أوصى بتعميم منهج الإمام الصدر المنبثق عن الأديان مؤتمر الأسرة: لسياسة إسكانية للأسر الشابة وقيام مؤسسات حكومية وأهلية تسهم في تطويرها

calendar icon 07 تشرين الثاني 1997

اختتم "مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات" أعمال مؤتمره الثاني للعام 97، والذي أقيم في فندق "الكومودور" – بيروت لمدة يومين في 4،5 الجاري، تحت عنوان "الأسرة: واقع ومرتجى"، وذلك من وحي فكر الإمام السيد موسى الصدر ونهجه.

توزعت أعمال المؤتمر على ست جلسات لمدة يومين متتاليين، قدمت فيها الكثير من الأبحاث والدراسات التي تعالج شأن الأسرة من نواحيها كافة، ساهم في عرضها حشد من الباحثين والمحققين في شؤون الأسرة في لبنان وإيران وأوروبا.

توصيات
وأصدر المشاركون التوصيات التالية:
أ‌- العمل على نشر وتعميم أفكار الإمام السيد موسى الصدر ومنهجيته المنبثقة من الأديان السماوية والتعاليم القرآنية.

ب‌- أكد المؤتمر على وجوب انعقاد مثل هذا المؤتمر سنوياً لبحث المواضيع التي تعنى بالإنسان، ولا سيما ما يخص الأجيال الشابة.

ج- اعتبر المؤتمرون أن الأسرة هي مؤسسة إلهية أنشأها الله ليستقيم بها المجتمع البشري، وخلصوا إلى ما يلي في ما يهم شأن الأسرة:

1- اعتماد قاعدة التشريع النابعة من التعاليم السماوية في تنظيم مساحات العلاقة في حياة الإنسان بما يتصل بعقيدته وبعالمه الروحي.

2- استنكار ما تتعرض له الأسرة من انتهاك شديد يتولد عن السياسات الإعلامية التي يعانيها المجتمع البشري الراهن وآثارها السلبية المدمرة في بناء الأجيال الصالحة.

3- التأكيد على أهمية التعليم الديني في المدارس والمؤسسات ذات العلاقة بالتربية، باعتباره وثيق الصلة بتنمية الحياة الروحية عند الإنسان، والوثيق الصلة بتكوين الأسرة وديمومتها.

4- مناشدة الجهات المعنية الرسمية والأهلية كافة، على تشجيع الزواج المبكر وتيسير إنشاء الأسر الشابة. وفي الوقت ترشيد عملية الإنجاب داخل الأسرة بما يتوافق والأوضاع الإجتماعية والإقتصادية الصعبة، بحيث لا يجوز أن يكون الإنجاب عائقاً أمام التبكير في سن الزواج.

5- التوجه إلى الحكومة والدولة والمؤسسات ذات الصلة معها لتيسير السياسة الإسكانية للأسر الشابة من أجل تطبيق سياسة الزواج المبكر، باعتبارها سياسة إنسانية تتصل بالعافية الروحية والإجتماعية للمجتمع.

6- أجمع الحاضرون على أن المجتمع الإنساني ليس مجتمعاً ذكورياً، وأن السلطة في المجتمع ليست هي سلطة الأب أو الأخ أو الزوج، بل المجتمع هو مجتمع إنساني، السلطة فيه للعامل الإنساني الذي يلتقي فيه الرجل والمرأة خارج مساحة الذكر الخاصة وخارج مساحة الأنثى الخاصة "لأن القرآن يعتبر المرأة مثل الرجل في الحقيقة وفي الذات".

7- ثمن المؤتمر دور الأسرة اللبنانية بشكل خاص في مقاومة الظلم والعدوان من جراء الإعتداءات الصهيونية الغاشمة، ونبه إلى الأخطار الجسيمة التي تتعرض لها من جراء التهجير والقتل والتشريد، ما يؤدي إلى تقويض أمتها واستقرارها وإنسانيتها.

وانتهى المؤتمرون إلى التأكيد على أن الإسلام والمسيحية والأديان السماوية عموماً لعبت وتلعب دوراً مركزياً في الحفاظ على بقاء الأسرة وتعزيز مكوناتها؛ ولكن ذلك لا يكفي لتطوير الأسرة وتحصينها، بل لا بد من قيام مؤسسات في الدولة والمجتمع الأهلي للمساهمة بإنجاح المهمة والمساعدة على تطوير واقع الأسرة وإصلاحه وإغنائه بالتشريعات اللازمة لتطورها بغية الحفاظ على عملية النشوء والصيرورة والمصير في ساحة المجتمع العامة، وساحة الإنسانية جمعاء.

source