المقدمة

الرئيسية إصدارات القضية العدالة لن تغيب

"لا نريد إلا الحق، إلا الإنصاف، إلا العدالة"
الإمام السيد موسى الصدر

منذ 31 آب 1978 وجريمة تغييب الإمام السيد موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحفي السيد عباس بدر الدين تظل نموذجًا حيًا لقضية عُجِنت بالدمع العصي والصبر والانتظار، وعلى امتداد أكثر من ثلاثة وثلاثين عامًا، لم تزل هذه القضية تخضع للصمت والتسويف والتأجيل وتأخير عقاب المجرمين، ويحق للمرء هنا أن يشك في جدية التعاطي فيها مِنْ قِبل المسؤولين اللبنانيين وغيرهم... مما جعل التقصير والإهمال يستوطنان فيها.

إلا إن أملًا باللطف الإلهي وشعورًا أصيلًا بالعدالة، المطلب الإنساني الدائم، يرتفع في نفسنا بانتظار العدل الإلهي الذي يقينًا سينصرنا من حيث نحتسب أو لا نحتسب. هذا الشعور الذي نتشاركه جهودًا مع أبناء الإمام الصدر ومحبيه، شاكرين لهم مساعيهم الطيبة والجدية، وإن لم تُنْتِج إلى الآن، فجزاهم الله خيرًا حتى نواصل معًا عزمنا على متابعة القضية في الطرق إلى تحقيق العدالة.

وللأمانة، فإن تلبية نداء الحق والدفاع عنه ترجمته المرافعات التاريخية القيمة التي قدّمها، وكلاء عائلة الإمام الصدر، رجال العدالة عن قضية ما زالت متعطشة لها. والمرافعات، التي عكست الرغبة اللبنانية الجامعة بمختلف انتماءاتها ومذاهبها على ضرورة الإسراع في تحرير الإمام الصدر وأخويه وتطبيق العدالة، أثبتت أن فرسان الكلمة- رجالات القضاء- لهم السبق في إيقاظ الضمير الحي من أجل قضيةٍ حق.

وعلى اعتبار أن قضية التغييب هي جريمة مستمرة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، فإن هدفنا الأول والأخير، والذي يجب أن يكون هدف الجميع، هو تحرير الإمام والشيخ والسيد وتأمين عودتهم من معتقلات القذافي سالمين إلى وطنهم وأهلهم ومحبيهم. وكل كلام آخر هو باطل، غايته حرفنا عن هذا الهدف وإعاقة التحرير وإلغاء المساءلة والتشويش على المتابعة وعلى إضعاف همم المحبين وعزائم المسؤولين.

إن قيمة هذا الكتيب تكمن في أنه ملخص منهجي لتطورات قضية تغييب الإمام الصدر وأخويه وهو ينقسم إلى:
1- محطات تاريخية في سيرة سماحة الإمام السيد موسى الصدر
2- خلاصة قضية إخفاء الإمام السيد موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والأستاذ السيد عباس بدر الدين في ليبيا حتى تاريخ 30/10/2011 تاريخ طباعة هذا الكتيب
3- القرار الاتهامي
4- مذكرات التوقيف والتحري وقرارات المهل
5- بيانات عائلة الإمام الصدر
6- مرافعات تاريخية
7- بانتظار اللطف الإلهي وعدالة القضاء

وإلى أن ينعم الله علينا بعودة الغريب إلى وطنه وبعدل سماوي يقتص من المجرمين، نبقى بانتظار أن تتحقق عدالة أرضية جوهرها الإسراع في إنقاذ الإمام وأخويه، علّها تفينا بعضًا من الإنصاف... هذا ما سيثبته التاريخ.

"إن الغريب له حق لغربته على المقيمن في الأوطان والسكن"

مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات
30/10/2011