مؤتمر الأسرة اختتم أعماله حميد: الأولوية للتنمية البشرية

calendar icon 06 تشرين الثاني 1997

اختتم مؤتمر "الأسرة: واقع ومرتجى"، الذي ينظمه مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات في فندق الكومودور أعماله، وتناول في جلساته لمدة يومين موضوع تفكك الأسرة ومشكلة الطلاق والجرائم والمشاكل العائلية والتربية التي يجب أن تسود المجتمعات.

وشارك في جلسات اليوم الثاني الوزير أيوب حميد، النائبة بهية الحريري، الدكتور عدنان مروة، الدكتورة إلهام كلاّب، منى فياض، نور سلمان، انطوان مسرة وتوماس شلن، كما حضرت وفود عربية وإيرانية قدمت اقتراحات ومناقشات ومداخلات حول المرأة والأسرة.

بهية الحريري
وترأست الجلسة الأولى النائبة بهية الحريري وحددت في مداخلتها جملة شروط تربوية واجتماعية وإعلامية يجب العمل على تحقيقها حماية لدور المرأة في بناء الأسرة والمجتمع، تتمحور هذه الشروط على ثلاثة أصعدة:
1- الصعيد التربوي من خلال أخذ جميع المدارس الرسمية والخاصة بالبرنامج الموحد للتربية المدنية، وتنمية روح البحث العلمي لدى الطلاب، وتأهيل الكوادر التربوية على استخدام الوسائل الحديثة في التعليم.
2- الصعيد الإجتماعي من خلال انخراط الجمعيات الأهلية في الوعي العام، وتفعيل وتعزيز دورها.
3- الصعيد الإعلامي من خلال تغذية الإنترنت بالمعلومات المتعلقة بالشؤون الوطنية، وتطوير الخطط الإعلامية ورفع مستوى الإعلاميين.
ألقت السيدة حوراء الصدر مداخلة عنوانها "ذكريات حبيسة"، عرضت فيها مراحل حياتها مع والدها الإمام موسى الصدر، وتناولت خصوصيات تعاطيه مع أفراد عائلته.

الحسيني
الدكتورة ندى الحسيني تحدثت عن عمل صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة UNIFEM التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وأكدت ان الصندوق يوفر "دعماً" فنياً ومالياً لمبادرات المرأة في الدول النامية في مجال التمكين الإقتصادي للمرأة وفي عملية صنع القرار والتخطيط التنموي وحقوق المرأة".
كما أشارت إلى أن الصندوق يعمل على تعزيز دور المؤسسات لتنمية المشاريع الصغيرة التي تملكها وتديرها النساء، إضافة إلى دراسة مشاركة النساء في حل النزاع وتعزيز مساهمتهن في صنع القرار وزيادة مشاركتهن في البرامج التدريبية التي يقوم بها مشروع "عائدون"، الخاص بدعم مسيرة عودة المهجرين من قرى ومدن الجبل، التابع لبرنامج الأمم المتحدة للإنماء UNDP.
تحت عنوان "المرأة بين مسؤولياتها الإجتماعية ووظيفتها الأسرية" عرض الدكتور عدنان مروة لوضع المرأة في لبنان من خلال بعض الإحصاءات.
في ما يخص تأخير سن الزواج أشار إلى أن متوسط سن الزواج عند المرأة يبلغ 27.5 سنة، وهذه السن تعتبر متأخرة جداً مقابل متوسط 30.9 سنة عند الرجل. وتوقف عند ظاهرة ازدياد نسبة النساء فاقدات المعيل، لافتاً إلى أن المسوحات التي أجريت في بيروت، تشير إلى إزدياد مضطرد في نسبة الأسر فاقدة المعيل من 9.2% عام 1954 إلى 20% عام 1992.
كما تحدث عن ظاهرة زواج الأقارب التي تزيد من احتمال الأمراض الوراثية، مشيراً إلى رصد 164 مرضاً وراثياً في لبنان بين الأزواج والأقارب، منها مرض التلاسيميا والتخلف العقلي.

حميد
وترأس الجلسة الثانية وزير الشؤون الإجتماعية أيوب حميد فألقى مداخلة لحظ فيها ان الحرب أدت إلى خسائر فادحة، فحدثت تحولات ديموغرافية واجتماعية واسعة ابرزها يتعلق بانخفاض حجم الأسرة، نتيجة انخفاض معدل الخصوبة الكلية لدى المرأة وكذلك انخفاض مستوى المتزوجات، ما أدى إلى تغيير عميق في الهيكل السكاني بحيث ارتفعت نسبة المسنين وانخفضت نسبة صغار السن وارتفع متوسط العمر عند الزواج الأول لدى المرأة. ودعا إلى وضع معالجات عملية تؤدي إلى تغيير أساسي في نوعية النمو الإقتصادي وإعطاء أولوية لبرامج التنمية البشرية بما يؤمن حماية الأسرة.
وألقت الدكتورة إلهام كلاّب مداخلة حول "معايير اختيار الشريك"، وركزت بحثها على معنى الشراكة ومعنى الإختيار وحدوده المادية والإجتماعية والنفسية ومرجعية المعايير وتاريخها وظروفها المادية والنفسية، ودور الوعي واللاوعي في الإختيار، وأخيراً نوعية العلاقة وجدليتها ومستوى مسؤوليتها.
المداخلة الثانية كانت للدكتورة منى فياض التي تناولت موضوع "الفتاة العازبة" ملاحظة ان الفتيات "لم يعدن يخفن كثيراً من فكرة البقاء دون زواج"، وقالت: "ان الزواج – الواجب لم يعد موجوداً، وان البحث عن الإنسجام على الأقل الثقافي والإكتفاء المادي أصبح أحد المطالب الأساسية، وان الأوضاع المادية المتردية تقف حائلاً امام الزواج.

source