(مقابلة مع عادل مالك من خارج لبنان، 1975)
• حركة المحرومين ليست حزباً ولا مؤسسات... وستكون في خدمة لبنان والمؤمنين.
• هذه الحركة نابعة من تحسسّنا بمسؤولياتنا الوطنية وإيماننا بالله.
• وجود الطوائف المختلفة كان مصدراً للقوة وتمايزاً حضارياً للبنان.
• سيكون في لقاء لبنان مع فلسطين أثره الطيب في مستقبل المنطقة والحضارة.
• لا يمكن للمواطن أن يعتزّ بحكمه وأن يطيع، إلا إذا كان في الحكم عدالة وقضية مقدسة.
• إذا كنتم تعتقدون أن لبنان ضرورة حضارية فعليكم أن تجنِّدوا كافة الطاقات.
• إن الدفاع عن الجنوب وانتقال المسلحين إليه سيكون حلاً لمشكلة الجنوب والمشكلة اللبنانية.
* ما هذه الحركة التي تقودونها على رأس جماعة من المخلصين وبينهم 190 مثقفاً وقَّعوا بيانهم الشهير تأييداً لكم. وهل تعملون على نقل هذه الحركة من عفوية البداية الى عملية عضوية ذات كوادر دون وقوعها في فخ المؤسسة او الحزب؟.
- من الطبيعي ان الانسان المواطن المسؤول عندما يشعر أن الوطن يعيش ساعات خطرة يتحرك ونحن في لبنان نشعر لأسباب عديدة منها وجود البؤس في كثير من المناطق الحدودية وكثير من الضواحي المحيطة ببيروت ومنها الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب التي تؤدي إلى حالة سيئة وبؤس ونزوح ومنها عدم تكافؤ الفرص في وطننا، فرص العيش والحياة هذه الحالة حصلت بعد الحرب الكونية الثانية في (38) دولة وسقطت أنظمتها من الطبيعي الإنسان الذي لا يريد لوطنه مثل ذلك المصير أن يتحرك، وتحرك مثلي الكثير من المواطنين من المثقفين ومن مختلف الفئات.
هذه الحركة نابعة من تحسسنا بمسؤولياتنا الوطنية كما أنها تنتسب إلى إيماننا بالله لأن الإيمان بالله لا ينفصل عن الاهتمام بشؤون المعذبين، من هذين المنطلقين وللسعي في وضع الأمور في نصابها وصيانة البلد واسعاد المحرومين حاولنا أن نؤسس هذه الحركة وبالفعل أخذت كثيراً من قطاعات الشعب المختلفة دون أن تدخل في صورة المؤسسات أم الأحزاب والسبب أن الأحزاب عادة تطرح ايديولوجيات وصور للمجتمع قادمة وبعيدة عن التنفيذ والأهداف البعيدة عادة تجعل المواطنين منقسمين على بعضهم، إنما حينما يطلق الإنسان الأهداف القريبة كمشاريع تنمية، كالعدالة، فرص العيش، ومختلف الشؤون العمرانية في البلاد يلتف المواطنون ويشكلون قوة ضاغطة ويتمكنون من تحقيق هذا الهدف، على هذا الأساس تشكلت حركة المحرومين ولها كوادر شبه إدارية ليست حزباً ولا مؤسسات ولكن حركة منظمة ستكون بإذن الله في خدمة لبنان وفي خدمة المؤمنين.
* لا بد أن يكون لحالة التخلف في بعض المناطق اللبنانية علاقة وثيقة بالصيغة اللبنانية، وإذا كان الأمر كذلك فإنكم ولا شك تقترحون لبنان جديد وصيغة جديدة وتذهبون إلى أبعد من الصراع أي إلى بداية التحقيق، فتشخيص الداء واضح بنظركم ولكن هل الدواء بمثل هذا الوضوح؟
- إذا كان الداء واضحاً فالدواء يصبح واضحاً أيضاً وعندما نريد أن نبحث عن المرض في لبنان نجد أن هذا المرض يتلخص في أربعة:
أولاً: غياب العدالة في حقل التنمية وفي حقل الفرص.
ثانياً: تأجيل القضايا الوطنية الكبرى وعدم البحث في حلها وبالتالي عدم اتفاق المواطنين على الحد الأدنى من الاتفاق حولها.
ثالثاً: أسلوب العمل السياسي في لبنان.
رابعاً: ابتلاؤنا بعدّو يشنّ حروباً متنوعة في طليعتها الحرب النفسية ضد لبنان. على هذا الأساس بإمكاننا أن نقول أن الدواء أيضاً واضح. يعني إذا بدأنا بتحقيق العدالة، إذا بدأنا ولا أقول إذا أنجزنا العدالة لأن إنجاز العدالة بحاجة إلى وقت طويل، إذا بدأنا بتحقيق العدالة ضمن مخطط واضح يطمئن إليها المواطن، وإذا حاولنا بالفعل من خلال ما يسمى هذا اليوم بالمصارحة والمصالحة الوطنية، تجتمع الفئات اللبنانية وتطرح القضايا الأساسية ويتفقون على هذه الأسس، وبالتالي يضعون اتفاقاً جديداً حول الحياة في لبنان، العلاج يسهل.
وبعبارة أخرى عندما نطرح الصيغة اللبنانية أنا لا أعتقد أن الصيغة اللبنانية بمعنى التعايش بين اللبنانيين من مختلف الطوائف المختلفة كان السبب في المشكلة إطلاقاً بل وجود الطوائف المختلفة في لبنان كان مصدراً للقوة وتمايزاً حضارياً للبنان، النظام الطائفي، حتى النظام الطائفي لا أعتقد هو السبب في الوضع القائم بل السبب الممارسات الخاطئة التي أدت إلى ذلك. مثلاً هناك من يفكر أن كثيراً من الناس يطلبون أن يؤخذ من فئة ويُعطى لفئة، كلا، هناك مشاريع كثيرة في لبنان أمثال الليطاني والعاصي والاتوسترادات وامثال ذلك قابلة للتنفيذ من قبل مؤسسات تمويلية ولا يقلل من حق أحد ولا من أموال أحد ولا من فرص أحد.
إذاً الممارسات الخاطئة أدَّت إلى ذلك وعلاج هذه الممارسات بوضوح الداء ليس صعباً إطلاقاً وإنما يحتاج إلى إرادة العلاج. بعد ذلك لا بد من أن نقول إذا اتفق اللبنانيون على صيغة أفضل لنظامهم بالأسلوب الديمقراطي فدون شك أن نظامنا ليس مثالياً من حيث الطائفية، أما من حيث الديمقراطية لا شك أن الإنسان حتى الآن ما وجد نظاماً أفضل من الديمقراطية، ولكن الأسلوب الطائفي الذي وضع لأسباب إيجابية وسلبية متنوعة بدون شك ممكن أن نجد عنه بديلاً أفضل.
* هنا نصل سماحة الإمام إلى المقاومة الفلسطينية إلى علاقة هذه المقاومة بصيغة لبنان الجديدة إلى الوجود الفلسطيني في لبنان على ما أظن؟.
- بدون شك أن القضية الفلسطينية كان لها تأثير كبير في وضع لبنان سواء من جهة وجود إسرائيل واعتداءات إسرائيل على الجنوب أو من جهة وجود مئات الألوف من الفلسطينين المشردين أولاً والعازمين على العودة والمسلحين ثانياً. أو وضعهم الاجتماعي وعلاقاتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية مع لبنان الوطن بحاجة إلى كثير من الدقة والانتباه. ولكن اعتقد أن وجود القوة العسكرية الفلسطينية في لبنان إذا اطمأنت على نفسها ووجدت أن وضع لبنان بالنسبة إليها يختلف عن وضع بقية البلاد وانها قوة محمية وصديقة في لبنان فسوف تكون غير مؤثرة على الصيغة اللبنانية وعلى الوضع اللبناني، بل العكس، إنها تنفع الصيغة اللبنانية والوضع اللبناني، لأننا شاهدنا أن السيد ياسر عرفات في الأمم المتحدة عندما ذكر انهم يريدون العودة إلى فلسطين ذكر لبنان كمثل في التعايش.
إذاً وجود القوة العسكرية الفلسطينية في لبنان إذا إطمأنت على نفسها فستكون قوة إيجابية لسلامة هذه الصيغة ولصيانة لبنان. نعم لا بد من وضوح العلاقات بينهم وبين السلطات اللبنانية من جهة وبينهم وبين الشعب اللبناني من جهة ونعتقد أن المبادئ أي سيادة لبنان، قانون لبنان، النظام في لبنان من جهة، وصيانة المقاومة الفلسطينية واستفادة المقاومة من إمكانات لبنان الأرضية والدفاعية والدبلوماسية والإعلامية هذه المبادئ أصبحت واضحة وليست موضع إشكال، هناك ظروف دعت إلى ضعف الثقة لا بد من معالجتها وطرح الحلول واعتقد أننا في المستقبل القريب وخاصة بعد التجارب المرة التي مرت على لبنان سنصل إلى مثل هذا الاتفاق الواضح وسيكون في لقاء لبنان مع فلسطين أثره الطيب في مستقبل المنطقة وفي مستقبل الحضارة.
* إذا كان التزام لبنان بالمسألة الفلسطينية بالمأساة الفلسطينية أمراً لا يرقى إليه الشك، كان الخطر كامناً على الحدود وفي الداخل كما قلتم فكيف ترون إلى الدفاع عن الجنوب وكيف تربطون ذلك بسلاح متراكم بين يدي الاهلين وبتحميل الميليشيات إلى الدفاع عن الجنوب كما قلتم أكثر من مرة. نطلب هنا رأيكم سياسيا ولا شك وعسكرياً رغم خروجه عن نطاق اختصاصكم، كما نطلبه اعدادياً ومناقبياً في عرض مفهومكم للعنف واللاعنف في الحرب والسلم؟
- طبعا، أنا احترم عمق هذا السؤال وشمول هذا السؤال ولا غرو أن هذه الإذاعة التي نستمع إليها في لبنان بشوق واللبنانيين يستمعون إلى أخبار هذه الإذاعة باحترام وشوق كبيرين، السؤال طبعاً متشعب وواسع وشامل بكلمة إهمال الجنوب عدم الدفاع عن الجنوب أحد أسباب المشكلة اللبنانية مع قطع النظر عن وضع المقاومة الفلسطينية في لبنان. لأن هذه الاعتداءات جعلت الجنوبي يشعر بأنه لا غني ولا فقير لا يتمكن من الاستثمار والاستفادة من أرضه ومن بيته ومن عمله وكان يحس إحساساً مراً، ثم يشاهد إهمال الدفاع في المنطقة فيزداد غضباً، وعندما ينزح إلى بيروت يكوّن أرضية للمشاكل التي شاهدنا بعضها، فأعتبر أن الدفاع عن الجنوب ضروري، والدفاع عن الجنوب ليس عملاً عسكرياً فحسب، فنحن نعرف قوة إسرائيل العسكرية، ولكن إذا دافعنا عن الجنوب مع الدفاع الإعلامي والدبلوماسي بمعنى أن إسرائيل في بعض الأحيان تدخل إلى الأراضي اللبنانية 14 كلم أو 18 كلم مثلاً يأتي الكوماندوس الإسرائيلي على بعد 14 كلم ويدخل مثلاً في قرية مجدل زون فينسف بيوتاً ويخطف أناساً فبطبيعة الحال، هذا وضع لا يطاق. عندما نُبْرِزُ للعالم كل العالم أن إسرائيل هي المعتدية على أراضي لبنان حتى في المناطق التي لا توجد فيها المقاومة الفلسطينية، عند ذلك نحن نجد مبرراً سليماً ضمن أصدقائنا وأمام العالم المحبين للسلام، وأمام العالم الذي لا يرضى أن يحصل في منطقة الشرق الأوسط أي حرب، من السهل جداً انه في وضع كهذا اننا ندافع، يعني نتصدى للاعتداءات الإسرائيلية، اوالكوماندوس الإسرائيلي، للطرق التي شقتها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، وعند ذلك لا شك أن الناس ترتفع معنوياتهم ويحصل في المرحلة الأخيرة وبإمكاننا عند ذلك أن ننادي ونناشد الشباب الذين يحملون السلاح بدون سبب ويؤسسون الميليشيات في بيروت أن ينتقلوا إلى الجنوب، وان يقفوا وراء الجيش، ويحموا ظهر الجيش، ويتصدوا للتسلل الإسرائيلي في مختلف المناطق الأخرى.
انني اعتقد أن الدفاع عن الجنوب وانتقال المسلحين إلى الجنوب الذي حتماً سيأتي إذا دافعنا عن الجنوب سيكون حل لمشكلة الجنوب وحل للمشكلة اللبنانية. وبكلمة، ومن الناحية المعنوية لا يمكن للمواطن أن يعتز بحكمه وان يطيع إلا إذا كان في الحكم عدالة وقضية مقدسة.
عندما يترك الحكم العدالة والرسالة يصبح تافهاً، واليوم المواطن اللبناني عندما شعر أن الحكم يتصدى لخصمه بطبيعة الحال يشعر بقداسة ورسالة في الحكم فترتفع معنوياته ويتصدى للعدو والمشكلة تخفّ إلى حد كبير.
* ليكون ذلك كله يا سماحة الإمام للسؤال عن لبنان في الإطار العربي الأكبر عن الحوار فيه بين المسيحية والإسلام بين المسلم والمسيحي عن دور لبنان وبالتالي في الحوار العربي الأوروبي انطلاقاً من الميزات اللبنانية.
- في الحقيقة أن هذه المزايا وهذه الرسالة كان لبنان يمارسها بعفوية منذ الاستقلال وقبل الاستقلال، فإذا لاحظنا نشاط لبنان حتى قبل (48) من قبل شخصيات لبنانية كبيرة، ونشاط لبنان قبل ذلك في مختلف المناطق في المهاجر في الخليج وفي أوروبا، ومن قبل الجاليات اللبنانية وفي أفريقيا وفي أميركا، نجد أن لبنان كان دائماً يمارس هذا الدور، دور الحوار الإسلامي المسيحي في الداخل، حتى كان هذا الحوار قبل أن يبدأ المجتمع المسكوني الفاتيكاني به، قام لبنان من خلال الندوة اللبنانية بمثل هذا الحوار. أيضاً دور لبنان العربي يُشَاهَد بوضوح من قبل الجاليات اللبنانية في أميركا ومن مختلف المناطق، كما يُشَاهَد أيضا مؤخراً من قبل حمل رئيس جمهورية لبنان رسالة العرب ورسالة فلسطين إلى الأمم المتحدة، والعلاقات اللبنانية كانت علاقات فاعلة على صعيد الحوار العربي الأوروبي أو الإسلامي المسيحي. ولكن بعد التطورات التي حصلت في الشرق الأوسط، وبعد أن أخذت كل دولة وكل بلد دوراً ومسؤولية على عاتقها أصبحت هذه المسؤوليات لا يمكن تنفيذها بشكل عفوي، ويجب أن يكون هناك تنظيم وتخطيط على مستوى أوسع للقيام بمثل هذا الدور الرسالي الكبير.
أملنا كلبنانيين وسعينا أيضاً داخل لبنان ومن خلال جميع النشاطات، ومن جملة هذه النشاطات حركة المحرومين نعمل لها بين العلاقات الواسعة بمختلف الفئات ومع المثقفين بشكل خاصّ، أن نتمكن من إعادة هذا الدور إلى لبنان، حتى يكون للبنان تلك النكهة الدولية في حضارة الأديان، وفي تعايش الإنسان مع أخيه الإنسان، وفي السعي المثمر المجرب العملي في الحوار الأوروبي العربي، ودون شك أن لبنان بقدراته الذاتية إذا اقترن مع بعض التخطيط - التفكير في هذا المجال سينجح في هذا الحقل. س: وعما قلتموه أخيراً سماحة الإمام عن بقاء السلطة الأولى بين أيدي الموارنة؟ ج: بطبيعة الحال عندما نبحث حول ميزة لبنان الحضارية، لبنان كبلد عربي، لو بقيت الرئاسة كما ذكرنا منذ مدة للمسيحيين بشكل عام وللموارنة بشكل خاص، وبطبيعة الحال هذه الطائفة مليئة بالكفاءات، إذا بقيت الرئاسة أي بقي الوجه اللبناني وجهاً مسيحياً أمام أوروبا وأمام الدول المسيحية في العالم، مع الاحتفاظ بالتطوير وبعدم ركود المؤسسات الأخرى وعدم تجميد المؤسسات الأخرى، بدون شك هذا يسهل مهمة لبنان الحضارية على صعيد الحوار العربي الأوروبي أو الحوار الإسلامي المسيحي. وليس غريباً عن ذهننا عندما اشترك رئيس وزراء لبنان الأول الرئيس رياض الصلح في الأمم المتحدة قدّم بدلاً عن نفسه الذي هو كان رئيس الوفد قدم "فؤاد عمون" الذي كان وزير الخارجية في ذلك الوقت حتى يتكلم كلمة لبنان في الأمم المتحدة ذلك كما ورد في محاضرته بأنه مسيحي. إذاً، هذا له تأثير لا ينكر على صعيد الرأي العام. إذاً، إذا نحن تمكّنا بالاحتفاظ بهذا الطابع مع تمثيل لبنان من التطوير وإخراجه من الجمود والركود الحالي دون شك يتمكن أن يقدم الدور الأفضل.
* سؤال أخير تركتم لبنان وأقل ما يقال فيه انه في محنة، فهل كان الوقت مناسباً لترك لبنان الجريح، وماذا تعملون له في الخارج؟ أي ما هي القوى والمقامات التي تحاولون التفاعل معها؟
- اعتقد أن سيادتك أجبت على سؤالك. أنا في الحقيقة رغم أني خرجت من لبنان لم أترك لبنان، ولن أترك لبنان، فقد كنت في الجزائر. وعندما التقيت الرئيس الجزائري "هواري بو مدين" كان الحديث عن لبنان، وفي فرنسا كان لقائي مع المسؤولين على مختلف مستوياتهم، وفي بقية بلاد أوروبا وفي بعض دول أفريقيا وربما بعض الدول العربية التي سأزورها حتماً، الحديث عن لبنان، هو ما يجعلني اجتمع بهذه القوى، لأن الإنسان يلتقي مع الآخرين بكرامة عندما ينطلق من وطنه، فعندما يكون الوطن في خطر أو معرض للأخطار فلا مجال للحديث عن شيء آخر.
حاولت أن أجند كافة طاقات العالم الصديقة للبنان وما أكثرها. أنا أواجه جميع أصدقاء لبنان في فرنسا وفي أفريقيا وفي اوروبا وفي بلاد عربية بلهجة العتاب: هل تنتظرون أن يتعثر لبنان مرة أخرى فتبعثوا سفراءكم أو رسلكم أو رسائلكم أو تطلقوا تصريحاتكم لمعالجة الوضع. الآن وأمام هذه الفرصة التي تمر على لبنان، ربما لا تطول أكثر من بضعة أشهر، عليكم جميعاً أن تجندوا طاقاتكم إذا كنتم تريدون لبنان، وإذا كنتم تعتقدون أن لبنان ضرورة حضارية، وإذا كنتم تعتقدون أن هذه المنطقة المهمة من الأرض لها مهمة ورسالة في الشرق الأوسط فعليكم أن تجندوا كافة الطاقات، ومن خلال هذا المنطلق أتحدث مع كافة المسؤولين، وبالفعل أشاهد التجاوب الكلي. إذاً ما تركت لبنان، وعلى اتصال مستمر مع لبنان، وأرجو أن نتمكن أن نؤدي مسؤولياتنا الوطنية وواجبنا الإنساني الشريف تجاه هذا الوطن العزيز.
شكراً سماحة الإمام وأخذ الله بيدكم.
