النائب الأول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين: ملف الإمام الصدر سيبقى مفتوحاً حتى تحريره وأخويه لأنه ملف وطني وإنساني بامتياز.

الرئيسية آخر الأخبار تفاصيل الخبر
calendar icon 05 أيلول 2014

تمرّ الذكرى السادسة والثلاثون لتغييب الإمام موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين دون أن يفك لغز اختفائهم رغم سقوط النظام الليبي المسؤول عن خطفهم منذ 36 سنة. فماذا يقول المعنيون بهذه القضية الوطنية والإنسانية؟
<الأفكار>  استضافت في مكاتبها نائب حاكم مصرف لبنان الأول رائد شرف الدين ابن السيدة رباب الصدر شقيقة الإمام المغيّب، وحاورته على هذا الخط بالإضافة الى الشؤون والشجون المالية ووضع الليرة اللبنانية وتأثيرات ما يجري من أحداث داخلية وإقليمية على المالية العامة وتطور البنك المركزي مع مرور 50 سنة على تأسيسه.
حوار شامل حول اختفاء خاله الإمام الصدر وحول الوضع النقدي بكل جوانبه، كان خلاله رائد شرف الدين هادئاً وموضوعياً وشفافاً ووضع النقاط فوق الحروف.
سألناه بداية:
ــ كيف يشعر رائد شرف الدين في هذه اللحظة التي يمر بها وطنه لبنان وماذا يعتبر نفسه؟
- أنا كأي مواطن لبناني يسعى ليكون جديراً بهذه المواطنية بكل ما يقوم به لأنه يعتبر لبنان نموذجاً يستحق التعب والجهد وأن نقدم له الغالي والنفيس. ورغم كل الصعوبات التي يمر بها لبنان، فإنه يبقى كما عبّر عنه قداسة البابا <يوحنا بولس الثاني> لبنان الرسالة واكبر من وطن، وكما عبّر عنه الإمام موسى الصدر قبل البابا  عندما قال: <لبنان ضرورة حضارية وإذا سقطت تجربة لبنان أظلمت البشرية لمدة 50 سنة>، وبالتالي هذا الوطن الذي يحمل في ذاته كل عوامل شقاقه يحمل أيضاً كل عوامل إبداعه ووحدته ويستحق منا كل التضحيات.
ــ على ذكر الإمام موسى الصدر، أي ملامح وصفات أخذت من خالك الإمام، لاسيما وان المثل يقول: <الخال خوّال>!
-  يا ريت يصدق المثل القائل: <الولد لو بار بيطلع تلتينو للخال>… فأنا لا أريد الثلثين بل يكفي الثلث أو حتى 10 بالمئة من صفات الإمام الصدر. وعلى كل حال، فهناك عدة صفات تأثرت بها وهي الشخصية الحوارية المنفتحة المستعدة دائماً لأن تصغي للآخر قبل أن تتكلم، وأن تتفهّمه.
ــ يوم الأحد الماضي، مرت الذكرى السادسة والثلاثون لتغييب الإمام ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. فما آخر المعلومات عن هذا الملف، علماً أن نائب رئيس الجمهورية السوري عبد الحليم خدام وصف في مقابلة مع الصحافي الراحل نبيل خوري سماحة الإمام بالمرحوم؟
- أولاً الرحمة تجوز على الطيّب وعلى الميت، وثانياً هناك روايات عديدة سيقت  لما حدث، والملفت أن كل رواية تتهاوى وحدها كأوراق الخريف وليس هناك من داعٍ لربطها مع رواية أخرى. وسبق أن تم الاتصال بأحمد رمضان داخل السجن بعد انتصار الثورة الليبية وهو كاتم أسرار معمر القذافي، فقال إن الإمام ورفيقيه جاءوا يوم 25 آب/ أغسطس من العام 1978 واستقبلهم وفد رسمي وأخذهم الى خيمة القذافي، وكشف أن مشادة حصلت داخل الخيمة حيث أمر القذافي بأن يتم أخذهم أو بمعنى آخر قتلهم. واستعمل كلمة <يقال>، لكن في اليوم الآخر اتصل بنا شخص آخر سبق وذكر أحمد رمضان والده، وكان من ضمن الوفد الرسمي ورفض زج اسم والده لأنه قُتل في شباط/ فبراير من العام 1978 أي قبل وصول الإمام الى ليبيا بستة أشهر خلال سقوط طائرة مروحية، وبالتالي فكل الروايات مجرد تأويلات وقس على ذلك.
ــ ما آخر المعلومات؟
- لم يستطع أحد أن يخبرنا شيئاً حاسماً، ونحن نرى أن هناك أشخاصاً لا يعرفون ويوحون بأنهم يعرفون، وأشخاصاً لا يتعاونون كيلا يقروا على آخرين، علماً ان المسلّمة لدينا هي القذافي وهو المسؤول الأول والأخير، وإذا نفذ من هم حوله فلا يبرر ذلك أنه المسؤول وحده، لكن في غياب القذافي تغيب الحلقة الأصغر من المرتكبين والمتورطين أو من المطلعين على الملف، ولكن لم يظهر أي منهم أي استعداد للتعاون ولم يكشف عن أي معلومة حتى ان الوفد الرسمي اللبناني الذي زار ليبيا بعد الثورة والتقى رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل والذي كان وزيراً للعدل زمن اختفاء الإمام الصدر، كان هذا الوفد يضم وزير الخارجية عدنان منصور وآخرين ومنهم صدر الدين ابن الإمام الصدر، ... . وأبدى الليبيون كل تعاون على مستوى اللياقات، لكن عملياً لم يحصل أي شيء، وأركان النظام السابق حسب استنتاجنا لا يريدون أن يدلوا على أي متورط أو مرتكب.
(...)
ــ هل معنى ذلك أن الموضوع أقفل؟
- قضية مثل قضية الإمام الصدر لا يجوز أن تقفل لأننا آنئذٍ نهين كرامتنا كلبنانيين ومسلمين وأناس على قناعة بقداسة هذه القضية وفداحة هذه الخسارة، ومهما تكن قناعة الناس بإمكانية بقائه على قيد الحياة، علماً ان عمر الإمام الصدر اليوم هو 86 سنة، وجدتي أو والدته عندما توفيت كان عمرها 101 سنة، فإن ذلك يعني أن العائلة معمّرة بيولوجياً، ويمكن أن تكون هناك أماكن احتجاز غير معروفة حتى الآن، لأنه منذ قيام الثورة وهناك إرباك وانقسام بين الشرق والغرب وبين القبائل، وللأسف هذا الانقسام يترسخ ما يعني أن الملف مفتوح لحين تحرير الإمام وأخويه ، والبعض يقول حتى إماطة اللثام عن هذا اللغز، وكل واحد حر في رأيه، لكن الى هذه الساعة لم نحصل على رواية متماسكة تؤكد ما حصل رغم أننا لا نخشى من مواجهة أي حقيقة، لكن الحقائق التي تطرح لا تزال مُلتبسة، ...

source