الإنسان محور اهتمام الإمام

calendar icon 02 تشرين الأول 1998 الكاتب:بهيج طبارة

مؤتمر "كلمة سواء" السنوي الثالث: "بحثاً عن حق الإنسان"
(كلمات الجلسة الرابعة)


نلتقي بمناسبتين: الأولى هي مرور خمسين سنة على الإعلان الدولي لحقوق الإنسان ومرور عشرين سنة على تغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر، وهذا ليس على سبيل الصدفة فقط، فقد كان كلام وتصرفات موسى الصدر موجه حول محور اهتمام واحد وهو الإنسان. فكرامة الإنسان كانت من أولى أولوياته وقد وصف الإمام الإنسان بأنه العطاء الإلهي وهدف الوجود، وبداية المجتمع والغاية منه، والمحرك للتاريخ.

من هنا أيضاً انطلق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الجمعية العمومية لهيئة الأمم.

فيجب احترام الحقوق اللصيقة بكل عضو من أعضاء الأسرة الإنسانية ويحق للإنسان بالحرية والعدالة والمساواة والسلم، في هذا الإطار أيضاً يعتبر الإمام ان الإنسان في لبنان هو ثروته. وقد كرس نفسه وفكره وجهده لأجل صيانة الإنسان.

مفهوم الإمام يندرج فيما اتفق اليوم على تسميته بدولة القانون، ذلك ان دولة القانون ترتبط بوجود قوانين ترعى المجتمع ولكن ليس أي مطلق قانون. بل قوانين ترعى المجتمع وتطبيق على الجميع دون استثناء، فالقوانين المقصودة هي تلك التي تضمن حقوق الإنسان الأساسية وتكفل بالتالي حقه في الحياة والعيش الكريم والحرية وتكافؤ الفرص. هذه الحقوق التي تنص عليها الدساتير عامة، والدستور اللبناني على وجه التحديد، لا سيما مقدمة  الدستور التي تضمن صراحة التزام لبنان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بحيث تجسد الدولة المبادئ التي ينطوي عليها دون استثناء لهذا تبقى دولة القانون برأيي هدفاً تسعى الشعوب للاقتراب منه.

وبهذا المفهوم أيضاً، فإن المواثيق والعهود الدولية التي تنادي بحقوق الإنسان يبقى تحقيقها نتيجة لنضال مستمر ودائم.

وموضوع الجلسة اليوم هو تقييم التجربة بعد انقضاء خمسين عاماً.

هل ثمة خلل في المسار؟ هل ثمة ازدواجية في المعايير؟ سوف تكون هذه الجلسة مخصصة لهذين الأمرين وسوف يعالج الموضوع من جهة الدكتور حسن شلبي ومن  جهة أخرى الدكتور عدنان السيد حسين.

source