"هل الذين يكتفون أو يريدون من الأديان أن تكتفي بالإيمان والأخلاق يعتقدون أن صيانة الإيمان والمحافظة على الأخلاق الحسنة أمران ممكنان لمن لا يرتبط في عمله الخارجي بخطة تتناسب مع الإيمان والأخلاق المذكورين؟"
سؤال يطرحه الإمام موسى الصدر ليجيب عنه ضمن فضاءات الدين، وليشمل إجابة أوسع من هذا الطرح. فالولوج مع الإمام الصدر إلى عالَم الدين هو البحث عن تفاصيل تحيط بالإنسان من كلّ جانب: في الوعي والسعي والعمل والتفكر و... و... لغرض خدمة الإنسان أمانة الله وخليفته على الأرض عندما "كانت الأديان واحدة حيث كانت في خدمة الهدف الواحد: دعوة إلى الله وخدمة للإنسان".
النصوص الواردة في هذا الكتاب تختلف زمانًا ومكانًا فيما بينها، ولكنها تجتمع على رؤية الإمام الكونية للدين كسبيل لتحقيق السعادة. سبعة نصوص تثير وتجيب على الكثير من التساؤلات حول دور الدين وتأثيره في حياة الإنسان وسلوكه ومواقفه، وكيفية فهم الدين لتغيير الواقع ومحاولة لقراءة الذات الإنسانية وعلاقاتها، أما النص الثامن "لبنان والحضارة الإنسانية" فهو لقاء وحوار صحفي مع وفد نقابة المحررين ارتأينا إيراده هنا للتدليل على أهمية لبنان دينيًا وحضاريًا. وقد أخضع المركز جميع هذه النصوص للمعالجة من حيث التدقيق والتحقيق، وأيضًا إضافة مخطوطة للإمام الصدر تتعلق بالمضمون عينه.
ويشكر المركز كلّ من شارك وساهم وساعد في إخراج هذا العمل بأفضل ما يكون، والذي لولا جهدهم ما كان ليخرج إلى النور.
والله وليُّ التوفيق.
مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات
2019