مؤتمر "كلمة سواء" الثامن افتتح أعماله باحتفال رسمي في الأونيسكو والكلمات أشادت بالإمام الصدر وركزت على الأبعاد الإنسانية لقضيته

calendar icon 12 كانون الأول 2003

تغطية: منى توتنجي ومحمد جابر

الأبعاد الإنسانية والوطنية والقانونية في قضية الإمام موسى الصدر هو عنوان مؤتمر كلمة سواء الثامن الذي ينظمه مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات، والذي افتتح أعماله في قصر الأونيسكو أمس في حضور رئيس الجمهورية اللبنانية ممثلاً بالوزير كرم كرم، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ممثلاِ بسفيرها مسعود الإدريسي، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ممثل رئيس مجلس الوزراء الوزير علي عبد الله، مفتي الجمهورية اللبنانية ممثلاً بالقاضي الشيخ محمد دالي بلطة، وبطريرك الموارنة لانطاكيا وسائر المشرق ممثلاً بالمطران بولس مطر، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث، الارشمندريت الياس نجم ممثلاً بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، المطران يوحنا حداد ممثلا بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وممثلين لقادة الأجهزة الأمنية، السيدة رباب الصدر شرف الدين، نجل الإمام موسى الصدر صدر الدين الصدر وعائلة الإمام الصدر.
بعد تلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم تلاها أنور قاسم مهدي، ألقى نجل الإمام المغيب موسى الصدر كلمة رأى فيها أن جريمة اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه ما زالت تصطدم بالعوائق السياسية والمصلحية المختلفة التي عملنا اليوم ونعمل غداً على إزالة أولها والترفع عن آخرها حتى تخضع السياسة أمام الحقيقة ويطغى الحق في ساحة العدالة، وهذا المعنى الفعال المتوخى من كل بحث عن الحق هو هدف مؤتمرنا الثامن.

وناشد الصدر في كلمته، الحكومة اللبنانية بتحريك ملف قضية الإمام الصدر ورفيقيه واعتبارها قضية وطنية على المستوى الرسمي لتبنى عليه متابعة القضية أمام المحافل الاقليمية والعربية والإسلامية والدولية ذات العلاقة، ولما تعنيه هذه اللفتة من تكريم رائد من رواد الحوار ومبدع ثقافة المقاومة والمجتمع المقاوم في لبنان.
كلمة المفتي قباني

ثم ألقى القاضي بلطة كلمة المفتي قباني الذي قال: اننا عندما نجتمع لنتكلم عن الامام موسى الصدر فاننا لا نتكلم عن انسان وانما نتكلم عن قضية وعقيدة وجهاد، نجتمع لنتكلم عن ظاهرة بشرية استثنائية لا تتكرر دوماً، فالإمام موسى الصدر ركن من أركان الوحدة الوطنية فكان التغييب على مستوى القضية التي قامت بشخصه.

وأضاف: إن قضية الإمام موسى الصدر تتسع اليوم فقد خرجت عن إطارها الوطني إلى المنطقة بأسرها بل الى العالم كله، ففي فلسطين قضية، وفي العراق قضية، قضية الإنسان والأرض وتآمر المتآمرين عليهما بين فلسطين المغتصبة والعراق المستباح والإمام هنا وهنالك جهاد يقاوم.
البطريرك صفير
وألقى المطران مطر رئيس أساقفة أبرشية بيروت كلمة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير فرأى ان حاجتنا الكبرى في هذه الأيام الى تسليط الضوء لا على القانون داخل حدود الدول وحسب، بل في التعامل بين الدول جميعها القريبة منها في ما بينها والمتباعدة الى أقصى حدود التباعد، فقضية الإمام الصدر باتت اليوم علامة من علامات تغليب القوة على القانون فيما المطلوب من العالم أن تكون القوة خادمة للقانون وحامية له.
الشيخ غيث
وتحدث الشيخ بهجت غيث فقال: ان قضية اختفاء الإمام الصدر المزمنة التي شاء القدر أن يضيفها الى سجل الأقدار الكبرى العاصفة بهذا العالم عموماً وبلبنان خصوصاً ، مشيراً الى أن التغيير المطلوب للخلاص من هذه العواصف يبدأ من النفس الإنسانية مركز كل هذه الصراعات والأهواء والغرائز ولا جدوى من الخوف من سطوة وقوة العدو الخارجي مهما كانت، وفي أية صورة ظهرت.
البطريرك هزيم
ثم تحدث الارشمنديت الياس نجم ممثلاً البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم فرأى انه لن يهدأ لنا بال إلا بزوال الاحتلال عن أرضنا العربية وبنوع أخص في العراق وفلسطين وهذا الأمر لن يكون إلا بوحدتنا وتضامننا ومقاومتنا مستذكراً شخصية الإمام موسى الصدر في البعد الإنساني والوطني والقانوني، موضحاً أن السلام الذي يجب أن نجاهد من أجله ونبشر به هو سلام الاحرار المحررين، عكس السلام الذي يفرضه القوي على الضعيف، السلام إرادة الإمام موسى الصدر، هو ليس سلام العبيد بل سلام المتساوين في الحرية والرخاء تلك كانت وطنية الامام موسى الصدر.
البطريرك لحام
بعد ذلك تحدث المطران حنا حداد ممثلاً البطريرك لحام فقال: لا شك أن ما قام به السيد موسى الصدر من جهد في سبيل اقامة حوار أخوي بناء يعطينا الثقة والاطمئنان بأن شعبنا اللبناني الأبي كان وسيبقى خاضعاً للأنوار الإلهية وصامداً وناجحاً في مضمار التطور والنمو الانساني لأجل هناء وسعادة كافة أبنائه، لقد اتبع السيد موسى الصدر في كل أقواله وتصرفاته النهج الديني والعلمي وعاش مؤمناً بالحضارة الإنسانية الراقية وسعى بكل قواه لكي يوطدها في وطننا اللبناني الذي يمثل شعبه المؤلف من طوائف ومذاهب مختلفة مجموعة إنسانية تسعى كلها للتمتع بحرية التعبير والثقافة والمساواة في الحقوق والواجبات وممارسة الديمقراطية الصحيحة.
الشيخ قبلان
وألقى الشيخ قبلان كلمة اعتبر فيها: إن "موسى الصدر هو هذا النداء الانساني الصارخ يدوي مجدداً في كل لحظة في أرجاء هذا الوطن وهذه المنطقة وهذا العالم ليذكرنا بانتمائنا العربي والاسلامي وليذكرنا بانسانيتنا ويدعونا ليس الى كلمة سواء فحسب انما الى عمل سواء في هذا الوطن، فخمس وعشرون سنة مضت على تغييب الإمام الصدر ورفيقيه ولا تزال هذه القضية بأبعادها الانسانية والوطنية والقانونية لغزاً يكتنفه الغموض في ظل تحرك يكاد يكون خجولاً من قبل أصحاب التأثير والشأن· وكأن الامام الصدر أذنب بحق لبنان عندما قال "ان التعايش ليس ملكاً للبنانيين، لكنه أمانة ومسؤولية وواجب".
وأذنب بحق الفلسطينيين عندما قال أن شرف القدس يأبى أن تتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء".
وأذنب بحق العرب عندما كان يدعو دائماً "الى موقف عربي موحد وتضامن عربي أفعل"، نعم لقد أذنب موسى الصدر بحق هؤلاء جميعاً فغيبوه، ولكن غاب عن بالهم أنه باق ثم باق في فكر وعقل كل من آمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر.
كلمة الرئيس الإيراني
كلمة الختام كانت للرئيس الايراني ألقاها ممثله السفير الايراني في بيروت حيث رأى فيها ان ما نشهده اليوم من النمو والتطور الثقافي والسياسي في لبنان المقاومة، انما هو تجسيد للأفكار السامية التي كان يؤمن بها ذلك الغائب الجليل، موضحاً ان الضمائر الواعية تتفق على ان هذه المقاومة الرائعة التي طردت الصــهاينة من الجنوب اللبناني وصارت مدعاة فخر بين شعوب المنطقة والمسلمين والعالم بأسره قد استمدت جذورها من أفكار الامام موسى الصدر السامية·
بعد ذلك بدأت جلسات المؤتمر.

 

source