الابعاد الانسانية والوطنية والقانونية في قضية الإمام الصدر

calendar icon 11 كانون الأول 2003 الكاتب:اغناطيوس الرابع هزيم

* مثله سيادة الأسقف الياس نجم


* مؤتمر "كلمة سواء" السنوي الثامن: "الأبعاد الإنسانية والوطنية والقانونية في قضية الإمام الصدر"





فخامة الرئيس العماد إميل لحود ممثلا بمعالي الوزير كرم كرم

دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري

دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ رفيق الحريري ممثلا بمعالي الوزير علي عبدالله

أصحاب السماحة والغبطة والسيادة والمعالي والسعادة

أيها الجمهور الكريم

في الذكرى الخامسة والعشرين لتغييب سماحة الإمام موسى الصدر ومرافقيه وبمناسبة إنعقاد مؤتمر ( كلمة سواء ) تحت عنوان ( الأبعاد الانسانية والوطنية والقانونية في قضية الامام موسى الصدر ).

أود باسم غبطة البطريرك إغناطيوس الرابع ( هزيم )بطريرك أنطاكية وسائر المشرق أن أنقل الى السيدة رباب الصدر شرف الدين فضلا عن المشاركين كافة، تمنيات غبطته أن يؤتي هذا المؤتمر ثمارا جمة تساهم في تعزيز الوحدة والمحبة والوئام بين اللبنانيين والعرب أجمعين ، حيث تكون مقاومتهم مقاومة أبي المقاومة سماحة الإمام موسى الصدر للتصدي لأشرس وأعتى هجمة تآمرية تواجهها أمتنا العربية من الولايات المتحدة وإسرائيل.

أيها الإخوة والأخوات

لن يهدأ لنا بال إلا بزوال الاحتلال عن أرضنا العربية وبنوع أخص في العراق وفلسطين

وهذا الأمر لن يكون إلا بوحدتنا وتضامننا ومقاومتنا من هنا نوجه نداء إلى العرب قائلين: إتحدوا أيها العرب يزول الاحتلال . وبالعودة إلى موضوع مؤتمرنا هذا ، لا بد من استذكار شخصية الامام موسى الصدر في البعد الانساني والبعد الوطني والبعد القانوني تاركين التحليل للأخوة المشاركين في الندوات اللاحقة من أعمال هذا المؤتمر في هذا الظرف العصيب الذي تمر به أمتنا العربية.

أولاً ـ على الصعيد الإنساني لسماحة الامام الصدر نرى ما يلي:

إنه الانسان الانسان ، رجل الفكر والثفافة والعلم والمعرفة حيث خصص كل وقته في البحث والدراسة والاطلاع على الثقافات والديانات كلها ، مما جعل منه انساناً يدعو إلى الحوار الاسلامي ـ المسيحي حيث كانت له معرفة واسعة في الديانة المسيحية أكملت معرفته العميقة بالإسلام ، وهذا ما جعل منه رمزاً حوارياً توحدياً يدعو دائماً إلى إنسانية الإنسان للوصول إلى الكمال وللوصول إلى الخالق عز وجل بعقلانية بعيداً عن أي تعصب وأية أنانية ، فاختار خندق الانسان الشريف المكافح المكابد وحمل لواء النضال في مواجهة من يتربصون بنا شراً، وكان دائماً يحرص على التعبير عن الشخصية الوطنية ويحث على مواجهة الدنيا من اجلها رافضاً أن يفرض عليها المستغلون مشيئتهم باستثمار ثرواتها وإيقاف تقدمها وإذلال إنسانها.

من هنا علينا أن نقوي هذا الإتجاه الانساني عند سماحة الامام موسى الصدر لنبني ميثاقاً حقيقياً تتوجه المواطنية الصادقة والوحدة الحقيقية . كل هذا يستدعي الاستعداد الدفاعي والسياسي والإعلامي والإقتصادي والنفسي لكي نحذو حذو سماحته في تحقيق إنسانية الانسان على سطح الكرة الأرضية .

ثانياً ـ في البعد الوطني

سماحة الإمام موسى الصدر تغنى بمحبة الوطن ، فنشأ عنده ذلك الحس بعلاقته بالوطن والشعب فكان الوطن عنده مناخ استقرار وطمانينة وثقة في إخاء حقيقي وحرية مسؤولة وطموح إلى بسط العدالة الاجتماعية في إطار تكافؤ الفرص للجميع وفي احترام حضاري للكرامة الانسانية . والانسان في نظر سماحته هو الوطن الحي هو الشعب الحي ، فكان دائماً يستصرخ الضمائر كلما ألم مكروه بالوطن أو الشعب وما وقف مكتوف اليدين في معزل عن مشاطرة الناس آلامهم وهو من كان يرى ولا يزال مؤيدوه يرون أن السلام الذي من اجله يجب أن نجاهد ونبشر به هو سلام الأحرار المحررين الفرحين بالوجود والحياة ورحمة الانسان أخاه الانسان . السلام الذي من اجله يجب أن نجاهد هو عكس السلام الذي يفرضه القوي على الضعيف ليستكين مستسلماً لغطرسته وجبروته . السلام الذي أراده ونريده ليس سلام العبيد بل سلام المتساوين في الحرية والرخاء . تلك كانت وطنية سماحة الامام موسى الصدر.

source