البيان الختامي لمؤتمر "كلمة سواء" السنوي الثالث: "بحثاً عن حق الإنسان"

calendar icon 02 تشرين الأول 1998

عقد مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات مؤتمره الثالث "كلمة سواء" تحت عنوان "بحثاً عن حق الإنسان" في فندق الكومودور- بيروت يومي 1و 2 تشرين الثاني العام 1998 وذلك لمناسبة الذكرى العشرين لتغيب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب ورجل الصحافة الأستاذ عباس بدر الدين. والذكرى الخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وقد أجمع المؤتمرون على انه بعد مرور العام الخمسين على إعلان شرعة حقوق الإنسان ما زالت القوة ام الشرائع ولا وجود لمحكمة تعتبر الضعيف قوياً حتى تأخذ الحق له والقوي ضعيفاً حتى تأخذ الحق  منه. وبأن المهتمين بالدفاع عن حقوق الإنسان من الوجهة القانونية دورهم مغيب.

وقد ركز المؤتمرون على إنجازين مهمين للإمام السيد موسى الصدر من بين إنجازاتهم التي لا تحصى في مجال حقوق الإنسان في لبنان هما:

الأول: انه جعل نفسه قوة فاعلة في مجال التنفيذ.

ثانياً: إن الناس الذين كانوا خارج القدرة على المطالبة بحقوقهم أتاح لهم المناخ الملائم للمطالبة بتلك الحقوق.

وسلط المؤتمر الضوء على الانتهاكات الصارخة والمتكررة لحقوق الإنسان في الكثير من العالم ضد الأفراد والجماعات والشعوب، وأكد المؤتمر على انه ما دام هناك كائن حقه مطيع فإنه مستقبل البشرية في خطر.

وتناول المؤتمر مفهوم الكرامة وحق الحياة في الإعلان العالمي باعتبارهم الغاية القصوى والهدف الأساسي لواضعي شرعة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وركز المؤتمر على مفهوم الإنسان في فكر الإمام السيد موسى الصدر من حيث  الواجب والحق انسجاماً مع حركة الكون روحاً وعملاً.

كما تطرق المؤتمر إلى دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، وتساءل المؤتمرون عن الفائدة العملية للمواثيق والشرائع والإعلانات والاتفاقات والتوصيات بعد ان غدا القانون الدولي أسير السياسة الدولية وغير فاعل على اكثر الصعد.

واستنكر المؤتمرون ازدواجية المعايير في التطبيقات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان باعتبار ان ما يحصل من إبادة جماعية للشعوب وقتل وخطف واعتقال للأفراد تحت شعار الشرعية الدولية يشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي وللشرائع الإنسانية واعتبر المؤتمر قضية  اختطاف وتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه من ابشع جرائم العصر لما الحقه التغييب من خسارة الصعيد اللبناني والعربي والإسلامي.

ونوه المؤتمر بدور الإمام السيد موسى الصدر في تمتين التعايش والحوار بين الأديان واحترام الرأي الآخر.

كما تم التأكيد على ضرورة حقوق الإنسان والتزام مبادئها (في لغتيها الفردية والاجتماعية) واعتبارهما أمرين موجبين لجميع الدول لأنهما يشكلان التزاماً بالقانون الدولي ذاته، حيث لا يقتصر هذا الالتزام والاحترام على الدول لتوحدها وإنما يتناول المنظمات الإقليمية والدولية وأيضاً. وتطرق المؤتمر إلى موضوع المحكمة الجنائية الدولية حيث دعا إلى تفعيل دورها لتجد الإنسانية القوة في القانون بدلاً من قانون القوة.

وحث المؤتمرون الجهات الحقوقية المعنية على العمل لإيجاد ميثاق عربي إسلامي ومحكمة عربية إسلامية لرعاية حقوق الإنسان كما إكد المؤتمرون على ان احترام حقوق الإنسان في لبنان يمر بالضرورة عبر الدفاع عن الجنوب المحتل واعتبار مقاومة الاحتلال حقاً من حقوق الإنسان الطبيعية وطالب بالدفاع عن قضايا الأسرى والمعتقلين في سجون العدو الإسرائيلي.

المقررات والتوصيات:

خرج المؤتمر بالمقررات والتوصيات التالية:

1- طلب المؤتمرون في الجلسة الأخيرة للمؤتمر من مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات باتخاذ الإجراءات اللازمة إثارة قضية اختطاف الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين  بشكل فعَّال عن طريق  الجهات المعنية بحقوق الإنسان منها:

أ- مجلس الأمن الدولي للعمل الجدي لبسط الشرعية الدولية بمعانيها الحقوقية الأسمى في العالم كله ودون تمييز.

ب- منظمات حقوق الإنسان.

جـ- المؤتمر الإسلامي.

د- الجامعة العربية.

ودعا المؤتمر هذه المؤسسات المذكورة أعلاه إلى المتابعة الجدية لتأمين سلامة وإطلاق سراحهم العاجل وإيقاف هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان والشعوب المتمثل بتغيب قيادة فذة  فكراً وعملاً لا يزال الشعب اللبناني يعتبرها منقذه الأول.

2- إنشاء مؤسسات حقوقية متحررة من أية وصاية تحمي القانون وتصون الدولة وحقوق المواطن في لبنان.

3- إنشاء محكمة عدل عربية إسلامية على شاكلة محكمة العدل الأوروبية تقبل شكاوى الأفراد والجماعات وتكون قادرة على مسائلة الحكام.

4- القضاء على التمييز وازدواجية المعايير في تطبيق القوانين الدولية.

5- العمل على تعريف الإنسان اللبناني والعربي بحقوقه، ونشر وتعميم الثقافة الحقوقية سبيلاً إلى رفع الظلم والمعاناة.

6- طالب المؤتمرون بالعمل على ارض الواقع لوضع كل التوصيات موضع التنفيذ انسجاماً مع خط الإمام الصدر ونهجه الذي يعتبر العمل مضمون القول.

أمانة سر المؤتمر

صدر في  2 تشرين الأول للعام 1998

source