افتتاح مؤتمر "كلمة سواء" الخامس حول "المقاومة ومسيرة الإمام الصدر" صفير: لضرورة مشاركة اللبنانيين والعرب في تحسين اوضاع الجنوب قباني: لن يقرر لنا قرار حتى نحرر بيت المقدس وكل فلسطين شمس الدين: نهيب بالعرب, مسلمين ومسيحيين, انقاذ القدس غيث: المجت

calendar icon 24 تشرين الثاني 2000

افتتح مؤتمر "كلمة سواء" الذي ينظمه مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات أعمال مؤتمره الخامس في فندق الماريوت, تحت عنوان "المقاومة والمجتمع المقاوم, قراءات في مسيرة الإمام الصدر", بحضور العديد من المقامات الروحية والوزراء والشخصيات والفعاليات والمفكرين والباحثين.

وقد تمثل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بوزير الشؤون الإجتماعية الدكتور أسعد دياب, ومثل رئيس مجلس النواب النائب أيوب حميد, ومثل رئيس مجلس الوزراء محافظ الجنوب فيصل الصايغ, وتمثل قائد الجيش بالعميد الركن أمين حطيط, ومدير عام أمن الدولة بالعقيد مصطفى دكروب, ووزير الخارجية بالسفير طوني شديد, وكان من بين الحضور اضافة إلى أصحاب الكلمات الإفتتاحية أو ممثليهم, مئات الشخصيات السياسية والفكرية والدينية والإجتماعية.

بعد آي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني اللبناني ونشيد الإمام الصدر, أعلن عريف الحفل الشاعر حسين نجيب حمادة عن تمديد برنامج المؤتمر ليوم ثالث, وذلك بعد الإستماع إلى كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري, وأمين عام حزب الله حسن نصر الله ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين وصدر الدين الصدر نجل الإمام الصدر, ثم تعلن مقررات المؤتمر.

شرف الدين
وألقت رئيسة مؤسسات الإمام الصدر رباب الصدر شرف الدين كلمة جاء فيها: "ان المؤتمر لم يغير للعام الخامس على التوالي لون الحبر خصوصاً في عز معركة التحرير التي قادها وخاضها حملة فكر الإمام الصدر وسالكو دربه, حيث "ان الزناد لا ينصاع الا لسبابة تآخت مع القلم" ولأن وعي الرسالة هو كل الدرب إلى الهدف فإننا نصر على اللون ذاته لأننا تعلمنا من الإمام الصدر بأن الحرية لا يستحقها إلا من مشى دربها, ووعى مضمونها, آمنا بتحرير الجنوب اولى الاولويات, وعودته إلى حضن الوطن غاية من الغايات واليوم وقد تحرر وعاد, فماذا عن الإمام الصدر وهو من كل لبنان ولكل لبنان.
أين نحن من قضيته اليوم, وماذا فعلنا له ولرفيقيه في الجهاد والمعاناة؟ ألا يستحق منا أن يكون نومنا أرقاً وهمسنا ضجيجاً وهدوؤنا حركة حتى يعود؟ وختمت متمنية على المؤتمر أن يخلص بقرار لا بتوصيات.
كلمة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ألقاها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان وإستشعر فيها النهج الفاعل وإنجازاته في التحرير بلا مفاوضات ولا شروط وذلك بفضل الإمام الصدر الذي إكتشف وحرك وعبأ روح المقاومة ضد إسرائيل, والتي إحتضنتها الدولة اللبنانية ودافع عنها الجيش اللبناني, ولفت إلى أن المقاومة في الأساس هي تعبير عن الوعي الإيماني بالكرامة الإنسانية وبالبعد الأخلاقي والروحي للوطن, وخضوعها لمعايير العدالة حتى بالنسبة للعدو. الأمر الذي أكسبها صدقية وفعالية وإلتفافاً للناس حولها. واذ استذكر الشهداء والأسرى وقضية العرب والمسلمين الاولى القدس, ناشد الأمة العمل لإنقاذها ولوقف المجازر ودعم الإنتفاضة.

المفتي قباني
كلمة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني جاء فيها ان إنماء المناطق المحرومة في الداخل هي من أولى الاولويات الثانية هي في مقاومة العدو الصهيوني حتى النصر, وأننا نتطلع بعد إنجاز طرد العدو الصهيوني بفضل المقاومة اللبنانية البطلة إلى الهدف الأسمى والأوسع والأشمل الذي تطلع إليه الإمام ألا وهو مقاومة المحتل لفلسطين العربية منذ عام 48 حتى نقتلع جذور إسرائيل من فلسطين العربية كلها.
انه لن يقر لنا قرار وأقسم بالله العظيم العلي طالما بقينا في هذه الحياة الدنيا, لن يقر لنا قرار حتى نحرر بيت المقدس وكل فلسطين.

الشيخ غيث
الشيخ بهجت غيث رأى ان صورة الأمام مشرقة حية في المجتمع والأمة وإن غاب شخصه, وان تعدد الإنتماءات ما هو إلا مظاهر متعددة لحقيقة واحدة أخذت تتبلور في ظل حضارة العولمة وسقوط الحواجز, حيث لم يبق إلا قسمين, الحق والباطل, وأهل الحق هم روح المقاومة وقوة المجتمع وبذرة الخير المغروسة في الأرض لهذا إستطاع المجتمع اللبناني المقاوم رغم قساوة الظروف وخلل الموازين ان يلتف حول مقاومته ويحقق التحرير. وذلك بعون سوريا التي لا قيمة للضجة المفتعلة حول فك مسارها التاريخي مع لبنان. والنصر في النهاية سيكون للمؤمنين أصحاب الحق, ولا بد من الصبر والصمود رغم المجازر المرتكبة كل يوم حتى تحقيق النصر, والعبرة ليست بالكثرة وبالآلة العسكرية بل بالنوعية في المجتمع المقاوم المشبع بروح الثقة والثبات والصدق والإخلاص.
وجاء في رسالة الدكتور كمال خرازي وزير خارجية إيران إلى المؤتمر إن إنتصار الثورة الإسلامية في إيران والمقاومة الإسلامية في لبنان وإنتفاضة اليوم في الأراضي المحتلة هي إستمرار لنهج كل الأنبياء, وتبشير بالحياة الإنسانية على أسس السلم والعدل. والإمام السيد موسى الصدر لم يغب عن أذهان المفكرين مسلمين ومسيحيين, ولم يغب عن قلوب المحرومين في لبنان وفلسطين, لأن الإمام وبجانبه الدكتور مصطفى شمران نهلا من منهل العرفان الإلهي للإمام الخميني.

كلمة هزيم
وتمثل بطريرك الروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع هزيم بالمطران الياس نجم, ومما جاء في كلمته: "ان الإنسان بنظر الإمام الصدر هو الوطن الحي وهو الشعب الحي وهو الأمة الحية, وذكر بنداءات الإمام من أجل جنوب لبنان, وما يعانيه من خطر إسرائيل, وبأن السلام هو سلام الأحرار الفرحين بالحياة وليس السلام الذي يفرضه القوي على الضعيف, بل السلام الذي يدافع عن انسانية الإنسان وكرامته.
ممثل بطريركية الروم الكاثوليك الارشمندريت الياس الهبر, ركز على الحوار الإسلامي المسيحي بدءاً بالكلام وبالكلمة الحسنة. الكلام لا غنى عنه البتة في التحاور. والحوار الاسمى هو حوار الضمائر ولا بد له من التجرد والصفاء, وقال انه بعد أجيال من الخوف والشك بدأنا نشهد قفزات في التخاطب فيها الكثير من غفران التاريخ. والكلمة الطيبة في الأرض العربية اليوم هي أملنا الأكبر في التواصل. وعدد إنجازات الكنيسة وما تم إنشاؤه من مراكز التحاور.

كلمة صفير
كلمة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ألقاها المطران رولان ابو جودة استهلها بإستذكار نداء للإمام المغيب موسى الصدر, الذي اعتبره مبدع ثقافة المقاومة, ودعا إلى "صلاة الندامة" صلاة الإبتهال, صلاة العودة إلى بناء الوطن وتضميد روحه, صلاة الرحمة والمحبة. وقد إستشهد بجملة اقتباسات من مواقف وأقوال الإمام الصدر. حيث المفهوم الصحيح للثقافة هو عند الإمام "مفهوم سياسي حضاري" اذ رفض حمل السلاح في سبيل التحديات او المنافسات او الإنفعالات الطائفية.. والسلاح زينة الرجال لأجل المقاومة الفلسطينية ضد الشر المطلق. ومعركتنا مع إسرائيل معركة حضارية طويلة الأمد ومتعددة الجهات, وطنية, قومية, دينية وان المآسي في حياة الشعوب الراقية بواتق إنصهار وتجدد وتألق والشعب يبقى كإتجاه ورسالة.
والمجتمع المقاوم يستدعي الإستعداد الدفاعي والسياسي والإعلامي والإقتصادي والنفسي. وأكد على أن الجنوب يحتاج إلى مشاركة جميع اللبنانيين في دعمه, بل والعرب أجمعين, وفي رفع مستواه الإجتماعي. ونوه بإنجازات الإمام الصدر في هذا المجال, مثل تأسيسه لهيئة نصرة الجنوب وغيرها. كما عدد مواقف الإمام في التآخي والحوار مع أبناء الطوائف الأخرى.
ومثل السفير البابوي في لبنان المونسنيور مار أنطونيو ماريا فيليو بالمونسنيور نيكولا تيفنان, وقد ركز في كلمته على مساعي الإمام الصدر للحوار والوفاق والتعايش الإسلامي المسيحي, وعلى وحدة اللبنانيين. إضافة إلى العمل من أجل الفقراء واصفاً إياه بأنه أب المقاومة. ودعا الجميع إلى العمل, بإنسجام وتجاوز السلوك الأناني للعيش في تجرد يصل إلى حد إنكار الذات بغية قيادة الشعب بكامله إلى السعادة بحسن إدارة الشأن العام.

source