رباب الصدر: بقينا على نهج الامام موسى الصدر

calendar icon 03 تشرين الثاني 2003

مقابلة مع السيدة رباب الصدر خلال برنامج" اسماء" عبر اثير اذاعة لبنان الحر حاورتها الاعلامية كارن عابد

كارين: صباح حلو ومميز يوجه الى كل المستمعين الذين يرافقوننا عبر لبنان الحر وضمن برنامج أسماء، يقول فيكتورهيغو أجمل تراث هو الاسم المحترم، رباب الصدر هو الاسم المحترم جداً لأجمل تراث، نرحب فيك بلبنان الحر وببرنامج أسماء.

السيدة رباب: شكراً لك على هذا التقديم الحلو وصباح الخير للمستمعين وكل الحبايب.

كارين: أريد أن أسمعك شيئاً!

السيدة رباب: تفضلي.

كارين:

* تغرف من إنسانيته لتغذي إنسانيتها، فتفيض بها على الآخرين هي التي حافظت وحَفِظتْ العهد،

* رباب الصدر شرف الدين شقيقة الامام موسى الصدر صدىً للصوت الذي لم يتعب بعد،  وألوان الصورة التي لم تبهت بعد، وأمل اللقاء الذي لم يفلت منها بعد،

* رباب الصدر أسم وجد هويته الانسانية في قلب الاعمال الخيرية وعبر نبض وتطلعات الامام موسى الصدر منذ خمس وعشرين عاماً،

* رباب الصدر صدرها واسع جداً، فيه تختزن فلسفة إمامها الشقيق فيكون شرف لها وإنطلاقاً من الدين أن تحمل على عاتقها ودون تأفف أو تعب مهمة التنقيب عن الحقيقة، الحقيقة التي اوجدت ثم سلبت شقيقها الامام موسى الصدر،

* رباب الصدر الملتزمة حتى النهاية بدأت إلتزامها من حجاب يقيها حساب الآخرة لكنه لا يحجب عنها الرؤية والحق في الحياة الدنيا.

* رباب الصدر الملتزمة حتى النهاية واحدة من ابرز السيدات اللواتي يسخرن جهدهن وعمرهن للعمل النسائي والاجتماعي والعلمي فلا يسخرن من اقدار اليتيمات والمحتاجات والتائهات.

* رباب الصدر المرأة الحديدية بروح شفافه، ظلٌ هائم صامت دائم الحركة يحاول استحضار الصورة الاصلية، صورة الامام موسى الصدرفي البيت والعمل والوطن والانسان.

* رباب الصدر الايرانية الجنسية واللبنانية الجذور والجنسية، ولو انها تعمل على طريقتها في السياسة التي اوصاها بها الامام المغيب الا أنها لا تجد لعطاءاتها السامية مكاناً يتسع في الأروقة البرلمانية، ولا يغريها حمل اي حقيبة وزارية غالباً ما تكون ثقيلة بالوزن لكنها فارغة من مضمونها.

* رباب الصدر شرف الدين فهمت معنى الوجع فأدمنته، وتذوقت طعم الغياب فكابرته وان لم تعتد

* رباب الصدر وأن جاء نجاحها المهني عبر نكرانها لذاتها إلا أن ألمها المزمن يأتي كل يوم عبر نكرانهم لذات إمامها روحاً وجسداً،

اهلاً وسهلاً بك من جديد

السيدة رباب:  أهلاً بك، شكراً لك على هذا التقديم الراقي وعلى هذه القطعة الادبية الجميلة.

كارين: هذه أنت سيدة رباب لم أضف شيئاً، لكن اريد ان ابدأ بتوضيح بسيط حول بيت عائلة الصدر، هل جذوره إيرانية أم لبنانية؟

السيدة رباب: عائلة الصدر اذا اردنا الرجوع الى الجدود الجدود، آل الصدر كانوا في هجرة دائمة، هجرة العلم، هجرة النضال، فكانوا في البداية في كسروان،  فذهبوا الى الحجاز، ثم عادوا إلى الجنوب،  جبل عامل – شحور،  فذهبوا الى العراق، ثم ذهبوا الى ايران، ابي ذهب الى ايران وطبعاً تزوج والدتي ابنة المجتهد الكبير السيد حسين القمي، وسكن في ايران، وطبعاً قسم منا ولد في ايران والآخرون ولدوا في العراق، لأنهم كانوا يتنقلوا بين ايران والعراق فلذلك شاء القدر ان يأتي الامام الصدر إلى لبنان، ويعود الى بلد اجداده والمنطقة التي ناضلوا ونشروا الفكر والعلم والدين والاخلاق والايمان فيها بدعوة من السيد عبد الحسين شرف الدين.

حضر السيد إلى جنوب لبنان واستقر في صور، وبعد سنتين حضرنا أنا ووالدتي رحمة الله عليها وأختي، فقضينا فترة  في صور بعد ذلك (صار النصيب وانا) تزوجت.

كارين: هذه كانت في سنة 1962 كنت تزورين الامام الصدر وتعرفتي على الاديب حسين شرف الدين وتزوجت فأستقريت في لبنان، سؤالي كيف اخترت هذا الانسان وانه من الصعوبة ان يكون احداً اخاه الامام موسى الصدر فتختار رجل آخر، لا أدري كيف تلعب لعبة المقارنه؟

السيدة رباب: أحب ان اقول ان بيت شرف الدين والصدر هم عائلة واحدة، يعني من الاعمام جد شرف الدين وجد صدر الدين نحن نفس الشيء عائلة دينية وعلمية ايضاً عائلة سياسية، ربما في بيت الصدر لم يكن فيها الكثير من السياسيين الذين برزوا، معظمهم من المجتهدين وعلماء ومفكرين ومحققين وفي الوقت نفسه مناضلين ومنهم دخلوا سجون ومنهم استشهدوا، هذا تاريخ بيت شرف الدين علماء وسياسيين ومفكرين ومحققين فبالتالي لم يكن هناك فرقاً كبيراً.

كارين: ماذا رأيت في زوجك؟

السيدة رباب: الحقيقة اول الأمر انا لا اعرفه، كان هناك طلبه بين السيد وبين أهله فأنا أخذت وقتي ربما تقريباً تسعة أشهر حتى تعرفت إليه، بالنسبة لي لبنان مختلف كلياً عن ايران من حيث العادات والتقاليد ونمط الحياة وأسلوب التعاطي حتى طريقة المكالمة والمحادثة.

كارين: اردت اختصاره بكلمة يعني منفتح أكثر، يعني مرتاح أكثر؟

السيدة رباب: صحيح انا اقول الفوارق، يعني لم اجد انه شيئاً غير عادي ابداً بل رأيت الحرية والمحبة والجمال. ورأيت في هذا المجتمع الجديد الذي تعرفت عليه خاصة هناك الكثير كانوا إلى جانبنا من بيت شرف الدين ومن الصديقات في مدينة صور، يعني حضنونا فلم نشعر ابداً بالغربة وأصبح بيننا معارف وتعاون طبعاً خلال فترة تسعة أشهر وأنا أخذت وقتاً لأفكر وكان وهناك نقطة أساسيه هو رأي السيد ان هذا الشاب مناسب ولديه كفاءة ومصداقية وأخلاص، والسيد على معرفة به، بالنسبة لي هذه الشهادة كانت كافية وبعد تسعة أشهر تعرفت إلى أهله وعلى نمط عيشهم فطبعاً كان مريحاً جيداً وكانت لدي قناعة تامة.

كارين: كيف تصفي شخصيتك في ذاك الوقت، هل كنت بعد طريه ؟

السيدة رباب: أكيد، لم يكن هناك تجربه لأبنة السادسة عشر والبيوت التي يوجد فيها علم وآداب وبرتوكول فمن الطبيعي ان يكون فيها الاولاد ناضجين، صحيح انا كنت ابنة السادسة عشر ولكن لم يكن لدي الكثير من الطيش بل كان هناك نضوجاً، مع العلم كنت من النوع المتطلب،

كارين: كنت متمردة ايضاً؟

السيدة رباب: لم اكن متمردة لكن يجب ان اقتنع برأي في اي موضوع يطرح احب ان افهمه بدقة واقتناع، عندها اقوم به بكل ثقة.

كارين: أخبرينا قليلاً بما انك تنتمين الى عائلة دينية عريقة، بأي عمر ترتدي الفتاة الحجاب وتلتزم دينيا؟

السيدة رباب: بشكل عام الاسلام ليس من الضروري ان يكون الشخص في بيت ديني.

كارين: هناك في طقوس تمارس عند عائلات أكثر؟

السيدة رباب: صحيح المسلمين عامة اذا كانوا ملتزمين بالحجاب، فالفتاة في عمر التسع سنوات يصبح الحجاب والصلاة والصوم واجباً عليها. يعني تصبح مثلها مثل أي سيدة ثانية لكن الاختلاف في العمر بأنها صغيرة لابد من ان تخطأ تنسى أو تسهى. طبعاً هذا مسموح لها.

كارين: يعني حضرتك تحجبت بعمر التسع سنوات؟

السيدة رباب: انا لا اتذكر، وانا ناضجة ارتدي الحجاب، لا ارتديه مع العائلة او في البيت إلا اذا خرجنا الى الشارع طبعاً في شادور.

كارين: في ايران؟

السيدة رباب: اللباس الايراني جداً جميل جداً، ايام الطفولة يلبسونه ملون ليس أسود، لصغر سنه، وعندما يكبر يرتديه اسود.

كارين: اريد ان اسألك شيء أحب جداً ان اعرفها عن علاقتك مع شقيقك الامام موسى الصدر كشقيق وشقيقه، ليس مثل أي شخص تنظري له من بعيد مثل كل الناس؟ كيف كانت علاقتك به؟

السيدة رباب: انا علاقتي مميزة بالامام لأنه تولى تربيتي، انا كنت صغيرة جداً عندما توفي والدي، وطبيعي ان السيد هو الذي كان يهتم بالعائلة فأنا كنت قريبه جداً منه يعني مثلاً المتطلبات التي كنت بحاجة لها أو الأشياء التي أريدها ووالدتي لا تسمح لي بها أو عندما تقول لي لا هذا الشيء لا يجب ان تقومي به، فكنت ألتجأ اليه.

كارين: يعني هو كان متسامح أكثر ومنفتح أكثر؟

السيدة رباب: نعم فهناك أمور كنت أحب القيام بها فوالدتي تخاف ان فتاة شابه في مجتمع ديني ورجال الدين الذين لهم الكثير من الوزن والآداب يعيشوا حياة مخصصة ليس مسموح لهم ان يفعلوا ما يريدوا في عائلتهم، مثلاً كنت اذهب إليه واقول له انا اريد ان اتعلم مثلاً الرسم، اريد ان اتعلم الخياطة، وغيرها.. فأمي لا توافق فكان يذهب ويقنعها وبعدها تسمح لي أو أريد ان احضر شيئاً، تقول لي كلا، فالسيد كان له دوراً كبيراً في تربيتي وفي نشأتي.

كارين: اعطاك ما يكفي من الثقة بنفسك؟

السيدة رباب: نعم كنت اشعر بأن تشجيعه لي في كل الامور، وشاء القدر اني حضرت الى هنا واحتكيت به أكثر وبدأت من الألف والباء في العمل الاجتماعي فكان عمري في السادسة عشر عندما حضرنا الى لبنان واستقرينا، فتزوجت وبقينا هنا، فبالتالي انا توقفت دراستي لأن اللغة مختلفة والمنهاج مختلف والنظام مختلف، وتزوجت واصبح لدي أولاد وغيره، وفيما بعد عندما كبروا أكملت دراستي ودخلت الجامعة.

كارين: يعني لم تستطيعي ان تكوني المرأة التقليدية التي تنجب ومع الواجبات الثانية أحسست ان تكملي نفسك؟

السيدة رباب: لا، أنا منذ كنت حاملاً بدأت بالعمل الاجتماعي الخاص بالنساء الذي وضعه السيد، لأنه كان في بداية الستينات يضع البرامج التعليمية والاجتماعية للشباب والبنات فكان لي الشرف ان أتولى هذه الشؤون.

كارين: كنت تخافين من السيد في أماكن معينه، يعني لم يكن صارماً في بعض المواضيع؟

السيدة رباب: لا لا أبداً، من أقرب المقربين يعني اقول لك انه من بعد الله وبكل ثقة أقول كل شيء اموري الخاصة اتكلم عنها ولا يوجد أي خوف بل يوجد هيبه وقرب، وعندما كبرت كان يتكلم معي مثل ما عودني وأنا نشأت وكبرت وكان هناك كل الثقة التامة بحيث كان يتكلم عن خصوصياته.

كارين: كم هو فارق السن بينكم؟

السيدة رباب: والله كثير

كارين: تقريباً؟

السيدة رباب: اعتقد أكثر من سبعة عشر أو ثمانية عشر سنة.

كارين: كما اعرف انك تخصصت في مجال الفلسفة في الجامعة اللبنانية واخذت شهادتك الثانوية من ايران وتجيدين الانكليزية والفارسية، ولكن السؤال شاءت الظروف ان عرض عليك الامام ان تتولي الشق النسائي والاجتماعي في مؤسساته، هل كنت تريدين الاتجاه في اتجاه ثاني مهني ولكن الظروف وضعتك امام هذا الشيء، هل كنت تخططين لمجال ثاني او تحبين مجال ثاني؟

السيدة رباب: من نِعَم الله عليّ ان قدر لي ان اعمله كان من اعز شيء على قلبي استطع القول لم اخطط لما اريد فعله، بحيث كنت صغيرة السن ولكن طبيعتي اجتماعية واحب العلاقات والتعاطي منذ الصغر مثلاً بيت اهلي كان مفتوحاً دائما للناس وكنت اتولى استقبال الضيوف، فالضيافة الدائمة والحضور الدائم من ذهاب وإياب، فكنت احب استقبال وترتيب الامور واحب الناس، حقيقة هذه الطبيعة خلقت لدي حب العمل وبدأت عملي وحتى الآن اعشق العمل الاجتماعي واسميه سمفونية. العمل الاجتماعي عبارة عن مجموعة من الناس يعملون مع بعضهم البعض فإذا اخطأ احد يبين للعازفين الذين يعزفون صوت "نشاز"وبأن احد اخطأ في العزف.

كارين: لماذا درست الفلسفة؟

السيدة رباب: أيضاً أحب الفلسفة.

كارين: هل انت اليوم في حالة بحث دائم، هل تطرحين الكثير من الأسئلة؟

السيدة رباب: بحالة انني اريد متابعة دراستي.

كارين: ماذا تريدين ان تعملي؟

السيدة رباب: ان شاء الله دكتوراه، فأنا لم اشعر ان القطار قد فاتني، وعمري لا يسمح لي ان اتعلم بل بالعكس أعتبر اني كبرت وأصبح لدي نضوج أكثر، وهناك معاونات ومعاونين أستطيع الاعتماد عليهم واستطيع التفرغ لنفسي، هكذا استطيع بكل التجارب التي عشتها وان تدون في فكر عميق أكثر.

كارين: ماذا علمتك الفلسفة في بعض سنوات التخصص، اذا تريدين ان تضعي خلاصة ماذا يظهر؟

السيدة رباب: تعمق وتأمل

كارين: اذا قلنا من ناحية الكون والانسان هل كان الاستنتاج بعد هذه الدراسة إيجابي في الحياة ام سلبي؟ ام هو قلق اضافي؟

السيدة رباب: طبعاً، ابداً انا لم اشعر بقلق لوجود خلفية إيمانية قوية وفي الوقت نفسه هناك خلفية علمية، يعني لم يكن لدي غموض في بعض الامور مثلاً ضائعة في الحياة وعندما بقراءة هذه الفكرة  يصبح لدي ردة فعل وأريد ان ارفض واغير رأي، كلا ابداً.

كارين: الفلسفة في أماكن ناقضت الدين؟

السيدة رباب: نعم ناقضت، بحيث يوجد مفكرين كانوا ربما بعيدين عن الدين، ولكن ستتعجبين عندما تجدين ان هناك بعض الفلاسفة المعروفين بأنهم ليسوا متدينين، ولكن وصلت الى نتيجة من خلال قراءاتي بأنهم بالعكس هم متدينين جداً ولكن لم يفهمهم احد فالطريقة التي كانوا يطرحونها، كانت طريقة رفض ومشاكسة لتألمهم من ديانة المجتمع بشكل خاطئ فتنظري لهم بأنهم متدينين ولكن يطرحوها بشكل آخر.

كارين: اريد ان اعود الى مؤسسات الامام الصدر عندما توليت الجناح النسائي والاجتماعي مثلما اسميتموه ويوجد ايضاً الشق العلمي فقد اسستم مركزاً للدراسات فكانت المسؤولية كبيرة جداً وانت في وضع لا يوجد لديك التجربة الكافية والمسؤولية، فكيف عملت عندك هذه القصة؟

السيدة رباب: ان هذه المهمات لم تأتِ مرة واحدة بل على مراحل، في وحسب البدايات كان يوجد صف فيه عشر الفتيات انا كنت أدرس واحاسب واعمل كل شيء، وبعد فترة اضيف قسم روضات، وبعدها مدرسة تمريض، وهكذا كل يوم يزيد مع زيادة الاقسام طبعاً بناءً للدراسة وللتخطيط التي وضعها الإمام، يعني مع مرور الزمن الاحتياجات الموجودة لهذا المجتمع الذي نحن نعيشه فهو بإزدياد عند ازدياد كل فرع من هذه الفروع ويجب ان يكون هناك مسؤولة عن كل فرع طبعاً، والمسؤولة هي التي تتولى الامر وانا اكون مشرفة بكيفية التطور.

كارين: يعني نستطيع القول انك تطورت مع المؤسسة معاً؟

السيدة رباب: الى جانب انني كنت اخضع للكثير من الدورات التدريبية، فأولاً كان معي مستشارين، ثانياً توجيه السيد بما خططه وجهزه لكن التنفيذ يجب ان يطبق بحذافيره بالشكل الذي خططه الإمام مع ذلك كان معي المستشارين وكنت اراجع وأسأل، وبنفس الوقت كنت احضر الكثير من الدورات المتخصصة بما يتعلق بإختصاصي.

كارين: نشعر بأن لديك نفس او حس علمي عالي، الفلسفة هي علم، والمؤسسات التي تديرينها لا تنجح الا بطرق علمية، بأسس علمية، يعني لديك نفحة علمية طاغية بحياتك، هل الدين يخضع للعلم ايضاً؟

السيدة رباب: أكيد بلا شك العلم والدين لا ينفصلان عن بعضهما البعض، العلم يعطي نضج العلم ينور حتى يستطيع الشخص ان يقبل بالدين ويفهم بالتفصيل، أما بما يتعلق بالنفحة او بالنفس العلمي انا نظامية، منهجية واذا لم اقم بذلك وكأني لا افهم ماذا اعمل، أضيع، حتى بحياتي الخاصة ضمن بيتي ومع عائلتي في كل الامور المنهجية ليس على "الكتلوك" ربيت الاولاد على "الكتلوك" مثلاً لا النظام جميل.

كارين: قولك الحب يأتي على الكتلوك (النظام)، فوضوي؟

السيدة رباب: لا الحب لا يأتي على الكتلوك، بل على الاحاسيس، والاحاسيس المنظمة ولا يصبح هناك (ستروبيا) اي خطأ لأنه بإمكان الانسان ان يخطأ بالحب، ولكن اذا كان هناك دراية ومع الاحاسيس والشوق يصبح هناك حباً مقبولاً.

كارين: كأنك تقولين مبرمج ولكن بطريقة ثانية؟

السيدة رباب: يعني

كارين: اريد ان اسألك على المؤسسات، تقولي لي بإختصار ماذا تقدموا في مؤسسات الامام كخدمات؟

السيدة رباب: بإختصار عمر المؤسسة اربعين سنة فبالتالي فيها روضات، ابتدائي، مهنيات، Speical Education، مستوصفات، خدمات اجتماعية للناس حسب امكاناتنا، ومركز الصدر للدراسات والابحاث الذي يهتم بالامور العلمية والحوار بين الاديان وبين الحضارات وكل الافكار العلمية في هذا المركز.

كارين: يعني المؤسسات التي عندكم تربي اجيال؟

السيدة رباب: تعليمية، ثقافية، علمية، خدماتية، صحية، اجتماعية

كارين: ولكن كأنها أخذت طابعاً للتوجه لليتيمات أكثر؟

السيدة رباب: هناك الكثير من اليتيمات، والتوجه هو الاهتمام بالفقراء أكثر والاقسام الرعائية طبعاً هذه للفقراء، ولكن بقدر ما هي جميلة ودولكس، فيأتوا الآخرون ويطلبوا وضع اولادهم في نفس القسم.

كارين: جميل، هذا انتصار حقيقي؟

السيدة رباب: نعم وهناك طلباً كثيراً.

كارين: هنا اريد ان اسألك بعد إختفاء الامام موسى الصدر ما هو حجم التأثر نمو او دعم هذه المؤسسات، وكيف استمرت؟

السيدة رباب: في الواقع عندما غاب الامام كان له تأثيراً كبيراً وأثرت على فترات لأنها اثرت على نفسيتنا وعلى وضعنا واسلوبنا يعني كانت مثل الصاعقة وقعنا فيها فلم  نستطيع ان ننظر ونقرر، ولم نستطيع ايضاً العمل.

كارين: مادياً كيف تمول المؤسسات نفسها؟

السيدة رباب: اريد القول ان اصدقاء السيد منذ ذلك التاريخ منذ غياب السيد حضنوا المؤسسة وحتى الآن وهؤلاء الاصدقاء لا تفكري انهم شيعة فقط، فأصدقاء السيد شيعة، وسنة، ودروز، ومسيحيين، بشكل عام اللبنانية هم الذين اعتبروها مثل رسالة وحضنوا هذه المؤسسة ونحن ايضاً تعذبنا جداً لكي نستطيع جمع شملنا في هذا الامر وانطلقنا انطلاقة مثلما يريدها الإمام، يعني كل الخطوات التي كان هو يحبها وواضعها نحن بدأنا تنفيذها.

كارين: سيدة رباب قبل ان اختم الفترة الاولى عندي سؤال اريد جواباً سريعاً، لم تضطروا من وقت من الاوقات ان تقدموا تنازلات ما، لتستمر هذه المؤسسات بنفس الزخم؟ لم تخافوا؟

السيدة رباب: لا والحمد الله نحن منذ البداية وحتى الآن بعيدين عن السياسة.

كارين: لكن الم تستميلوا سياسياً؟

السيدة رباب: هذه مسألة طبيعية، انت في اي طائفة وبأي مجتمع يجب ان تشعري معهم، ولكن اذا المجتمع فيه خطأ فنحن لا نحضن الخطأ ابداً، واذا فيه تطرف نحن لا نحضن التطرف ابداً، نحن بقينا على نهج الامام موسى الصدر بإنفتاح وبتطوير افكارنا بآفاق فكرية مفتوحة نظراً للاعتدال الذي عاشه.

كارين: دون تأثر مؤسساته من اي تراجع؟

السيدة رباب: يمكن أكلنا صفعة لأننا هكذا وبقينا نكمل الطريق الى ان فرجها الله وانطلقنا وكل الناس تعرف ذلك

كارين: اريد ان اسألك عن الصفعة التي تكلمتي عنها سابقاً، ماذا تقصدي الصفعة؟

السيدة رباب: مررت بظروف صعبة، اذكرك بالاحداث اللبنانية، تذكري جنوب لبنان كيف كان، كانت الاحزاب مع الفلسطينين موجودين في الجنوب ولم يستطيع احداً التنفس، وكان كل شيء مرتبط بالسيد موسى عليه مراقبه، نحن من ضمن ذلك في هذه المرحلة اضطررنا للتوقف فترة، حيث كانت هناك صعوبة كبيرة اما ان نكمل هذا النهج أو لا نكمل، فحدثت اجتياحات، مثلاً الاجتياحات الاسرائيلية لم يكن هناك مجالاً بأن تفتحي مدرسة بل يجب القيام بخدمات، والازعاج السياسي الموجود على الساحة مع الوضع الامني طبعاً توقفنا ومن ثم رجعنا، فانتهت هذه المرحلة فاصبح هناك امان واستقرار فبدأت المشاكل السياسية من نوع آخر "منا وفينا" مع الاسف الصفعة الذي اعنيها عرقلة بكل معنى الكلمة بالوصول الى الاساتذة، بالتعاون بين الناس.

كارين: لا تعتقدي سيدة رباب انكم تزعجوا الكثير من الناس؟ الاعتدال بزمن لا اعتدال بيزعج؟

السيدة رباب: يا سيدتي هكذا نحن، وهذه رسالتنا.

كارين: هذا لتعرفي عند مواجهتك لصعوبات هذه نتيجة طبيعية ؟

السيدة رباب: يعني لماذا نأخذ العكسية، الاعتدال هو القانون، الاعتدال هو الحقيقة، لماذا نحن نريد تغير الحقيقة وغيرنا مشاكس يعني يقوم بالعرقلة، لكن اصحاب الرسالات لا يغيروا مهما كلف الأمر، نحن عندنا رسالة، رسالة الامام الصدر التي كان يحملها نحن نحملها اكلنا صفعة، تعرضنا لغارات، تعرضنا لاقفال، تعرضنا لهجوم، لا يوجد شيء الا وقد مر علينا من اسرائيل من الاحزاب من المخربين من كل الناس.

كارين: انت دائماً في الواجهة؟ انت وضعت نفسك في الواجهة او الزمن وضعك؟

السيدة رباب: هذا قدري لأن الآخرين يخافون، انت يجب ان تأخذي زمام الامر إذا لم تقف في وجه المشكلة فالبقية يخافون، انا هنا سأخبرك أنه عند الاجتياح الاسرائيلي دخلوا على كل مؤسساتنا نهبوا وسرقوا وقاموا بأشياء غير معقولة سرقوا أمولاً وطعاما ومواد غذائية، تفاجئت نحنا محتلين فذهبت إلى المؤسسة فوجدت القوات الاسرائيلية يركعون تلميذات مع مسؤوليهم الباقين، اضافة إلى حرقهم بالسجائر، في ليلة من ليالي رمضان كانوا واقفين على باب المؤسسة، فقلت لهم نادوا لواحد من هؤلاء، ووقفت وتكلمت معه، فقلت له بأي حق انت تدخل الى هنا، كنت اتكلم مع حاكم اسرائيلي يعني حاكم معناه سلطة كبيرة، فقدت وعيي، وهكذا نحن تحت الاحتلال لا يوجد شيء اخاف منه، هؤلاء حرقوهم وضربوهم وسرقوا المواد الغذائية والاموال، وقفت في وجهه وتكلمت معه كلام، طبعاً هو لا يتكلم الانكليزية بل العبرية وانا لا اعرف، استعنت بشخص لبناني كان يترجم فقلت له نحن جماعة ان اقترب احد منا ومسنا فنحن لا نسكت ابداً، استعملت كلمة "نحن حسينيين" وعندما يصبح احدنا شهيد نشعر بأننا صعدنا الى السماء، فنحن لا نخاف الموت اياكم بعد الآن ان تدخلوا الى هنا او تسرقوا، فقال لي ماذا حصل هنا؟ قلت له: لقد سرقوا الطعام والاموال والتجهيزات ولم يبقى شيئاً، انتبهوا الى أنفسكم، فقال لي حسناً لن يدخل احد إلى هنا، فقلت له: لا انتم تكذبون! اكتب لي ورقة، فأخذ ورقه وكتب وكل الشباب الذين كانوا قد حرقوا ليلاً رأوا بأعيونهم انا كيف اتكلم وهو يجيبني ويسمع ويترجم، ومنذ هذه اللحظة اخذوا القوة وبدأ حس المقاومة فيهم مثلما قلت انه قدري ان أكون في الواجهه.

كارين: يمكن الذي زُرع فيك ظهر في هذه اللحظة، دون تخطيط؟

السيدة رباب: فعلاً، معهم ومع غيرهم، وأي موقف لا يوجد فيه عدالة او ظلم او تعدي لماذا نسكت؟.

كارين: سيدة رباب بعد مرور خمسة وعشرين سنة تقريباً على اختفاء الامام موسى الصدر، ماهو شعورك اليوم، هل هو اقتناع بأن لم يعد على قيد الحياة، هل هو الحلم بلقائه، هل هو الامل الذي يلتقى غداً او بعد غد؟

السيدة رباب: اختنا الكريمة انا مؤمنة بالله وأؤمن بقدرة الله، فأنا اقول اذا اراد الله ان يحمي الإمام الصدر فإذاً هو محفوظ واذا اراد الله ان يكون من بين الشهداء كذلك الامر، انا راضية برضى الله، تعرفين عندما كان السيد في لبنان كم مرة تعرض الى اغتيال والله حماه كم مرة من المرات خلال الحرب اللبنانية عندما كان ينتقل من منطقة الى منطقة "بالهليكوبتر" الضابط الذي كان يقود الطائرة مازال موجود، صوبوا عليها حوالي اربع وثمانين طلقة على الهليكوبتر ولم يصبه شيئاً، فاذاً الله لا يريد، وكم مرة حاولوا اغتياله والله لا يريد، والآن اذا كان الله يريد ان يبقيه بخير فيحفظه.

كارين: أنت شعورك كأخت له، وشخص مقرب منه ماذا ينتابك اي نوع من الشعور؟ هل تشعرين بأنه لازال على قيد الحياة؟

السيدة رباب: انا اشعر بأني اراه، اشعر انه سيعود مجدداً.

كارين: ليس هو تمني برأيك؟

السيدة رباب: لا هذه ليست امنيه، قلت بأني مؤمنة بالله وبقرار الله وبنفس الوقت أقول ان ينعم الله علينا ونعود ونراه.

كارين: طبعاً الامام الصدر لديه لحظات ضعف فهو انسان بالنتيجة لديه كل النزعات، القوة، الحكمة، ولديه الضعف والحزن، ماهي الاشياء التي أكثر شيء تضعفه وتحزنه؟

السيدة رباب: تضعفه امام القضايا الانسانية، كان يتأثر تأثيراً شديداً عندما يجد ظلم أو تعد على احد، أو عندما يصبح هناك اخطاء سياسية طبعاً انت قد قرأت عنه والاضراب الذي دعا له والاعتصام في مسجد الصفا، هذا دليل انه لا يريد الالتجاء الى العنف، وفي نفس الوقت يريد ان يصحح هذه المطالبات التي يطلبها ولا احد يستجيب، فلم يستطيع التحمل فأصبح لديه ضعف فإلتجأ الى الصيام والاضراب والنداءات.

كارين: فكانت حلوله دائماً فعلية؟ يعني لم يكن يتأثر ويجلس جانباً، كان يحاول ويجد حلول، هذا الذي يميزه لماذا لم تحاول الاستفادة من تراثه السياسي ودخلت في المعترك، خصوصاً اننا نعرف في (92 و96) كان يوجد مناصرين جداً شجعوك، لماذا لم تعملي به؟

السيدة رباب: انا من ذوقي لا احب ان ادخل، يعني بطبيعتي لا احب ان ادخل في عالم السياسة، ميدان العمل السياسي لا احبه لانه لا يوجد فيه صدق ولأنه يمكن ان يكون بعض السياسيين صادقين محترمين (على رأسي وعيني) ولكن الاكثرية ليسوا صادقين والاكثرية يسمونها سياسة ماذا يعني؟ يعني نقول نعم وهناك نقول لا، انا لا يناسبني.

كارين: ولكن انت يمكن تكوني من ضمن الصادقين؟

السيدة رباب: ولكن انا قارنتها مع نفسي شخص واحد  ماذا يصحح في هذا التلوث.

كارين: نستطيع ان نقول سيدة رباب بصراحة تشعري بنفسك انك لست من حجم هذه القصة؟

السيدة رباب: لا لا انت تستطيعين ان تأخذي نموذجاً مما قدمته وعملته.

كارين: انا لا اتكلم من ناحية الكفاءة؟ لست اقول من هذه الناحية ولكنني اقول انه اليوم في ظل السياسات المختلفة والضغوطات وغيرها، تشعري انك في غنى بأن توضعي في زاوية؟

السيدة رباب: اقول انه لا يناسب طبيعتي هذه النقاط التي ذكرتها يعني لا احبها اشعر بأني اتأذى فيها هذا التغير وهذا التلوث والتعددية الاخطاء والكلام والاراء نقول هنا نعم ونقول هناك لا، لا استطيع ولاني لا استطيع القيام بها فإذن لا أنفع للسياسة الموجودة كل يوم على الساحة.

كارين: لماذا لا يوجد احد من العائلة او تحديداً اولاد الامام لماذا لم يدخلوا المعترك السياسي؟

السيدة رباب: نفس الشيء فهم لا يحبون السياسة أولاد الامام ولا أولادي ولديهم الكفاءة الكافية مكانة علمية او اجتماعية وهم قادرين بكل معنى الكلمة، ولكن لا نحب نحن هذه الاجواء السياسية، يمكن ان يأتي يوم يكون فيه دورنا فالآن ليس دورنا.

كارين: انت دخلت على العمل الاجتماعي وانغمست فيه واصبحت تلعبين الدور جيداً، فما رأيك بما انك في نصف هذه القصة ما رأيك اليوم في العمل الاجتماعي أو الخيري ككل هل كثرت المؤسسات فهذا يعتبر دليل عافية؟

السيدة رباب: سؤال جميل جداً، وله شقين اذا اردت الدخول إلى السياسة لأخدم، فأنا أخدم أكثر من اي سياسي بالعمل الذي اقوم به، اما تقييمي للعمل الخيري، نظراً لتعدد الجمعيات الخيرية في لبنان والبعض منهم عملهم رائع يعني نرفع لهم "الشابوه" ولكن الكثير منهم عملهم عشوائي، يعني بإحترام اريد القول بصراحة، العمل الاجتماعي يريد أهلية، يعني يوجد كفاءة للعمل الانساني والاجتماعي، انا اذا اردت القيام بدور أولاً اريد تأهيل نفسي انسانياً واخلاقياً حتى استطيع القيام بدور انساني واجتماعي فلذلك ان شاء الله كل الجمعيات الموجودة ومسؤوليهم وعلى رأسهم الجمعيات ان يقوموا بهذا الدور.

كارين: كأنك تقولين بطريقة ما، انت سيدة رباب معروف عنك بأن إجابتك الدبلوماسية، لا تزعلي أحد ولا تقولي أجابات تفاجأ ولكن توصلي "رسائل" كأنك تقولين ان في بعض المؤسسات يعملوا" بزنز" هذه او سياسة؟ يعني يكون معبر او حجة؟

السيدة رباب: عندما يصبح شخص نائباً فزوجته تقوم بعمل جمعية.

كارين: فالذين يعملوا جمعيات هم الذي يلبسون افخر الثياب ولكن لا اعرف كيف يجمعوها؟

السيدة رباب: ولذلك فلسفة العمل الاجتماعي لا يعرفوها وسمفونية العمل الاجتماعي الانساني لا يعرفوها لأن هذه لها آدابها واجوائها ولغتها هناك لغة للمخاطبة اذا ارادت صحيفة النهار مقابلة مئة رجل وإمرأة يشكوا فيتأفأفوا ويتعبوا والذي يعمل لا يتعب حتى يخدم جيداً ويجب ان يجعل دائما بابه مفتوح ويبقى قلبه وبابه وفكره وصدره مفتوح.

كارين: التنازع في العمل الاجتماعي كيف يعتبر الامر سوي يعني تجدينه طبيعي فيه تنازع؟

السيدة رباب: المباراة جميلة جداً.

كارين: لماذا لأنها تعطي زيادة؟

السيدة رباب: أحسن طبعاً يجب ان يحصل مباراة ويجب ان ان يسعى الانسان للافضل مثل التلميذ الذي يدرس فيقوم على مباراة مع زميله ليأخذ علامات أحسن ايضاً العمل الانساني يريد ان يقدم على مباراة ليأخذ الافضل.

كارين: ولكن هو يكون في خلفية سياسية بخلفية مصلحة؟

السيدة رباب: هنا يجب ان يدخل كل شيء.

كارين: انك لست بعيدة عن الجو وتعرضت لهذا النوع من التنازع والكل يعرف ذلك؟ كيف واجهتي هذه المسألة؟

السيدة رباب: هذا لم يعد اسمه اخلاق عندما تتحول الى هكذا لغة والى هكذا نهج هذا لم يعد عمل انساني هذه انانية ونسميه عمل اناني.

كارين: يعني سيدة رباب انت جداً قريبة من الجميع وبعيدة في نفس الوقت وترسمي مسافة بذكاء من دون ان تقولي انك رسمتها ولكن في نفس الوقت الذي يكون امامك يعرف ان في مسافة وبنفس الوقت قريب جداً في تعاطيك وحتى من نفس الطائفة حتى الشيعة يحتارون اذا انك محسوبة عليهم او لست عليهم، يحسونك الرقم الصعب بهذا الموضوع؟ اشرحي لي قليلاً؟

السيدة رباب: انا احب ان اقول لا انتمي الى احد ابداً من الطائفة، انت تريدين ان تستفزيني، انا انتمي لله سبحانه وتعالى ولعقيدتي ولوطني وبالتالي انا لست بحاجة الى ان احد يأخذني وكل الموجودين (على رأسي وعيني) ولكن ليس لي انتماء الى احد، انا لي انتماء بالله سبحانه وتعالى ولي انتماء بالوطن وكل الموجودين في طائفتي عندهم السبل والقيم وهذا النهج التقي معهم ولكني لست ورائهم ولا اقول انهم ورائي.

كارين: والذين لست ملتقيه معهم؟

السيدة رباب: لست ملتقية اذاً هم مختلفين.

كارين: مختلفين ولكن انت مرتاحة؟

السيدة رباب: كلنا عندنا نهج، ونهجنا واضح لا نريد ان نأخذ احداً لنتمسك به ليمشينا، نحن نسير على سرعة جيدة ونقود جيدا.

كارين: الامام موسى الصدر كان من مؤسسي حركة أمل وانتم اليوم بعيدين كل البعد عن هذه الحركة وكل ما تسألي تقولين ان في اختلاف في وجهات النظر بينك وبين هذه الحركة اليوم من الداخل والخارج وجوابك هذا جواب دبلوماسي ولكن لا تتوسعي اشرحي لي قليلاً؟ يعني اليوم حركة أمل لا تخصك؟ اصبحت بعيدة كل البعد؟

السيدة رباب: يعني حركة أمل يعني حركة المحرومين التي اسسها الامام الصدر بميثاقها وأفكارها وقانونها هذا موجود في قلبي، كل ما يغيب انسان صاحب الفكر يجب ان تغيب معه جزء من هذه القيم هذا امر طبيعي، فإذن الذين تولوا الامور بعد الامام الصدر لا بد ان يكون هناك فوارق بين نهجهم وبين ما وضعه الامام الصدر ولكنهم هم يكملون ولكن أتى وقت يوجد تباين فانا لماذا اخرب عليهم أو ان آخذ وقتي في القال والقيل انا لدي شيء أهم  فأنا اكملت طريقي في الخدمة الانسانية.

كارين: تباين في معنى اختلف نهج الحركة كله؟

السيدة رباب: انا لا اعرف اذا قلت اختلف كله ولكن يوجد فوارق، ولكن حركة أمل في قلبي وفي اعماقي.

كارين: حركة امل على نهج الإمام موسى الصدر؟

السيدة رباب: فهي لا تتغير لأن حركة أمل ميثاقها وضعها الامام الصدر وكل الذين يسيرون على هذا النهج يمشون و سيكملون فإذا حصل معي تباين فأنا انسحبت وجلست جانباً.

كارين: ولكن ألا تحزني او تزعلي وتشعري وكأن تسلب الاشياء أي تأسيس حركة فيها كل نهج الامام وبعد نظره واحساسه مع الآخرين إلا تحزنك اليوم؟

السيدة رباب: هم برأيهم يكملون، وربما فعلاً قدراتهم بهذا الحجم ولكن احزن اقول لك لا، يعني انا لدي شيء اعمل به حتى أعرف ايضاً عن الامام الصدر ان هذا الجانب الاجتماعي الانساني هذا في تفكيره لأن السيد كان له عدة شخصيات الشخصية الدينية، الشخصية الاجتماعية، الشخصية الانسانية، الشخصية السياسية كان مجتمعه برجل واحد وكان كل واحد منا آخذ شيئاً ويقوم به، فأنا الذي وكلني فيه احاول بأرقى الطرق أعرفها للناس هذا هو الفكر الانساني للامام الصدر هذا هو الفكر التوفيقي بين الناس وبين الجماعة

كارين: ولكن لم يكن احسن لو زيادة الخير خير؟

السيدة رباب: يعني ما طالع بالايد.

كارين: المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي اسسه ايضاً الامام ماهي علاقتك فيه الآن؟

السيدة رباب: علاقتي به جيدة.

كارين: جيدة نقطة؟

السيدة رباب: لا لا متصلة.

كارين: والسيد حسن نصرالله؟

السيدة رباب: السيد نحترمة كل الاحترام وعلى (رأسنا وعيننا).

كارين: تقولين في احدى المقابلات انك لا تكذبين وقلت ان اذا اراد الانسان ان يكذب يكون ضعيفاً؟من هم الذين يكذبون عليك اليوم ويبدو ضعيفاً؟

السيدة رباب: كل الناس، حبيبتي لا تجعلينا نفتح الملفات.

كارين: تعتقدين ان المرأة العاملة تبتعد عن الوعظ لتقوم بعملها جيداً؟

السيدة رباب: لا اعرف الجملة التي قلتها، انا اقول ان المرأة الجدية وذات كفاءة وفعلاً تريد ان تعمل لا يجب ان تلتهي في الكلام لأن الكلام يأخذ من وقت الانسان كثيراً.

كارين: وانت ايضاً ضد فكرة الذين يتكلمون بأن حقوق المرأة مسلوبه طالما ان اليوم نرى النساء في احسن مكانات؟

السيدة رباب: انا في الواقع لا احب ان اقول شيء حتى اجرح المشاعر ولكن انا اقول الحق يمارس لا يطارد، هذه اولاً يعني الإمرأة عندها حق وهذا الحق تريد ممارسته في عائلتها ومجتمعها وفي كل مكان ولا أن نخرج للتظاهرات في الخارج والشارع لنطلب حقوقنا هذه المظاهر انا لا احبها حقوقنا ماذا تعني؟ ان لا نكون اماً او زوجة؟

كارين: هم اكثر شيء يطالبون بالحقوق من ناحية المساواة مع الرجل بالمهنة والموقع وممارسة الشأن العام هل في لبنان وصلوا لهذا الموضوع؟

السيدة رباب: طبعا ومفروض ان يحصل، لبنان احسن من غير بلاد اخرى، انت لو دخلت الى العالم العربي هناك الكثير من التخلف مع الأسف الشديد.

كارين: ولكن دائما تأتي المرأة من وراء الرجل في مكانها؟

السيدة رباب: بالتأكيد المرأة مثلها مثل الرجل الله خلق الانسان انسان لم يقل اني خلقت إمرأة ورجل المرأة والرجل مكملين دورهم مع بعضهم البعض في الحياة فبالتالي لا فرق ما بين الرجل، والمراة هناك مقامات هي تكون فيها ومقامات هو يكون فيها وبالتالي لا يمكن التفريق بينهما.

كارين: انت في حياتك رجل كبير، كم رجل في حياتك؟ يوجد الامام الذي وجه حياتك بطريقة كبيرة؟

السيدة رباب: انا في بحياتي الأئمة المعصومين سلام الله عليهم نحن نسير على نهجهم الأنبياء والرسل ورجال الدين اليوم جميعهم يسيرون على نهج الأنبياء والأئمة عليهم السلام.

كارين: ولكن انت في حياتك الشخصية؟

السيدة رباب: نعم أكيد السيد.

كارين: السيد رسمك اذا اردت مستقبلك وزوجك ماذا يشكل الرجل الثاني؟

السيدة رباب: زوجي الكل بالكل.

كارين: اردت ان تقولي اول وثاني الامام يأتي بالدرجة الاولى والزوج في الدرجة الثانية؟

السيدة رباب: نعم الامام بالاول وزوجي، يعني لست اقلل من شأن زوجي لا أبداً زوجي هو المساعد والمشجع الذي شجعني على العمل والذي ساعدني فعلاً على هذا الطريق ولكن في البداية طبعاً كان السيد كان الامام الصدر.

كارين: ماذا تطمحين ايضاً سيدة رباب ماذا تريدين بعد؟

السيدة رباب: والله عندي طموح لكي استطيع ان اعمم السلام والحب في لبنان ويصبح هناك سلام ومحبه وأمان وحياتنا تتحسن وظروفنا تتحسن ونحن لدينا هذه الامكانية وفي لبنان نستطيع ان نقوم بكل شيء ولكن اذا اراد المسؤولين.

كارين: وطموحات شخصية؟

السيدة رباب: طموحات شخصية احب ان يسمح لي الوقت إلى مزيد من القراءات والتأملات أكثر.

كارين: أشكرك جداً جداً حضورك معنا في لبنان الحر، مستمعينا نصل الى ختام حلقتنا اليوم.

لبنان الحر، إذاعة