الامام موسى الصدر: دور الاعلام والوحدة الوطنية

calendar icon 12 كانون الأول 2002 الكاتب:عبد الهادي محفوظ، أستاذ

* مؤتمر "كلمة سواء" السنوي السابع: "الذات والآخر في الاعلام المعاصر")
(الجلسة الأولى)


الامام موسى الصدر شخصية آسرة. نجح في إضافة أبعاد لا يمتلكها الآخرون الى تفكيره والبعض يرى أن هذه ’’الأبعاد‘‘ كانت في الأساس من مكوّنات شخصه وعنصراً أساسياً في التأثير على محيطه. فجمع بين القديم والحديث، بين الثقافة الدينية والثقافات الحديثة، وكل الذين التقوا به أدركوا انهم أمام قيادي متواضع يعرف كيف يدخل الى العقل والقلب : كيف يوصل ما يريد وكيف يقنع النخبة والعامة. ولأنه محاور من الطراز الأول آمن بالحوار وأعطى بلده لبنان الذي طالما سمّاه الوطن الصغير المكان الأساسي الذي يرمي اليه الحوار. فـ ’’الوطن الصغير‘‘ هذا الذي تمكن من ’’حمل مشعل الثقافة والحضارة ردحاً طويلاً من الدهر يمكن أن يصبح مصدر الشرور والأخطار وأن يقض المضاجع.‘‘

ولذا كانت دعوته الاساسية هي وقف الحرب الأهلية فوراً. فالحرب هي ليست فعل المدافع فقط على ما يقول، انها ’’حرب العقول والنفوس والألسن أيضاً. فالألسنة والأقلام خاضت حرباً تجاوزت في شراستها الأسلحة الفتاكة فاختلفت وشوهت وحببت وكرهت وضخمت وصغـّرت وحطمت وتجاوزت حدود أفكار غوبلز.‘‘

والأقلام التي يقصدها الامام موسى الصدر هي الأقلام التي روّجت للحرب الأهلية واستجابت للغة الغرائز ولدوافع التحريض الخارجي التي موّلت هذه الحرب وسلّحتها ولاقت استجابة عند ميليشيات الحرب. فمقولة حروب الآخرين على أرض لبنان لا تكفي لوحدها لتفسير الحرب اللبنانية، فهذه الحروب ما كانت لتقع وتتفاعل وتقسّم اللبنانيين الى أحياء ومناطق متقابلة لولا استجابة اللبنانيين لها ولو لم تجد أرضاً خصبة عندنا وفي حاجة الزعامات الطائفية الى تجديد نفسها عبر زرع الكراهية ولغة الموت والخوف والهواجس. وهنا روّج الاعلام للحرب عندما أعطى للطوائفيين مكاناً في اعلامه المكتوب وعلى شاشاته وعندما شرّع الأبواب للخطاب الطائفي... هذا لا يعني اطلاقاً ان الاعلام مسؤول عن الحرب انما يعني فقط انه قصر دوره على نقل واقع الحرب كما هي مواجهات بين ميليشيات وطوائف ولم يحاول جدياً صناعة رأي عام ضد الحرب وصانعيها ومروّجيها.

وحقيقة الأمر أن الحرب فاجأت الامام موسى الصدر قبل استكمال مشروعه السياسي الذي يهدف إلى بناء الدولة والانسان. ولذا عندما انفجرت احداث 13 نيسان 1975 وكنت وقتها مكلفاً منه في بناء حركة المحرومين في الضاحية الشرقية من بيروت استدعاني الامام الى مقره في الحازمية وقال لي دورك اطفاء الحريق بين مخيم تل الزعتر والكتائب والحؤول دون وصولها الى حي النبعة. وعندما قلت له هذا الموقف يتناقض مع مقولة وحدة المحرومين من أرضهم والمحرومين في أرضهم أجابني: ’’هذه الحرب هي ضد لبنان وضدنا وضد الفلسطينيين ولا بد من ايقافها بأي ثمن فالكل فيها خاسرون‘‘، وكان على حق. فالامام موسى الصدر الذي كان يدعو الى ان السلاح زينة الرجال في مواجهة اسرائيل كان ضد استعمال هذا السلاح بين اللبنانيين انفسهم. فالوحدة الوطنية بالنسبة اليه هي الاساس وهي غير ممكنة من دون تغليب ما هو مشترك بين اللبنانيين والاولوية هي لهذا المشترك. فالخطر الخارجي المتمثل بالعدو الاسرائيلي يتوحد حوله اللبنانيون، أما الفتنة الطائفية فتؤدي الى التفكك والتفتيت والانهيار الداخلي ... وعلى هذا الاساس تعاطى مع مقولة الحرب. فالامام الصدر هو داعية الوحدة الوطنية ووسيلته الى ذلك هي الحوار وبدأه مبكراً في صور بالممارسة حيث جعل جمعية البر والاحسان لا تقتصر في نشاطاتها على الطائفة الشيعية ، ’’فصندوقها يدخل فيه الخير من الجميع.. ويدها تمتد لمساعدة الجميع‘‘. والكل يعرف كيف ان الامام موسى الصدر اسقط اوهاماً خاطئة واعتقادات لا اساس لها من بعض اهل صور الشيعة الذين كانوا قاطعوا شراء البوظة من مقهى يملكه مسيحي . فتقصّد الامام الصدر خروجه يوم الجمعة من الجامع وذهب الى المقهى المعين وأكل بوظته امام الجميع ... فأسقط بالممارسة الاوهام والاعتقادات الخاطئة.

كان الامام يعرف تمام المعرفة ان أي تغيير جدّي على المستوى اللبناني يستحيل أن يقتصر على طائفة واحدة او على ثنائية طائفية... فالتغيير عمل وطني ممكن بقاعدة وطنية عريضة اساسها المحرومون في كل الطوائف... وهو كان يسعى الى هؤلاء المحرومين الذين يطمح الى توحيدهم بلغة غير طائفية من خلال ما يجمع بينهم.. وكانت المسألة الاجتماعية عنصراً أساسياً في هذا الطموح كما كان بناء الوطن على قاعدة الدولة القادرة والعادلة والمدنية مدخلاً لكسب النخبة والبورجوازية المتنوّرة والمتضرّرة من مزارع الاقطاع السياسي التي حالت دون أن تبلغ الشهابية السياسية غايتها في تطوير المؤسسات الجامعة. وبهذا المعنى كان الامام يدرك أخطار الطائفية على مشروعه. ولذا كانت مساهمته الأساسية في اطلاق حملة الحوار المسيحي الاسلامي عبر منبر "الندوة اللبنانية" وكانت له محاضرات عدة في كنيسة الكبوشية واليسوعية.. وكان هدف هذه المحاضرات تعميق اللحمة في البنية الاجتماعية العامة والتركيز على ان الدين في جوهره هو واحد غايته بناء الانسان وازالة الحواجز التي نصبتها عوالم مفتعلة يبرأ منها دين الله الحق. وهكذا كان تركيز الامام الصدر على انه ’’عندما نلتقي في الله تكون الاديان واحدة. وخدمة الانسان هي الطريق الى الله وان القاسم المشترك بين المسيحية والاسلام هو الانسان الذي هو هدف الوجود وبداية المجتمع والغاية منه والمحرك للتاريخ.‘‘

طروحات الامام الصدر هذه لاقت تجاوباً من النخبة المسيحية وفي الاوساط الكنسية واعتبرها المطران غريغوار حداد توجهات تلتقي مع ما يطرحه في تنظيم ’’الحركة الاجتماعية‘‘ التي كان قد أسسها... وكانت حوارات بين الاثنين في مطلع الستينات وصلت فقط الى درجة التعاون في مجال الخدمة الاجتماعية. فالامام موسى آثر العمل من خلال اطار اوسع فيه من التنوّع الطائفي ما يسمح بالوصول الى تحديدات جامعة لما هو مشترك بين اللبنانيين. وبالفعل هذه كانت غاية البيان عن الحوار المسيحي الاسلامي الذي صدر في 8 تموز 1965 عن ثماني شخصيات معروفة هي المطران جورج خضر والشيخ صبحي الصالح وفرانسوا دوبريه لاتور ويوسف ابو حلقة وموسى الصدر وحسن صعب ويواكيم مبارك...

والحرص على الوحدة الوطنية كان يدفع الامام موسى الصدر الى إعمال الفكر طويلاً قبل اتخاذ اي خطوة . فعندما طرح مطالب المحرومين كان يهمه مسبقاً معرفة وقعها عند الشيعة وغير الشيعة. وما لا يعرفه الكثيرون ان السنة والموارنة والكاثوليك في البقاع الشمالي تجاوبوا معه قبل الشيعة بسرعة كبيرة ذلك انهم لمسوا ان المطالب الانمائية التي طرحها سواء بالنسبة للسياسة الزراعية او بالنسبة لمشروع العاصي او لبناء المستشفيات والمدارس ومد شبكات المياه والطرق وفتح ابواب وظائف الدولة ... لمسوا ان هذه المطالب تعنيهم قبل غيرهم... ذلك انهم وجدوا في الامام الصدر مرجعية لهم لا تتوفر في المرجعية السياسية ... وهكذا ترجموا تجاوبهم معه بشكل أسرع وأفعل من شيعة البقاع الذين ترددوا بين المرجعية السياسية ومرجعية الامام. وما ينطبق على شيعة البقاع ينطبق على شيعة الجنوب. وبالفعل كسرت بلدة عرسال السنية في البقاع الشمالي اغلاق منطقة البقاع على الامام فكان الاستقبال الاول الحاشد له الذي تلاه أن دير الاحمر المارونية احتفلت بالامام وفتحت له كنائسها وبيوتها.. ومن ثم كرّت السبحة وكان مهرجان المئة الف في مدينة بعلبك. وكل هذه الامور كانت قد تمت قبل سنة من اندلاع الحرب الاهلية حيث فوجئ الامام بان اهالي بلدة القاع الكاثوليكية قد شكلوا لجاناً زراعية جاءت تعلن ولاءها له وتطالبه بمساندتها برد ملكية الأرض للمزارعين الذين اضطروا لرهنها خلال الحرب العالمية الثانية لعائلات سياسية قد تلجأ الى طردهم منها في حال وصلت مياه العاصي الى مزارع القاع... وتجاوب معهم الامام بحيث انه عندما عرض على الاستاذ اسعد جعفر أحد مؤسسي حركة المحرومين مهمة قيادية رفيعة قال له هذا الأخير ’’هذا يعني أنني أتخلى عن ملف القاع‘‘ أجابه الامام ’’لا ملف القاع أهم تتخلى عن المهمة...‘‘

بناء الوحدة الوطنية من جانب الامام موسى الصدر كان يتم من تحت اي من القاعدة وباعتماد مفاهيم بسيطة وبدون تعقيدات أيديولوجية. ومن دون اللجوء الى مقولات الطبقة او الاشتراكية اصطف الى جانبه العمال والمزارعون والحرفيون والبورجوازية الكبيرة التي تضررت من نظام المزارع السياسية والتي التقت مع الامام الصدر حول فكرة تحديث الدولة والادارة وعصرنة الاقتصاد وانماء الارياف. فالامام حاول معالجة ظاهرة أحزمة البؤس التي طوقت بيروت مثل عنق الزجاجة على حد تعبيره ، وردّ هذه الظاهرة الى العلاقة الهشة للدولة بالاطراف حيث ان ’’لبنان الكبير‘‘ بقي فعلياً في حدود نظام المتصرفية مع ضم شكلي للأقضية الاربعة وبحيث ان الدولة تمّ اختصارها في العاصمة بيروت كمركز للنشاط السياسي والاداري والاقتصادي والخدماتي... وهذه المقاربة لعلاقة بيروت بالاطراف يقع على مثلها المراقب والمتابع في فكر الزعيم الصيني ماوتسي تونغ... وهذا ان دلّ على شيء فعلى كون الامام استفاد من تجارب الآخرين ووظّفها حيث يجب لبناء الوحدة الوطنية عبر الاشارة الى عوامل التفكيك وعناصر الخلل البنيوية. وهنا ومن دون شك فان الامام انتج نظرية سياسية لمفهوم الوحدة الوطنية دمج فيه بين معطيات مختلفة بما فيها معطى ’’المتحد الاجتماعي‘‘ عند انطون سعادة.

ففي احدى المرات التي كان يتم فيها نقاش الوضع داخل الطائفة الشيعية قال لي الامام ينبغي في مطالبنا في مرحلة اولى ان يتوحّد كل الشيعة بحيث نعزل الاقطاع السياسي ... وان يتزامن ذلك مع حركة تغيير في كل الطوائف وعلى مستوى الوطن... ولا يمكن ان يكون التغيير طائفياً ... فالهدف ينبغي ان يكون واضحاً امامنا وهو وحدة الشعب.‘‘

اذن الحرب اللبنانية قطعت مؤقتاً على الامام موسى ترجمة مشروعه حول وحدة الشعب والمتحد الاجتماعي.. فالحرب انتهت فتنة طائفية وان تزينت بشعارات من هنا وهناك. وحرصاً منه على مفهوم الوحدة الوطنية حاول قطع الطريق بدوره على الحرب عندما اعترض على شعار عزل الكتائب الذي طرحته وقتذاك الحركة الوطنية. اذ رأى ان تطبيق هذا الشعار عملياً يعني ’’عزل المسيحيين‘‘ ... كما انه رفض مقولة تغيير النظام بالقوة وباستخدام السلاح وبتوظيف المعطى الفلسطيني في عملية التغيير ذلك انه كان يدرك بنظرته الثاقبة الانعكاسات السلبية لمثل هذه الطروحات على الوحدة الداخلية حيث لم يؤخذ في الاعتبار لا عامل الفتنة الذي يتأتى عن ذلك ولا العامل الاسرائيلي المتربص بالداخل.. وفي هذا السياق يفترض قراءة اعتصام الامام كاعتراض على استمرار الحرب وكدعوة تحريض للناس لوقفها ولخلق رأي عام ضاغط.

كان الامام يرصد حركة الاعلام في بدايات الحرب . ولهذا رأى ان هذه الحرب يمكن اعتبارها الحرب الاعلامية اولاً. ’’فعن هذا التشنج الاعلامي الذي صرفت له الملايين والذي تجندت له الافكار والمواهب نتج حرب العقول والنفوس وادّى كل ذلك الى حرب الايدي والسلاح والمآسي والكارثة‘‘... وأحد الأسلحة الأساسية لحماية الوحدة الوطنية النتاج الطبيعي لـ ’’الصيغة اللبنانية‘‘ التي هي حصيلة حوار حضارات متعددة على امتداد الزمن هو الاعلام خصوصاً على ما يقول الامام بأن الصيغة لم تسقط في الحرب فالتعايش بين اللبنانيين ليس ملكاً للبنانيين لكنه أمانة في يد اللبنانيين ومسؤوليتهم وواجبهم وليس حقهم فحسب.

وأهمية الصيغة اللبنانية التي تعني فيما تعنيه ’’التمسك بوحدة لبنان وانسجامه مع المنطقة وصيانة كونه أمانة للحضارة العالمية‘‘... أهميتها انها نموذج لحوار الحضارات الذي يمكن تقديمه كبديل لنظرية ’’صراع الحضارات‘‘ التي روّج لها بعد أحداث الحادي عشر من أيلول والتي تركّز على الصراع بين الحضارتين الغربية والاسلامية. وهذه النظرية تجد من يحبّذها في اليمين الديني والسياسي الأميركي وداخل الادارة الأميركية رغم ان العالمين العربي والاسلامي أدانا عملية الحادي عشر من ايلول التي استهدفت البرجين والبنتاغون . والمقصود هنا انه يمكن للاعلام اللبناني والعربي ان يسهم في تسليط الضوء على حوار الحضارات عبر الصيغة اللبنانية التي هي عنوان على انفتاح الاديان على بعضها البعض. فالاعلام في رأي الامام موسى الصدر مادة تغذية ثقافية للروح ولتهذيبها. ذلك ان المهم هو الرسالة التي يحملها الاعلام الذي هو من ’’عوامل تكوين الانسان اللبناني‘‘ . فقد اعتبر الامام باستمرار ان الحلول الطائفية هي بلاء للوطن كما ان الحلول النابعة عن التحدي هي مرفوضة.

في ضوء الملامح العامة للنظرية السياسية عند الامام موسى الصدر في جانب علاقة الوحدة الوطنية بالاعلام والحوار بين اللبنانيين وفي ظل مقولة حوار الحضارات يمكن صياغة بعض الاقتراحات:

أولاً: تشكيل لجنة المتابعة للحوار المسيحي – الاسلامي لاستكمال ما كان قد بدأه الامام موسى الصدر مع رفاقه الثمانية في العام 1965.

ثانياً: تعميم ونشر محاضرات الامام الصدر والأب يواكيم مبارك حول الحوار الاسلامي – المسيحي وتسليط الضوء على النقاشات والمحاضر للجنة بيان الحوار.

ثالثاً: الاستفادة من النوافذ المسيحية المشرقية على الغرب المسيحي لتصحيح ما يروّج من أفكار خاطئة حول الاسلام ولابراز القيم المشتركة بين الديانتين التي أشار اليها مؤخراً المستشرق والباحث الأميركي برنارد لويس.

رابعاً: الارتكاز الى بيان البطاركة الكاثوليك المشرقيين والذي شارك معهم رئيس اساقفة واشنطن تيودور ماك كاري الذي حدد ثوابت قيمة يمكن ان تشكل مساحة لاعلام وطني وقومي باتجاه مخاطبة الآخر ، وعناوين هذه الثوابت هي:

* مواقف اليمين المتطرف في اميركا مهينة وخطيرة بحق الاسلام .

* الحرب على العراق خطر داهم.

* ازدواجية المعايير في تطبيق القرارات الدولية نحو المنطقة . والمثال السلبي هو الاسلحة غير التقليدية. والحل هو تجريد المنطقة من هذه الأسلحة غير التقليدية من دون استثناء اسرائيل منها.

* طريق السلام والأمن واضح وصريح وهو وضع حد للاحتلال الاسرائيلي الذي هو مصدر العنف في المنطقة.

* القدس عاصمة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي.

* النظام الطائفي خلل ينتج التشنج .

* لبنان جزء من المنطقة ومصيرها وتاريخها وصراعاتها.

الحاجة الى المحبة والصراحة في التعامل.

خامساً: المساهمة بسحب سياسات التحدي في العلاقات سواء من جانب السلطة او من المعارضة وفتح قنوات الحوار على قاعدة تبريد الأجواء.

سادساً: الالتزام بالسلام العادل والشامل على اساس القرارين 242 و 338 ومرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام، بما يعني ذلك اقامة الدولة الفلسطينية وتحرير كامل الجولان ومزارع شبعا .

سابعاً: تسريع اقامة سوق عربية مشتركة عبر معادلة لبنانية – سورية تبرز أهمية التكتلات الاقليمية في زمن العولمة. وتستفيد من فرص توظيف رساميل عربية بعد أحداث الحادي عشر من ايلول ، وعدم اطمئنان الرأسمال العربي الى توظيفات في الاسواق العالمية.

ثامناً: ثمة حاجة ماسة للوصول الى اعتماد المجتمع السياسي والمدني توصيفات وتعريفات محدّدة لما هو ’’مشترك‘‘ بين اللبنانيين وانما يلقى تفسيرات مختلفة مثل السيادة ، الطائفية، التعايش، الهوية، الديموقراطية، الديموقراطية العددية، والديموقراطية التوافقية ، الوطن النهائي. ومساهمات الاعلام هنا قيّمة في تثبيت هذه المفاهيم وجعلها مشتركة بين اللبنانيين. وان مثل هذه المهمة تفترض حواراً في العمق يمكن ايجاد أجوبة له في الصيغة اللبنانية وفي فكر الامام موسى الصدر وفي التجربة الشهابية... ومن هنا الحاجة الى مركز دراسات للحوار يأخذ على عاتقه دعوة كل المعنيين الى المصارحة والمناقشة على قاعدة الشفافية واستناداً الى ان التنوع الفكري يمكن ان يكون عنصر تكامل وغنى واشباع للحوار الذي هدفه النهائي اعمار الانسان والأرض كما علّمنا الامام الصدر الذي تغييبه لا يلغي حضوره بيننا وفينا.

موسى الصدر ليس ملكاً لطائفة ، انه اغناء للصيغة اللبنانية وعلى النخبة ان تعمل على فكره وصولاً لمعادلة ’’نريد ان نكون مواطنين في وطن لا مواطنين في طوائف‘‘...

* نشرت بجريدة الديار تاريخ 30/11/2002

بعنوان "رؤية الإمام موسى الصدر في"الصيغة اللبنانية: حوار التفاعل لا حروب العصبيات"

* نشرت بجريدة العواصف تاريخ 14/10/2005

بعنوان "الامام موسى الصدر: دور الاعلام والوحدة الوطنية وحوار الحضارات وصيانة الوطن الصغير"

source