رد الإمام الصدر على تهنئة المفتي حسن خالد

الكاتب:موسى الصدر

في 27 أيار من العام 1969 التقى مفتي الجمهورية الإسلامية الشيخ حسن خالد بالإمام موسى الصدر في دار الإفتاء الجعفري في منطقة بئر حسن، وكانت المناسبة تهنئة الإمام بانتخابه رئيسًا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وكان هذا اللقاء خير تعبير عن وحدة الدين التي تجلّت في كلمتيهما، نوردها بمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامية:

* رد الإمام الصدر على تهنئة المفتي حسن خالد  بمناسبة استلام الإمام رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بتاريخ 27 أيار 1969 في دار الإفتاء الجعفري- بئر حسن، جريدة الحياة، 27 أيار 1969.
كلمة مفتي الجمهورية الإسلامية سماحة الشيخ خالد:
إننا نهنئ أنفسنا والمسلمين جميعًا، إذ إننا والشيعة طائفة واحدة، وإننا الآن في أخطر الظروف وأحوج ما نكون إلى الوحدة ورص الصفوص، وإن ما بين الطائفتين من فروق هي فروق جانبية شكلية لا تمت إلى جوهر العقيدة بصلة، وهي كالخلافات التي تنشأ بين الأخوة أي الأسرة الواحدة، وان هذه الفروق تزول بالتفاهم والعمل الموحد، وهذا ما بنينا عليه أنفسنا ووضعناه نصب أعيننا وهو نفسه ما عهدناه فيكم من خلال مواقفكم السابقة وكلماتكم المتكررة وهو ما جئتم من أجله. وإنّا لنرجو أن نعمل يدًا واحدة وصفًا واحدًا في مواجهة الخطر المشترك، وإن هذه الأيام أيام ذكريات مولد النبي هي بالفعل أيام كلّها نور وخير لذلك أتفاءل، وأرجو أن يوفقنا الله لما فيه خير الأمة وطاعة الله.
كلمة الإمام موسى الصدر:
صاحب السماحة،

إنني أكرر اليوم ما قلته يوم زرتُ سماحتكم مهنئًا بمناسبة تسلمكم هذا المقام الرفيع، إننا نجد في هذا الاسم، اسمكم وفي هذا اللقب لقبكم، وفي هذا الإجماع، وفي هذا العمر موجبات عديدة للتفاؤل والاطمئنان على المستقبل. إن الإيمان في نفوس كثير من أبنائنا كاد أن يتحول إلى إيمان شكلي، وقد غزا الفساد والإلحاد نفوس الكثيرين منهم، وأن يكون المسلم مسلمًا في الهوية أو مسلمًا جعفريًا فهذا لا يكفي.
صاحب السماحة،
إننا نأمل أن نتمكن بالتعاون والمساعي المشتركة من البدء بتوحيد الصفوف انطلاقًا من الإيمان الصحيح الحقيقي وتعميقًا له في النفوس. ولا شك أنها مهمة شاقة، ولكني أشعر كما قلت بأكثر من موجب يدعوني إلى التفاؤل.
صاحب السماحة،
إن الظروف العصيبة تؤكد أكثر وأكثر ضرورة التنظيم والتقارب وتخطي جميع العقبات، فنسأل الله التوفيق.

 

محفوظات مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات