مؤتمر "كلمة سواء" دان ليبيا لإخفائها الصدر ورفيقيه: الحكومة مسؤولة عن تحقيق الإفراج واعتماد الشفافية

calendar icon 26 تشرين الثاني 2000

دعا مؤتمر "كلمة سواء الخامس" الذي انعقد تحت عنوان المقاومة والمجتمع المقاوم إلى المطالبة بإطلاق الإمام الصدر ورفيقيه, وإدانة النظام الليبي على فعلته, وتحمل الحكومة اللبنانية الجديدة مسؤولية تحقيق هذا الإفراج وذلك باستخدام كافة الوسائل بما فيها اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وغيرها من المنظمات الدولية.

التوصيات
وجاء في توصيات المؤتمر الذي خلص إليها أمس:
"يعلن المؤتمر عن تشكيل نواة هيئة متابعة وطنية سيتم لاحقًا الإعلان عن أسماء أعضائها وآلية عملها ودورية تواصلها مع الرأي العام. وقد تحددت مهمتها ببند وحيد: العمل على إطلاق الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين. وان إطار عمل الهيئة, كما يراه المؤتمرون, محدد بالآتي:
- إدانة النظام الليبي على فعلته وعلى تماديه في ضرب النهج المقاوم في أصله وصميمه, ومطالبته بالإفراج الفوري عن الإمام ورفيقيه.

- تحميل الحكومة اللبنانية الجديدة المدعومة من المجلس النيابي الجديد مسؤولية تحقيق هذا الإفراج, وذلك باستخدام كافة الوسائل بما فيها اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وجامعة الدول العربية ومؤتمرات القمة العربية والإسلامية ومجلس الأمن الدولي وغيره من منظمات الأمم المتحدة, بما في ذلك تأليف لجنة حقوقين غايتها الوحيدة كشف حقيقة المؤامرة التي غيبت الإمام في ليبيا, والعمل على عودته ورفيقيه.
تعمل الهيئة على دعم مجهودات الحكومة اللبنانية, وعلى تنسيق أو متابعة كافة الأنشطة الأخرى ذات العلاقة بالقضية.

- مطالبة الحكومة اللبنانية باعتماد الشفافية في مستجدات القضية, وإحاطة الرأي العام علمًا بما تؤول إليه مجهوداتها, وبما آلت إليه مذكرة التحري الدائم لمعرفة الفاعلين والمحرضين والمتدخلين في الجرائم موضوع القرار الظني الصادرعن القاضي طربيه بتاريخ 18-11- 1986

- الرفض التام لكل محاولات الإبتزاز والمساومات التي يحاول النظام الليبي استخدامها, حيث ان وطنًا دفع آلاف الشهداء ثمنًا لسيادته, لن يقايض رمزه الوطني في سوق التفاح, ولن يغص بعدة آلاف من مغتربيه والذين طالما كان الإمام الصدر باعثًا لطموحاتهم وزارعًا لبساتين آمالهم.

- تنظيم أساليب الضغط الضرورية والمناسبة والمتنامية وعلى شتى الصعد وفي كافة المحافل لحين إجلاء الغموض وتحديد المسؤوليات ومعاقبة الجناة.

ختامًا يعَبر المؤتمر عن قلقه المزدوج: التوجس مما يتداوله الإعلام حاليًا حول إعادة تأليف لجان من شأنها تظهير وتبرئة النظام الليبي، عبر البدء بالقضية من جديد وكأن لا قيمة لكل التحقيقات والنتائج التي خلص إليها القضاء اللبناني والقضاء الإيطالي. والقلق لأننا لم نتعلم من درس اختطاف الإمام ورفيقيه في ليبيا، فوضعنا في عهدة من لا عهد ولا ذمة له مصير الآلاف من أبنائنا في ليبيا".

وكان المؤتمر إختتم أعماله في مبنى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى – طريق المطار في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ووزير الزراعة علي العبد الله, ووزير الطاقة والمياه محمد عبد الحميد بيضون ووزير الدولة بيار الحلو والنواب: علي حسن خليل, محمد رعد, محمد برجاوي, علي عسيران, أيوب حميد, علي خريس, نزيه منصور, علي عمار وياسين جابر, والوزراء السابقون: فايز شكر, ناصر السعيدي ومحمد بسام مرتضى, والنواب السابقون: حسن علوية, حسين يتيم, عبد المجيد الزين ورفيق شاهين, المطران خليل أبو نادر, رئيس المحاكم الشرعية الجعفرية الشيخ حسن عواد، وحشد كبير من قضاة المحاكم الشرعية الجعفرية ومفتي المناطق وعلماء الدين من مختلف المناطق والطوائف اللبنانية, السيدة رباب الصدر وشقيق الإمام موسى الصدر السيد علي الصدر، وفد من قيادة حركة "أمل" برئاسة رئيس الهيئة التنفيذية الرائد يعقوب ضاهر, رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان مدير عام المغتربين هيثم جمعة, رئيس بلدية الغبيري الحاج محمد الخنسا. وحشد غفير من الفاعليات.

شمس الدين
وألقى الشيخ قبلان كلمة توصية من رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وجه فيها تحية إلى الإمام الصدر والمشاركين في هذا المؤتمر متمنيًا للمؤتمر النجاح في أعماله.

وجاء في توصية الإمام شمس الدين: "إن المجتمعين في مؤتمر كلمة سواء الخامس الذي عقد في بيروت يومي 23 و24/11/2000 بدعوة كريمة من مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات, يؤكدون على اعتبار قضية الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين قضيتهم كلبنانيين وقضية كل الشرفاء والمخلصين العاملين من أجل حقوق الإنسان وحريته وكرامته. كما ويجددون التأكيد على أن هذه القضية هي مسؤولية النظام الليبي وذلك بناء على النتائج والقرارات التي خلص إليها القضاء الإيطالي والقضاء اللبناني في حينه, وبناء على الوقائع الثابتة والمؤكدة. فالإمام الصدر ورفيقيه دخلوا إلى ليبيا ولم يخرجوا منها, وهم دخلوا بدعوة رسمية وعلى طائرة ليبية وبموجب بطاقات سفر ليبية ووصلوا إلى طرابلس الغرب ورآهم الناس هناك وهم إختفوا في ليبيا.. ويطالب المجتمعون الحكومة اللبنانية بأن تدرس قانونيًا وقضائيًا تكوين ملف يقدم إلى محكمة العدل الدولية لملاحقة قضية الإمام الصدر. وهذا الملف موجود لدى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كما هو موجود لدى كل من وزارة الخارجية اللبنانية ووزارتي العدل في لبنان وإيطاليا... ويطالب المجتمعون بأن تكون قضية الإمام الصدر مثل قضية لوكربي التي تحركت لها العدالة الدولية ويطالبون باعتبار الإمام الصدر ورفيقيه من ركاب طائرة لوكربي أو بأن تكون قضية إخفائهم مثل قضية لوكربي.. وهم يتمنون على جميع الجهات المخلصة والمهتمة التعاون في هذا المجال".

قبلان
ثم ألقى المفتي قبلان كلمته التي جاء فيها: "نطالب الدولة اللبنانية بأن يكون لها موقف واضح وصريح تجاه هذه القضية الوطنية الكبرى وان لا تؤخذ بالتهديدات فنحن شعب لا نخاف لا التهديد ولا الوعيد وتاريخ المقاومة في الجنوب والبقاع الغربي وكل لبنان يشهد على هذه الحقيقة, كما نسأل الدولة لماذا هذا القلق من قطع العلاقات الديبلوماسية مع النظام الليبي؟ وهل هذا الملف مصدره الخوف من وقف المساعدات الليبية إلى لبنان؟ ومتى كانت هذه المساعدة؟".
أضاف: "أيها الأخوة, وحده النضال هو الطريق الصحيح إلى الحرية والتحرير ووحدها "الكلمة السواء" هي التي تسهم في بناء المجتمعات القوية القادرة على بناء المستقبل. فالمعركة طويلة الأمد مع هذا العدو ومعركتنا معه معركة حضارية وطنية. وواضح, الليبيين يتكلمون عن لجنة تقصي حقائق أو لجنة تحقيق مشتركة ليبية – لبنانية, أيضًا إن موقفنا كموقف إخواننا, هذه اللجنة مهمتها تضييع الإمام, هذه اللجنة مهمتها تبرئة معمر القذافي, هذه اللجنة مهمتها ان تذهب وتعود لتقول نعم الإمام خرج من ليبيا – بكل صراحة – هذه اللجنة مرفوضة, أي لجنة, أي جهد يؤدي إلى تضييع الإمام وتجهيل الفاعل هو عمل مرفوض".

نصر الله
الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله قال في كلمته: "الإمام كان مؤسسًا على مستوى المؤسسات والعقل المؤسساتي, والخروج من زعامة الفرد ومن اختصار كل شيء في الفرد, ليكون هناك مؤسسات تحمل مسؤولية هذا المجتمع وتحفظ هذا الخط وهذا النهج. كذلك كان الإمام مؤسسًا في المقاومة, وعندما أسس الإمام الفكر المقاوم ومنطق المقاومة, أود ان أذكركم وأقول لكم لم يكن الجنوب اللبناني محتلًا, حتى مزارع شبعا لم تكن تحت الإحتلال, الإمام موسى الصدر تحدث عن مقاومة لتحرير فلسطين ولاستعادة القدس".

أضاف: "الإمام موسى الصدر دعا اللبنانيين إلى حمل السلاح دفاعًا عن لبنان, ولم يكن أي شبر من لبنان تحت الإحتلال, اليوم هناك من يدعو إلى نزع سلاح المقاومة والإمام موسى الصدر كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم وعن بلدهم. كل ما نطالب به هو كشف مصير الإمام ومن ثم استعادة الإمام, لا نحن ولا عائلة الإمام نخاف من الحقيقة, إن كان الإمام حيًا (بصراحة) فأعيدوه إلينا, وإن كان الإمام شهيدًا ومن معه فهذه هي عادة آبائه وأجداده الاطهار والميامين (القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة) وبالأخص عائلة الصدر التي قدمت المزيد من الشهداء في هذا الطريق".

وقال: "على كل حال, وحتى لا يبقى الإمام ورفيقاه ذكرى سنوية في 31 آب أو عندما ينعقد هذا المؤتمر الكريم باسمه أدعو إلى تشكيل لجنة وطنية عليا وليس لجنة شيعية عليا لأن قضية الإمام هي ليست قضية الشيعة في لبنان, بل هي قضية جميع اللبنانيين وهي قضية وطنية, عندما خطف الإمام لم تكن مؤامرة على الشيعة وعلى المسلمين, بل كانت مؤامرة على كل لبنان, على مقاومة لبنان, وعلى وحدته الوطنية, لذلك لا نقدر ان نسجن هذه القضية ومتابعتها في إطار شيعي أو حتى في إطار إسلامي, المطلوب ان يكون هناك إطار وطني مركزي ورفيع المستوى ليتابع هذا الأمر بشكل دائم ويومي, وأقترح أن يبادر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى باعتباره المؤسسة الأولى للإمام موسى الصدر إلى تشكيل هذه اللجنة الوطنية العليا للمتابعة, ونحن جنود وعسكر في هذه القضية".

بري
ثم ألقى رئيس مجلس النواب نبيه بري كلمة جاء فيها: لم تتوقف حدود المغامرة التي اقتحمها الإمام السيد موسى الصدر بالإضافة إلى مهمته السلمية كرجل دين إلى حدود تحويل الحرمان من حالة إلى حركة مطلبية شعبية بل تجاوز حدود المشكلة الداخلية وحلولها إلى مجابهة الخطر والشر الذي استهدف الأمتين العربية والإسلامية بل والمسيحية في عقر دارها وأقصد إسرائيل. قبل دخول باب المقاومة موضوع المؤتمر وصولًا إلى المجتمع – المقاومة في مسيرة الإمام الصدر لا بد من قراءة صورة حركة هذا المشروع العدواني الذي تمثله إسرائيل حيث لم يخل بيان أو تصريح أدلى به أو خطبة ألقاها أو ندوة أو لقاء شارك فيها السيد موسى الصدر من التعرض لإسرائيل بوصفها الخطر على لبنان وعلى العرب وعلى المؤمنين وعلى الحضارات والرسالات والثقافات فقد لفت سماحته النظر في موضوع القدس الشريف إلى أن هذه المدينة المقدسة ترمز إلى تلاقي الإسلام مع الأديان الأخرى(الإسراء) وتفاعل الدين مع الثقافات والحضارات وشمول الإسلام لجميع الشعوب وتجاوزه العرب. وهذا يعني أن تهويد القدس وإهانة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة, وانتشار الفساد والسياسات في القدس, تتعارض مع الإسلام في أعماقه وتستلزم السعي المستميت لإزالة آثار الجريمة منها".

أضاف: بالنسبة إلى لبنان يقول الإمام الصدر:
أولًا: إننا نملك مواثيق تؤكد ان إسرائيل تطمح في جنوب لبنان وذلك حسب الخرائط المطبوعة من قبل الصهاينة الذين أطلقوا مشروع إسرائيل ومن قبل السلطات الإسرائيلية وبموجب تعرفات الإسرائيليين أنفسهم.

ثانيًا: ان وجود لبنان كدولة تشمل مذاهب مختلفة وعناصر متنوعة تعيش في نظام ديموقراطي مسالم يروق لدولة تقوم على نظام عنصري مذهبي. وبمواجهة العدوان كان لا بد من المقاومة كنتيجة حتمية إلا أن إنتاج المقاومة كمشروع كان من بنات أفكار الإمام السيد موسى الصدر ولنكون أكثر دقة, فإن الإمام الصدر هو رجل الدين المجتهد الذي أخرج فريضة الجهاد إلى حيز الضوء".

وقال: "(...) لقد أصبح كل مقاوم يرى أنه عمقًا بعيدًا وقوة شعبية كبرى مساندة لحقوقه وأصبحت سفارة إسرائيل سفارة فلسطين في شارع القدس وتغيرت معطيات كثيرة وهذه القوة مؤمنة بالله ترفض أي تفريط بالحقوق, وكنا نستند كذلك إلى سوريا الأسد التي كانت وستبقى قلعة الممانعة والمقاوم الأساس. وهكذا وبصراحة حقق الصدريون الخمينيون والأسديون حضورهم القوي المتمايز الذي أسقط إتفاق 17 أيار. وكانت وقفات عز لشعبنا في صيدا والنبطية وصور, وبقيادة محمد سعد آنذاك فرضت المقاومة اندحار جيش الإحتلال الإسرائيلي عن صيدا وشرقها وعن خط الساحل إمتدادًا من صيدا إلى صور إلى جسر الحمرا وعن كل قضاء الزهراني, وثلثي قضاء صور ونصف قضاء بنت جبيل ونصف قضاء النبطية, لم نكن وحدنا ولم نبخس أحدًا من رفاق الطريق دوره وفي الطريق إلى الإنتصار الأول فرضنا مشاركة كل قوى المقاومة في بناء السلطة, وللمرة الأولى في تاريخ لبنان تم إنشاء وزارة لشؤون الجنوب والمقاومة. وللمرة الأولى في لبنان أصبحت المقاومة ثقافة وطنية وأصبحت ثابتة وطنيًا. وكانت التنمية والتحرير شعارنا, كذلك برزت المقاومة الإسلامية كقوة مقاومة تشاركنا سويًا في توليد أروع صور الصمود وأروع ملاحم المقاومة وأروع صور التنسيق من أجل تمثيل شعب سواء في المجلس النيابي أو المجالس البلدية والإختيارية, وتمكنا سويًا من الأخذ بيد الدولة إلى موقع المقاومة وإلى موقف المقاومة, وتمكنا من صنع الوحدة الوطنية والتي كان ينشدها الإمام الصدر والذي كان يعتبر ان أفضل أساليب المقاومة في وجه إسرائيل هو الوحدة الوطنية".

أضاف: "وهكذا وبكل وسائل الصمود والديبلوماسية ودائمًا المقاومة المسلحة وبدعم مستمر من سوريا الشقيقة ومن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تم دحر الإحتلال الإسرائيلي عن أرضنا, وهنا لا بد من أن أؤكد على الإنهاء الكامل للإحتلال وجلاء الجيش الإسرائيلي تمامًا إلى خلف الحدود برًا وبحرًا وجوًا. أما في قضية الإمام الصدر فنعود لنقول لا لجان التنسيق ولا لجان تحقيق مشتركة هذا الأمر ليس حادثة سيارة أبدًا, الإمام الصدر خطف وأخفي في ليبيا ومصيره مسؤولية النظام الليبي وهذه القضية ليست موقفًا شخصيًا وليست موقفًا حزبيًا وليست موقفًا طائفيًا أو مذهبيًا. إن قضية الإمام الصدر هي قضية لبنانية وطنية وقضية قومية وإسلامية فالإمام الصدر هو شخصية لها كل هذه الصفات إني اعيد القول أننا لن نؤخر ولن ندخر جهدًا في سبيل كشف مصير الإمام وقائد مسيرة المقاومين والمحرومين".

أضاف: "نقول لبعض الأقلام ولبعض والمزايدين بأن نبيه بري لم يتصرف كرئيس نيابي عندما لم يدع ممثل النظام الليبي إلى المجلس النيابي بل أنا أقول منذ تسع سنوات حتى الآن لم أتصرف جيدًا كرئيس مجلس نيابي إلا في كل مرة كنت لا أدعو ممثل النظام الليبي إلى أي دعوة رسمية في المجلس النيابي".

source