مثله السيد لؤي شرف الدين
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين.
كان من المفروض أن يترأس الجلسة الأب الدكتور "جورج مسوح" لكن لأسباب قسرية لم يتمكن من الحضور فتشرفت بحضوري أمامكم لأدير الجلسة أمام أساتذة أجلهم وأحترمهم، آمل أن أكون على قدر المسؤولية.
"لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم فقد خلقوا لزمانٍ غير زمانكم"، تربويًا للإمام "الصدر" نهجٌ خرج عن المألوف، وخرج عن ما تعود عليه رجال الدين في ذلك الزمان. فقد حاضر في الجميع دون استثناء وقد انتُقِد أنه سمح لبعض السيدات الحضور وهن لا يرتدين الحجاب، فكان تعليله أن بعض هذه السيدات لم يتربين على الحجاب فإذا أقسرنا منذ الجلسة الأولى قد لا نخدم الهدف، فإذا اهتدت من الجلسة الأولى والثانية والثالثة فستهتدي بنفسها، وإذا لم تهتدِ فهي لن تحضر هذه المحاضرات في المستقبل. كما أنه أشرك السيدات سيدات المجتمع في العمل الاجتماعي التطوعي وهَدَفَ من ذلك للسيدات الذين يتمتعن بوضع اجتماعي جيد أن يلمسن ما يعانيه المواطن في المستويات المتواضعة في المجتمع. كما يقول، عندما تأتي السيدة بحليها وزينتها وتتطوع لخدمة المجتمع وترى على الأرض ماذا يجول وكيف يعيش الناس، وأن همهم ليس الحلي بل همهم الخبز والمعيشة ولقمة العيش نظرتها ستختلف الى ما ترتديه وما تتزين به. فمن هنا كان موقف الإمام "الصدر" التربوي للكبار كما كان له مواقف للصغار. دور الشباب في المجتمع كان يركز عليه كثيرًا، فكما وصفهم يقول في أبرادهم رائحة الجنة، وكان يصفهم بأنهم عصب المستقبل الذي يقوم عليه الوطن، رأى مستقبل الوطن من خلال الشباب. أذكر أني ذهبت عام 94 لمعادلة شهادتي في وزارة التربية وكان أمين السر اسمه الأستاذ جورج ضاهر أذكره بالخير فقال لي أنه اختلف مع الإمام الصدر على هذه التسمية... قال لي: قلت أمام الإمام "شباب"، فاعترض عليه الإمام وقال: "شبان" وليسوا شبابًا... هؤلاء شبان مما يدل على حساسية ما شعره الإمام "الصدر" لدور الشباب كونهم مستقبل البلاد.
أراد الإمام الصدر أن يتخلص رجل الدين من تبعية التقليد فلم يحاضر بل نفَّذ وكان في تنفيذه التطبيق التربية في التطبيق، أدخل العملانية والممارسة كتربية ولم يعظ، اعتمد على العمل أكثر من الوعظ. وركّز أيضًا على دور الإنسان كخليفة الله على الارض في خدمة الإنسانية جمعاء بغض النظر عن الدين أو العرق أو الانتماء.
الحضور الكرام،
عنوان البحث الأول: "إنسانية الطفولة والشباب في الفكر التربوي للإمام الصدر" معنا الأستاذ الدكتور "منير سعد الدين" وهو الأستاذ المحاضر في التربية والتعليم في العديد من الجامعات اللبنانية. له مؤلفات عديدة في مجال التربية والبيئة والإعلام والقيم والمواطنة كما أنه عمل في مهام ومسؤوليات متعددة... وحفاظًا على وقته ووقتكم الثمين... الكلمة لك سيدي الأستاذ الدكتور "منير سعد الدين".