بسم الله الرحمن الرحيم
يتضمن هذا الكتاب رؤية الإمام موسى الصدر إلى الصوم وأخلاقه، وأهميته في تربية وتهذيب المسلم. فهذه الرياضة الروحية تقود الإنسان إلى السموّ عبر تنقيته من الشوائب، إذ إن الصيام لا يكون فقط بالامتناع عن الطعام والشراب، بل يتعدّى ذلك إلى التخلق بأخلاق الله، والتحسس بجوع وآلام الآخر.
وشهر الصوم هو –بتعبير الإمام الصدر- الموسم الإلهي الذي يمنح الإنسان فرصة التوبة والاقتراب من الله، وهو موسم تناسي الأحقاد وتوحيد الكلمة. في الصوم ومواسمه كتب الإمام الصدر، وعدّد أعماله وأحكامه، وألقى خطب أعياده... متخِذًا من الصيام قاعدة إيمانية للتطور والانتصار.
هذا الكتاب يضمّ 14 نصًا للإمام الصدر موزعة بين خطب ومقالات، قديمها سبعة نصوص، وجديدها سبعة؛ وهذه الأخيرة هي ثمرة جهود البحث المتواصل في نصوص الإمام الصدر للاستفادة منها خير إفادة عبر توثيقها ونشرها. وقد خضعت –النصوص جميعها- للتحقيق والمراجعة والتدقيق لإخراجها بأفضل ما يكون. ومن ناحية أخرى، فإن نفاد الطبعة الثانية من كتيب -أخلاق الصوم- حثّنا على العمل على الطبعة الثالثة هذه لإصدارها بضبط أدقّ واتقان أكثر.
وبعد، فإن الشكر موصول لكل من ساهم وساعد في إعداد هذا الكتاب لإخراجه بالشكل اللائق به.
والله وليُّ التوفيق.