مؤتمر "كلمة سواء" اختتم اعماله واذاع التوصيات ودعا الى عدم التفريط اوالتهاون بالقضايا المصيرية

calendar icon 14 كانون الأول 2002

اختتم مؤتمر "كلمة سواء" الذي نظمه مركز الامام موسى الصدر للابحاث والدراسات اعماله مساء امس واصدر توصيات دعت الى مضاعفة الجهود المبذولة لرفع الظلم عن الامام الصدر ورفيقيه، ورفض المحاولات المفضوحة لاثارة البلبلة وطمس مسؤولية النظام الليبي في الجريمة.

وتلت "رئيسة مؤسسات الامام الصدر"السيدة رباب الصدر شرف الدين البيان الختامي والتوصيات، وجاءت على الشكل التالي:
استمع المؤتمرون في الجلسة الافتتاحية الى كلمات العائلات الروحية. ثم تابعوا على مدى ثلاث جلسات المحاور الرئيسية للمؤتمر. ضمن المحور المحلي، الاعلام والوحدة الوطنية، نوقش دور الاعلام في الوحدة الوطنية حسب منظور الامام الصدر وقياسًا لاداء الاعلام اللبناني في العقود الاخيرة، وضمن المحور الاقليمي، الاعلام والصراع العربي – الاسرائيلي، تم البحث والاستماع الى قراءات في اداء الاعلام العربي والاعلام الغربي. وفي المحور الدولي تدوالت الابحاث صورة العرب والمسلمين في الاعلام الغربي واستعرضت الاستراتيجيات الغربية من خلال الاعلام. ثم عقدت حلقة مستديرة ختامية للتباحث في السبل الايلة لتفعيل الاعلام العربي.

اجمع المتحدثون على الاثر المتنامي للاعلام بعد تطور وسائله وادواته، وبعد ان ربط العالم بشبكة معلوماتية معقدة. سيما وانه يتناول كافة شؤون الحياة ويصوغ الافكار والاذواق، ويساهم بقوة في علاقة الذات بالآخر في صراعهما كما في حوارهما. وابرز النقاط المثارة هي:

- مقدرة الاعلام على البناء وعلى التقريب بين الشعوب، ومقدرته على الهدم والتفريق وذلك حسب الاستخدامات الموكلة اليه:

- ينحاز الاعلام تدريجيًا لمصلحة الاقوى بحكم اليات تملكه وتشغيله، ويساهم في تغليب النموذج الاوحد على حساب التنوع الثقافي والتعددية.

- تتقدم المصالح والمنفعة على مفاهيم الحق والعدالة والقيم، مما يؤدي الى تفاقم ازمات الانسان ومآسيه وينذر بالمزيد من الاستبداد والتبعية والقهر.

- يعاني الاعلام العربي من غياب الرؤيا والاستراتيجية في تعاطيه مع قضايا الامة، ويعكس –بوجه عام- حالة التململ والتفكك والتبعية، رغم توافر الارادة والجهد لاطلاق محاولات اعلامية عربية جادة امكنها ان تحدث تغييرًا ايجابيًا يتحدى المجرى السائد.

- يقع الاعلام اللبناني في قبضة التجاذب والطائفية والارتهان للمصالح المالية والسياسية، رغم انه قطع شوطًا رياديًا في العالم العربي من حيث التقنيات واكتساب الجمهور مما يؤهله لان يلعب دورًا مهمًا في احداث التغيير المرغوب.

التوصيات
وقد خلص المؤتمر الى التوصيات التالية:
1- يدعو المؤتمر الى التخلص من آفة التقليد بان ينقل الاعلام العربي صورة العرب الى العرب ولا يستوردها من الاعلام الغربي، كما يدعو الى الابتعاد عن التضليل او المبالغة او التشويه، والى الجرأة، في توصيف الذات بموضوعية وفي رؤية الآخر وتصويره كما هو. اي اعتماد اعلام المعلومة وليس اعلام التجاهل والتغاضي.

2- يرى المؤتمر الحاجة الى بلورة خطة عربية اعلامية حاضنة تتبنى جدول اهتمامات ومضامين تنسجم مع حاجاتنا وقضايانا وتطلعاتنا، وتعتمد على قوة المعلومة وعلى حس تقديمها.

3- يوصي المؤتمر بعدم التفريط او التهاون ازاء قضايانا المصيرية (فلسطين، القدس، العراق)، والى الانتباه الى الثوابت المتعلقة باللغة والهوية والعقل العربي.

4- يعتبر المؤتمر ان اخفاقنا ازاء الآخر يعود في جزء اساسي منه الى اخفاقنا بحق انفسنا. وقضايانا الداخلية وكل ما يسجل عندنا وعلينا من اهمال وانتهاكات واستبداد. صون الحرية وكرامة الانسان وظروف معيشته مسائل مترابطة، ومعالجتها العادلة تنتج صورة مشرفة نتوجه بها الى الآخر وننتزع بموجبها الاحترام والتقدير والاعتراف بحقوقنا لديه.

5- يوصي المؤتمر برصد الميزانيات الضرورية لتأسيس وتنفيذ ومتابعة الجهد الاعلامي اللازم للدفاع عن قضايا الامة ولاظهار الصورة الحقيقة لها، ويشمل ذلك انتاج البرامج الثقافية والوثائقية والفنية والاخبارية.

6- ينوه المؤتمر بالتقدم الحاصل في بعض المجالات ويدعو الى دعم المحاولات الناجحة وتسليط الضوء عليها سعيًا الى تعزيز ما يتم تسجيله من نجاح في اختراق المشهد القاتم الذي يظلل المرحلة الراهنة.

7- يدعو المؤتمر الى عقد لقاءات بين القوى الاعلامية العربية لبلورة الرؤيا الاعلامية الملائمة، يتبعها تنسيق مع القيادات الرسمية العربية بهدف تحديد ملامح الفكر النهضوي العربي وما فيه من عناصر الهوية والقيم والثوابت الانسانية.

8- كما ويدعو الى البناء مع القوى الصديقة والمتعاطفة في الغرب، القوى الاعلامية والفكرية والاجتماعية، والتوجه الى العقل الغربي ومخاطبته بلغته سواء كان ذلك عبر اللقاء او الفضائيات الناطقة باللغات الاجنبية او حجز المساحات الاعلامية في صحف الغرب، لنشر ما يحرره الكتاب والاعلاميون العرب.

9- من الامور الاجرائية الاخرى التي يدعو اليها المؤتمر ان توضع روزنامة بالاحداث ذات الدلالة ليصار الى احيائها على مستوى العالمين العربي والاسلامي حتى يتم تشكيل ذاكرة جماعية ترفد الهوية العربية وتشكل ثقافتها المشتركة.

10- كما ويدعو الى دعم المراكز البحثية القائمة والى انشاء مراكز متخصصة في جمع المعلومات وتصنيفها واسترجاعها لتزويد مراكز القرار ووسائل الاعلام بالمعلومة والمشورة في شؤون الامن والسياسة والتنمية وغيرها.

اجمع المتحدثون على عمق الافكار والمفاهيم والرؤى التي اطلقها الامام الصدر والتي ما تزال المرجعية المناسبة لتلمس السبل الافضل للحوار ولاعطاء الآخر ما يستحقه من موقع عقولنا ووجداننا. واستلهموا منهجه الصلب والواضح لصياغة اللغة الواجب استعمالها مع الآخر عندما يكون الآخر شرًا مطلقًا. فهذا الخطاب الذي لا يحتمل الالتباس هو المنهج المقاوم، بالسلاح وبالكلمة وبالصورة، الذي نجح في تحرير الارض اللبنانية. وهو نفسه يصلح كنموذج للاقتداء به لاسترجاع بقية الحقوق في جنوب لبنان وفي الجولان وفي فلسطين، كما يصلح لتحرير العقل العربي من اوهام العجز والنقص والتبعية.

source