05 تشرين الثاني 1997
إفتتح مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات مؤتمراً أمس في فندق "الكومودور" بعنوان "الأسرة واقع ومرتجى". وطرح المتحدثون في جلسته الإفتتاحية من رؤساء الطوائف القضايا المثارة في هذا الإطار مثل الزواج المدني، الإجهاض والإعلام.. مؤكدين رفضهم لهذه الأطروحات.
تحدث في جلسة الإفتتاح على التوالي عريف الحفل حسين حمادة، رئيسة مركز الإمام موسى الصدر السيدة رباب الصدر شرف الدين، حوراء موسى الصدر ملقية رسالة الرئيس الإيراني محمد خاتمي، القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور دومينيك مامبرتي تالياً رسالة البابا يوحنا بولس الثاني، مفتي طرابلس والشمال الشيخ طه الصابونجي باسم مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، مطران بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر ممثلاً البطريرك نصر الله بطرس صفير، القائم بمقام شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وكانت قد وردت أيضاً رسالة من والدة الإمام موسى الصدر تمنت فيها التوفيق للمؤتمرين.
ثم ألقت حوراء موسى الصدر رسالة خاتمي التي رأى فيها انه "لا يمكن اليوم النظر في موضوع ثبات الأسرة دون التدبير لتواجد المرأة الواسع النطاق جنباً إلى جنب مع الرجال النشطين في المجتمع ومن دون أن يمس ذلك كيان الأسرة وبنيانها". وأضاف: يتعيّن علينا اليوم النظر إلى الأسرة المتماسكة على اعتبار أن المرأة فيها هي المديرة والمدار والأم وليست القابعة في المنزل ولا غير".
بداية كلمة رباب الصدر عرضت فيها أهداف المؤتمر " لمعالجة شؤون وشجون الأسرة باعتبارها هماً أساسياً لأن الدخول إلى رحاب الوطن الحي لا يكون إلا عبرها".
أما المونسنيور مامبرتي الذي تلا رسالة البابا فتطرق إلى ضرورة الحوار الحقيقي بين المؤمنين بالأديان التوحيدية الكبرى من باب الإرشاد الرسولي".
ولأن "الأسرة مشروع هندسي إلهي ومشروع هندسي بشري متكاملان" يمكن أن يأتي الحوار والعمل المشترك للمسلمين والمسيحيين بكثير من الفائدة وأشار إلى جهود المجلس البابوي للأسرة.
بعدها ألقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ طه الصابونجي كلمة المفتي محمد رشيد قباني فاعتبر أن الأسرة في لبنان اليوم يتهددها خطران أولهما التغيير الذي يطرأ على تقاليدها وقيمها والذي وفد إلينا من خارج محيطنا الثقافي والخطر الآخر هو في السعي لإسقاط الأسرة في المنظومة الدينية التي تضع لها أسس قيامها، مشيراً إلى مسألة الزواج المدني وموضوع الإجهاض.
وفي كلمته التي ألقاها بالنيابة عن الكاردينال البطريرك نصر الله بطرس صفير تطرق رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر إلى نظرة الكنيسة إلى الأسرة منوهاً "بالتضامن الرائع الذي ظهر في مؤتمر التنمية والسكان الذي عقد منذ ثلاث سنوات في القاهرة بين وفد الكرسي الرسولي ومجمل الدول الإسلامية"، وقال يجب أن يكون الخيار حاسماً ومحسوماً بين حضارة المحبة في العالم وحضارة النفعية والإنتاجية".
وخلص إلى اعتبار الأسرة مستهدفة ثقافياً في عالمنا المعاصر وهو أخطر استهداف تتعرض له، وربط بين تفكك الأسرة وحالة الفقر التي أفرزتها الحرب الأخيرة مشيراً إلى سياسة الإسكان، التعليم والطبابة.
وتلت ذلك كلمة للشيخ غيث تضمنت الكثير من الوارد في كتاب النور في ما يتعلق بالأسرة وأكد على التمسك بالحق لأن "بهذا المنطق نستطيع الإنتصار على أنفسنا وعلى الآخرين ونخرج من ضيق الدهاليز الطائفية والمذهبية والدينية المتزمتة لنكون طائفة واحدة وأسرة واحدة وصفاً واحداً".
وأوصى المؤتمرين بإيلاء المزيد من الإهتمام بما أسماه "أسرة الحكم" ليستقيموا ويعدلوا.
وبعدها كانت رسالة والدة الصدر التي أكدت فيها إنتظارها الذي لا يمل.
وختاماً الشيخ شمس الدين الذي بنى كلمته على تأكيد علاقة مبدأ الزوجية العامة وهو الأعمق في التكوين بهدف عبادة الله، وقال ان الهدف المصاحب والمكرس للأول هو إعمار الأرض وإصلاحها على قاعدة الإستخلاف. وخلص إلى القول أنه لا بد من تكوين الأسرة على قواعد الإيمان. وحذر من المخاطر الكبرى التي كادت أن تودي بها في العالم الغربي إذ خرجت عن مضمونها وجوهرها باعتبارها مؤسسة إلهية.
وأبدى قلقه من الوافد منها إلى المجتمعات المؤمنة من إسلامية ومسيحية. وتطرق هنا إلى مسائل الزواج المدني، الإجهاض، السياسات الإعلامية، التعليم الديني في المدارس.
ودعا إلى ترشيد الإنجاب وليس إلا التأخير من سن الزواج.
بالإضافة إلى ذلك تضمن اليوم الأول أيضاً جلستي عمل ترأس الأولى منهما النائب عبد الرحيم مراد وتحدث فيها كل من الأب سليم غزال، مفتي صيدا الجعفري السيد محمد حسن الأمين وحوراء موسى الصدر.
أما الجلسة الثانية فترأسها النائب مروان حمادة وداخل فيها د. محمود كلزاري، د. هاشم الحسيني ود. جان كرم، وختاماً جلسة مناقشة.
إلى ذلك يستكمل المؤتمر اليوم أعماله بأربع جلسات تنتهي مساء بإعلان التوصيات.
