اليوم الثاني والأخير من مؤتمر "كلمة سواء" 10 محاضرين ركزوا على منطلقات الحوار وأبعاده

calendar icon 15 تشرين الثاني 1996

في اليوم الثاني والأخير من أعمال مؤتمر "كلمة سواء" الذي نظمه "مركز الصدر للدراسات والأبحاث (صاد)" في فندق "كومودور" في بيروت اعتلى المنصة عشرة محاضرين مسلمين ومسيحيين، وتحدثوا على مدى أكثر من خمس ساعات عن موضوع الحوار الإسلامي – المسيحي تاريخاً وحاضراً، وافق هذا الحوار وما نتج منه في لبنان والعالم، إضافة إلى دور الإمام موسى الصدر في فتح عالم هذا الحوار.

الجلسة الأولى بدأت في العاشرة صباحاً وترأسها الزميل طلال سلمان وتكلم فيها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان. ومما قال:
"عشرون عاماً مضت على تغييب الإمام الصدر والمؤامرة لا تزال مستمرة ولجمها تجاوز حدود الوطن فكنا أدواتها، ولا تزال نوازع الشر تتحكم فينا وتحرك نفوسنا الغايات والأهواء. لقد تمكنا من ايقاف لغة العنف وبدأنا مسيرة وفاق وطني جديد ولكنها ليست في حجم الوطن والآمال ولا في مستوى التضحيات ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين، لأن من يريد وطناً واحداً موحداً عليه ان يرفض أي صيغة تناهض صيغة العيش المشترك. ومن يرغب في قيام دولة القانون عليه أن يتحرر من علة الإقطاع والعصبيات، ويخرج من لعبة النفاق السياسي والتقزم الوطني، وان يسعى بكل إخلاص إلى ولادة لبنان الجديد، لبنان اللاطائفي واللامذهبي واللاإقطاعي، لبنان الدولة ووطن العدل وتكافؤ الفرص وتساوي الجميع أمام القانون.

ان من يريد وطناً معاصراً، عليه ان يبدأ عهداً جديداً صالحاً وصادقاً وفي مستوى طموحات اللبنانيين تحت مظلة التحديث والتطوير ووفق برامج عمل مدروسة وخطط تنموية شاملة وأنظمة مؤسساتية تضع حداً لكل أنواع الفساد والإنحراف. اننا نعيش التحدي في الواقع والمستقبل وعلينا أن نواجهه بالإرادة الوطنية الجامعة البعيدة عن المناورات السياسية والمصلحية فاتحين صفحة جديدة في حياة الوطن والمواطن تحفظ الكيان وتصون صيغة العيش المشترك، التي لا نرى قيامة للبنان الأرض والشعب من دونهما، فنرى ثروته الفكرية والحضارية والإيمانية ورسالته التي يجب ان تستمر وتدوم ما دام الإسلام والمسيحية". أضاف: "فلنتخل عن مصالحنا وشعاراتنا، ولنرفع شعار الوطن الواحد، ولنتطلع إلى المستقبل باعبائه الثقال حتى نكون أوفياء للإمام الصدر ولخطه الجهادي وأمناء على العهد. إنها مسؤولية كبيرة علينا ان نتحملها بجدارة، معتمدين على المبادىء والقيم لا على الأشخاص، متمسكين بالمطالب والبرامج والأهداف لا بالعناصر والأفراد، عاملين بحس وطني حقيقي غير مشوه ولا منقوص لإعادة اللحمة وجمع الشمل وتسهيل عودة المهجرين إلى منازلهم وقراهم بعد طول انتظار. كذلك علينا مصارحة الناس بالحقيقة والحقائق متقين الله في تحمل الأمانة الوطنية، وتقبل المسؤولية لكي نصبح مؤهلين لأن نكون لبنانيين ولأن نكون آباء وأمهات للأجيال المقبلة".

الجميل
ثم قدم مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب انطوان الجميل محاضرة عن "الأخطار التي تهدد المسيحية والإسلام" فرأى أن الخطر الأول يتأتى من الصهيونية العالمية، مشيراً إلى أنها "تحاول تقويض كل من المسيحية، وخصوصاً المسيحية المشرقية، والإسلام". وأشار إلى أن هذه الصهيونية "تعمل بطرق خفية مستغلة كل ظرف ومناسبة لنشر تعاليم مضللة تروجها جماعات وأفراد مدربون على التضليل وترعاهم جمعيات أو مؤسسات إجتماعية". وذكر أن من هذه الجمعيات "شهود يهوه" والماسونية على مختلف تشعباتها ومحافلها.
واعتبر أن الخطر الثاني يتمثل في "الأصولية في الدين" وقال: "العنف باسم الله هو الخطر الأكبر الذي يهدد بالتشكيك الدائم والعميق في جوهر الرسالات السموية ويساهم في تغذية النزعات المادية الإلحادية المتصاعدة في عالم تسوده غريزة المتعة والإستهلاك والسيطرة. وتزداد هذه الأصولية خطراً عندما تدعمها مؤسسات دينية أو دول تمدها بالمال والسلاح. فالأصولية تشكل أكبر خطر على الأديان، غير أن الدعوة والتبشير هما حق لكل دين. ولكن من شروطهما الأدبية أن يحترما الحريات "فلا إكراه في الدين"، وان ينسجما مع طبيعة الرسالة التي هي إلهية. ويفترض أن تنطبع هذه الرسالة بأخلاق الله والأنبياء وأن تتحلى بها.

الأصوليات عندنا ليست عدوة الدين فحسب بل عدوة العروبة أيضاً. فالعروبة قاسم حضاري قومي مشترك. وجدت قبل المسيحية وقبل الإسلام. انها منهل حضاري استقت منه كل من الديانتين. فلا يجوز احتكارها وعزل أبنائها عنها، سواء من تبناها طوعاً أم من حملها في جسده تراثاً عرقياً يفتخر به منذ القدم. انها اليوم وعاء متنوع غني مشترك. فلا يجوز افساده أو تعريضه للمزيد من الأخطار المحدقة به من كل الجهات، وخصوصاً من الصهيونية والطورانية الجديدة والشعوبية".

وقال ان الخطر الثالث يتجسد في "المادية المعاصرة"، وأوضح "ان هذه الأخطار الثلاثة الصهيونية والأصولية والحضارة المادة المعاصرة، بوسائلها وأساليبها وسياساتها، تشكل، في أيامنا، أبرز الأخطار التي تهدد عالمنا المعاصر، كما تهدد خصوصاً وطننا الحبيب لبنان، ملتقى الحضارات والشعوب. فما علينا نحن في لبنان إلا ان نستسيغ كل ما هو خير وصالح ومنسجم مع تقاليدنا الخيرة وعقائدنا الدينية الثابتة وفي مقدمها الإيمان والحرية والعدالة والمساواة، ونرفض ما عداه مما يتعارض مع الصيغة اللبنانية، التي هي في جوهرها صيغة صالحة لان تكون مثالاً يحتذى به في العالم كله. علينا ان نتضافر بالفكر والقول والعمل كي نواجه الأخطار فنحافظ على أدياننا ومجتمعنا ووطننا وعائلاتنا ونبني لأولادنا مستقبلاً يسوده الأمان والطمأنينة والعيش الهانىء بتفاهم ومحبة".

البوطي
ثم كانت مداخلة للعالم والكاتب السوري الشيخ محمد سعيد البوطي فعرض لضرورات الحوار الإسلامي – المسيحي ومنها "رعاية الجذور الإيمانية المشتركة، إذ كلنا ننطلق من جامع واحد هو أننا نؤمن بأننا عبيد بكل معنى الكلمة لله (...)"، مشيراً إلى أن الهدف الأول للحوار "هو حماية صلات البر بين فئات الأمة وطوائفها". وقال: "إذا تحقق البر استطعنا ان نعيش في حصن حصين يقوم على أسوار مرتفعة لا يمكن العدو ان يخترقه (...)". وذكر ان الهدف الثاني هو "تنمية الجامع المشترك بين الطوائف والفئات (...) والمتمثل في الإيمان الحقيقي بالله".
ولفت إلى أن الهدف الثالث هو "تغذية عوامل الوحدة التي هي مصدر القوة، فنحن نشترك في المواطنة حقاً وواجباً، إذن نحن مكلفون حماية هذا الوطن والنهوض بالواجبات المترتبة علينا حياله".

وقال ان "الحوار ينبغي ان يكون منطلقاً في دائرة مجتمعاتنا نحن أي العربية والإسلامية، حوار المسلم للمسلم وحوار المسيحي مع المسيحي والمسلم، فنحن المسلمين قبل كل شىء نحتاج إلى أن نتحاور وإذا تحاورنا تتساقط من بيننا حواجز الأهواء والعصبيات ولسوف نتحول عندئذ لنحاور أصدقاءنا، وعندما يتحاور المسيحي مع المسيحي أيضاً سعياً إلى هذا الهدف يتهيأن لكي يحاورا ويفيدا مما عندهما، وعندئذ تحين مرحلة الحوار المسيحي الإسلامي. أما ان نقفز الآن ونحن متشرذمون ومتفرقون ومسلوبو الحقوق إلى أن نحاور الغرب، فالمحاورة ينبغي ان يتمثل فيها شرط أساسي هو أن يكون الطرفان ندين أي على مستوى واحد، وعندما نرقى إلى مستوى الندية مع الغرب، وعندما يدركون معنى الحوار الذي يجب ان يشيع بيننا وبينهم تسقط أطماعهم من بين جوانحه، فنجلس معهم إلى مائدة الحوار".

عون
وانعقدت الجلسة الثانية قرابة الثانية عشرة ظهراً وترأستها السيدة لور مغيزل وكان أول المحاضرين فيها الأب مشير عون وعنوان محاضرته "المسيحية في لبنان بين الدين والدنيا"، وهي عبارة عن بحث مطول عن المسيحية ورؤيتها للحكم والسياسة مقدماً 3 مقاربات لاهوتية، ومما جاء في خاتمته وعنوانها "الشريعة المسيحية بين ديموقراطية حقوق الإنسان وواجب الإخلاء الذاتي": "المسيحية أولاً تعتقد ان نظام الديموقراطية وحقوق الإنسان صالحان للشريعة المسيحية بقدر ما يتيحان للإنسان اعتناق قيم الإنجيل التي قد تخالف منطق صون الذات الإنسانية والذود عن كرامتها المنظورة والعمل على تعزيز مكانتها الإجتماعية. فلا شك في ان الفكر المسيحي يدرك مدى الحرية التي يتسع لاستيعابها مثل هذا النظام، ولا سيما حرية الاعتناق الديني المطلقة. ولكن الكنيسة لا يجوز لها ان تتبلغ بهذا القدر من الأمانة لمثل الإنجيل. وينبغي لها من ثم ان تحض المؤمنين على إكمال شريعتهم المسيحية بما يتجاوز أحكام هذا النظام المأسور بحدود حياديته العالمية. فمصالحه العدو ومحبته وقبول الصفعتين وعمل الخير مع المبغضين وعدم الحكم وإدانة الآخرين والمسامحة سبعين مرة سبع مرات والكفر بالنفس وإخلاء الذات لأجل الملكوت ومنطق التطويبات القائم على مسؤولية الإنسان، لا على المطالبة بحقوقه، ذلك كله يتخطى عبارات النظام القانونية التي لا ترمي إلى اعتناق هذه المثل، بل بالحري إلى صون كيان الإنسان والدفاع عن كرامته. وفي هذا السياق تعي الكنيسة ان مثل هذا النظام غير مخول بت هذه القضايا، وتسر ايما سرور بأنه يتيح لها في الوقت عينه ان تشاطره رؤيته الأساسية للإنسان وأن تتجاوز هي في روحيتها مستوى هذه الرؤية بما لا يسيء إلى الإنسان في مختلف أبعاده.

والمسيحية ثانياً تعتقد في شريعتها ان نظام الديموقراطية وحقوق الإنسان يعجز وحده عن الإيمان بالإنسان الآخر كائناً قابلاً أبداً للارتداد والتوبة واعتناق مبادىء الصلاح، على غرار إيمان السيد المسيح بالإنسان. وتعتقد المسيحية أيضاً ان هذا النظام تعوزه مسحة من روح الإنجيل حتى يرضى بأن لا يلجىء الإنسان بالقوة إلى نبذ الضلال واعتناق السعادة. فإذا كان الله يحترم حرية الإنسان حتى عندما يخطىء، فحري بالشريعة المسيحية إلا تنهج نهج الأنظمة التي تفرض على الآخرين ما تظنه اسعاداً لهم. وهي لذلك للا يجوز لها ادعاء امتلاك المستقبل، مستقبل اتباعها ومستقبل الآخرين، أو محاولة السيطرة عليه، بل جل اعتنائها ان تلتزم قضية الإنسان التزام الرصانة، في غير اكراه أو تعسف أو تشبت أعمى بأحكامها، مدركة ان اختتام مسيرة العالم وتتويج نضاله أمر يتجاوز كل نظام بشري، تعوزه طاقة من العلاء خليقة وحدها باعتاق قوى المحبة والرحمة والإبداع الخلقي من مكامن الإنسان الدفينة. وبناء على هذا، تمتنع الشريعة المسيحية عن اللجوء إلى العنف، نظير السيد المسيح ملهمها، إلا في الأحوال القصوى التي تمتهن فيها كرامة الشخص البشري.

والمسيحية ثالثاً تصر في شريعتها على أن يتبنى كل التزام سياسي مسيحي معين ضمة من المقاييس بها يروز مدى موائمة الخيار المتخذ لمقتضيات الإنجيل ومعطيات الوضع القائم وحاجات الإنسان المعني وجودياً بهذه القضية. فليس من خيار سياسي يمكنه ان يستلهم روح الشريعة المسيحية ما لم يبن حكمه على تناغم هذه العناصر الأساسية. وهيهات ان يكفي المسيحي اكتناه حكمة هذه العناصر لكي يكون خياره على حد ما يرنو إليه من التصاق بعقيدة المسيح واقتداء بمسلكه. ان الحكم اليقين على صوابية المسلك السياسي الفردي والجماعي لا يقوم إلا على حجة الإنتماء إلى منطق الملكوت المقبل إلينا في مجرى الزمن الحاضر. ولذلك لا يمكن ان تدرك كلمات الشريعة المسيحية، ان هي كتبت، ادراكاً فردياً خاصاً ينزع عنها قيمة التضامن البشري الجماعي؛ أو إدراكاً روحياً محضاً يسلخها عن منقلبات الزمن زمعارك التاريخ؛ أو ادراكاً نظرياً مجرداً يعقم فيها الحياة والفعالية والقدرة على التغيير؛ أو ادراكاً أخروياً نشورياً اسخاتولوجيا يزج بها في مملكة الإمكان والإجتمال والترجيح.

تلك هي بضعة من التصويبات التي تزفها الشريعة المسيحية إلى كل نظام سياسي مبني على قاعدة حقوق الإنسان والديموقراطية. غير ان هذه التصويبات لا تنتقص البتة من قيمة هذا النظام في حد ذاته. وقد تكن نافلة في أوطان العالم الثالث، كالوطن اللبناني، لانها ترفد مجتمعه بمثل انجيلية من صلب طبيعتها ان تتجاوز مستوى الأمانة الأولى لأبسط مبادىء العيش الحر الكريم. فإذا كان الوطن لم يبلغ بعد، ومناط رجاء الكنيسة اللبنانية الا يتباطأ في هذا العبور، مرحلة النضج الديموقراطي، فعبث الإلحاح في هذا اليوم الحاضر على ضرورة تذوق كماليات هذه المثل الإلهية".

شرف الدين
ثم قدم السيد حسين شرف الدين مداخلة عن "الإمام الصدر والحوار" فعرض لتجربته الشخصية مع الإمام الصدر منذ انطلاقته من مدينة صور وعلاقته مع أبناء المدينة من غير الشيعة. كذلك عرض لمراحل من سيرة الصدر ومواقفه ونظرته إلى الدين كأداة لبناء الإنسان.
وتغيب عن هذه الجلسة الدكتور سعود المولى علماً ان محاضراته المعنونة "الحوار الإسلامي – المسيحي، المنطلقات والإشكالات" كانت وزعت على الإعلاميين والحضور.

الحلبي
الجلسة الأخيرة التي بدأت قرابة الثالثة ترأسها السفير السابق فوزي صلوخ، وكان أول المحاضرين فيها عضو اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي – المسيحي عباس الحلبي وركز على موضوع التعايش في لبنان فعرض أولاً للمسلمات التي يجب الإقرار بها لتحقيق التعايش وقال: "ان الحد الأدنى المطلوب من التعايش، يجب ان يكون في منع الحرب وجعلها مستحيلة وليس التعامي عن أسبابها والتكاذب في شأنها، فلا نجد أنفسنا الا وقد وقعنا في شباكها من جديد. عندها وعندها فقط نستطيع ان نطمح إلى خلق الهوية الوطنية المتماسكة والإستفادة من غنى امكاناتنا ليصبح ذلك مصدر قوة للبنان من جديد". ثم طرح شروطاً لتحقيق التعايش عملياً ومنها "انشاء وزارة خاصة للوفاق الوطني وبدء البحث في قانون انتخاب جديد حتى تتسنى للجميع المشاركة في النقاش العام حوله وانشاء فرع في الجامعات اللبنانية لدرس الفوارق بكل أبعادها وتجاوز الحال الطائفية دون انكارها والاتفاق على قراءة الأحداث التاريخية على قاعدة الأخذ والعطاء وعدم المساس بحرية التعليم وتحقيق الإصلاح الإداري وتعزيز دور اللجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار والتأكيد على أهمية إقامة المخيمات الشبابية المختلطة والنوادي الرياضية ودعم المجتمع الأهلي وخلق الأطر الثقافية والمدنية التي تساهم في تكريس التعايش".

ناصيف
ثم كانت محاضرة الزميل جورج ناصيف وعنوانها "الإمام الصدر ولبنان" وجاء فيها أن الإمام الصدر كان "رجل الإعتراض العميق على الحرب التي أوقدت في لبنان، تقبيحها والحض على ايقافها، ورجل المحافظة على الكيان اللبناني لا تنتقص منه تجزئة ولا تذيبه وحدة لا يتواضع عليها اللبنانيون جميعاً بالرضا (...) ورجل الحوار المسيحي – الإسلامي يريده بابا للتقارب والفهم المتبادل بما يثري العيش المشترك ويقيمه على قواعد أكثر رسوخاً من مجرد التساكن بريبة وتوجس في انتظار ظروف تسمح بالغلبة أو المغالبة".
وعرض لمواقف الصدر الرافضة للحرب الأهلية والبرنامج التغييري الذي طرحه والثوابت التي كان ينطلق منها في رؤيته للبنان وأبرزها:
"- ان لبنان هو تعريفاً التعايش المسيحي – الإسلامي. التعايش هو معنى لبنان ومبرر قيامه (...).
- هذا التعايش ليس حاجة لبنانية داخلية فحسب، بل هو حاجة حضارية عامة تفيد منها بقية الأمم والشعوب (...)".
- المسيحيون في لبنان أصحاب دور مخصوص، ينبغي الا ينسوه أو يطمروه، أما المسيحيون في العالم فيعرفون كم هي رائعة رسالة مسيحيي لبنان وسامية (...)".

خسروشاهي
بعدها كانت مداخلة لسفير إيران السابق في الفاتيكان العلامة السيد هادي خسروشاهي فركز فيها على مقام المسيح ووالدته مريم في القرآن والتكريم الذي يحوطهما به في القرآن، مشيراً إلى أنهما ورداً في 175 آية أي في نحو 3163 كلمة، أي ما يعادل 4 في المئة من كل كلمات القرآن وقال: "لولا القرآن لما كان للمسيح وأمه كل هذا التكريم والوجاهة في كل العالم".

عتريسي
الدكتور طلال عتريسي عرض في مداخلته "الإسلام والمسيحية في لبنان بين دعوات الحوار والجهل المتبادل" للمتغيرات التي تأتي الدعوة إلى الحوار المسيحي – الإسلامي في اطارها.
ثم قدم بحثاً عن صورة الآخر في الكتب المدرسية في لبنان معتبراً انه يتبين "ان صورة الآخر تغيب تماماً عن كتب التعليم التربوي والديني في المدرسة الإسلامية بأنواعها واتجاهاتها، كما تغيب معها في طبيعة الحال صورة المسيحي الفرد أو المواطن، ولن يكون مفاجئاً ان نكتشف الأمر نفسه في الكتب التربوية والدينية في المدارس المسيحية أو الكاثوليكية (...)".

وختاماً مداخلة للسيد مهدي فيروزان وعنوانها "ادراك الكمال في المسيحية والإسلام" وهي عبارة عن بحث فلسفي للنقاط المشتركة بين الإسلام والمسيحية ومما قال: "ان مفهوم الله وكماله وحقيقته المتعالية والجمال المطلق هي مفاهيم مشتركة بين الاديان الإلهية التي تنظر إلى الإنسان على أنه حامل للأمانة الإلهية والعلم الإلهي ومظهر لصفات الحق وأسمائه وخليفته في الأرض".

source