رحيل المحامي الأستاذ سليمان تقي الدين: خسارة محزنة لصوت قضية التغييب

الرئيسية آخر الأخبار تفاصيل الخبر
calendar icon 23 نيسان 2015

على امتداد أربعين سنة حافلة بالمقالات الافتتاحية، المؤلفات الفكرية، المحاضرات، التحليلات السياسية والقانونية وهو يعيد قراءة الفكر العربي يرحل المحامي والأديب والصحفي الأستاذ سليمان تقي الدين عن الحياة نهار الأربعاء في 22/4/2015، مُودِعًا وراءه بصمات مضيئة في الحركة الثقافية والسياسية.
لقد أهلّه موقعه النقدي والمنفتح للمشاركة ضمن فعاليات المؤتمرات الثقافية المنعقدة تحت لواء فكر الإمام الصدر حيث كان لاسمه صدى في هذه النشاطات رئيسًا لجلسة، محاضرًا، محللًا وخائضًا في نتاجه، ناظرًا إليه كشخصية "مستنيرة حوارية مجددة، فكرية إسلامية مجددة ومنفتحة على الهموم الإنسانية الكبرى في هذا العصر"(1).

هو الذي طالما شغلته القضايا الإنسانية فلم يتردد لحظة في تبني قضية تغييب الإمام السيد موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحفي السيد عباس بدر الدين، فرافع عنها في الجلسة التاريخية وتناول الوقائع التي نسجت خيوط هذه الجريمة المستمرة بالمعنى القانوني، ممثلًا جهة الادعاء الشخصي (عائلة الإمام الصدر) في جلسة المجلس العدلي بتاريخ 14/10/2011 لمحاكمة معمر القذافي وأعوانه في جريمة خطف وحجز حرية الإمام الصدر وأخويه. وبيّن المحامي الراحل في مرافعته تلك ارتكاز جريمة التغييب إلى دافع جرمي وإلى نية جرمية تجسدت في حلقات مترابطة محكمة. وعدّها جريمة ضد الإنسانية وفقًا لمقدمة إعلان حقوق الإنسان والمادة 16 من هذا الإعلان، لا يتقادم عليها الزمن ولا تطويها عوائد النسيان(2).
وبرحيل هذه القامة الكبيرة، يفقد الوطن فكرًا مشعًا في عالم الصحافة والشعر والسياسة والقانون، كما تفتقد عائلة الإمام موسى الصدر سندًا عزيزًا حمل قضية إنسانية بروح نبيلة وقلب سليم.
لا يسعنا في هذه المناسبة الحزينة، إلا التقدم من عائلة الراحل الكبير وأسرة الوطن ولمحبيه بأحر التعازي. رحم الله الكبير سليمان تقي الدين وتغمّده برحمته الواسعة.

________________________ 

(1) تقي الدين، سليمان، تغييب الإمام موسى الصدر: البعد الإنساني، بحث مقدم لمؤتمر كلمة سواء (بيروت، لبنان: المؤتمر الثامن 2003)
(2) تقي الدين، سليمان، الجريمة مستمرة (مرافعة في محاكمة القذافي وأعوانه 14/10/2011)، العدالة لن تغيب، بيروت، 2
011

source