أزمات ومتغيرات

calendar icon 05 تشرين الثاني 1997 الكاتب:ايوب حميد

مؤتمر "كلمة سواء" السنوي الثاني: "الاسرة واقع ومرتجى"
(كلمات الجلسة الرابعة)

السيدات والسادة
واجه لبنان عبر تاريخه أزمات كثيرة ومتنوعة، أبرزها على الصعيد الاجتماعي التغيرات التي رافقت فترة الأحداث الأخيرة، والتي تواصلت بين 1975 و1990، ولا زالت آثارها بارزة حتى الآن.
فمن التهجير الداخلي، والذي أدى إلى نزوح وانتقال حوالي ثلث السكان الذين غيروا مساكنهم بشكل دائم، إلى الهجرة الخارجية التي أدت إلى خسارة لبنان ما يزيد على نصف مليون ساكن، هاجروا للبحث عن الأمن والعمل، ثم استقروا ولا زالوا في الخارج... هذا بالإضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي لمناطق واسعة في الجنوب والبقاع الغربي، والذي لا زال يمثل العائق الأساسي لتنفيذ برامج التنمية الاجتماعية.

ودون الدخول في تفاصيل أكلاف الحرب الجسيمة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، فهي قد أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، كما حدثت تحولات ديموغرافية واجتماعية واسعة، أبزها يتعلق بانخفاض حجم الأسرة نتيجة انخفاض معدل الخصوبة الكلية لدى المرأة، وكذلك انخفاض نسبة المتزوجات (خاصة الفئة العمرية الشابة بين 20 و35 سنة) مما أدى إلى تغيير عميق في الهيكل السكاني بحيث ارتفعت نسبة المسنين وانخفضت نسبة صغار السن، بحيث ارتفع متوسط العمر عند الزواج الأول لدى المرأة، كما تزايدت نسبة مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي، وانخفضت نسبة الأمية لدى النساء.

وهي مؤشرات تبدو في ظاهرها حيث يتزايد دور المرأة في مجالات العمل والتعليم والخدمة الاجتماعية، لكنهها تؤكد وجود ظاهرة سكانية مقلقة بدت معالمها واضحة من خلال تأخر سن الزواج بين الإناث، نتيجة هجرة السباب إلى الخارج، وقلة المساكن المتوفرة لذوي الدخل المحدود، وقلة فرص العمل... مما يتطلب معالجات تؤدي إلى تغيير أساسي في نوعية النمو الاقتصادي والسعي لإعطاء أولوية لبرامج التنمية البشرية، بما يؤمن حماية الأسرة وتوفير الدعم الكافي للفئات الضعيفة وتقديم القروض والمساعدات الاجتماعية لأصحاب الحالات الخاصة من الأيتام والأرامل والمعزوقين والمسنين، بالإضافة لتأمين رعاية كافية لأسر الشهداء والمعتقلين من أبنائنا في المناطق الجنوبية المحتلة. وعوائل شهداء الحرب اللبنانية بشكل عام.

ومن جانب آخر فإن مفاهيم اختيار الشريك بالمسبة للمرأة او بالنسبة للرجل قد تغيرت وذلك تبعاًُ لعوامل متعددة نذكر منعها على سبيل المثال:
الوعي والثقافة وتطور سبل الحياة والاتصال بين الناس والأوضاع الاجتماعية وتبدل العادات والمفاهيم والأذواق وسواها من الامور والتي تخلق وعياً كافياً في الاختيار، هذا إلى حضور العائلة وعاداتها وتقاليدها وطوائفها.

على أي حال لن آخذ دور المحاضرتين الكريمتين د. منى فياض ود. الهام كلاّب البساط في تسليط الأضواء على هاتين الظاهرتين الهامتين وسأترك للدكتورة منى فياض المداخلة الأولى تحت عنوان "الفتاة العازبة وتأخر سن الزواج"، لتكون بعدها الدكتورة الهام كلاّب البساط في مداخلة عنوانها: «معايير اختيار الشريك».

source