أسرة الواقع والمرتجى تكمل أعمالها مداخلات تذهب قدماً بحثاً عن الأفضل

تواصلت أمس أعمال مؤتمر "الأسرة واقع ومرتجى" في فندق الكومودور بدعوة من مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات. وعقدت جلستان.

الحريري
الأولى رأستها النائبة بهية الحريري واستهلت كلمتها بالقول: نعيش في لبنان هذه الأيام مرحلة هي من أدق المراحل وأحرجها. اننا نكاد نكون بين فكي كماشة، أولهما دور تاريخي في إعادة بناء لبنان على أسس حضارية مدنية.
أما الفك الثاني فهو الآخر الدور الإقتصادي المطلوب منا لحماية هويتنا وثقافتنا وانتمائنا اللبناني العربي.
من هذا المنطلق فقط يجب ان نفهم مطالبة المرأة بالمساواة وبما تراه من حقوق، لأن التحديات التي تواجهها ما عادت تسمح بخلل في التوزان. وخلصت الحريري إلى توضيح بعض الشروط لحماية دور المرأة في بناء الأسرة والمجتمع وهي:

أولاً، على الصعيد التربوي:
- إدراج التربية المدنية والتنشئة الوطنية في المدارس.
- التركيز على الروضات وخلق بنية سليمة للطفل.
- تأهيل الكوادر التربوية على استخدام الوسائل الإيضاحية الحديثة في التعليم.
- وضع قواعد للإستخدام السليم لوسائل الإعلام.

ثانياً، على الصعيد الإعلامي:
- تطوير وسائل الإتصالات والمعلومات.
- وضع خطة إعلامية للنهوض التربوي الإجتماعي.
- رفع مستوى الإعلاميين التربويين والإجتماعيين.
- إرساء أسس للتكامل في الأهداف بين الإعلام والتربية.
- وضع ميثاق شرف إعلامي ينص على التزام الابتعاد عن كل ما من شأنه ان يزعزع الكيان الوطني وعن كل ما يمس بالأخلاق العامة.

مروة
وتحدث في الجلسة الدكتور عدنان مروة حول المرأة بين مسؤولياتها الإجتماعية ووظيفتها الأسرية وقدم مروة دراسة علمية إحصائية عن عدد السكان وكثافتهم ومعدل النمو والخصوبة، وخلص إلى نتائج منها انحسار الخصوبة وتأخير سن الزواج والإقبال على استعمال وسائل تنظيم الأسرة.

فيروزان
وإلى السيدة حوراء موسى الصدر فيروزان.
رأت أن البحث حول شخصية الإمام الصدر لا يكتمل إذا اقتصر على أفكاره ومحاضراته وأقواله، بل يجب فتح نافذة على سلوكه العملي وأسلوب تعامله.
وأضافت: "ان اهتمام الإمام الصدر بوالده كان لافتاً فهو مستشاره الأمين المدير لأعماله ورفيق سفره، وكان الممرض لأبيه أيام مرضه والمشرف على علاجه في المستشفى.
وكذلك برّه بوالدته، حتى لم ينقطع عن الإتصال بها من لبنان أو أي كان هو فيه ليطمئن إليها ويستفسر عن أوضاعها.
وللأخوين والأخوات وأولادهم حظ كبير مما تحمله الذاكرة، كان ظاهر الإحترام لشقيقته وبالذات الأكبر.
أما أخواته فكان لهن أباً وأخاً وصديقاً يلجأن إليه في السراء والضراء ويبدو ان خدمة أطفاله كانت من أشيائه الحميمة، كما كان يلتفت إلى أبسط الأمور لإراحة زوجته.
وتحدثت رندى الحسيني ممثلة صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للإنماء.
فشرحت المهمة المكلف اياها الصندوق في لبنان، والذي يهدف إلى تعزيز دور المؤسسات لتنمية المشاريع الصغيرة التي تملكها وتديرها نساء.
كما ألحت على متابعة توصيات المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في منظمة غرب آسيا، وأشارت إلى دور المرأة ومشاركتها في صنع السلام وحل النزاع في لبنان.

الجلسة الثانية: حميد
وترأس الجلسة الثانية وزير الشؤون الإجتماعية أيوب حميد وقال:
"واجه لبنان عبر تاريخه أزمات كثيرة ومتنوعة، أبرزها على الصعيد الإجتماعي التغيرات التي رافقت فترة الأحداث الأخيرة، والتي تواصلت بين 1975 و1990 وآثارها بارزة حتى الآن. وأدى ذلك إلى تغيير عميق في الهيكل السكاني، بحيث ارتفع متوسط العمر عند الزواج الأول لدى المرأة نتيجة هجرة الشباب إلى الخارج، وقلة المساكن المتوافرة لذوي الدخل المحدود وقلة فرص العمل، وهذا يتطلب معالجات تؤدي إلى تغيير أساسي في نوعية النمو الإقتصادي والسعي لإعطاء أولوية لبرامج التنمية البشرية. بما يؤمن حماية الأسر".

البساط
وانطلقت الدكتورة إلهام كلاّب البساط في بحثها حول معايير اختيار الشريك من التساؤل الآتي:
كيف تختار اللبنانية شريكها اليوم وما هي مساحة الإختيار؟ ثم تحدثت عن معنى الشراكة وأنواع الشريك بين الشريك الحقيقي والشريك المتوهم. ومعنى الإختيار وحدوده المادية والإجتماعية والنفسية ومعايير ثابتة ومعايير متبدلة ودور الوعي ودور اللاوعي في الإختيار.

فياض
وعرضت الدكتورة منى فياض آراء بعض الفتيات الجامعيات حول ظاهرة التأخر في الزواج وتبين لها أن الفتيات ما عدن يخفن كثيراً من فكرة البقاء دون زواج ولسن على استعداد لتقديم كل التنازلات الممكنة للحصول بأي ثمن على مرتبة زوجة. ومن الواضح ان العقلانية هي الغالبة وشعار الحب مع الخبز والزيتون لم يبق هو السائد.
ورأت فياض أن آثار الحرب التي ترمي بثقلها على شكل أزمة مادية خانقة هي أحد مسببات الأزمة وليست سببها المطلق.
وتضيف وبينما كان تكوين الأسرة هو أحد أهم أسباب الزواج، يتم البحث الآن عن تحقيق الذات وعن الإستقلالية وإمكان الإستمرار اعتماداً على النفس.