البعد الإنساني

calendar icon 11 كانون الأول 2003 الكاتب:هاشم صفي الدين

* مؤتمر "كلمة سواء" السنوي الثامن: "الأبعاد الإنسانية والوطنية والقانونية في قضية الإمام الصدر"


باسمه تعالى

الحمد لله رب العالمين، والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.

من الامور الواضحة والتي لا تحتاج الى بيان أن قضية اخفاء الامام الصدر ورفيقيه هي جريمة بكل ما لهذه الكلمة من معنى وهي اعتداء سافر على الانسانية والحرية والقيم بمختلف ابعادها وأن اليد الجانية التي امتدت لتنال من هذا الرمز وما زالت تحاول التستر بكل وقاحة على هذه القضية هي يدٌ آثمة لم تراع أبسط الحقوق التي منحها الله تعالى للانسان في هذا العالم، وبعد مضي خمس وعشرين عاماً على هذه الجريمة لا ينبغي أن يكون حديثنا منصباً على انتهاك الجانب الانساني الشخصي وان كنا نعتقد ان هذا الجانب له أهميته الخاصة ويكشف مزيداً من المأساة في هذه القضية إلا أن الذي يفترض أن نلحظه وأن يكون حاضراً في القلب والعقل هو تسليط الضوء على أبعاد أخرى هي اكثر عمقاً وأبعد غوراً وأوسع تأثيراً واشمل فكراً ومنهاجاً تساهم في فهم طبيعة هذا الانتهاك الصارخ وما ألحقته بالانسانية من خسائر وعار ويدل على حجم التهاون والاستهتار الذين لحق بانساننا وقيمه في هذا العصر الذي ترفع فيه شعارات الحرية وحقوق الانسان، هذه الابعاد المفجعة نستوحيها من موضوع هذه القضية ومحورها وهو حجز حرية إنسان وقائدٍ لم يكن همه في هذه الدنيا إلا نصرة الانسان وقضاياه فهو من موقعه كعالم متبحر وقائدٍ ملهم ومفكر مبدع مع ما عليه من شجاعة فائقة واحساس مرهف تجاه مظلومية اي انسان والذي انتقل من بلدٍ الى آخر وتصدر المواقع حاملاً عذاب المعذبين وانين المضطهدين والمستضعفين يعطيهم الأمل والحب ويبشرهم بالخلاص مستمداً القوة والايمان من المبدأ الذي آمن به ومن تجارب الانبياء والمرسلين حيث ان دعواتهم جميعاً هي واحدة في سبيل رفعة هذا الانسان واعلاء شأنه وفي نفس الوقت يرفض وبشدة تجاوز حقوق الآخرين ويقاوم من أجل حفظ الكرامة الانسانية لأنها هبة الله للانسان وكل من يعتدي عليها فهو ظالم ومجحف ولم يكن يفرق بين انسان وآخر لأن الله تعالى يقول: " ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا..."، ولأنه كان يعتقد أن الهدف السامي للمرسلين هو ازالة الموانع والقيود لينعم الانسان بحريته قال تعـالى: " الذي يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والأنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ".

ولأنه كان يعتقد أن التبعية والانقياد هما لله فقط ولارادته وهذا هو السبيل الذي يوصل الى نور المعرفة والسعادة الانسانية قال تعالى:" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور..."، فان كانت وظيفة الطاغوت وكل المتزعمين والرابضين على قلوب البشر هي اغراق الانسان في الجهل والتخلف والصنمية خدمةً لمصالحهم فانه كان يرى ان وظيفة العلماء والمصلحين هي ارشاد الانسان الى العلم والمعرفة واكتساب الفضائل والاحساس بقوة الايمان وثقتهم بانفسهم ومصيرهم قال تعالى:" ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآياتٍ لكل صبار شكور". قال امير المؤمنين الامام علي(ع):" إن الله ارسل رسله ليخرجوا الناس من عبادة عباده الى عبادة ربهم".

من خلال هذه الرؤية بدأ الامام الصدر حركته وبهذه القيم عرفه الناس فأحبوه وعرفه أهل العلم والفكر فانجذبوا اليه ووجدوا فيه الدعوة الصادقة التي تستند الى معرفةٍ وجدت ضالتها في ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد(صلوات الله عليهم اجمعين) ولهذا لم يكن مجاملاً حينما خاطب الجميع بلسان واحد وقلب واحد موجهاً كلامه الى كل انسان بغض النظر عن انتمائه وطائفته ففي خطابه الشهير في كنيسة الكبوشية في سنة 1975 يقول بعد ان حمد الله تعالى: (... قلوبنا تهفو إليك وعقولنا تستمد النور والهداية منك، معتبرين أنك دعوتنا الى ان نسير جنباً الى جنب في خدمة خلقك وان نلتقي على كلمة سواء لأجل سعادة خليقتك فالى بابك اتجهنا وفي محرابك صلينا، اجتمعنا من أجل الانسان الذي كانت من أجله الاديان وكانت واحدة آنذاك، يبشّر بعضها ببعض ويصدق أحدها الآخر فأخرج الله الناس بها من الظلمات الى النور بعد أن انقذهم بها من الخلافات الكثيرة الساحقة والمفرقة وعلمهم السلوك في سبيل السلام).

ثم يقول في موضع آخر: (... كانت الاديان واحدة لأن المبدأ الذي هو الله واحد والهدف الذي هو الانسان واحد، والمسير الذي هو هذا الكون واحد وعندما نسينا الهدف وابتعدنا عن خدمة الانسان نبذنا الله وابتعد عنا فأصبحنا فرقاً وطرائق قدداً وألقى بأسنا بيننا فاختلفنا ووزعنا الكون الواحد وخدمنا المصالح الخاصة وعبدنا آلهة من دون الله وسحقنا الانسان فتمزق...).

إن هذه النظرة للإنسان ليست مصطنعة وليست على قياس المصالح الشخصية أو الاجتماعية أو السياسية أو أية مصلحة مهما كان شأنها بل هي نظرة متجذرة تلتقي في كل الأديان وتؤسس لعلاقات انسانية ذات أصول متينة وثابتة وتخلق حيوية وتفاعلاً واحساساً من نوع آخر أين منها كل الشرائع الوضعية والمحدودة ، والهوية الدينية الخاصة ليست حداً يجافي الآخر ويحصد الامتيازات ويدعي الإستعلاء وينكفىء على مصالح الفئة أو الطائفة او القوم بل الهوية الدينية التي كان يفتخر بها الإمام الصدر والتي كانت منطلقاً وحافزاً لكل جهاده هي سبب كامل للتواصل مع كل الديانات ومع كل قضايا الإنسان المعذب والمنتقص الحق والبعد الإنساني في كل القضايا ليست ضداً للبعد الإلهي بل ليس مخالفاً له كما يتوهم البعض حينما يلتمس الظلم والعداون تحت شعارات دينية بينما المفروض من واقع هذه النظرة الواسعة والشاملة أن يكون الدين - كما هوا واقعاً- منطلقاً لاهتمامات انسانية اعمق واوسع ولعل هذا ما حدا بالإمام علي(ع) حينما كان يتحدث عن غزو الأنبار أن يتألم ويتأوه للاعتداء الذي طال المرأة الضعيفة والمضطهدة سواء كانت مسلمة أو معاهدة ويقول: ( لو أن امرءً مسلماً مات دون هذا أسفاً ما كان به عندي ملوماً بل كان به جديراً..).

إن من يمتلك أفقاً بهذه السعة واخلاصاً بهذا الحجم وتجربة بهذا الصدق يكون وباستحقاق من الأدلاء الى الله ومن الدعاة الأوائل والكبار لاحترام الإنسان والدفاع عن الإنسانية بكل صفائها ونقائها وجوهرها ومن الطبيعي أن امثال هؤلاء العظماء سيشكلون خطراً فعلياً على اعداء الإنسانية وظالمي البشر ومستعبديهم الذين سيسعون بجبروتهم وجهلهم لازاحة هؤلاء ولاسكات صوتهم واخماد جذوتهم ، اليس هذا ما حاوله فرعون بوجه موسى(عليه السلام) حين التف حوله المستضعفون، أليس هذا ما سعى لأجله أصحاب المواقع والإمتيازات من بني اسرائيل حينما لاحقوا عيسى بن مريم(عليه السلام) وهو يبشر المساكين والحفاة بالخلاص، أليس هذا هو ما أراده جبابرة قريش مع محمد بن عبد الله(صل الله عليه وأله) من خلال الحصار والتشريد ومحاولة القتل خوفاً من صوت الحق الذي بدأ يظهر من الجزيرة العربية، نعم انها سنة الحياة وطبيعة الصراع (واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).

من خلال هذا كله ندرك أن جريمة إخفاء الإمام الصدر ليست حدثاً عادياً حصل في يوم من الأيام تجاه شخص فحسب بل هي فعل مدبر ممن ضاقت أنفسهم ذرعاً وخوفاً من الحقيقة التي بدأت تظهر مع كلماته وحركته وخوفاً من افتضاح أمر الذين مارسوا الظلم وأذكوا الفتن على حساب الإنسان المضطهد الذي ارادوه أداةً في مشاريعهم واطماعهم بينما كان الإمام الصدر يعتبر ان قوة امتنا في انساننا الذي يجب ان يحظى بحقوقه وفرص العيش السعيد وان يحيا حريته ليقوم بواجبه فينقذ مجتمعه وامته.

وبالتالي فإن ما فعله هؤلاء الجهلة أضر بالوطن وبالأمة وبالإنسانية جمعاء حين حرموها اكتمال عقد تجربة كانت بامس الحاجة إليها وتتأكد هذه الحاجة مع كل ما نراه في عالمنا اليوم من متغيرات وأحداث ومناهج وأفكار تفتقد الى رجل عظيم وقائد كالإمام الصدر، ولكي نتبين حجم الخسارة التي منينا بها أسلط الضوء على بعض العناوين كنماذج وعلى شاكلتها الكثير مما لا مجال لإحصائه الآن:

1- الفاجعة الإنسانية الكبرى التي تصيب العالم اليوم بفعل الإستكبار العالمي وهيمنة المصالح الأمريكية على حساب قضايا الشعوب المستضعفة والمقهورة، في معرض حديثه عن ما آلت إليه البشرية نتيجة الكذب والنفاق والكبرياء والغرور يقول الإمام الصدر: (فمن الاستبداد الى الاستعمار، ومن الإقطاع الى الإرهاب الفكري وإدعاء الوصاية على الناس، واتهامهم بأنهم لا يفهمون، ومن الاستعمار الجديد الى فرض المواقف على الأفراد والشعوب بضغط اقتصادي أو ثقافي أو فكري ومن سياسة الإهمال لإبعاد الفرص عن الناس بعض الناس وعن المناطق بعض المناطق منها الى التجهيل وحتى منع الصحة عن الناس وفرص التحرك والتنمية صور واشكال لسلب الحريات ولتحطيم الطاقات، والمال هذا الصنم الأكبر هذا الذي يعتبره السيد المسيح مانعاً من دخول ملكوت السماء اكثر من حجم الإبل عندما تحاول إدخاله في خرم الإبره – ينمو على حساب الحاجات الأخرى للفرد والجماعة يصبح هدفاً وقوة ساحقة...).

ثم يقول: (... والحقيقة ان إبعاد الايمان الذي يجعل الربط بين الله وبين الإنسان في حضور دائم إبعاد الايمان عن كونه قاعدة للحضارة الحديثة جعلها معرضة للإختلال ... فالسياسة والإدارة والسوق والعمران لأنها لم تكن مبنية على القاعدة الإيمانية بدأت تنمو بصورة غير منسقة فتحولت الى الاستعمار والى الحروب والى التفتيش عن الاسواق الجديدة والى فترة السلام المسلح، واصبحت حياة الإنسان كلها متأرجحة بين الحروب الساخنة والباردة وبين فترة تضميد الجراح والسلام المسلح...).

2- من المعلوم ان التجربة الدينية تعاظمت في العقدين الأخيرين وكان منها الصحيح وفيها السقيم، كان فيها الصالح وفيها الطالح حين تفقد البوصلة الموجهة وحين تنعدم الرؤية الواسعة المستقاة من تجارب الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) وهنا كانت الحاجة ملحة الى مساهمة فاعلة على المستوى الفكري والتجريبي أيضاً كتلك التي قدمها الإمام الصدر فحفَظ الأصالة ولم يصطدم مع مقتضيات الزمان والمكان كما يقول الامام الخميني(قده) وبالتالي قدم نموذج التوازن في الشخصية الدينية وعدم التأرجح بين الإفراط والتفريط هو السمة التي صبغت شخصية الإمام الصدر وتجربته فقدمت الإسلام محبباً فيه قوة الإيمان وخدمة الإنسان. يقول: ( ... وإذا كان الايمان ببعده السماوي يعطي الإنسان اللانهائية في الإحساس واللانهائية في الطموح.. وإذا كان الايمان ببعده السماوي يحفظ للإنسان الأمل الدائم عندما تسقط الأسباب ويزيل عنه القلق وينسق بينه وبين بني نوعه من جهة وبينه وبين الموجودات كلها من جهة أخرى، إذا كان الايمان بهذا البعد يعطي الانسان هذا الجلال وهذا الجمال.. فإن الايمان ببعده الآخر يسعى لصيانة الانسان وحفظه ويفرض المحافظة عليه ويؤكد عدم وجود الايمان دون الإلتزام بخدمة الإنسان...).

3- فلسطين قضية الأمة المركزية والتي تتعرض اليوم لأسوأ وأبشع هجوم منظم ومركز من قبل الصهاينة والأمريكيين بهدف القضاء عليها، اعتبر الامام الصدر منذ البداية ان طريق الخلاص يكمن في المقاومة وفي جعل هذه القضية الهم الأول لأبناء أمتنا وهو الذي احتضنها بعباءته وحماها بعمته الشريفة ودعا الى مساندتها بكل قوة، كما انه ركز قبل اكثر من ثلاثين عام على الخطر المحدق بالقدس الشريف وكان يتحدث بلسان اليوم عن محاولة تهويدها حينما يتحدث عن العدو الاسرائيلي قائلاً: ( عندما نجد انه يشكل مجتمعاً عنصرياً يمارس السحق والتفرقة في جميع أنواعها الثقافية والسياسية والعسكرية حتى انه يتجرأ على تحريف التاريخ وعلى تهويد المدينة المقدسة وعلى تشويه الآثار التاريخية..)، بالله عليكم ما هو لسان حال الامام الصدر اليوم ونحن نشاهد العدو وبعض المتخاذلين يوجهون الضربة الأخيرة لتحريف التاريخ... وهنا نسأل السجان المتمادي بظلمه ما كان ضيره لو كان الإمام الصدر حاضراً في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها القدس وفلسطين... ألم يكن حلمه ان يرى جموع المجاهدين وأطفال الحجارة وكل الأمة تهب لنصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

4- المقاومة في لبنان والتي اصبحت اليوم حاجة وخياراً وطنيين وهذه المقاومة كانت خياراً حقيقياً عند الإمام الصدر لقوة لبنان ومنعته وكان مؤسساً لها حينما قال ان السلاح زينة الرجال من أجل ان يُوجَه بوجه العدو الصهيوني فقط وبذل كل طاقة في سبيل ان يمنع الاقتتال الداخلي وان يجتمع الجميع في منهج سياسي محدد فيدفع العدو ومؤامراته عن لبنان وعن الأمة، هذه المقاومة التي أعطتنا جميعاً العز والتحرير ودفعت عنا غائلة العدوان كانت برنامجاً عملياً للامام الصدر وقد جند الشباب وحضهم في سبل القيام بهذا الواجب ولذا نحن نعتقد ان احتجاز الامام الصدر هو طعنة لخيار المقاومة واهانة لكل المقاومين والشرفاء في لبنان وفلسطين.

5- لبنان الذي يترنح اليوم داخلياً بفعل السياسات الاقتصادية الخاطئة والفساد المستشري والطائفية القاتلة كان الامام الصدر يعتبر دائماً ان رصيد لبنان الأول والأخير هو هذا الانسان وقد وضع يده على المشكلة حينما دعا الى رفع الحرمان وعدم التمييز بين مناطقه والعمل بكل امكانية لصون الوطن بانسانه واعتبر ان الخلط بين الدين والطائفية مكمن خطر كبير، في تلك الأيام كانت الطائفية مرضاً فما حالنا اليوم والطائفية أصبحت سرطاناً وسلاحاً في مختلف المواقع تحت عناوين وشعارات ومبررات واهية.

وبعد كل هذا نعود الى القضية لندرك جيداً ان انساناً من هذا النوع بما أتاه الله تعالى من نور وعلم ووعي وجرأة واخلاص وتفانٍ كان مشروعاً كاملاً صاغه الاسلام من أجل الانسانية بحقيقتها التاريخية وبجوهرها الرباني وبكل تجلياتها الفكرية والاجتماعية والسياسية فكانت حضوراً دائماً في فكره وفي شخصيته ومواقفه كانت معه وفيه حين مد يده لمصافحة الآخرين والتعاون معهم وكانت معه حينما وقف الى جانب المعذبين والمحرومين وكانت معه وفيه حين حمل هم لبنان النموذج الحضاري وكانت معه حينما عشق فلسطين والقدس والمقاومة وختاماً فان استمرار الاعتداء على هذا الرمز باخفائه أو ابقاء ستر الغموض مسدلاً على قضيته هو اعتداء على كل هذه القيم التي ان حركتنا ينبغي ان تحركنا ايضاً لتكون قضية الامام الصدر قضية كل انسان يحمل قيماً ويدافع عنها لانه اضحى في وجداننا وفكرنا ووطنيتنا واسلامنا ومقاومتنا قيمة لا يجوز ان تُضيّع.

source