(المؤتمر السنوي "كلمة سواء" السادس: "حوار الحضارات")
(كلمات الافتتاح)
أيها السيدات والسادة للأسف أنا لا أجيد اللغة العربية فأنتم مضطرون لتحمل لغتي الفرنسية الضعيفة أيضاً وأشكركم سلفاً.
من دواعي سروري الكبير وجودي معكم في هذا التجمع المميز للتفكير حول موضوع يشغلنا جميعاًَ ويتضح أنه أساسي في الظروف الراهنة. وبالفعل، ان حوار الحضارات يشكل بعداً واضحاً في نداءات قداسة البابا جون بول الثاني بهدف إقامة حضارة جديدة من التعاون والتفهم والسلام.
ان اختيار "حوار الحضارات" كموضوع لمؤتمركم، يعني أن همكم الأكبر هو ايجاد أفضل الوسائل لتقريب الشعوب وللنهوض بكرامة الإنسان، دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو الثقافة. أيضاً لتذكيرنا، مسيحيين ومسلمين، "بالروابط الروحية التي توحدنا" بحسب كلام البابا جون بول الثاني ( المجلس الحبري للحوار بين الأديان، نداء بمناسبة رمضان 2000 ميلادي رقم 1)
انها مناسبة للتفكير حول أسس الحوار، حول نتائجه والمكاسب التي يمكن للانسانية ان تستخلصها منه عبر الأمثلة الحية التي تعيشونها هنا في لبنان بمحبة وتضامن. هل "حوار الحضارات"، "حوار الثقافات"، "حوار الأديان" هو شيء آخر غير التقاء الناس وتواصلهم بهدف تأسيس حضارة حب وسلام ؟ (مصدر نفسه رقم 2). نحن جميعاً مدعوون لتشجيع هذه الحوارات في كل مظاهرها بهدف إدراك القيم الكامنة في الثقافات الأخرى والديانات الأخرى، وبهدف إفهام الشباب وأجيال المستقبل بأن كل ترافق على درب الحياة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التحضيرات الضرورية للعيش في مجتمع متعدد الأعراق والثقافات والديانات.
إن التربية في هذا المعنى تستدعي أولاً أن نوسع رؤيتنا نحو أفق يتسع باستمرار، يجعلنا قادرين على النظر إلى أبعد من بلدنا وعرقنا وتقاليدنا الثقافية التراثية، لنرى الانسانية كعائلة، في تنوعها وتطلعاتها المشتركة (نفسه رقم 3).
نتمنى لمؤتمركم النجاح الكبير، وأريد أن أعبر للسيدة رباب الصدر عن شكري العميق لدعوتها الكريمة التي تحرص على توجيهها دائماً لممثل قداسة الحبر الأعظم في هذا البلد الجميل الذي يحبه الله وهو لبنان.
