أُجريت على هامش فعاليات مؤتمر كلمة سواء 11 عددًا من المقابلات الإعلامية لشخصيات تحدثت عن الإمام الصدر وخطه الرسالي في خدمة الإنسان.
- الشيخ غسان الحلبي:
كان شرف كبير لنا أن نشارك في هذه المناسبة الكريمة للحديث... في الحقيقة كما قلت في كلمتي ليس عن الكتب والتراث المعروف، ولكن عن روح الإمام الصدر الذي كما قلت روحه نفخت في طين الوطن روح المقاومة. في الحقيقة هذا الرجل الكبير كان إمامًا ورائدًا وقائدًا ومصلحًا وثائرًا، وفي نفس الوقت كان يتحرك في رؤية إنسانية شاملة لها جذور في الإنسانية عامة... ليست حكرًا على طائفة أو على منطقة، هذا تراث كبير. والإمام السيد موسى الصدر تحدث عن لبنان بشكل لا يجاريه فيه أي لبناني صميم، كان عميقًا في فهمه للبنان... عميقًا جدًا. ونحن يجب علينا أننا كلما تعمقنا في فهم هذه الرؤية اللبنانية المرتبطة بالإنسانية والمرتبطة بالمقاومة نفهم ما هو الثمين في لبنان وكيف يجب أن نحافظ عليه. والمناسبة كانت كريمة وكان لنا شرف التحدث فيها باسم سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز... وندعو الله سبحانه وتعالى دائمًا أن نستفيد من هؤلاء العظام الذين رووا هذا الوطن المقاوم. وإن شاء الله دائمًا بهذا التراث العظيم، بارك الله فيكم.
- الدكتور رشاد سلامة:
أنا سعيد بالمشاركة في هذه المناسبة إحياءً لفكر الإمام موسى الصدر وهو نتاج أدبي ونضالي وفكري وإيماني... هذا الفكر الذي يعكس كل ما كان يمثله سماحة الإمام الصدر بالنسبة إلى جموع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وميولهم السياسية. أنا فخور بأن أكون مشاركًا بالندوة التي ستعقد اليوم، وسيكون لي بحث في هذه الندوة بعنوان: "لبنان والإنسان في رؤية الإمام موسى الصدر". طبعًا الموضوع يُفصح عن نفسه، لا يمكن الحديث عن لبنان في رؤية الإمام موسى الصدر إلا ومعه المقاومة، التي دعا إليها سماحته، مقاومة العدو الإسرائيلي ومن أجل هذه الغاية أنشأ أفواج المقاومة اللبنانية. في الموضوع الوطني أيضًا لا يمكن الحديث عن الإمام موسى الصدر وفكره وتعاليمه إلا ونذكر مع هذا أو بجانب هذه الموضوعات كلها أهمية الوحدة الوطنية في فكر الإمام موسى الصدر وفي ممارسته، هو الذي كان يعتلي منابر الكنائس والمناسبات ويخطب طبعًا في المساجد والحسينيات... وكان جمهوره الحاضر في أماكن العبادة كلها يتمثل فيه أو يضم جميع اللبنانيين. قلت "لبنان والإنسان في فكر الإمام الصدر أو في رؤية الإمام الصدر"، في مختصر لمجمل مواعظه وخطبه، أستطيع أن أقول أن الإنسان كان يكتسب أهمية عظمى في نظر سماحة الإمام موسى الصدر إلى درجة أنه يُفهم من بعض ما قاله أو بعض ما كتبه معادلة قد لا تكون هنالك مغالاة إذا أوجزتها بكلمتين: إنسان لبنان موجود إذًا، فلبنان موجود، والعكس هو صحيح أيضًا لا وجود للبنان بدون إنسان. إذًا، أنا أحيي هذه المناسبة وأحيي الذين أعدوا لها وقاموا بالترتيبات المناسبة، وأؤكد اعتزازي وافتخاري كابن بولس سلامة، صديق الإمام موسى الصدر، والإمام موسى الصدر شرّف مائدة بولس سلامة بزيارات حول طاولة متواضعة كان أهم عناوين هذه المائدة وأطيب أطايبها، حلول الإمام موسى الصدر في أحد مقاعدها.
- الشيخ مفيد شلق:
كانت علاقتي بالإمام المغيب السيد موسى الصدر في مطلع شبابي منذ أوائل السبعينات، فلمستُ فيه شخصًا مميزًا بعقله وعلمه وفكره وأخلاقه وثقافته وتواضعه وتهذيبه وهمته ونشاطه ورؤيته المستقبلية ودعوته دائمًا إلى الحوار والتلاقي ونبذه للعصبيات الطائفية والمذهبية. فأُعجبت به وكانت علاقة جيدة ومتينة وكان أحيانًا يتواصل معي هاتفيًا ويحضر إلى بيتي ليأخذني برفقته بعد الساعة العاشرة ليلًا، تصوروا! وأنا الشاب كنت أتعب وهو لا يتعب، لأن له هدفًا كبيرًا كان يمده بالحيوية والنشاط. ولو كان موجودًا بيننا لما وصل لبنان إلى ما وصل إليه اليوم، ولما كنا بحاجة أبدًا إلى ما نطالب به اليوم من عودة إلى التفاهم والحوار والهدوء والسكينة. الإمام السيد موسى الصدر كان سابقًا لعصره ولزمانه ولأجل هذا حصل له ما حصل، هذا باعتقادي لأنه كان يشكل خطرًا على من لا يريدون الخير لبلدهم ولأمتهم، ومن لا يريدون الخير بل الشر لغيرهم من العرب وللمسلمين ولغير المسلمين. ولبنان بلد التعايش، بلد الحضارات، بلد التفاهم، بلد العائلات الروحية المجتمعة، عشرون... تسعة عشر عائلة روحية، طوائف... من كل الأديان والفرق والملل لا يعيشون إلا بالمحبة والتفاهم والرؤية التي كان ينظر إليها ويهدف إليها السيد موسى الصدر. أما الناحية الأخرى التي كان دائمًا ينبه إليها ويدعو إليها وإلى مقاومتها هي كلمته إسرائيل شر مطلق. إسرائيل المتمثلة اليوم بهذه القوة العسكرية الهائلة التي تمد بكل ما يمكن أن تتغلب على جيرانها، ولكن إلى حين لأن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة. حتمًا لو كان موجودًا لكان قصّر من مدة هذه الدولة التي بدأ يكتشفها ويعرفها كل العالم، وهم يعرفون أنفسهم أنهم لن يدوموا ولن يبقوا ولن يستمروا أبدًا، لأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه. كان هو أول مقاوم بعقله وفكره وكلمته وتأسيسه لبعض المجموعات التي كانت تهدف إلى إحقاق الحق وإبطال الباطل. مجاورتي ومعايشتي ورفقتي له في كثير من مواقفه وخاصة عند اعتصامه في بداية الحرب اللبنانية القذرة التي تسترت بالستار الطائفي والديني والمذهبي. لمستُ منه أشياء كثيرة، وعرفتُ منه أسرارًا كثيرة... وكان يكتشف الشر المقبل على هذا البلد الذي هو مميز بعائلاته الروحية، بحضارته، بثقافته، بأبنائه الطموحين ومن أجل هذا كان تغييبه. نسأل الله عز وجل أن يرده هو وأخويه بيننا فتنطفىء ما في القلوب من ثورات أحقاد، ويكون التطبيق العملي لما يقال اليوم عن الموقف الواحد الموحد والتهدئة الحقيقية حتى ننطلق إلى ما يفيد مجتمعنا اللبناني والعربي. ولو بقي لكان تأثيره ليس في داخل بلده الصغير حجمًا وعددًا، ولكن تأثيره في المنطقة كلها في البلاد العربية وفي الشرق الأوسط وفي غير ذلك. لا أستطيع أن أقول أكثر مما سمعنا الآن في هذا الاجتماع: الهدف هو الإنسان، كرامة الإنسان، حياة الإنسان، شرف الإنسان، محبة الإنسان للإنسان وهي الدعوة التي انطلقت من المبادئ السماوية والمبدأ الإسلامي الحقيقي الرصين، الإنسان الذي خلقه الله وفضله على سائر العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله.
- العميد أمين حطيط:
واقعًا عندما يتحدث الإنسان عن الإمام الصدر يتحدث عن إمام الإنسان الذي اعتنى بالإنسان وجودًا وفكرًا وعقيدة ودورًا. وبالنسبة لهذه المعاني وهذه الصيغ تحضر في البال بشكل أساس إطلاقه المقولة الأساس أن الإنسان هو الإنسان الحر الفاعل الكريم، ولا تكون حرية وفاعلية وكرامة إن كانت هناك حاجة تُذل أو احتلال يقمع ويستعمر ويمحق ويُذل أيضًا. لذلك اعتنى الإمام الصدر كما يعلم الجميع بإطلاق الفكرتين معًا فكرة المؤسسة التي ترفع الحرمان، وفكرة المؤسسة التي تدفع العدوان. فكان في ناحية إمام المقاومة وكان في ناحية إمام المحرومين، ولكن قبل هذا وذاك أو أوسع من هذا أو وذاك كان إمام الإنسان الحر العزيز الذي لا يقبل ذلًا ولا استعبادًا ولا يخضع لعبد أو مخلوق إنما خضوعه في الأساس لله العزيز الجبار... ولذلك دعا للمقاومة حتى لا يخضع الإنسان لعبد، ودعا للثورة على الظالمين وعلى الحارمين حتى لا يكون الإنسان أسير إنسان آخر. فهو دعا إلى تحرير الإنسان من كل ما يعيق حركته ومن كل ما يهدد وجوده ولذلك يعتبر بالنسبة للمقاومين، إمامًا ويعتبر بالنسبة للمجاهدين إمامًا، ويعتبر بالنسبة للساعين من أجل حقوقهم وحاجاتهم وحرياتهم إمامًا في هذا الإطار. شكرًا.
- منى زعرور:
أعتبر السيد موسى الصدر هو السيد والقائد الحقيقي في لبنان منذ المسيرة إلى الآن مسيرة المقاومة لأن الإمام موسى الصدر هو الذي علمنا الجهاد في وجه العدو الصهيوني وهو الذي أرسى المفاهيم والمفاتيح التي تجعلنا نتمكن من اتمام المسيرة والتقدم نحو وطن قوي بإنسانه وباستراتيجيته الدفاعية وبكامل قوته وليس لبنان في ضعفه. أيضًا الإمام موسى الصدر علّمنا قيمة الإنسان وكيف أن الإنسان هو الغاية وهو الهدف، وليس الأفكار وإنما الأفكار والسياسة هي لخدمة هذا الإنسان... هكذا تعلمنا من فكر الإمام موسى الصدر.