أي اعلام نريد هل من امكانية لاعلام عربي فاعل

calendar icon 13 كانون الأول 2002 الكاتب:جورج كلاس

مؤتمر "كلمة سواء" السنوي السابع: "الذات والآخر في الاعلام المعاصر")

(الجلسة الرابعة)


ينطبق عنوان هذه الحلقة المستديرة "أي إعلام نريد؟ وهل من إمكانية لإعلام عربي؟" على مسلمات استباقية، ثوابتها ان العرب لا يزالون من غير اعلام عربي، والأخطر، انهم لا يسعون إلى ذلك، حتى الآن، لولا ملامسة مؤتمر "كلمة سواء" لموضوع (الذات والآخر في الاعلام المعاصر)، حيث ان الذات الاعلامية العربية ببعدها القومي والحضوري، غير موجودة بعد.

ويحمل القسم الثاني من هذه الحلقة المستديرة سؤالاً واضحا حول امكانية وجود اعلام عربي، بما يحمل فرضية صعوبة وجود هذا الاعلام، إن لم نقل استحالته.

ومشكلة (أي اعلام نريد؟)، تتعلق عضويا بوجود ادارة عربية حدة ذات قدرة تقديرية وبعيدة عن (الأنا الحاكمة) أو (أنا النظام)، وهل مسموح لنا بأن نريد دون دفتر شروط أم لا.

ومن أساسيات العنوان انفتاحه على دعوة العرب إلى تأسيس اعلام عربي ملتزم وذات انتماء قومي صريح، اعلام يكون قادراً على مخاطبة كل العرب، وان يكون ناطقاً باسم كل العرب، وأن يكون له قابلية إنصات من قبل عرب كثيرين.

وبعيداً عن الطوباويات نقول ان الاعلام العربي الذي نطمح اليه، بحده الأدنى، هو اعلام مصيري متبصر بالامور الضاغطة على العرب، وهو اعلام أكثر التزاماً بقضايا العرب، وأكثر التصاقاً بإنشغلاتهم وهمومهم. نريد اعلاماً حراً متحرراً من بعض العرب في سبيل كل العرب، نريد اعلاماً أوسع من الانظمة، إعلاماً يمكنه احتضان أكثر شرحات الطبقات العربية وتوزعاتها الفكرية والسياسية والمجتمعية، نريد اعلاماً صاحب شخصية قيادية بمعنى ان يكون اعلاماً كيانياً له ثوابته وتطلعاته، نريد اعلاماً متحدثاً وانفتاحياً لا اعلاماً نمطياً، نريد اعلاماً ينقل صورة العرب إلى العرب، لا ان يستورد صورة العرب من الاعلام الغربي والاعلام الذي نتمناه لشعبنا هو اعلام حرية يخرج من (الأنا) إلى رحابة (الآخر) بأبعاد مساحية لا حدود لها، اعلام حرّ يربّي الأجيال على الحرية.

أي اعلام خارج الحرية، يصبح خطاباً موجهاً وبطل أن يكون من الاعلام بشيء.

ونحن لا ننكر على الانظمة والاحزاب الحاكمة ان يكون لها نظامها الاعلامي كجزء من تركيبة بنيتها السياسية، ولكن ذلك لا يحول دون ان تبادر الأنظمة السياسية، وأنظمة الظل إلى تأسيس اعلام عربي حول القضايا التي تحظى بإجماع حولها، كقضية القدس، مثالاً فريداً ويتيماً يجتمع العرب حول معناها الديني والقومي والوجداني.

source