ألقت الدكتورة السيدة رباب الصدر كلمة مرتجلة في الندوة الفكرية التي أقامها مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات في مقره بتاريخ 27 تشرين أول 2022 حول كتابها الموسوم بعنوان "الفلسفة الإصلاحية في رؤية الإمام موسى الصدر". وقد تطرّقت إلى الأسباب الدافعة لتحويل الأطروحة إلى كتاب، وأهمية تقديمه إلى القارئ مجانًا عبر تنزيله من موقع مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات الإلكتروني. كما شكرت كل المشجعين الذين أسهموا في إنجازها، وكذلك الحضور الذين تكرموا بتشريفهم إلى الندوة.
وهنا نص الكلمة الكاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ [طه، 25 – ٢٨]
السادة الكرام،
والأخوات والإخوة،
أهلاً وسهلاً فيكم، شرفتمونا ونوّرتم الحضور وتكرمتم علينا، أنا الحقيقة لا أريد أن ألقي محاضرة، لكن بضع كلمات سأقولها ارتجاليًّا. هذا الكتاب الذي تشرفتم اليوم حتى تسمعوا عنه من الأساتذة الكرام الذين أشكرهم كثيرًا وشرفونا، ووافقوا بأن يتحدثوا عنه، فشكرًا جزيلًا لكم.
هذا الكتاب أطروحة للدكتوراه، عندما أنهيتُها تكرّم عليَّ الأساتذة وقالوا يجب أن تصبح كتابًا، والتي شجعتني أكثر من الآخرين هي الدكتورة سعاد الحكيم حبية قلبي وصديقتي العزيزة الغالية وهي تولت مسؤولية أن تشتغل وتساعدني على أن تصبح الأطروحة كتابًا، فلذلك تساعدت مع ابني السيد رائد وتكرما عليَّ والحمد لله تحوّلت إلى كتاب. الكتاب بعيد عن السياسة بصورها وبكتاباتها، بمقالاتها، كلها، موضوع علمي يحكي فلسفة.
طبعاً أنا أريد أن أقول كلمتين، عندما فكرت أن أعمل هذه الأطروحة -وأيضًا هي بفضل الدكتورة سعاد الحكيم التي شجعتني- أنا أردت أن أكتب عن كيركغارد وهو فيلسوف أنا معجبة به، قالت لي كيركغارد لديه كُثر يكتبون عنه. اكتبي عن أخيك ودققي بالأمر وسترين الغنى الموجود في فكره وفعلًا هي كان لها الفضل. فبدأت، بدأت ولا أخفي عليكم كنت محتارة، متهيبة، خائفة، دائمًا دائمًا أخاف أن أكون مقصرة، أنا ماذا سأكتب عن السيد موسى، أنا ماذا أريد أن أقول عن هذه القامة الكبيرة، أنا ماذا أريد أن أخبّر الناس بكتاباتي.
فعلًا... في لحظة هكذا، لحظات كنت أفكّر كأني رأيته، قال لي اكتبي، بمعنى لا تفكري، لا تحكي شيئًا، ففعلًا كانت وبدأت وكتبت.
هذا الكتاب يحكي عن الفلسفة العملية للإمام موسى الصدر، ربما يوجد أكثر، لكن أنا عملت جهدي قدر استطاعتي، وأخذ معي تسع سنين، ليس يومًا واثنين، خلال تسع سنين مع مسؤولياتي وانشغالاتي كنت أكتب، فحتمًا الحضور يرغبون أن يحصلوا على الكتاب، الكتاب موجود على موقع المركز. أنا تقنيًا لا أعرف... يوجد علامة تضغطون عليها ينزل الكتاب فتأخذونه و"مقدّم" لكم. هذه الأسماء، التقنيات يجب أن نتعوّد عليها، فالكتاب موجود بخدمة الجميع، والكتاب ليس للبيع أبدًا، فقط عدد قليل منه طُبِع للتوزيع.
أنا سأقول كلمة صغيرة:
أنا أخت الإمام الصدر، تربيت في البيت نفسه، هو الذي رباني، هو الذي علّمني، هو الذي أهّل كل ما عندي وهو شجعني على العمل، بالانطلاقة بكل الأمور، أنا فعلًا ما كنت أعرف عمقه الفكري بهذا القدر خاصة بالمجالات الثورية... لم يكن عندي هذا التصوّر. نرى هذا الإنسان العظيم الهادئ، الخلوق، الذي نحن وإياه نتحدّث بهذا الهدوء، إلى هذه الدرجة لديه ثورية تجاه الوطن، تجاه الإنسان، تجاه الإنسانية، كرامة الإنسان، ففعلًا من خلال هذه السنين التي اشتغلت وقرأت عنه، عرفت واقعًا الإمام إنسان مميز، يمكن كلمة مميز قليلة، هو إنسان أريد أن أسميه إلهيًّا، إلهيّ... هو إنسان إلهيّ بكل معنى الكلمة.
أنا أكتفي بهذا المقدار، حضرة الأساتذة سيتكرمون ويبدأون، ومرة ثانية أشكر وأقدم تحياتي واحتراماتي لكم.
