مؤتمر الأسرة يعرض لمسؤوليات المرأة ولمساحة اختيارها لشريكها ومعاييرها

calendar icon 06 تشرين الثاني 1997

تابع مؤتمر "الأسرة واقع ومرتجى" الذي ينظمه مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات أعماله في فندق "الكومودور" أمس.

ترأس الجلسة الأولى النائبة بهية الحريري، وتحدث فيها الدكتور عدنان مروة، والسيدة حوراء موسى الصدر فيروزان، الآنسة رندى الحسيني.

استهلت السيدة الحريري كلمتها بقولها: نعيش في لبنان هذه الأيام مرحلة هي من أدق المراحل وأحرجها... اننا نكاد نكون بين فكّي كماشة، أولهما دور تاريخي في إعادة بناء لبنان على أسس حضارية مدنية..".

".. أما الفك الثاني فهو الآخر الدور الإقتصادي المطلوب منا لحماية هويتنا وثقافتنا وانتمائنا اللبناني العربي..".

"من هذا المنطلق فقط يجب ان نفهم مطالبة المرأة بالمساواة وبما تراه من حقوق، لأن التحديات التي تواجهها لم تعد تسمح بخلل في التوازن.

وخلصت السيدة الحريري إلى توضيح بعض الشروط لحماية دور المرأة في بناء الأسرة والمجتمع.
وتحدث الدكتور عدنان مروة عن المرأة بين مسؤولياتها الإجتماعية ووظيفتها الأسرية.

استهل مروة كلمته بتقديم دراسة علمية احصائية تظهر عدد السكان وكثافتهم ومعدّل النمو والخصوبة والوفيات ونسبة الأمية ومتوسط الدخل. كما وبيّن خلال دراسته النقاط التالية:
1- انحسار الخصوبة عند النساء من أعمار العشرينات والثلاثينات.
2- تفاوت مرات الإنجاب مع المستوى التعليمي.
3- تأخير سن الزواج وسن الزواج لم يتفاوت بين المناطق.
4- الإقبال على استعمال وسائل تنظيم الأسرة.
5- العزوبية في كافة شرائح الأعمار.
6- ازدياد نسبة الأسر فاقدة المعيل.
7- الأمن الإجتماعي ودور الدولة.
8- الإستثمار في المرأة.

وقالت السيدة حوراء موسى الصدر فيروزان: ان البحث حول شخصية الإمام الصدر لا يكتمل إذا اقتصر على أفكاره ومحاضراته وأقواله. بل يجب فتح نافذة على سلوكه العملي وأسلوب تعامله...".

"...الإمام الصدر قد التزم في سلوكه القواعد القرآنية والتعاليم النبوية وارشادات آل البيت، فما أمر بمعروف ونسي نفسه، وما قال ما لم يفعل، بل عمل على أساس الحديث الشريف "كونوا دعاة الناس بغير ألسنتكم... ولم يكن ليكتفي بالأسلوب التربوي المباشر لأولاده وللآخرين...".

وتحدثت الآنسة رندى الحسيني بصفتها ممثلة عن صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للإنماء، فشرحت المهمة المكلف بها الصندوق في لبنان، والذي يهدف إلى تعزيز دور المؤسسات لتنمية المشاريع الصغيرة التي تملكها وتديرها نساء.
كما أكدت على متابعة توصيات المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في منظمة غربي آسيا، وأشارت إلى دور المرأة ومشاركتها في صنع السلام وحل النزاع في لبنان.

الجلسة الثانية
وترأس الجلسة الثانية الوزير الدكتور أيوب حميد، واستهل الجلسة بكلمة جاء في مقدمتها:
"واجه لبنان عبر تاريخه أزمات كثيرة ومتنوعة، أبرزها على الصعيد الإجتماعي التغيرات التي رافقت فترة الأحداث الأخيرة، والتي تواصلت بين 1975 و 1990 ولا زالت آثارها بارزة حتى الآن، مما أدى إلى تغيير عميق في الهيكل السكاني... بحيث ارتفع متوسط العمر عند الزواج الأول لدى المرأة ... نتيجة هجرة الشباب إلى الخارج، وقلة المساكن المتوفرة لذوي الدخل المحدود وقلة فرص العمل... مما يتطلب معالجات تؤدي إلى تغيير أساسي في نوعية النمو الإقتصادي والسعي لإعطاء أولوية لبرامج التنمية البشرية، بما يؤمن حماية الأسر...".

ثم قدم الدكتور حميد الحاضرين على التوالي الدكتورة إلهام كلاّب، والدكتورة منى فياض.
إنطلقت كلاّب في بحثها من التساؤل الآتي: كيف تختار اللبنانية شريكها اليوم وما هي مساحة الإختيار؟ ثم تحدثت عن:
1- معنى الشراكة وأنواع الشريك بين الشريك الحقيقي والشريك المتوهم.
2- معنى الإختيار وحدوده المادية والإجتماعية والنفسية.
3- معايير ثابتة ومعايير متبدلة.
4- دور الوعي ودور اللاوعي في الإختيار.
5- لكل إنسان فرادته

واستنتجت ان الإنسان لا يحدد من خلال معايير ساكنة، بل يحدد من خلال الأنا الداخلية العميقة في تفاعلها الصادق مع الآخر، وخلصت إلى القول بأنه ليس هناك من صفات أو مثال في المطلق، وان العلاقة بين شخصين هي التي تبلور الصفات وتظهرها تطهرها وليست الصفات الساكنة.

وعرضت الدكتورة فياض لآراء بعض الفتيات الجامعيات حول ظاهرة التأخر في الزواج، وتبين لها ان الفتيات لم يعدن يخفن كثيراً من فكرة البقاء دون زواج، ولسن على استعداد لتقديم كل التنازلات الممكنة للحصول بأي ثمن على مرتبة زوجة.

source