الكاتب:موسى الصدر
بسم الله الرحمن الرحيم
ولد بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة في 13 رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة أي قبل مبعث الرسول بعشر سنوات.
أبوه عم النبي "عبد مناف"، المعروف بـ"أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم"، شيخ الأبطح وسيد الذين آووا النبي ونصروه في مكة.
أمه "فاطمة بنت أسد بن هاشم" وكانت للنبي بمنزلة الأم لرعايتها له.
انتقل إلى بيت النبي قبل أن يبلغ السادسة من عمره وذلك بسبب الجدب العام وكثرة عائلة أبيه وزيادة حاجة الناس المحتاجين إلى بيته فنشأ في بيت النبي حتى بُعث رحمةً للعالمين فآمن به قبل غيره وتربى على يده وتعلم عنده حتى قال النبي: "أنا مدينة العلم وعلي بابها".
في السنة الثالثة من المبعث جمع النبي حسب الأمر الإلهي بني "عبد المطلب" وقال: "من يؤازرني على هذا الأمر ويكون أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي فيكم بعدي فسكت الجميع وقام "علي" وقال: أنا يا رسول الله.
وكان يقوم طوال أيام الدعوة في مكة بأصعب الأدوار لحماية الرسالة والرسول.
وأيام لجوء "بني هاشم" مع النبي الى شُعَب "أبي طالب" كان يحمل الأقوات لهم بالرغم من الأخطار وتهديد قريش المقاطعين لـ"بني هاشم" وكان ينام في كثير من الليالي مكان النبي لكي يبقى النبي مصونًا عند الهجمات الليلية المفاجئة.
وعندما أمر الله نبيّه بالهجرة من مكة إلى المدينة وذلك بعدما تمت موجباتها وبعد أن تآمرت قبائل مكة على قتل النبي وعلى تضييع دمه خرج في أول الليل وبات "علي" في فراشه حتى الصباح والمتآمرون يتربصون حول البيت؛ "علي" الشاب الذي كان عمره ثلاثة وعشرين سنة في فراش النبي في حضن الأخطار والجرأة والفداء ونجا النبي وتمت الهجرة.
هاجر بعد إيصال الأمانات التي كانت عند النبي "محمد" الأمين إلى أهلها وهاجرت معه عائلة النبي جميعًا.
في أوائل الهجرة آخى النبي بين المهاجرين والأنصار وقال لـ"علي": أنت أخي في الدنيا والآخرة. ثم زوّجه ابنته "فاطمة" التي كانت بضعة منه وريحانته من الدنيا وقلبه الذي بين جنبيه.
وقد دافع عن الإسلام وعن نبيّه وأمته في واقعة بدر وكان عمره أربعًا وعشرين سنة وفي واقعة "أحد"، وهو ابن خمس وعشرين سنة وفي واقعة اليهود، وهو ابن ست وعشرين سنة وفي واقعة الأحزاب "الخندق" وهو ابن سبع وعشرين سنة وفي واقعة خيبر وهو ابن ثمانٍ وعشرين سنة وفي واقعة فتح مكة وعمره واحد وثلاثون، وفي إسلام اليمن وعمره ثلاث وثلاثون، وفي جميع المحن والأخطار التي واجهها الإسلام في عهد النبي وبعد وفاته.
قال عنه النبي في أحد: "لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا علي". وقال في الأحزاب: "برز الإيمان كله الى الشرك كله". وقال: "ضربة علي يوم الخندق توازي عمل الثقلين". وقال في خيبر: "لأعطين الراية لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرّار غير فرار". وقال له: "يا علي ستأتي أنت وشيعتك يوم القيامة وتقدم على الله راضين مرضيين".
عاش بعد النبي ثلاثين عامًا يقدم النصح لأمته ويدرأ عنها الأخطار المحدقة بها حتى قال الخليفة "أبو بكر": "لا جعلني الله في معضلة ليس لها أبو الحسن". وقال الخليفة "عمر بن الخطاب" في مواضع عديدة: "لولا علي لهلك عمر".
بويع بالخلافة في الثاني من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة، وقام بالأمر أربع سنوات وتسعة أشهر وثمانية أيام واستشهد في محراب مسجد الكوفة، وقال عند الاغتيال: "فزت ورب الكعبة".
وكان مع الحق والحق يدور معه أينما دار؛ كما قال له الرسول. فالقوي عنده كان ضعيفًا حتى يأخذ الحق منه والضعيف عنده قوي حتى يأخذ الحق له. وقال عن الأراضي والأملاك العامة التي وُزِّعت على الأنصار والمحاسيب قبله: "والله لأرجّعنها ولو جعلتموها مهورًا لنسائكم".
ولهذا الموقف الصلب أُثيرت الحروب والفتن ضده في عهد خلافته فاضطر لمحاربة الناكثين (في الجمل) والقاسطين (في صفين) والمارقين الخوارج (في النهروان) وكان في الحروب مثل السلام مثالًا للحق والعدل والشفقة.
ومن تعاليمه:
- ليس الزهد ألّا تملك شيئًا ولكنّ الزهد ألّا يملكك شيء
- الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين
- أأقنع من نفسي أن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون أسوةً لهم في جشوبة العيش.
أأبيت مبطانًا وما حولي بطون غرثى وأكبادٌ حرّى
ولد بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة في 13 رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة أي قبل مبعث الرسول بعشر سنوات.
أبوه عم النبي "عبد مناف"، المعروف بـ"أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم"، شيخ الأبطح وسيد الذين آووا النبي ونصروه في مكة.
أمه "فاطمة بنت أسد بن هاشم" وكانت للنبي بمنزلة الأم لرعايتها له.
انتقل إلى بيت النبي قبل أن يبلغ السادسة من عمره وذلك بسبب الجدب العام وكثرة عائلة أبيه وزيادة حاجة الناس المحتاجين إلى بيته فنشأ في بيت النبي حتى بُعث رحمةً للعالمين فآمن به قبل غيره وتربى على يده وتعلم عنده حتى قال النبي: "أنا مدينة العلم وعلي بابها".
في السنة الثالثة من المبعث جمع النبي حسب الأمر الإلهي بني "عبد المطلب" وقال: "من يؤازرني على هذا الأمر ويكون أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي فيكم بعدي فسكت الجميع وقام "علي" وقال: أنا يا رسول الله.
وكان يقوم طوال أيام الدعوة في مكة بأصعب الأدوار لحماية الرسالة والرسول.
وأيام لجوء "بني هاشم" مع النبي الى شُعَب "أبي طالب" كان يحمل الأقوات لهم بالرغم من الأخطار وتهديد قريش المقاطعين لـ"بني هاشم" وكان ينام في كثير من الليالي مكان النبي لكي يبقى النبي مصونًا عند الهجمات الليلية المفاجئة.
وعندما أمر الله نبيّه بالهجرة من مكة إلى المدينة وذلك بعدما تمت موجباتها وبعد أن تآمرت قبائل مكة على قتل النبي وعلى تضييع دمه خرج في أول الليل وبات "علي" في فراشه حتى الصباح والمتآمرون يتربصون حول البيت؛ "علي" الشاب الذي كان عمره ثلاثة وعشرين سنة في فراش النبي في حضن الأخطار والجرأة والفداء ونجا النبي وتمت الهجرة.
هاجر بعد إيصال الأمانات التي كانت عند النبي "محمد" الأمين إلى أهلها وهاجرت معه عائلة النبي جميعًا.
في أوائل الهجرة آخى النبي بين المهاجرين والأنصار وقال لـ"علي": أنت أخي في الدنيا والآخرة. ثم زوّجه ابنته "فاطمة" التي كانت بضعة منه وريحانته من الدنيا وقلبه الذي بين جنبيه.
وقد دافع عن الإسلام وعن نبيّه وأمته في واقعة بدر وكان عمره أربعًا وعشرين سنة وفي واقعة "أحد"، وهو ابن خمس وعشرين سنة وفي واقعة اليهود، وهو ابن ست وعشرين سنة وفي واقعة الأحزاب "الخندق" وهو ابن سبع وعشرين سنة وفي واقعة خيبر وهو ابن ثمانٍ وعشرين سنة وفي واقعة فتح مكة وعمره واحد وثلاثون، وفي إسلام اليمن وعمره ثلاث وثلاثون، وفي جميع المحن والأخطار التي واجهها الإسلام في عهد النبي وبعد وفاته.
قال عنه النبي في أحد: "لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا علي". وقال في الأحزاب: "برز الإيمان كله الى الشرك كله". وقال: "ضربة علي يوم الخندق توازي عمل الثقلين". وقال في خيبر: "لأعطين الراية لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرّار غير فرار". وقال له: "يا علي ستأتي أنت وشيعتك يوم القيامة وتقدم على الله راضين مرضيين".
عاش بعد النبي ثلاثين عامًا يقدم النصح لأمته ويدرأ عنها الأخطار المحدقة بها حتى قال الخليفة "أبو بكر": "لا جعلني الله في معضلة ليس لها أبو الحسن". وقال الخليفة "عمر بن الخطاب" في مواضع عديدة: "لولا علي لهلك عمر".
بويع بالخلافة في الثاني من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة، وقام بالأمر أربع سنوات وتسعة أشهر وثمانية أيام واستشهد في محراب مسجد الكوفة، وقال عند الاغتيال: "فزت ورب الكعبة".
وكان مع الحق والحق يدور معه أينما دار؛ كما قال له الرسول. فالقوي عنده كان ضعيفًا حتى يأخذ الحق منه والضعيف عنده قوي حتى يأخذ الحق له. وقال عن الأراضي والأملاك العامة التي وُزِّعت على الأنصار والمحاسيب قبله: "والله لأرجّعنها ولو جعلتموها مهورًا لنسائكم".
ولهذا الموقف الصلب أُثيرت الحروب والفتن ضده في عهد خلافته فاضطر لمحاربة الناكثين (في الجمل) والقاسطين (في صفين) والمارقين الخوارج (في النهروان) وكان في الحروب مثل السلام مثالًا للحق والعدل والشفقة.
ومن تعاليمه:
- ليس الزهد ألّا تملك شيئًا ولكنّ الزهد ألّا يملكك شيء
- الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين
- أأقنع من نفسي أن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون أسوةً لهم في جشوبة العيش.
أأبيت مبطانًا وما حولي بطون غرثى وأكبادٌ حرّى
- العقل حفظ التجارب
- الأماني غرور الحمقى
وانتهى عليّ من حساب عصره ليطلّ في كل عصر
إنه يعيش معنا بسيرته وبتعاليمه وفي إيماننا المخلص وسعينا المثمر وجهادنا لاستعادة العز المهدور.
مع تحياتي وتمنياتي
جمعية البر والاحسان في صور- لبنان
موسى الصدر
- الأماني غرور الحمقى
وانتهى عليّ من حساب عصره ليطلّ في كل عصر
إنه يعيش معنا بسيرته وبتعاليمه وفي إيماننا المخلص وسعينا المثمر وجهادنا لاستعادة العز المهدور.
مع تحياتي وتمنياتي
جمعية البر والاحسان في صور- لبنان
موسى الصدر

الصفحة: /