إشكاليات تغزو حياة الأسر

مؤتمر "كلمة سواء" السنوي الثاني: "الاسرة واقع ومرتجى"
(كلمات الجلسة الثانية)

أيها السيدات والسادة

في الجلسة الثانية لليوم من مؤتمر "الأسرة واقع ومرتجى" التي تطرح شأناً اجتماعياً ووطنياً أساسياً ومصاعبه، وبوضعه الحقيقي وما يؤمل منه، في هذه الجلسة نتطرق إلى عناوين على جانب كبير من الأهمية والخطورة، وهي ليست عناوين فحسب، إنما معضلات وإشكاليات تغزو حياة مئات الآلاف من الأسر، وتطرح إشكالية العلاقة بين الأسرة والواقع السياسي والديني والاقتصادي والاجتماعي والتربوي والصحي، وتأثير هذه الإشكالية على هذه العائلة.

المحاضرون الثلاثة في هذه الأمسية:
الدكتور جان كرم الأستاذ في الجامعة اللبنانية المشارك في عدة ندوات، وله عدة مؤلفات حول وسائل الإعلام واللغة الإعلامية. سيتطرق إلى موضوع خطير، لأنه لا بد لنا من الإقرار بما أصبح للتلفزيون من وقع وتأثير في حياة الأسرة. فقد أصبح يستولي على الساعات الكبرى من أوقات العائلة، فيجد كل فرد من الخلية ما يناسبه من برامج على أنواعها، وذلك على مدار الساعة. فالتلفزيون، في هذه القرية الكبيرة التي تحول إليها عالمنا، دخل حياتنا وحياة أولادنا اليومية من بابه العريض، وهو مرشح لأن إليها عالمنا، دخل حياتنا وحياة أولادنا اليومية من بابه العريض، وهو مرشح لأن يتضاعف حضوراً ونفوذاً.

وسيتطرق الدكتور كرم إلى الجوانب السلبية للتلفزيون على الأسرة، ولا سيما على الأطفال، وسيتطرق أيضاً إلى بعض الجوانب الإرشادية والتعليمية للتلفزيون.

ثم يليه الدكتور هاشم الحسيني، وهو أستاذ في الجامعة اللبنانية، إذ سيتحدث عن عوامل التفكك في الأسرة وهي كثيرة. وعلى الرغم مما تتعرض له الأسرة من ضربات تستنزف مناعتها في مجتمعنا، فهي لا تزال في المجتمع العربي عموماُ، والإسلامي خصوصاً حلقة أساسية. وفي صراع الحضارات المستمر على أكثر من مستوى نرى أن عالمنا يتميز عن غيره بهذا السمو للأسرة. وهذا السمو لا يخفي عوامل الضعف التي سيتحدث عنها الدكتور الحسيني، لأن الأسرة، خصوصاً في لبنان وفي الأعوام الأخيرة شهدت تحولاً خطيراً، من أسبابه الكثيرة الحرب والجوع والتهجير وما نجم عن ذلك من مشاكل سكنية انعكست على استقرار العائلة وأخلاقياتها وأخلاقيات أفرادها، والبطالة – الأزمة الاقتصادية – بقاء الأطفال خارج المدرسة – تطور مجتمع الإستغلال – عقلية الربح السريع والسهل – ملف المخدرات والكحول – ظاهرة الطلاق المتزايد.

المحاضر الثالث هو الدكتور محمود كلزاري، وهو دكتور في علم النفس وأستاذ في جامعة طهران، وهو رجل علم ودين مسؤول عن مركز الدراسات والأبحاث والتقويم في الإذاعة والتلفزيون في الجمهورية الإسلامية. شارك في عدة ندوات وله أبحاث إجتماعية وتربوية ودينية عديدة. محاضرته ستكون مسك الختام لهذه الليلة، وسيتحدث عن سؤال: هل الزواج هو السبيل الأمثل لإشباع الغريزة الجنسية والوصول إلى الإستقرار النفسي؟