مع شهداء كربلاء

الرئيسية آخر الأخبار تفاصيل الخبر
calendar icon 20 حزيران 1974 الكاتب:موسى الصدر

قدّم الإمام موسى الصدر لسلسلة شهداء كربلاء- رجال حول الحسين لمؤلفها محمد علي قطب؛ وفي المقدمة موجز عن معاني التضحية الحسينية ودلالات الشهادة المشرقة في سبيل.

* مقدمة كتبها الإمام موسى الصدر لسلسلة "شهداء كربلاء- رجال حول الحسين" لمؤلفها محمد علي قطب؛ منشورات المكتبة العصرية، صيدا، 1974.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين. وبعد،

فإن من دواعي اعتزازي بالحق والجهاد في سبيله أن أقدم لـ "شهداء كربلاء" أولئك السابقون الذين كانوا وقود الثورة على الظلم والانحراف، الثورة التي ما يزال أُوارها يضطرب ويلتهب في النفوس المتعطشة إلى إحقاق الحق وترسيخ العدل ورفع الحيف.
إن البذل عطاء، وإن التضحية عطاء، وإن السخاء عطاء، ولكن الشهادة في سبيل الله أسمى العطاء.
وما كان موكب الحسين (ع) إلى كربلاء إلا موكب الشهادة يستحثّ الخطى إلى الجنة، يُعَبِّد طريقها بالجسوم ويرصفها بالأرواح، ويبلل ثراها بالدماء الزكية.
ولقد كان موكب الحسين (ع) مشعل الهداية وكوكب الرؤية الواضحة في ليل داجٍ من ظلم الظالمين والمفترين، ونداءة حق في أذان العُتاة والمتكبرين.
لقد كانوا ﴿فتية آمنوا بربهم﴾ [الكهف، 13] وزادهم الله هدى، ورضي لهم الشهادة خاتمة والجنة موئلًا، وبَوَّأهم من سِفر التاريخ وسيرته صفحة مشرقة وضاءة.
وإني لأرجو الله تعالى أن تنتفع بهؤلاء الأعلام والأبطال أجيالنا المسلمة لتهتدي بهديهم وتنهج سبيلهم.
وأن يثبِّتنا على الحق ويهدينا سواء السبيل، ويوفقنا لبلوغ ما نَصْبو إليه من مجد وعزة وكرامة، والله الموفق.

30 جمادى الأولى 1394 هـ
      الموافق

20 حزيران 1974 م
موسى الصدر

source