أحباء الإمام السيد موسى الصدر:
سلامًا، فجرًا، شمسًا، صبحًا
سلامًا، صيامًا، قدرًا، فطرًا
سلامًا، قولًا حقًا، زهقًا باطلًا
الأحداث المتلاحقة تسابق الأخيلة، فما إن يرن في الأذن خبر إلا ويزاحمه حدث. نريد أن نقول شيئًا، نريد أن نشارككم سمعكم، أنظاركم لالتقاط الجديد ولكن التوالد المتسارع للأحداث يحول دون مخاطبتكم.
ما بين رمضان الذي وقع في سنة 1978 ورمضان هذا العام، مرارات لكل من أحبّ الحق واستلهم نورًا في الحالكات. ومن اللطائف الإلهية أن الله سبحانه وتعالى قدَّر سقوط نظام القذافي الإرهابي وانتصار وحرية الشعب المظلوم الليبي في ليلة القدر، هذه الليلة التي صادفت منذ ثلاث وثلاثين سنة تحديدًا جريمة خطف الإمام الصدر وأخويه.
يا أحباء الإمام موسى الصدر:
إننا نمر بلحظات تاريخية يقترب معها تحرير الإمام المغيب السيد الصدر وأخويه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الأستاذ عباس بدر الدين من سجون معمر القذافي الذي اختطفهم منذ 31-08-1978.
من هنا، فإننا نناشد من سيكون لهم الأمر في ليبيا بعد سقوط الطاغية، إيلاء العناية الخاصة لهذا الملف، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على حياة الإمام وأخويه تمهيدًا لعودتهم سالمين غانمين إلى وطنهم وأهلهم ومحبيهم. وإننا على ثقة بأن المجلس الإنتقالي الليبي لن يتساهل في تحرير الإمام واخويه، فيضيف بذلك على ما أنجزه ثواره هدية للعالم.
ونتمنى على المعارضين الليبيين الذين زودونا خلال الثلاث والثلاثين سنة الماضية، بأخبار عن سلامة الإمام وأخويه من داخل سجون القذافي، مساعدتنا بكل حكمة ودقة في تحرير إمامنا فتثمر جهودهم التي بذلوها في السنوات الماضية.
ونتوجه إلى كل من تحرر من السجون الليبية وذاق مع الإمام وأخويه مرارة الأسر والعذاب، وأنعم الله عليه اليوم بفضل تضحيات الثوار بطعم الحرية، أن يفيدنا بكل المعلومات والمعطيات التفصيلية عن لقائه مع الإمام وأخويه، وذلك متاح عبر السفارتين اللبنانية والإيرانية في طرابلس.
ونطالب المجتمع الدولي، لا سيما الأمم المتحدة والأجهزة التابعة لها وبالأخص منظمة الإنتربول، أن تعمل على مذكرات التوقيف الغيابية الصادرة عن القضاء اللبناني بحق معمر القذافي وأعوانه والمعللة والمعززة والمبلغة إلى مقر الإنتربول في ليون–فرنسا، والتي تتوافق مع نظام الإنتربول لا سيما المادة الثالثة منه.
كما أن المنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان، الحكومية منها وغير الحكومية، مطالبة بالتحرك من أجل الحفاظ على حياة وسلامة الإمام وأخويه.
ومن واجب الحكومة اللبنانية أن تعمل على اتخاذ أسرع وأقصر وأفعل الإجراءات الديبلوماسية والأمنية والقضائية والإعلامية بهدف تحرير الإمام واخويه، وإلقاء القبض على معمر القذافي وأعوانه المرتكبين.
ونلفت عناية وسائل الإعلام الصديقة، في لبنان وخارج لبنان، أن تولي هذه القضية في هذه المرحلة الحساسة، الاهتمام اللازم، لا سيما وأن الإمام كان نصيرًا دائمًا للحرية والحوار والتنوع. كما أن الأستاذ عباس بدر الدين من أهل مهنة الحرية وكلمة الحق.
لقد آن الأوان لقادة الدول العربية والإسلامية، وبالأخص من كانت تربطهم بالإمام علاقة محبة واحترام أن يشدوا العزيمة ويؤازروا عائلة الإمام ومحبيه في نضالهم لحفظ سلامة الإمام وأخويه وتحريرهم، لأن التحولات في ليبيا تتسارع والوقت يسابقها سرعةً... كما أن العقل والقلب والوجدان الجماعي للشعوب لم يعد يقبل أي نوع من الصمت والحيادية.
يا محبي الإمام موسى الصدر في كل مكان،
لقد حانت ساعة اللقاء إن شاء الله، وصلواتكم ودموعكم ستثمر لحظة الإحتضان للإمام وأخويه بإرادة المولى عز وجل.
إن الشعب اللبناني الأبي والمقاوم والشامخ سعى وصبر سنوات ليرى إمامه ورمز وطنه وأخويه محررين. لكم شكرنا من المهج و طوبى لكم أنكم خرجتم من اختبار الوفاء والإيثار والانتظار مرفوعي الرأس. أقرّ الله عيونكم وعيوننا بطلة من صنع التاريخ: الإمام الصدر والشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين البهية.
ختامًا،
أحباء الإمام الصدر:
عانينا معًا ثلاثة وثلاثين عامًا وجعًا، وآن أن نشكل مستلزمات الرجاء معًا ابتهالًا إلى الله أن تحمل الساعات القريبة القادمة ما حلمنا به خلال السنوات العجاف فنعمل معه دأبًا ونعيش العمر في حقول السنابل الخضر اليانعات وإلى اللقاء مع الإمام وأخويه في ساحات العمل.
إلهي لقد فرغ صبرنا وجف دمع عيوننا المرتقبة رؤية إمامنا... فتعالوا نرفع نداءنا وأيدينا بالدعاء في كل العالم لكي يُقدّر الله حرية الإمام وأخويه في ليالي القدر هذه.
يا أحرار العالم: سيد الحرية على بابها.