المؤتمر الخامس ل" كلمة سواء " يبدأ أعماله قباني: لا حدود للمقاومة والدعوات الى الانسحاب السوري تؤدي الى فتن

calendar icon 24 تشرين الثاني 2000

دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الى "الوقوف جنبا الى جنب لتحقيق الانتصار على اسرائيل التي اذا بقيت ستزول الشعوب العربية كافة".

وأضاف: "نتطلع الى يوم تتشابك فيه ايدينا مع العرب وفلسطين", معتبرا انه "في وجه المقاومة تسقط كل الحدود والفواصل". وشدد على ضرورة ان "تسقط كل الطلبات بالانسحاب السوري من لبنان", منبها" الى ان هكذا دعوات تؤدي الى "فتن وانقسامات".

افتتح أمس, المؤتمر الخامس ل"كلمة سواء" الذي ينظمه مركز الإمام الصدر للابحاث والدراسات بالتعاون مع معهد الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية الايرانية تحت عنوان "المقاومة والمجتمع المقاوم...قراءات في مسيرة الإمام الصدر". ويستمر يومين في فندق الماريوت بيروت.

شارك في الافتتاح الى قباني رئيسة المركز السيدة رباب الصدر, علي سوار ممثلا وزير الخارجية الايرانية, شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث, المطران رولان ابو جودة ممثلا الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير, المطران الياس نجم ممثلا بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم, الارشمندريت الياس الهبر ممثلا المطران يوحنا حداد, المونسنيور نيكولا تيفان ممثلا السفير البابوي في لبنان المونسنيور مار انطونيو ماريا فيليبو, ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ممثلا رئيس المجلس الإمام محمد مهدي شمس الدين.

حضر الافتتاح وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور اسعد دياب ممثلا رئيس الجمهورية, النائب ايوب حميد ممثلا رئيس مجلس النواب, ومحافظ الجنوب فيصل الصايغ ممثلا رئيس مجلس الوزراء العميد الركن امين حطيط ممثلا قائد الجيش, بالاضافة الى النواب: علي الخليل, نائلة معوض, محمد برجاوي, محمود ابو حمدان, علي عمار, محمد رعد, عمار الموسوي, محمد فنيش, علي بزي, وعدد من ممثلي الفاعليات السياسية والدينية, وحشد من المهتمين.

استهلالا, النشيد الوطني ثم تحدثت السيدة الصدر في كلمة تساءلت فيها "عما فعلنا للامام ورفيقيه في الجهاد والمعاناة, واين نحن من قضيته اليوم, والا يستحق منا ان يكون نومنا ارقا" وهدؤنا ضجيجا حتى يعود".

وذكرت بما قاله عن "التعامل مع اسرائيل الذي هو حرام, وقد اعتصم ضد الحرب الفتنة وغُيب لاستمرارها", متمنية ان "يخلص المؤتمر بقرار لا بتوصيات".

قباني
تلاها المفتي قباني في كلمة تحدث فيها عن "اهمية مفهوم المقاومة التي لازمت الإمام موسى الصدر ولم تقتصر على الجنوب والبقاع الغربي بل تعددتها الى فلسطين".

أضاف: "لقد رأينا نتيجة المقاومة بالانسحاب الاسرائيلي من الجنوب تحت مطرقة المقاومة اللبنانية الشريفة, ولكننا نتطلع الى هدف اوسع واشمل الا وهو مقاومة العدو المحتل لفلسطين".

وقال: "انتم ترون فتيان الحجارة وهم يواجهون الدبابات الاسرائيلية والصواريخ. أيكفي ان ننظر اليهم عبر شاشات التلفزة ونصفق لهم؟!!".

واعتبر انه "في وجه المقاومة تسقط كل الحدود والفواصل لان اسرائيل اذا بقيت في فلسطين ستزول كل الشعوب العربية, وحتى ننتصر لا بد ان نكون جنبا الى جنب في كل الميادين, خصوصا منها الفكرية لان الغزو الفكري اخطر".

ورأى انه لا بد "من صحوة شهامة واباء عند العرب وقد بدأت هذه الصحوة في مواقف بعض الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع اسرائيل", آملا في "ان تكون هذه الصحوة حقيقية والا تعود هذه الدول الى فتح العلاقات من جديد".

وحمل بريطانيا والامم المتحدة "مسؤولية ما يجري اليوم داخل فلسطين, بعدما سلموا العدو أرض فلسطين وخانوا العرب".

وتطرق المفتي قباني الى الوضع في لبنان فقال, "فلتسقط كل الطلبات بالانسحاب السوري من لبنان, لان هذه المقولة ليست لاحد انما للدولة اللبنانية التي حسمت المسألة التي لو استمرت لكانت ادت الى فتن وانقسامات", مشيرا الى انه "لولا انشغال اسرائيل بمواجهة الانتفاضة لكان هذا الطرح قد تسبب بكثير من الفتن في لبنان".

واعتبر ان "اسرائيل وجدت هنا لتكون رأس جسر للمحتل الاجنبي وسنكسر هذا الجسر".

غيث
وتحدث الشيخ غيث فتناول العلاقة بين الحق والمقاومة, "ذلك ان اصحاب الحق الذين يسعون الى تعزيزه واظهاره هم روح المقاومة وثمرة الخير المغروسة في الارض الطيبة".

واكد انه "على الرغم من كل الصعوبات فقد استطاع هذا المجتمع ان يقفز فوق كل الحواجز ويتجاوز كل العقبات ممسكا بوحدته الوطنية ويلتف حول مقاومته وجيشه وقيادته الملتزمة بالمسار الواحد والمصير الوطني القومي الواحد مع القيادة السورية", معتبرا انه لا قيمة للضجة المفتعلة لفك هذا المسار التاريخي تحت ذرائع واعذار قاصرة عن الرؤية الصحيحة للخطر المحدق بالجميع.

أبو جودة
ثم القى ابو جودة كلمة تحدث فيها عن ثقافة المقاومة ومفهومها الحضاري عند الإمام الصدر, مستشهدا بمقولات له من مراجع مختلفة. وتطرق الى "دور الإمام في انماء الجنوب واتصالاته بمختلف الفرقاء والسلطات اللبنانية والعربية, اذ انه بمواقفه وتعاليمه جعل المسيحيين يبادرون الى دعوته الى مؤسساتهم ورعاياهم لالقاء المحاضرات".

واكد ان "دعمنا للمقاومة وحرصنا على سلامتها جزء من المحاربة ضد العدو", مشيرا" الى انه يجب تأمين الدعم النفسي والاجتماعي للشعب, خصوصا في الجنوب.

واعتبر انه "يجب معالجة العلاقات اللبنانية – السورية بحوار حقيقي ورؤية لا بد من ان نتفق عليها بمباركة الرئيس الجديد والواعد بشار الاسد, الذي يعرف كيف يسيرها لما فيه مصلحة البلدين".

ثم توالى على الكلام كل من المطارنة الياس الهبر والياس نجم و نيكولا تيفيان وممثل وزير الخارجية الايرانية علي سوار. وركزت الكلمات على اهمية المقاومة والحوار اللذين نهجهما الإمام الصدر.

قبلان
وختم الافتتاح بكلمة للمفتي قبلان دعا فيها الى "العمل من اجل تحقيق عودة الاسرى, وانقاذ قضيتنا التي هي القدس من براثن الاحتلال وحماية هويتها العربية", مجددا" "الطلب الى ليبيا إعداد ملف لكشف ملابسات الحادثة". واكد "ان الإمام حاضر معنا وبيننا, فهو الذي اطلق مسيرة المقاومة ضد الصهاينة وانشأ المقاومة اللبنانية التي توسعت حتى غدت عميقة الجذور وحصنها صمود الناس والموقف الرسمي ومشاركة الجيش".

وفي الثالثة من بعد الظهر, عقدت الجلسة الاولى عن "استراتيجية المقاومة في تجربة الإمام الصدر", برئاسة وزير الدولة بيار الحلو, وتوالى على الكلام كل من: الوزير السابق ميشال اده, النائب محمد فنيش والدكتور علي الشامي.

source