اختصاص الحسين

* محاضرة للإمام الصدر بمناسبة عاشوراء، تسجيل صوتي من محفوظات مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات (د.ت.).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلَّت بفنائك، عليك مني سلام الله أبدًا ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتك، السلام على الحسين وعلى عليّ بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
في هذا اليوم الذي نعيش ذكريات استشهاد الإمام الحسين (سلام الله عليه) قبل كلّ شيء يجب علينا أن ننتبه بكلّ وجودنا لحقيقة هذه المناسبة وأهدافها وأبعادها. يجب علينا [هذا] قبل كلّ شخص آخر لأن الحسين (عليه السلام) يخصّنا قبل كلّ شخص آخر، يخصّنا نحن أهل المسجد وأهل الصلاة والمجتمعين لأجل الصلاة يوم الجمعة، لأن الحسين (سلام الله عليه) قال وعيَّن هدفه من هذه الرحلة التي أدت إلى استشهاده حينما خرج من المدينة. يعني حينما بدأ هذه الرحلة التي أدّت إلى قتله واستشهاده هو قال -ولا نحتاج إلى الاجتهاد والاستنباط في هدفه المبارك- هو قال: والله إني ما خرجت أشرًا ولا بطرًا ولا ظالمًا ولا مفسدًا، أردت الإصلاح في أمة جدي ما استطعت، أريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فإذًا، الهدف يتبين من أول ساعة أن خروجه ما كان لمطالبته بالمُلك والخلافة ولا كان لخلق فتنة أو فوضى في أمة جده. وخصومته مع يزيد وأعوان يزيد، ما كانت لأجل الخصومات التقليدية الوراثية التي كانت بين بني أمية وبني هاشم قبل الإسلام؛ لأن هذه الأمور انتهت على الأقل من جانب رسول الله وأولاده وأصحابه... انتهت هذه الخصومات. فهو خروجه ليس إلّا للإصلاح وللأمر بالمعروف وللنهي عن المنكر؛ يعني خروجه كان لأجل المحافظة على دين الله، لأجل إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح في المجتمع الإسلامي بقدر الاستطاعة. والكلمة الأخيرة التي قالها في أول الرحلة هذه الجملة منقولة عنه، وفي آخر الرحلة، يعني ساعة استشهاده ولحظة قتله وملاقاة وجه ربه قال: إن كان دين محمد لم يستقم إلّا بقتلي يا سيوف خذيني.
فإذًا، ليس هناك من شكّ في هدف الإمام، وأن الرحلة الصعبة والاستشهاد والتضحية الكبرى، التي لا تشبهها تضحية، كانت لأجل الدين فكلّ من كان عنده دين، الحسين شهيد لأجله ولخدمته وفي سبيله ولهذا نسميه ثار الله... حاشا لله أن يكون له دم أو أن يُقتل، ولكن الله في خلقه دين الله. فالشهيد لأجل دين الله هو شهيدٌ لأجل الله، والشهيد لله هو الشهيد لأجل المؤمنين بدين الله والسالكين في سبيل الله. فالحسين شهيد كلّ مؤمن وكلما ازداد الإنسان إيمانًا يزداد اختصاص الحسين به؛ فالذي عنده درجة من الإيمان، الحسين يخصّه درجة، والذي عنده عشر درجات مثلًا يخصّه الحسين عشر درجات. فأنا حينما قلت إن الذين يصلّون ويحضرون المسجد ويقيمون شعائر الله... أنتم المؤمنون، إذا قلنا إن الحسين يخصّكم قبل كلّ أحد ما بالغنا، لأنكم بصلاتكم وباجتماعكم وبإقامتكم لشعائر الله تدّعون، عفوًا ندّعي كلّنا نحن أننا من المؤمنين، فبمقدار ما ندّعي يخصّنا الحسين لأنه قُتِل لأجلنا، لأجل ديننا، لأجل خطّنا، لأجل سلوكنا.
فكلّما شعرت بحزنك على الحسين [هو] دليل إيمانك، وإذا شعرت باللامبالاة وعدم الانتباه دليل ضعف إيمانك. أليس واضحًا الموضوع؟ ولهذا الإمام (سلام الله عليه) يؤكد بأن أتباعه وأتباعهم هم الذين يحزنون لحزنهم ويفرحون لفرحهم.
فنحن في هذه الأيام نشعر بالحزن العميق أكثر من أن نشعر بحزن على وفاة عزيز أو صديق أو رحم. لماذا أكثر يا أخي؟ لا أبالغ ولا أنظم شعرًا، وإنما أقول الحقيقة، الإنسان يفقد صديقًا أو رحمًا فيحزن عليه، لماذا يحزن؟ لأنه فقد عضدًا، فقد سندًا، فقد مجدًا، فقد رعايةً، فقد مالًا. الحسين خدماته للدين تفوق أيّ خدمة أخرى لا مثيل لخدماته في أخي وفي أبي وفي أهلي وفي صديقي وفي عضدي؛ فإذا حزنت لأبي يجب أن أحزن للحسين أكثر لأن أبوة الحسين لي تتجاوز أبوة أبي لي. فإذًا، نحن نجتمع ونقيم مجالس صبحًا وعصرًا وليلًا وفي آناء الليل وأطراف النهار حتى نؤكد بأن حزننا للحسين يفوق أيّ حزن. ولهذا، نحن لا نحتفل بوفاة أعزائنا إلّا مرة أو مرتين أو أسبوع أو أربعين أو سنة. أما للحسين كلّ سنة وكلّ وقت وكلّ مجلس ويوم عاشوراء أو أيام العشر صُبحًا وعصرًا وليلًا... هذا دليل على ماذا؟ دليل على أننا نريد أن نقول بعملنا زيادة على لساننا، نريد أن نقول بعملنا بأننا نشعر بعظم المصاب وخطورة الحزن والتأثير العميق لهذا الاستشهاد في قلوبنا.
فالحسين شهيدنا قبل أن يكون شهيد غيرنا. نحن نحزن لأننا فقدنا شيئًا يخصّنا فقدنا أبًا وأخًا وأمًا وصديقًا وعضدًا وسندًا ومجدًا ورعايةً وكلّ شيء. فقدناه سيّما ونحن نشعر بأنه ضحّى لأجلنا.
ماذا يعني لأجلنا؟ أبالغ؟ لا، لأجلنا.
هناك من يموت ويضحّي لأجل مال لك، المحافظة على مالك أو المحافظة على مجدك، أو المحافظة على عرضك، أو المحافظة على كرامتك... فالحسين ضحّى لأجل كلّ هذه المسائل لي ولك؛ فنحن في هذا الشعور بالحزن العميق نشعر أيضًا بالتقدير العميق، نشعر بأننا مديونون للحسين دَينًا لا يمكن وفاؤه، وهو له فضل ومنّة وخدمة لا يكافئ عليها أبدًا.
هذه المقدمة، صحيح؟! يعني نحن أول المحزونين على الحسين وأول المقدرين لتضحية الحسين؛ ولهذا، يجب علينا أن نقدّم الخدمات لا تعويضًا على الحسين لأنه ما خدم حتى يأخذ تعويضًا منّا.
خدماتنا للحسين تأكيدٌ لنجاح الحسين وانتصاره في جهاده، نحن حينما قمنا بتطبيق أهداف الحسين في الحقيقة نفذنا وجعلنا الحسين منتصرًا أكثر لأنه لماذا قُتِلَ؟ لأجل الدين، فكلما زاد الدين ينتصر الحسين أكثر. لو وُجِدَ في العالم مئة درجة من الدين، الحسين انتصر مئة درجة، لو وجد مئة ودرجة الحسين انتصر درجة أكثر، أليس صحيحًا هذا؟ أليست واضحة هذه المسائل؟
فإذًا، علينا نحن المجتمعون في هذا المسجد المبارك وفي هذا اليوم المبارك قبل كلّ أحد أن نعي ما معنى عاشوراء؟ لماذا نبكي؟ لماذا نحزن؟ علينا أن نعي ما هو واجبنا تجاه هذا الموقف؟ هذا الواجب يجب أن يبرز، ويجب أن يتحقق بلساننا بقلبنا يجب أن يبدو على عملنا وعلى شعورنا، على لساننا، وعلى نيّتنا وعلى أعمالنا ظهورًا صريحًا لأننا أولى من نقدِّر ونحزن ونعمل ونسعى لأجل تحقيق الأهداف. وحينما نفكر بأن الحسين ما وفّر لنفسه شيئًا، ما امتنع من بذل مال أو جاه أو أهل أو أطفال أو أصدقاء أو أصحاب، قدّم الكل حينما نفكر أن الحسين ما وفَّر لنفسه حتى نفسه، بذل الكلّ.
فإذًا، خدماته تعادل كلّ الخدمات. أتفتكر أن الحسين ما كان يحبّ ابنه، فقط أنا وأنت نحبّ أبناءنا. ما كان يحبّ ابنه الذي عبَّر عنه من دون أيّ مجاملة بصراحة حينما قال على مصرع عليّ الأكبر: على الدنيا بعدك العفا!؟ ما كان يشعر هو بأنّه هذا ابنه شاب ويحبّه وما يحبّ أن يُقتل؟ فقط أنا وأنت نحبّ أولادنا... حينما يقف ويؤبّن العبّاس هو ما كان يحب أخاه؟ ما كان يشعر بوجود هذا الأخ وقوته وتأثيره في حياته؟ وما كان يشعر بأنه كم تعب لأجل هذا الأخ؟ ولهذا عبّر بانكسار ظهره.
فإذًا، هو أيضًا كان يحبّ إخوته وأولاده، كان يحبّ الحياة، كان يحبّ الراحة، كان يحبّ كلّ نعم الله على وجه الأرض، ولكن ما وفَّر لأجلك ولأجلي. الحسين ما وفّر شيئًا، وما ترك شيئًا وقدّم كلّ ما يملك لأجل سعادتك ولأجل سعادتي. ما هو واجبنا تجاه هذا الموقف؟ هل تفتكر أنني إذا ضحيت بساعة من راحتي أو بساعة من وقتي أو إذا تركت بعض عاداتي، أو إذا نفّذت واجبات الله أو إذا تركت معاصي الله، صعب؟ لكن مهما كان صعبًا، الحسين تحمّل الصعاب أكثر، فلا تقل إني متعود مثلًا على المعصية الفلانية كيف سأتركها؟ هذا صعب. مهما كان صعبًا عليك... الحسين قام بما هو أصعب من هذا الشيء، أنت تقول أنا صعب عليّ أن أترك بعض الوقت وأتقيد بالصلوات مثلًا أو بالحجّ مثلًا أو بدفع الحقوق مثلًا.
أقول لك إن الحسين موقفه كان أصعب من موقفك، وما وفّر... و﴿هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن، 60]، هو خدمك... أنت لا تريد أن تخدم نفسك بتحقيق أهداف الحسين. فإذًا، بمقدار ما نشعر في هذه الأيام بعِظم المصاب وبالحزن العميق وبالتقدير البالغ، بنفس المقدار يجب أن نبدأ في دراسة جديدة لحياتنا ولوضعنا وفي خطّ جديد في سيرنا وسلوكنا، يجب أن نكون نحن أمثلة للحسينية على وجه الأرض، وما أحوجنا إلى الحسينية في هذا الوقت!
الحسينية يعني بلوغ الإنسان غاية التضحية، بلوغ الإنسان نهاية التقديم والوفاء والخدمة، بلوغ الإنسان أكثر ما يمكن من الخدمات والبذل والعطاء، بلوغ الإنسان أكثر ما يمكن من العفو والتسامح. أنت تفتكر أنك إذا غضبت على أحد، صعب عليك أن تتنازل عن أنانيتك وغرورك، صحيح صعب، لكن الحسين ما كان صعبًا أن يقوم بما قام به.
فإذًا، نحن في ظلال ذكرى الحسين وفي أيام الحسين نحاول أن نبدأ من جديد بدرس حياتنا،
نحن أوضاعنا الداخلية والخارجية كأشخاص، كعائلات، كبلد، كأفراد، كأمة... وضع غير سليم أبدًا.
لا عندنا شيء من الكمالات النفسية، ولا عندنا شيء من الكمالات أمام العالم... لا عندنا مجد وعزّ، لا عندنا مثالية في الخلق، لا عندنا مثالية في عِشْرة الآخرين ومعاملة الآخرين، لا عندنا مثالية في تربية الأولاد، الوضع غير سليم، ولا أريد أن أشرح، والمسؤول نحن: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيَكمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [آل عمران، 182]. إن الله سبحانه وتعالى لا يختصّ بأحد دون أحد، ولا بأمة دون أمة، ولا بشعب دون شعب. نحن مسؤولون عن وضعنا وقادرون على تغيير وضعنا.
الفرصة، فرصة أيام الحسين فرصة متناسبة لتغيير كلّ أوضاعنا، لماذا؟ لأن البناء والأساس والخطوط الأصلية في حياتنا، والمسلك الذي نحن نسلكه في حياتنا خاطئ، ليس المسلك الحسيني. من اليوم ومن أيام الحسين نتمكن أن نسلك سلوك الحسين، ونخطو في خطى الحسين ونقدّر استشهاد الحسين، ونحزن ونعوّض على ما أصابنا في مصاب الحسين (سلام الله عليه). هذا المصاب العظيم، كيف نتمكن أن نكون حسينيين وفي خطّ الحسين؟ إذا قمنا بالتضحية، إذا قمنا بالخدمات والسعي وعدم التوفير، إذا تنازلنا عن أنانياتنا بكلّ معنى الكلمة.
نحن أمامنا تجارب، تصور التجربة القائمة أمام أعيننا بالنسبة لمشكلة فلسطين. دول وجماعات وشعوب وأسلحة وعالم وملايين البشر والأموال ما قدروا أن يعملوا شيئًا، ولكن كم واحدًا فدائيًا مضحيًا، وضع رأسه على كفه، وضع نفسه بيده، يضحي، تمكن أن يهزّ هذه العصابة تمكن أن يهز كيان هذا البلد.
فإذًا، أليست تجربة هذه؟ كم واحدًا فدائيًا يعمل هذه الأعمال؟ يبلغ عددهم خمسمئة، أربعمئة، لا أحد يعرف! لكن نعرف أنهم قلّة، فإذًا، فئة قليلة من الناس. أقول لك حتى لا تحتقر نفسك، لا تستصغر نفسك، لا تقول أنا ماذا أقدر أن أعمل في مجال الحياة، تقدر تعمل كلّ شيء، لكن شرط أن تنزع هذه الأنانية من نفسك أن تكون في خطّ الحسين، أن تتمكن أن تبذل ما يريده الحسين [...] وما تريده المعركة، وما تريده الحياة، وما يريده الصراع في الحياة أن تبذل كلّ ما يجب عليك أن تبذل. نحن إذا تمكّنا أن نتنازل عن راحتنا، نقدر نشتغل. إذا تمكّنا أن نتنازل من عاداتنا نتمكّن أن نسمو. إذا تمكّنا أن نتنازل عن أحقادنا نتمكّن أن نسمو وأن نتصادق وأن نتصافح وأن نكون إخوة.
نحن إذا تنازلنا عن عاداتنا العامة، الناس يريدون هذا، هكذا الموضة، هذا التيار، هذه الموجة، فليكن، الحسين ما مشى ضد التيار؟! الحسين ما قابل الطغاة بقضّهم وقضيضهم، بأسلحتهم وجيوشهم، بأفكارهم وآرائهم وخدماتهم ودعاياتهم؟! كان ضد كلّ هذه المعارك، وقف وحده ولكن ما وفَّر، قدّم كلّ شيء.
فإذا نريد أن نبلغ الخط الحسيني، الهدف الحسيني... إذا نريد أن نصل إلى مجدنا إلى تحسين في حياتنا يجب أن نسلك هذا الخطّ. إذا أنت تريد أن تتمسك بكلّ ما عندك من الراحة والمال والعادة والأنانية والخلق والمسائل الأخرى تقف مكانك لا تتقدم قيد شعرة، أنت أنت من عشرين سنة إلى اليوم، وأنت أنت من اليوم لبعد عشرين سنة، ولأن تموت ونموت كلّنا. إذا أردت أن تكون مثلما كنت، هذا هو! رسمتَ هدفك وقلّلتَ أهدافك وأبقيتَ نفسك في مكانك مثل الحجارة لا تتغير لكن كلّما حاولتَ أن تطلع وتسمو وتتقدم، تتمكن بأيّ شكل بأن تترك شيئًا من الأنانيات.
فإذًا، اليوم وفي هذه الأيام وفي ظلال ذكرى الحسين العظيم نحن بإمكاننا أن نبدأ صفحة جديدة في حياتنا. بصورة موجزة، أذكر هذه الكلمة لكي أوجهها إلى نفسي وإليكم وأعلن لكم ولي بأننا أمام فصل جديد من حياتنا، أمام وقت جديد وفرصة جديدة من حياتنا بإمكاننا أن نبدأ ونغيّر الاتجاه، ونتوجه حيث اتجه إليه الحسين (سلام الله عليه)، ويكون لنا أحسن مما بيومنا هذا. ولكي نؤكد هذه النقاط يجب أن نعيش ذكريات الحسين، نحضر المجالس، نستمع إلى المجالس، نتذكر ونفكر، الحزن يبدو على سيرتنا، على ملابسنا، على بيوتنا، على سهراتنا حتى نعيش الذكريات، لأنه من الصعب على الإنسان أن يتمكن أن يغير نفسه ولكن تذكر هذه اللوحات العظيمة في تاريخ كربلاء، تذكر هذه المناظر وهذه الفجائع وهذه التضحيات وهذه الخدمات.
عِشْ لحظة حتى تهتز دفعة واحدة وقد تَغيَّر في هذه الأيام قبلك جماعة عبيد الله بن الحر الجعفي ما كان رجلًا يُقال عنه أنه عثماني، يعني يطالب الإمام بدم الخليفة عثمان؛ يعني كان رجلًا منحرفًا، ولكن في هذه الأيام عاش هذه الذكريات دفعة واحدة، انتقل وقفز من خطّ الباطل إلى الخطّ الصحيح الحقّ. ممكن هذا.
إخواني، لا يحتاج الأمر إلى كلام. أنتم في هذه الفرصة، بإمكانكم أن تضعوا نقطة وخطة جديدة فتصلحوا حياتكم الخاصة وحياتكم العامة، وتكسبوا مجدًا وعزًا لأمتكم، لإخوانكم، لأولادكم، لحياتكم... ممكن [أن] تغيروا الواقع. وأنتم أصحاب المسجد، أنتم المصلون الصائمون الساجدون، المقيمون لشعائر الله أولى من غيركم، أنتم ابدأوا.
هذه ليست حياة أيّها الإخوان، هذا موت تدريجي أن يعيش الإنسان المشاكل والذل، يعيش الأحقاد والمصائب، يعيش انتظار الأخبار من الآخرين، والآخرون يقررون مصيره. هذه ليست حياة، هذا موت وزيف وما أراد الله ورسوله ذلك أبدًا. ونحن يجب أن نكون أول من نسعى ونغيِّر ونبدأ لأننا بمقدار ما عندنا من الدين نخصّ الحسين ويخصّنا الحسين أكثر من غيره.
فلنبدأ من هذه الأيام المباركة ولا شك أن الله سبحانه وتعالى يأخذ بيدنا ويوفقنا ويجعلنا من أنصار الحسين (سلام الله عليه).
والسلام عليكم.