إن المسألة بالنسبة للسلطات الإيطالية، كما هو ثابت في معلومات البعثة الأمنية اللبنانية إلى روما، هي أنه لا يوجد أي تأكيد بأن سماحة الإمام أو أيًا من أخويه دخل الأراضي الإيطالية أو مر بالترانزيت في مطار روما. بل أن بعض نواحي المعلومات لدى وزارة الداخلية الإيطالية تؤكد أنه لم يصل أي واحد منهم إلى إيطاليا.
وفيما يخص السيد عباس بدر الدين، الذي وجدت باسمه إجازة إقامة لمدة 48 ساعة ينزل خلالها في فندق «ساتلايت» بروما، ليتابع سفره إلى مالطا بتاريخ 1/9/1978م على متن طائرة أليطاليا (الرحلة 490)، فإن تحقيقات الانتربول أثبتت أن هذا الراكب لم يعثر له على أثر في الفندق المذكور ولم يغادر إلى مالطا أو سواها.
أما الصحافة الإيطالية التي استأثرت هذه القضية باهتمامها، وتابعت أخبار التحقيق فيها، وأفردت لها تحقيقات صحفية ومقالات، فإنها أكدت هذه المعلومات، ونقتطف هنا مما نشرته صحيفة «المساجيرو» في الأيام التي تلت تغييب الإمام تحت عنوان (هل اختطف حقًا الإمام موسى الصدر؟) وفيما يلي ترجمته حرفيًا:
«المؤكد أن سماحة الإمام ومستشاره ليسا الشخصين اللذين ركبا الطائرة التي غادرت طرابلس. وبالتالي فإن الإمام لم يغادر إطلاقًا العاصمة الليبية، وان الشخصين اللذين ركبا الطائرة ونزلا في فندق (هوليداي إن) في روما ليسا إلا شخصين متنكرين أُرسلا للتضليل والإيحاء بعملية اختطاف لم تتم إطلاقًا حتى في أي مكان آخر...»