تلازم كتاب السفارة الليبية مع رسالة منظمة إرهابية وهمية
تلازم كتاب السفارة الليبية المذكور أعلاه والمؤرخ في 28/9/1978م مع رسالة أودعت بذات التاريخ بريد المحطة المركزية للسكة الحديدية في روما موجهة إلى الصحيفة الإيطالية «بايزي سييّرا» وموقعه بإسم «منظمة اللبنانيين العلمانيين من أجل لبنان موحد وعلماني» جاء فيها:
«إن المنظمة اختطفت الإمام الصدر في 31/8/1978م فور وصوله إلى روما حيث كان سيلتقي ثلاثة ممثلين إيرانيين معارضين لنظام الشاه. وأن اختطافه تم بفضل عباس بدر الدين الذي ينتمي إلى المنظمة وهو الآن في أميركا الجنوبية». وأضافت الرسالة: «إن الشيخ محمد يعقوب قُتل، فيما هو يحاول الهرب من المكان الذي سجن فيه في روما، وسيعلن قريبًا المكان الذي دُفن فيه. وأن الصدر موجود الآن في أمستردام، وأن اختطافه ليس إلا بداية تحطيم دعائم الرجعية التي دمرت لبنان وأن الإمام خائن وسيحاكم ويلاقي حكم الشعب». وأضافت: «أن على المفاوضين من أجل إنقاذ الإمام أن يذهبوا إلى فندق «ماريوت» في أمستردام وفندق «شيراتون» في بروكسل وفندق «هوليداي إن» في روما، في العاشر من شهر تشرين الأول في العاشرة قبل الظهر...»
هذا ولقد أثبت التحقيق الإيطالي وكذلك التحقيق اللبناني عدم حضور أي شخص إلى أي من الفنادق المذكورة في الموعد المحدد، كما أثبت التحقيق أن هذه المنظمة لا وجود لها، وأن الرسالة من نسيج خيال الجهة التي احتجزت الإمام الصدر، وذلك بغية التضليل وتشعب التحقيق. وأعلن رئيس شرطة الأجانب في «أمستردام» أن زج اسم هذه المدينة في القضية ليس إلا مجرد عملية تضليل.
هذه النتيجة التي توصل إليها التحقيق بالنسبة إلى هذه الرسالة، تلتقي تمامًا مع حقيقة كتاب السفارة الليبية المؤرخ في 28/9/1978م الذي قصد منه الإيهام بأن وراء القضية منظمة إرهابية، ويظهر بجلاء أن الرسالة والكتاب المتوافقي التاريخ والمعنى هما من نسيج فكر واحد.