيروت الجنوبية بدعوة من حزب الله لاحياء ذكرى عاشوراء والتنديد بنشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وردد مئات الآلاف من النساء والرجال هتافات "لبيك يا رسول الله". كما رفعوا لافتات تندد بالرسوم الكاريكاتورية واعلام حزب الله.وكان نصرالله قال في كلمته في الليلة العاشرة من ليالي عاشوراء ان شعار التجمع سيكون "لبيك يا رسول الله" وأكد على "الالتزام الكامل بالتعليمات التي تصدر عن منظمي المسيرة ومن قبل الجميع".

وأضاف في كلمة إلى الحشود في ختام التجمع "هناك رسالة خاصة يجب ان نوصلها إلى كل العالم، وسمعنا ان الرئيس جورج بوش تضامن مع الدنمارك واتهم سوريا وايران بأنهما وراء التظاهرات في العالم". وأضاف "سنوصل رسالة إنسانية لأننا ندافع عن نبي البشرية وعن الانسان الاول في هذا الوجود، ورسالة اخلاقية ورسالة جهادية".

وقال الأمين العام لحزب الله إننا يجب كمسلمين ومسيحيين أن نستمر في رفض الإساءة إلى "أنبيائنا ومقدساتنا". وأضاف "إنه لا بد أن نتذكر إمامنا الكبير وقائدنا العظيم الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الذين مازالوا محتجزين في سجون ليبيا ويجب أن يعودوا إلى لبنان", متهماً ليبيا باستمرار احتجازه والتواطؤ مع إيطاليا في مسألة احتجاز الامام ورفيقيه.

وأوضح "ليس أمام ليبيا سوى خيار وحيد هو إعادة الامام ورفيقيه وان الحكم الذين صدر عن محكمة إيطالية هو حكم سياسي«. وتابع »قالوا في الحكم الذي صدر قبل 26 سنة بأن الإمام الصدر لم يصل إلى ايطاليا وبعد 26 سنة حكموا بأن الامام الصدر ورفيقيه وصلوا إلى ايطاليا. هذا تعبير عن تواطؤ سياسي بين ليبيا وإيطاليا".

ووصف السيد نصر الله الذكرى السنوية الاولى لفاجعة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري التي ستحل الثلاثاء المقبل بأنها مناسبة وطنية جامعة, مشددا على عدم جواز تحويلها إلى مناسبة تمزق اللبنانيين الذين قال انهم أدانوا جميعا الاغتيال ويريدون معاقبة القتلة ومعرفة الحقيقة.

وأبدى نصر الله عتبه "على بعض وسائل الاعلام التي تدعي حبا وقربا بالحريري وعلى بعض السياسيين الذي يدعون أنهم الاخلص في قضية الحريري", لإسقاطهم من وثيقة التعاون السياسي بين حزب الله و"التيار الوطني الحر" بزعامة النائب ميشال عون ادانتهما لعمليات الاغتيال السياسي التي جرت في لبنان وتأكيدهما على التحقيق فى جريمة اغتيال الحريري وكشف الحقيقة.

وجدد الدعوة إلى وجوب إبقاء قضية التحقيق في اغتيال الحريري في الجانب القانوني والحقيقي وعدم توظيفها سياسيا, داعيا إلى إخراج هذه القضية من دائرة التوظيف المحلي والاقليمي والدولي.

وفي موضوع قضية الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية تمنى نصر الله أن يكون هذا العام هو عام استعادة كل الاسرى, مشيرا إلى ان محاولة إطلاق سراحهم لا بد ان تفتح ابوابا طيبة لاطلاق الاسرى العرب. وجدد التعهد بالدفاع عن لبنان بمواجهة التهديدات الاسرائيلية, مؤكدا ان المقاومة لايمكن أن تسمح لاسرائيل بهدر دم الشعب اللبناني أو مس سيادة لبنان.

واستعجل نصر الله الحوار الداخلي اللبناني في أي إطار حكومي أو نيابي أو خارجهما حول المسائل الخلافية, مؤكدا أن لبنان لا يحكم "بأكثرية وأقلية", ومشددا على الحاجة للجميع ورافضا "شطب أي تيار سياسي أو أي طائفة."

ودعا القائمين على السلطة للتسليم "بحقائق التطورات الأخيرة ووضع ايدي الجميع معا لبناء دولة قوية وقادرة لها مكانتها الاقليمية والدولية«. واعتبر ان الطريقة التي يدار بها لبنان منذ الانتخابات النيابية التي جرت قبل سبعة اشهر لا تنتج حكومة قادرة كما لا تبني دولة مؤسسات, منتقدا »العقول التي تتصرف على أسس فئوية أو شخصية أو على حسابات خاطئة".

وتساءل أمين عام حزب الله قائلا "إلى أين يدفع لبنان؟", محذرا من أن البلد لا يمكن ان يستمر في وقت يستنزف فيه كل يوم عبر السجالات السياسية والاتهامات والتسريبات. واتهم "بعض من يريد الدولة بأنه يساهم في توتير الاجواء السياسية والطائفية ويضع البلد على فوهة بركان في حين ان من هو خارج الدولة يعمل على التهدئة".

ودعا نصر الله "القوى التي تدعى أنها السلطة إلى أن تكون دقيقة في كلامها وخطابها ومعلوماتها وأن تتصرف كدولة وليس كميليشيات أو كأحزاب منافسة". وشدد على أن حسابات الدولة يجب ان تستعجل الدعوة لحوار وطني للخروج من المناخ السلبي الذي يعيشه لبنان منذ مدة, لافتا إلى أن اتفاق الطائف هو القاعدة التي لم يتجاوزها أحد ووافق عليها الجميع.

ودعا الحكومة إلى الابتعاد عن "الجدل والاتهامات السخيفة" ومعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الضاغط والى تحصين السلم الاهلي والى ترتيب الاوضاع والعلاقة مع سوريا من دون ان يكون ذلك على حساب التحقيق الدولي فى جريمة اغتيال الحريري.

ونبه إلى أن استمرار العلاقة اللبنانية - السورية على ما هي عليه اليوم ليس لمصلحة لبنان, مشيرا إلى أن من يريد أن يخوض حرباً مع سوريا إلى عدم جواز جر الدولة اللبنانية إلى مثل هذا المشروع.

وجدد التضامن مع الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال كما جدد التضامن مع سوريا في وجه »الهجمة الدولية«, كما جدد التضامن مع الشعب العراقي في سعيه إلى حكم بلده واستعادة سيادته وحريته.

source