الذات والآخر في الاعلام المعاصر

calendar icon 13 كانون الأول 2002 الكاتب:قيس جواد العزاوي

مؤتمر "كلمة سواء" السنوي السابع: "الذات والآخر في الاعلام المعاصر")

(الجلسة الرابعة)


شكراً جزيلاً سيدي الرئيس، في واقع الامر اني هذا الصباح قدمت بحثاً حول صورة المسلمين في الاعلام الغربي وخصصت فرنسا وقلت ان الاعلام ليس كل شيء، الاعلام يبني على تراكم معين تخلقه المعرفة والمسألة التي نغفلها دائماً نحن، الاعلام يقول نصف الحقيقة، النصف الآخر هو المزيف او المشوة او الموجه ونصف الحقيقة، الحقيقية هي ان الكتب المدرسية في الدول الغربية مليئة بالهجوم على صورة الاسلام والمسلمين واوردت العديد من النصوص التي موجودة في الادب الفرنسي في الكتب المدرسية الابتدائية، في الكتب الثانوية، كلهم يقولون ان العرب نهابون، متمردون، والاسلام منتج للعنف، ومنتج للأرهاب وما زال الكلام قائماً فالطفل الفرنسي ينشأ على صورة نمطية او صورة سلبية للاسلام تأتي وسائل الاعلام وتقرر هذا لن اكرر ما قلته هذا الصباح ولكنني اقول لماذا اختلف الامر؟ لماذا كان اناتول فغونس مثلاً يقول اي اسف ذلك عندما تراجعت الحضارة العربية امام همجية الفرنجة، كان يقول المعركة بورتييه، من الحزن ان تتراجع الحضارة العربية امام بربرة الافرنجة، وعندما يقول مؤرخين فرنسيين مرموقين ان بداية الحداثة الاوروبية بدأت عام 1453 عندما سقطت القسطنطينية انتهت العصور الوسطى وعندما يُجمع هؤلاء ايضاً على ان الغربيين لم يعرفوا الحداثة إلا عن طريق العرب وعن المنهج الرشدي، الفلسفة الرشدية هذه الصورة سابقة ونحن اليوم نربط صورة المسلمين والاسلام والعرب اجمع بالارهاب وبالعنف وبالقتل وتسير هذه على كل الرأي العام الفرنسي الى درجة ان اخر استطلاع للرأي العام الفرنسي يقول ان 69% من الفرنسيين يعترفون بأنهم عنصريون وانهم ضد العرب والسود بشكل عام هذا يعترف 69% منهم انهم ضد العرب، هذا الكلام نُشر في جريدة الليبراسيون وعلمي لماذا نتسائل كيف يمكننا ان نغير الصورة؟ هذا هو سبب وجودنا في هذه الحلقة، في تقديري ان الاعلام كما تفضل الاخوة الكرام وبينوا اهميته بريماكوف ان اول هزيمة للاتحاد السوفياتي كانت هي الهزيمة الاخيرة وهي الهزيمة الاعلامية، هزم الاتحاد السوفياتي ليس بمعركة عسكرية هزم اعلامياً، الاعلام نقول نحن ما زلنا نقول ان الاعلام سلطة رابعة لا يا اخي مش سلطة رابعة، سلطة اولى اصبح الآن كل النقاش في وسائل الاعلام الفرنسية ان الاعلام اصبح هو السلطة الاولى ان الاعلام كان يركض يجري وراء السياسيين لكي يصرّح له فلان او فلان، الآن السياسيون يركضون وراء وسائل الاعلام لكي تسمح لهم بدقائق اكثر، السلطة القضائية ترتعب من وسائل الاعلام، السلطة التشريعية ترتعب، السلطة التنفيذية ترتعب، المخابرات، اجهزة المخابرات ال DST والمخابرات العامة في فرنسا فتحوا عليهم بعض النار وقالوا ان البلد الوحيد في فرنسا مثلاً المخابرات لا يخضع الا مراقبة البرلمان فصارت قضية والآن تقدمت في البرلمان والبرلمان راح يسوي لجنة رقابة على الاجهزة السرية هذا معناه ان الاعلام اصبح اكثر من السلطة الرابعة قد يكون سلطة اولى، ما الذي يمكن ان نقدمه نحن المسلمون في تقديري ان الاستاذ محمد السماك اشار الى نقطة مهمة جداً انو علينا نحنا ان نجعل على سبيل المثال ائمة الجوامع في فرنسا وهي مشكلة قائمة الآن ما بين السلطة الفرنسية والجالية الاسلامية ان يا جماعة كيف تجيبوا ائمة الجوامع ما يعرفوا الفرنسية, وما يعرف تاريخ فرنسا، ويتحدث بالاسلام واغلب الظن انه هو ما مُدرب بشكل سليم حتى، اعطيكم مثل في واحد امام مباشرة بعد احداث سبتمبر هذا الامام الهولندي التي طلعت الجرائد حتى الفرنسية منها تعنون مقالات تقول الامام الذي ابكى الملكة، ملكة هولندا، كان في حفل تأبيني لضحايا الحادي عشر من سبتمبر في اكبر كنيسة في امستردام وحاضر الملك وحاضر الوزراء وكل الناس وتقدم ثلاثة ممثلين للاديان الثلاثة، مسيحية واليهودية والاسلامية وتقدم الامام الهولندي، جميل وجهه ابيض، لحيته طويلة صفراء، مرتدي عمامة، ومن عائلة ديفوس، من عائلة عريقة في هولندا وتقدم للحديث فكان بارعاً في استخدام الكلمات لأنه هولندي يعرف ويتحدث عن الاسلام انه مناصر للأنسان، مدافع عن البشر، ومن قتل انسان كأن قتل البشر وأتى بأقوال عن تاريخ الاسلام ابكت الملكة، فقامت وسائل الاعلام كلها تطبل له، اي امام هذا بعد احداث سبتمبر الناس بتضرب في الشوارع، المسلمين بيضربوهم الهولنديين في كل مكان وهذا يجي يبكي الملكة لأنه يمتلك لغة كلامية ويستخدم منطق معين عندنا في فرنسا حوالي اكثر من 50 الف مسلم فرنسي، اساتذة وجامعيين ومفكريين ومثقفين وحتى راقصي باليه، يعني موريس بيجار مُصمم رقص باليه منسمع ذلك وحتى مغنيين وممثلين وكذا ما في اي اتصال بينا وبينهم ثمن ما عنا اتصال بينا وبين هؤلاء الناس التي ممكن هذا بلغته الجميلة والحلوة ممكن ان يقدم الاسلام بصورة اخرى، يعني التي درست مثلاً ما هو موجود في الكتب المدرسية الفرنسية ضد العرب مارلين نصر باحثة لبنانية الذي يكتب بشكل جميل عن الحروب الصليبية منظورهم لها، العرب كيف ينظرون للحروب الصليبية أمين معلوف، هناك لدينا كفاءات عديدة لذلك انا في واقع الامر اجد ان هناك حتى في الغرب في الاذاعات الغربية يعني في BBC انا بتعاون معهم في مسائل كثيرة وفي مونتي كارلو او راديو فرنسا انترناسيونال في اكيب عربي بيشتغل فيها... قضية مهمة جداً يجب ان ننتبه لها انه وانا في واقع الامر اطلقت نداء هذا من تلفزيون الجزيرة ومن تلفزيون ابو ظبي ومن عدة مواقع اعلامية دعيت الى مؤتمر للاعلاميين العرب الذين يعملون في مؤسسات غربية وهذا المؤتمر فليكن في اي بلد عربي، وليكن في لبنان، منجمع هؤلاء الناس الذين هما متعودين على لغة الخطاب ومتعودين على الذهنية ويقرروا يعرفوا كيف يصل الخطاب الى السامعين ويعرفوا كيف يحسنوا من الصورة ندعيهم الى مؤتمر نشكل لجنة تنسيقية نحاول ان نسوي برنامج، نستغل هؤلاء .

اليوم عندما اذكر انا عندما صدر كتاب سلمان رشدي في فرنسا على سبيل المثال، نحن مجموعة من الشباب اللي نعمل وجهنا رسائل الى السفارات العربية يا جماعة حاولوا انكم تتحركوا اعلامياً الاستاذ بروفسور جاك بياغت قدم دعوة قضائية ضد نشر هذا الكتاب لأنه مهين للديانة الاسلامية وكذا ورحنا على كل السفارات حتى الاسلامية ولا في احد عمل شيء من حسن الحظ كنت انا عندي دار نشر ومكتبة في باريس شفت الدكتور عبد الرحمن بدوي وعبد الرحمن بدوي معروف هو المؤرخ لتاريخ الاذحات في الاسلام، والعلماني المعروف تماماً في الصفوف العربية وقلت له يا سيدي تعال السفارات العربية وكالة كلها رفضت، فأنت علماني وغير متديّن ولكن هذا كلام سلمان رشدي فكتب الرجل كتاب بالفرنسية نشرناه دفاع عن القرآن ضد منتقديه وكتب كتاب ثاني بالفرنسية ايضاً دفاع عن النبي محمد ضد المفترين عليه وكتب ثالثاً وكتب وكتبوا آخرين، اليوم مؤسسات المجتمع المدني بتخلق ما يسمى بالمواطن الائممي، المواطن العالمي، نحنا علينا بعد ان غسلنا ايدينا من الانظمة العربية لأن الانظمة العربية لا يمكن، يا اخي لا يمكن ان ينتج الخطأ صواباً يعني خطأ ، هذه انظمة خطأ فلا يمكن تنتج صواباً فعلينا ان نشجع مؤسسات المجتمع المدني علينا ان نلتفت الى الممولين من المسلمين وغير المسلمين العرب وعلينا ان نستعين بالكفاءات والناس الذين يتعاطفون معانا انت اخذ واحد مثل جوزي بفويار الذي اجائكم هنا هذا تأثيره رهيب جداً على الرأي العام الفرنسي، اخذ باسكال بونيفاس هذا رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الذين الصهاينة رفعوا عليه دعاوي لأنو دافع عن الفلسطيني خذ نوئيل مامير الذي هو نائب اعتدوا عليه الصهاينة ضرباً لأنه وقف مع حقوق الشعب الفلسطيني ومع حزب الله، جيزيل حليمي وهي يهودية فرنسية في التلفزيون الفرنسي حاولوا ان يقولوها ان الاستشهاديون، الاستشهاد العمليات الاستشهادية عمليات ارهابية رفضت اول مرة ما حكت، ثاني مرة، ثالث مرة قالت له انت تريدني اقولك يعني انهم على عيني، انا سأقول لك هؤلاء لم يبق لديهم غير هذا السلاح، وعلى اسرائيل ان تنسحب من هذه الاراضي ورفضت ان تجيب، آلان دغيج، دومنيج بيدال، بول بولطر، ريكي.. عشرات من الناس الذين يمكن ان يساهموا معانا في تحسين الصورة، تحسين صورة الاسلام والعرب في الغرب واتمنى ان اخرج بقرارات عملية وادعوا ايضاً الاخوة في تلفزيون المنار ان يتبنوا قضية مؤتمر للأعلاميين العرب في الغرب وشكراً.

source