بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وخاتم رسله وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
صاحب الرعاية دولة الرئيس العزيز،
معالي الوزير،
أصحاب المعالي والسعادة،
صاحب السيادة،
أصحاب السيادة والفضيلة والسماحة
الفعاليات الأعزاء... أساتذتي الباحثين الأجلاء
أخواتي وإخواني أبناء الإمام الصدر وأحبائه
الحضور الكريم... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية ومن ملتقى الإمام الصدر تحية إعزاز مجلل بالشكر لكم وللملتقى الكريم لاستقبال عائلة الإمام الصدر التي شرفتني بتمثيلها، ضيفًا على منبره لإلقاء كلمتها في الملتقى الثالث هذا، والذي نرجو أن يكافئ المولى جهودكم المبذولة فيه بالخير والتوفيق والنجاح.
بعد ما قرأناه وسمعناه اليوم من الإمام الصدر عن الطوائف والطائفية، وما سنسمعه ونقرأه خلال النهار من الباحثين الأفاضل عن فكر الإمام في هذا الموضوع الهام، أستلهم من موقف للإمام الصدر يقول فيه: "الوحدة الوطنية لها معنى أعمق من توحيد المصالح أو واجب احترام الميثاق الوطني والإيمان بالعيش المشترك، الوحدة الوطنية في الحقيقة هي وحدة الأفكار والقلوب".
ومما لا شك فيه، اليوم وبعد 33 عامًا على تغييبه، أن وحدة الهدف هي أكثر ما تتجلى الآن بالهدف اللبناني الجامع لكل الطوائف ولكل الأطياف ألا وهو تحرير الإمام موسى الصدر وأخويه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ الإعلامي السيد عباس بدر الدين.
أحباء الإمام،
بناء على كلمة عائلة الإمام في الملتقى الثاني والثوابت الموضوعة فيها،
وتأكيدًا على ما جاء في بياننا في 22 آب 2011، نرى اليوم أننا في مرحلة حرجة، دقيقة، حساسة ومصيرية في قضية الإمام وأخويه.
لقد تابعنا ونتابع بدقة تصاعد التحركات والتصريحات والزيارات والطروحات والتسريبات فضلا عن السموم التي تبث يوميًا في بعض وسائل الإعلام.
ومن دواعي الحزن والأسى أن يستمر التعامل الخاطئ، تحديدًا مع هذه القضية الحق، وكأن معمر القذافي لا يزال عميد الحكام العرب جالسًا على عرشه ملكًا للملوك. وما كلام ومواقف وتسريبات الكثير من "المنشقين الجدد" إلا لتشتيت أفكارنا وحرفنا عن هدفنا الأساس، وقد يكونون يبحثون عن طريقة لتبرئة أنفسهم ولمنع عودة الإمام وأخويه سالمين لغاية خبيثة في نفوسهم.
اليوم وبعد مرور أكثر من 33 عامًا على خطف وحجز حرية الإمام الصدر وفضيلة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ الإعلامي السيد عباس بدر الدين في سجون معمر القذافي، وبعد التحولات الواعدة في العالم عمومًا والعربي خاصة، وبعد التطورات الأخيرة في ليبيا والتي تتسارع إلى حد الذهول و"الضياع" وإدراكًا منا لشوق المحبين للقاء الإمام وأخويه ولمعرفة الأنباء الصادقة عنهم وعن المتابعات والإجراءات، نلتمس العذر منكم لعدم الخوض في التفاصيل حرصًا على سلامة الأحباء وعلى سرعة الوصول إلى تحريرهم. فنحن وإياكم نعض على الجراح ونناجي الله عز وجل، ولكننا أيضا نتحرك بجدية وندفع المسؤولين باتجاه العمل الجدي والفوري للوصول إلى الهدف المنشود. ونستعين بالله العلي القدير ونمضي قدمًا في متابعة قضية تغييبهم. وفي ذلك نسلك كل الطرق الممكنة والمستحيلة ونطرق كل أبواب المسؤولين في لبنان وإيران والعالم دون كلل أو ملل أو وجل.... ففي هذه القضية الحق، نقول لكم "الحقيقة كل الحقيقة" أنه:
ليس هناك من مصير مجهول يحتاج إلى كشف،
ولا لغز يحتاج إلى حل،
ولا ملابسات تحتاج إلى جلاء،
ولا غموض يحتاج إلى توضيح،
ولا حياة تحتاج إلى كشف،
ولا حقيقة مجهولة تحتاج إلى تبيان،
فكل هذا إلقاءات تساعد على تبرئة القذافي وأعوانه وعلى طمس الحقيقة وإلغاء المساءلة وهو يشكل الخطر الأعظم على حياة الإمام وأخويه وعلى سلامتهم وعودتهم.
أهلنا الأحباء،
الحقيقة واضح وضوح الشمس: الإمام الصدر وأخويه، كانوا ولا يزالون أسرى بيد معمر القذافي الذي يتحمل وحده نعم وحده (لا السافاك ولا الموساد ولا سي آي إيه ولا التنظيمات الفلسطينية ولا اليمين ولا اليسار ولا السنة ولا المسيحيين ولا أحد)، القذافي وأعوانه يتحملون وحدهم كل مسؤولية خطفهم في 31 آب 1978 ومسؤولية حجز حريتهم والكذب، والترهيب، والتضليل وشراء المواقف والذمم والقرارات ومنها القضائية والمماطلات في قضيتهم، ولا يزال.
هدفنا الأول والأخير، والذي يجب أن يكون هدف الجميع، هو تحرير الإمام والشيخ والسيد وتأمين عودتهم من معتقلات القذافي سالمين إلى وطنهم وأهلهم ومحبيهم. وكل كلام آخر هو باطل، غايته حرفنا عن هذا الهدف وإعاقة التحرير والتشويش على المتابعة وعلى إضعاف همم المحبين وعزائم المسؤولين.
أيها الأعزاء،
في شهر آب الماضي لاحت في الأفق فرص، بل فرص هامة لإنقاذ الإمام وأخويه من الأسر في سجون معمر القذافي الظالم، رغم صعوبة المرحلة وخطورة الأوضاع. وكانت هذه الفرص تتبلور يومًا بعد يوم باقتراب نظام القذافي من السقوط... وهذه الأيام هي الأخيرة قبل أن تضيع بقية الفرص لوصولنا إلى المنشود، علمًا أن التأخير والمماطلة والغفلة والتذرع بحجج واهية يبعدنا عن المنشود، فنواجه حينها لا سمح الله جريمة جديدة.
فلنعوِّضْ ما فاتنا ونتدارك الفرص قبل أن تسبقنا الأحداث والتطورات المتسارعة.
المطلوب اليوم من الجميع (ولا نستثني أحدًا) أن ننتقل إلى موقع فعال وجدي في قضية الإمام وأخويه بحيث تصبح هي الأولوية الأولى.
إن قبوع الأحباء الثلاثة في سجون القذافي 33 عاما لأكبر دليل على تقصيرنا جميعا (وأنا أول المقصرين) بدءًا من المسؤولين في لبنان وإيران مرورًا بالعالمين العربي والإسلامي وحتى مؤسسات حقوق الإنسان والأمم المتحدة.
إلا أننا، وكما علّمنا الإمام، نعرض عن كل ما سبق لنتوجه بعزم وجهد نطالب المسؤولين بوضع وتنفيذ خطة فورية تهدف إلى تحريرهم وعودتهم سالمين، وذلك بعيدًا عن وسع الطاقة، ودون الالتفات إلى التصريحات والأكاذيب المغرضة.
إننا نحذر اليوم أن هناك من سعى (من 33 سنة) وسيظل يسعى ليبث التشاؤم ويقطع الأمل ويبث الكذب ويلتف على سير المتابعة لمصالح شخصية ليثنينا عن عزمنا في تحرير الإمام وأخويه، خاصة في المرحلة الراهنة، وغالبًا على يد أعوان القذافي مثل كوسى والهوني وشلقم وجلود والزيداني إلى آخر اللائحة وآخرين ومنهم غير ليبيين...
إلا أننا نتوكل على الله، وبفضله، سنتابع جهودنا الحثيثة، ومطالبتنا المسؤولين.
بدعائكم وبهمة أبناء الإمام الأوفياء وتعاون المحبين للإمام وأخويه سنصل إلى إنقاذهم وعودتهم سالمين إن شاء الله...
الإخوة والأخوات،
"حقه على المجتمع أن يعطي المجتمع له الحرية. نعم الحرية!" هكذا صرخ الإمام الصدر ذات يوم دفاعًا عن حياة سُلِبَتْ ظلمًا وعدوانًا...
ألا يستحق إمام الوطن والحرية أن نسعى طلبًا لحريته.
شكرا لإصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.