الآخر: وجهة نظر اسلامية

calendar icon 13 تشرين الثاني 1996 الكاتب:محمد السماك

كلمة الدكتور محمد السماك في الجلسة الأولى من مؤتمر "كلمة سواء": الإمام الصدر والحوار

بسم الله الرحمن الرحيم

الاساتذة الاجلاء: الاخوة والاخوات
إن الآخر هو وجهة نظر اسلامية ولم نقل وجهة النظر الاسلامية. وما اقدمه في هذه الورقة من افكار اعتقد انها على صواب، ونقيضه على خطأ، انما قد يكون النقيض صواباً إلى ان يثبت العكس فلا بدّ بدايةً من تعريف الآخر. وهو تعريف لا يمكن ان يتمّ بمعزل عن الأنا. ان فهم الآخر ومن ثم التفاهم معه لا يتحققان من دون ان تتسع (الانا) له. وبالتالي، كلما سما الإنسان وترفّع عن أنانيته، كلما أوجد في ذاته مكانا أرحب للآخر. ان الحقيقة ليست في الأنا. انها تتكامل مع الآخر حتى في نسبيتها. وهي لا تكتمل في اطلاقيتها إلا بالله. والحوار مع الآخر هو اكتشاف للأنا وإضاءة ساطعة على الثغرات وعلى النواقص التي لا تخلو منها شخصية انسانية. ولذلك يقول الفيلسوف الفرنسي تسار: الآخر هو وسيط بيني وبين نفسي وهو مفتاح لفهم ذاتي والاحساس بوجودي. الآخر قد يكون فرداً وقد يكون جماعة وفي الحالتين قد يكون مؤمناً وقد يكون كتابياً وقد يكون كافراً. الآخر المؤمن هو للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً. والآخر الكتابي في المجتمع المدني الحديث هو مواطن كالمسلم سواءً بسواء. أما الآخر الكافر فالعلاقة معه مبنية على قاعدة (لكم دينكم ولي دين). وفي كل الحالات فإن العلاقة بين المسلم والآخر يختصرها الحديث الشريف الذي يقول فيه رسولنا (ص): المسلم من سلم الناس من يده ولسانه. وعندما يرسي الاسلام القاعدة الشرعية ان لا اكراه في الدين فإنه يعطي الآخر الفرصة ليُعمل عقله وفكره على الايمان بالحقيقة الالهية، حتى اذا توصل اليها كان الايمان بالاختيار وليس بالفرض والاملاء. سيادة المطران جورج خضر يقول ان صاحب الحقيقة لا يطوع احداً لأن التطويع يعني عبادة "الأناه" لا عبادة للحقيقة وهو يرى ان شرط بروز الأخر فيك هو بساطتك وهو الاطمئنان إلى أنك موجود لأن الله يراك والبساطة تُنشئ في الآخر نقاوة تجعله يعطيك ليس فقط خير ما عنده ولكن يعطيك نفسه، وهذا يكون اذا رجعت اليه ورجع اليك لتأتي منه ويأتي منك أي يؤتي كل منكما الآخر نوراً الهياً يعيش فيه.

ولعل هذا ما قصده السيد هاني فحص عندما قال: الآخر شرط الذات، أي ان الأنا تشرق من الآخر. ذلك هو الايمان القوي المناقض لذلك النوع من الايمان الذي يبلغ في تقوقعه درجة من التسلط يلغي معها الآخر، ويسد منافذ اشراقه ويُعتم على ذاته حتى يفقد القدرة على الرؤيا فتتقطع به ومعه اوصال الحب نابذاً ما لا يعرف، متعصباً لما يعرف، معتبراً انه وحده يملك الحقيقة المطلقة وانه وحده الفرقة الناجية.

والآخر قد يكون صديقاً وقد يكون عدواً ونحن نعرف تقريباً كيف نتعامل مع الآخر الصديق ولكن هل نعرف كيف نتصرف مع الآخر الذي يُغرينا على تحريض النفس الامارة بالسوء، او على ايقاظ الشيطان الكامن فينا. كل الاديان تحض المؤمن على التسامح وعلى تقديم يد المساعدة حتى إلى المسيء، وفي الفلسفة البوذية ان الآخر العدو هو افضل الاصدقاء لأنه يتحدانا لنتجاوز ذاتنا ولنرتفع بإنسانيتنا إلى درجة أصلح. مع ذلك فإن الجدل يكاد لا ينتهي بين الرحمة والعدالة وبين الحب والواجب ذلك ان الاخر يؤمن في قرارة نفسه انه على حق تماماً كما يؤمن كل واحد منا.

صنَّف رسول الله عليه السلام المؤمن بأنه قوي او ضعيف، وفضل المؤمن القوي على الضعيف، ولكن ما هي مقومات القوة والضعف في الايمان. طبعاً لا يتعلق الامر هنا بالقوة البدنية وان كان لا ينفيها بالضرورة ولكن يتعلق بمفهوم الايمان وصفائه وبكيفية ممارسته في الحياة العامة، ذلك ان الايمان هو مدرسة الحياة من حيث انه منظم علاقات الناس على اسس وقواعد مستمدة من تشريع الهي، يكون في حد ذاته طريقاً إلى السعادة في الدنيا والآخرة. ان الايمان الانغلاقي الرافض لاجتهاد يواكب متغيرات العصر ومستحدثات الحياة، والمقفل في وجه الآخر فكراً ومعرفة هو ايمان ضعيف معرض للاهتزاز والانهيار بمجرد ان يتسرب اليه اجتهاد مخالف للتقاليد او الموروث من تاريخ الفقه او الايمان المتمسك بالمقدس من النص المنفتح على نسبية وحركية التغيير الانساني، فإنه ايمان قوي واثق ومتجذر في العقل والقلب وبقدر ما يلغي الايمان الضعيف الآخر وينكره ويتنكر له يقف الايمان القوي على قواعد ثوابته الايمانية فاتحاً عقله للآخر محاججاً معلماً متعلماً. في الاساس الحق واحد كما يقول ابو الوليد البازي في كتاب احكام الفصول من احكام الاصول، وان من حكم بغيره فقد حكم بغير الحق ولكننا لم نكلف اصابته وانما كُلفنا الاجتهاد في طلبه فمن لم يجتهد في طلبه فقد أَثِمَ، ومن اجتهد فأصابه فقد أجر أجرين. أجر الاجتهاد وأجر الاصابة بالحق ومن اجتهد فأخطأ فقد أجر أجراً واحداً لاجتهاده ولم يؤثم لخطئه. إن الاعتقاد باحتكار الفهم الصحيح للنص وبإلغاء كل فهم آخر مختلف وبالتالي الغاء صاحبه يتناقض مع روح الدين. فالاسلام نفسه الذي يؤمن بأنه صاحب العقيدة الصحيحة عقيدة التوحيد يقرر في الوقت نفسه حرية الاعتقاد ويعتبر هذه الحرية حقاً من حقوق الإنسان الطبيعية. ﴿إنا هديناه السبيل اما شاكراً واما كفوراً، ﴿ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾ ﴿قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين﴾. والعامة تقول "كل مين على دينو الله يعينو".

اذا كان لا اكراه لحمل غير المسلم على ان يكون مسلماً أي الاعتراف به واحترامه على ما هو عليه وكما هو، فهل يجوز اكراه المسلم على أن يأخذ باجتهاد او تفسير لنص محدد دون محدد والغاؤه دينياً بمجرد مخالفته في الرأي او الاجتهاد؟

يخاطب القرآن الكريم المؤمنين بقوله: ﴿يا ايها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعاً فينبّئكم بما كنتم تعملون﴾ اي ان المرجعية لله وهو الذي يحكم بين الناس.

أو في سورة آل عمران: ﴿فإن اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فإنما عليك البلاغ﴾.

﴿وما كان الناس إلا امة واحدة فاختلفوا﴾ اي ان اختلافاتهم لا تلغي الوحدة الانسانية ولكن هذه الوحدة تقوم على الاختلاف وليس على التطابق، والاختلاف في حد ذاته آية من آيات عظمة الله ومظهر من مظاهر روعة ابداعه ويقول القرآن الكريم ﴿ومن آياته خلق السماوات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين﴾ والقاعدة الاسلامية كما حددها الرسول (ص) "هي لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على اسود إلا بالتقوى" وبالتالي فان الاختلاف العرقي لا يشكل قاعدة لأفضلية ولا لدونية فهو اختلاف في اطار الامة الانسانية الواحدة اختلاف يُحتم احترام الآخر كما هو وعلى الصورة التي خلقه الله عليها.

اذا كان احترام الآخر كما هو لوناً ولساناً اي اثنياً وثقافياً يشكل قاعدة من قواعد السلوك الديني في الاسلام فإن احترامه كما هو عقيدة وايماناً هو احترام لمبدأ حرية الاختيار والتزام لقاعدة عدم الاكراه. ﴿ولكل وجهة هو موليها﴾ وفي اشارة واضحة إلى تعدد التوجهات يقول القرآن الكريم: ﴿وما بعضهم بتابعِ قبلة بعض﴾. ذلك ان الاختلاف في الالسن والالوان كان من طبيعة رحمة الله اضافة اليه اختلاف الشرائع والمناهج وهو ما أكدته الآية القرآنية ﴿لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء لجعلكم امة واحدة﴾ يرسي الاسلام قواعد لعلاقة الانسان بنفسه ولعلاقته بأخيه الانسان وعلاقته بمجتمعه ورفضه. هذه القواعد تشمل قضايا واموراً حياتية تتغير بتغير الازمان وتنوع المجتمعات ولذلك فإن الحكمة الالهية قضت بصياغة النفوس الدينية بحيث تترك المجال مفتوحاً أمام الفكر الانساني لفهمها وهضمها ولاستنباط الاحكام منها وفقاً للمتطلبات والمستجدات والمتغيرات التي تطرأ على حركة التطور الإنساني وهذا ما يفسر تعدد المذاهب في الاسلام وهي تعددية أملاها تنوع اشراقات الفكر الانساني على نص ديني واحد. ثم اذا كان هذا التنوع ظهر في مجتمع واحد وفي عصر واحد فإنه من المنطق ان يظهر في مجتمعات مختلفة وفي عصور متباعدة، ارسى القرآن الكريم قواعد واضحة للاعتراف بالاخر وبوجهة نظره اجلاءً للحقيقة، ربما في مقدمة ذلك الحقيقة الالهية. وفي سورة الاعراف حوار الله مع ابليس ﴿ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس لم يكن من الساجدين﴾ ﴿قال ما منعك ألاّ تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين﴾ إلى آخر الآية. كما هناك حوار الله مع الناس ﴿قال ربي لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا ... ﴾ وحوار الانبياء مع الناس والناس مع الناس وتبين هذه الآيات ان الحوار يتطلب وجود تباينات واختلافات في الموقع والفكر والاجتهاد وفي ذلك انعكاس للتنوع الذي يعتبر في حد ذاته كما اشرنا آية من آيات القدرة الالهية على الخلق ومظهراً من مظاهر عظمة الله وتجلياته. ان وحدة الجنس او اللون او اللغة وحتى المعتقد ليس ضرورة حتمية لا يتحقق التفاهم بدونها لذلك لا بد من اجل اقامة علاقات مبنية على المحبة والاحترام، من الحوار على قاعدة هذه الاختلافات التي خلقها الله والتي ارادها ان تكون. ولقد تكشف للعلم انها موجودة حتى في الجينات الوراثية التي تشكل عناصر شخصية كل منا وتمايزاتها. على ان للحوار في الاسلام قواعده وآدابه ولعل من ابرز هذه القواعد والآداب ما ورد في سورة سبأ حيث كان الرسول (ص) يحاور مجموعة من المؤمنين شارحاً ومبيناً ومبّلغاً، ولكنهم كانوا يصرون على ان الحق إلى جانبهم بحسم الحوار معهم على قاعدة النص القرآني ﴿وانا أو اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين﴾ ولقد وضع الرسول نفسه في مستوى من يحاور تاركاً الحكم لله وهو اسمى تعبير عن احترام حرية الآخر في الاختيار حتى ولو كان على خطأ، ان احترام حرية الاختيار هنا ليس احتراماً للخطأ ذلك ان تسفيه وجهة نظر الآخر ليس هو الهدف الذي يكون الحوار مجدياً إلا له. ان من اهداف الحوار تعريف الآخر على وجهة نظرك بعرضها ومحاولة اقتناعه بالتي هي أحسن بموقف ينكره او يتنكر له وهو امر يشكل في حد ذاته احد اهم عناصر الاحتكاك الفكري والتكامل الثقافي بين الناس ومن دون ذلك يفقد التعطش إلى المعرفة عود الثقاب الذي يلهبه وتتحول مساحات الفكر إلى بحيرات آسنة.

وفي ذلك يقول القرآن الكريم: ﴿ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض﴾ ان الاختلاف بين الناس وما يشكل الاختلاف من تدافع هو احد اهم موجبات عدم فساد الارض وثانياً هو من اهم عناصر الازدهار الفكري واتساع آفاق المعرفة. هناك فوارق كثيرة بين علاقة الارادة وعلاقة الفرد. العلاقة الأولى هي نتيجة حوار وثمرة تفاهم وهي بالتالي فعل ارادي. اما العلاقة الثانية فهي حالة تنكر لحق الآخر وتجاهل لتمايزاته وخصائصه وتجاوز للحوار كوسيلة لفهمه والتفاهم معه وهي بالتالي حالة مرفوضة وكل ما هو مفروض مرفوض اساساً، من اجل ذلك تتعدد الاتجاهات والمذاهب الفقهية ويقول ابو حيان التوحيدي في كتابه الانفاع والمؤانسة ما دام الناس على فطر كثيرة وعادات حسنة وقبيحة ومناشئ محمودة ومذمومة وملاحظات قريبة وبعيدة، فلا بد من الاختلاف على كل ما يُختار ويُجتنب. هنا تجدر الإشارة إلى أن القرآن الكريم يدعو في سورة آل عمران إلى الاعتصام بحبل الله وإلى عدم التفرق ويقول: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا﴾ قال ولا تفرقوا ولم يقل ولا تختلفوا فالاعتصام بحبل الله يمكن ان يكون مع الاختلاف ولكن لا يمكن ان يكون مع التفرق لأن التفرق شيء والاختلاف شيء آخر. وفي مجتمع متعدد الاديان والمذاهب كالمجتمع اللبناني يصبح الحوار الدائم والمنفتح والمتفتح ركناً من اركان وحدته واستقراره، فالحوار اساساً لا يكون إلا مع الآخر والا يصبح حواراً مع الذات والآخر لا يكون إلا مختلفاً وإلا تنتفي الحاجة إلى الحوار معه. لذلك فإن الركيزة الأولى للحوار هو القبول للتعدد وبالاختلاف معاً. ويشكل هذا القبول ميزة من ميزات الفقه الاسلامي. ان القرآن الكريم يقول: ﴿ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين﴾ ان من العبث الغاء الاختلاف ومن المستحيل تحويله إلى وفاق مطلق ولكن من الممكن جداً بل من الضروري عدم تحويل الاختلاف إلى خلاف. شبّه روجيه غارودي في كتابه "نحو حرب دينية" الانسان عن حق بأنه مثل موجة تسكنها جميع انتفاعات المحيط، موجة بلا حدود في محيط من الطاقة لا ضفاف له كذلك الانسان فهو مسكون بجميع الآخرين انه جميع الآخرين لذلك حمل الأمانة الإلهية ولذلك قال الله للملائكة ﴿اسجدوا لآدم﴾.

ارسى مجتمع المدينة المنورة في عهد النبي (ص) قاعدة لإقامة نسق تعاوني بين فئات الناس من مؤمنين ومن اهل الكتاب.

الوثيقة النبوية التي عرفت باسم دستور المدينة أقرّت اصحاب الآراء على آرائهم فتكفلت بحمايتهم كما هم. قام مجتمع المدينة على قاعدة نشر الدعوة مع احتضان الاختلاف وليس مع تجاهله ولا مع الغائه. حاور النبي (ص) نصارى نجران في بيته في المدينة المنورة واحسن وفادتهم. صحيح انه لم يجر} معهم حواراً دينياً ولكن عندما حان وقت صلاتهم لم يجد النبي اي تضاد في دعوتهم كما تذكر روايات ثقة إلى صلاتهم. فالعقيدة في الاسلام تستقر بالفكر اختياراً ولا توثق باللسان قهراً واجباراً. والآية القرآنية تقول ﴿لا اكراه في الدين﴾ واللا هنا نافية وليست ناهية أي أنها لا تعني لا تكرهوا الناس في الدين بل انها تعني لا يكتمل الدين وهو لا يكون اساساً بالاكراه. على قاعدة هذه السابقة النبوية في دولة المدينة الاولى فإن الاسلام لا يضيق بتنوع الانتماء ولا يؤمن بالنقاء العرقي "لا فضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى" فإذا كان التنوع من طبيعة تكوين المجتمع فإن الحوار هو الطريق الوحيد الذي يؤدي للاختيار الحر وبالمحبة إلى الوفاق والتفاهم والوحدة. ذلك ان البديل عن الحوار هو القطيعة والانكفاء على الذات وتطوير ثقافة الحذر والشك والعداء، والآخر من مكونات الحضارة العربية الاسلامية احترام الآخر والانفتاح عليه والتكامل معه وليس تجاهله والغائه او تذويبه. ويشهد تعدد الأقليات الدينية والإثنية في العالم الاسلامي، ومحافظة هذه الاقليات على خصائصها العنصرية وعلى تراثها العصبي والديني، وعلى لغاتها وثقافاتها الخاصة على هذه الحقيقة واصالتها رغم ما مرت به في فترات الضياع والانحطاط.

ان اعتراف الاسلام بالآخر ومحاورته بالتي هي أحسن وقبوله كما هو لا يعود بالضرورة إلى سماحة المسلمين انما يعود في الاساس إلى جوهر الشريعة الاسلامية، هذا الحوار هدفه ليس اقناع الآخر بأن يكون نفسه بل الهدف على العكس من ذلك هو محاولة اكتشاف الآخر في عمقه لتمكينه من ان يسهم بفكره وتجربته الخاصة وبإيمانه في بلورة الحقيقة وتكاملها ومن ثم للعمل معه وكأن العمل له هو تحقيق لحب هو في ذاته أسمى تجليات العلاقة مع الآخر والسلام عليكم.

source