الإمام ظُلِمَ في حياته وظُلِمَ في خطفه وهو الآن مظلوم عبد الإله الجوهري يوقّع كتابه «تقنيات التعبير والأسلوب الإقناعي في كتابات الإمام موسى الصدر»

الرئيسية آخر الأخبار تفاصيل الخبر
calendar icon 19 أيلول 2015

وقّع عضو لجنة العلاقات بين الطوائف في المكتب السياسي في حركة أمل، الدكتور عبد الإله الجوهري، كتابه «تقنيات التعبير والأسلوب الإقناعي في كتابات الإمام موسى الصدر»، وذلك مساء الخميس الماضي في قصر الأونيسكو، برعاية وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ممثلاً بالمستشار الدكتور خليل سيقلي، وبحضور النائب الدكتور علي بزي ممثّلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والمستشار الثقافي في السفارة الإيرانية، وعائلة الإمام الصدر ممثّلةً بنجله الأكبر صدر الدين الصدر، ووفد من مركز الإمام الصدر للدراسات والبحوث، وفاعليات حزبية وثقافية وتربوية.
قدّم للاحتفال الشاعر الدكتور علي نسر، ثمّ ألقى سيقلي كلمة جاء فيها: «لا شكّ أن الدكتور عبد الإله الجوهري في كتابه الذي يوقّعه، قد قدّر سماحة الإمام حقّ تقدير، في إبراز صورته أديباً، كاتباً من عظماء أدبائنا وأخيار مثقفينا، إضافة إلى صورته إماماً مقاوِماً تقيّاً وَرِعاً، داعياً إلى المحبة والوحدة».
«البناء» حضرت حفل التوقيع، والتقت النائب علي بزّي الذي قال: «نحن بأمسّ الحاجة إلى استحضار أدبيات الإمام السيّد موسى الصدر وطروحاته وكلماته وإبداعاته في هذه المرحلة التي نعيشها، سواء على مستوى المشهد في لبنان أو على مستوى المشاهد في المنطقة. هذه اللغة وهذه التقنيات في التعبير ووسائل الإقناع والحوار التي اختصّ بها السيّد موسى الصدر، تستدعي منّا جميعاً أن نُعيد قراءة كتاب الإمام، في دعوته إلى الحوار والحرّية والعزة الوطنية والكرامة والسيادة الحقيقية والاستقلال الحقيقي والعدالة الاجتماعية، والتعايش والمقاومة.
باعتقادي، إن هذه النماذج والمصطلحات والمفاهيم، ليست عبارة عن حروف، إنّما هي إرادة حياة وفعل إيمان واستشراف للآتي من تطوّرات وتحدّيات عاشتها المنطقة، الإمام الصدر كان رؤيوياً في النصوص التي قدّمها، والتي تصلُح كحلول لكلّ المشكِلات التي نعاني منها».
ورأى بزّي أن الكاتب عبد الإله الجوهري أضاف بصمة إلى خزائن الفكر السياسي والديني والرؤيوي في هذه المحاولة المتواضعة التي قام بها.
من ناحيته، قال النقابي محمد السيد قاسم: «الحالة الثقافية في لبنان بشكل أو بآخر وضمن الظروف السياسية المحيطة، بصحّة جيّدة نسبة إلى غزارة الإصدارات والكتب التي تطبَع وتنشَر، ومعارض الكتاب التي تنظَّم سنوياً في النادي الثقافي العربي أو الحركة الثقافية في أنطلياس أو في المناطق. كل ذلك يدلّ على أن اللبناني ما زال منخرطاً في عملية الكتابة والتأليف والإبداع الفكري. وهذا دليل صحّة، وأنّ اللبناني لم يؤثّر فيه الوضع السياسي العام».
وأضاف السيد قاسم: «إن الكتابة عن فِكر الإمام موسى الصدر مسألة صحّية، على أساس أن كثيرين ممّن يكتبون عنه، يرون فيه نموذجاً وطنياً توحيدياً وداعياً إلى المحبة والسلام وإلى نبذ الطائفية، والاختلاط بين اللبنانيين. وفي الوقت نفسه هو رمز من رموز مواجهة الاحتلال الصهيوني عندما أطلق شعاره الشهير «إسرائيل شرّ مُطلق». وبالتالي، أعطى لشخصه صفة شاملة جمعت بين كل الأفرقاء من دون أن يكون خطابه دينياً».
وعن كتابه «تقنيات التعبير والأسلوب الإقناعي في كتابات الإمام موسى الصدر»، صرّح الجوهري قائلاً: «الكتاب يتضمّن ثلاثة محاور، المحور الأوّل يتناول خطاب الإمام الصدر بِما له من سِمات وخاصيّات. درستُ الخطاب واستخلصت نتائج أكاديمية وعلمية. أما المحور الثاني فيتناول مفردة الإمام الصدر بما حمّلها الإمام من شحونات معنوية وطاقات أقرب ما تكون إلى لغة الحداثة منها إلى لغة علماء الدين. وتناول المحور الثالث دراسة خطاب الإمام الصدر بشكلٍ كامل، وهذه دراسة ألسنية بحتة تتناول الاستدلالات الحجاجية والتداولية، وتدرس مستويات الكلام وأنماطه ووظائفه. كما تدرس التصوير الفنيّ والتداولي البرغماتي لدى الإمام الصدر».
وأكّد الكاتب: «أردتُ من خلال كتابي طرح تساؤلات: لماذا الإمام الصدر؟ ولماذا تقنيات التعبير؟ لأن الإمام الصدر هو بحجم الوطن، ولأنّه ظُلِم في حياته وظُلِم في خطفه وهو الآن مظلوم في هذا الواقع. لأن الجيل الجديد لا يعرف أنه الإمام الصدر هو الذي أسّس لهذا اللبنان الإيجابي، وهو الذي رفض لبنان السلبي».
وكشف الجوهري أنّه بصدد التحضير لمشروع فيلم سينمائيّ عن حياة الإمام الصدر، لكن هناك إشكالية قضية تغييب الإمام. وبعض الغموض الموجود في النتائج هو الذي يُؤخّر هذا العمل. لكن هناك جهات إنتاجيّة كبيرة تعرض الدعم المالي، وهناك من يؤرّخ لهذه الفترة.
يذكر أنّ الدكتور عبد الإله الجوهري من مواليد «حيّ الحارة» في الهرمل، وهو الآن عضو لجنة العلاقات بين الطوائف في المكتب السياسي لحركة أمل. باحث ومحاضر في الجامعة اللبنانية الفرع الرابع، أستاذ في التعليم الثانوي لمدة 14 سنة، لديه ستة كتب قبل الكتاب الذي وقّعه في هذا الحفل، ومن هذه الكتب: «الهجاء السياسي عند مظفر النواب وأحمد مطر»، و«معجم الألفاظ البائدة»، ومسرحية للأطفال عُرضت عام 1999، ولديه ديوانان شعريان ورواية قيد الطباعة.
أما كتاب «تقنيات التعبير والأسلوب الإقناعي في كتابات الإمام الصدر»، فهو صادر عن «دار المحجّة البيضاء» وأتى في 488 صفحة من القطع الكبير. وقدّم له الرئيس برّي تحت عنوان «الإمام السيد موسى الصدر خطاب لمشروع وطن الإنسان»، مبدياً إعجابه بـ«المغامرة» التي أقدم عليها الجوهري.
كما تضمّن الكتاب رسالة من صدر الدين الصدر إلى المؤلف جاء فيها: «في كفّ العارفين تتقن الحروف السكنى وتستقرّ استقرار النبض في شريان المحابر. لا تشتهي سوى الصدر وطناً يحرّضها لتأخذ الكتاب بقوّة، وتوقد الكون بنداء الكلمة ووهج اليراع. ويُنبِت لها الحرية جناحان تكسر بها مسافات الغياب الموجع، وتقبض نوراً هو من صنعه دون سواه. نغمس من مداده ونستخلصه لأنفسنا فكراً وعبقاً ووطناً يليق لمثله المقام…».

source