- المستشارة نبيلة صعب فتح الله, مديرة تنفيذية سابقة في منظمة العمل العربية, جامعة الدول العربية.
الحقيقة بالنسبة للتنمية البشرية الأوسع, من المفهوم التنموي الاقتصادي المعروفة لدينا فإنني أرى أن هذه التنمية الإنسانية الأسمى البعيدة عن المادة. المادة التي قد تحكم الانسان على الأرض بينما التنمية البشرية والتي نادت بها جميع الأديان السماوية ليست سوى تنمية دينية أسمى, ففي القرآن الكريم يبيّن الله سبحانه وتعالى مقام المفكرين والعلماء الذين وضعهم بعد مقام الأنبياء والأتقياء لما لهم من دور كبير في اصلاح المجتمع بل دعاهم بالدعوة لها، فقال عز وجل :﴿إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات يا أولي الألباب﴾ أي يا أولي العقول فيدعو فيه ذوي العقول الى التفكير بأهمية المعرفة واناطتها بالتنمية المعرفية التي دعا الدين لها. إذن التنمية الإنسانية هي التنمية الأسمى, تسمو الى آفاقٍ واسعة، آفاق السماء. السؤال: هل الماديات الحياتية التي تشد الكثير الى الأرض وتبعده عن المعنى الحقيقي للتنمية الإنسانية هي الماديات الأصح في يومنا هذا ولماذا البعد عن الصحيح الباقي والسليم للارتماء الى المادي المؤقت والزائل؟ أين المحبة التكاملية الروحية المستدامة المبنية على الانسان كما قال الدكتور حسن صعب: إنماء الانسان كل انسان وكل الانسان. نشكر مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات الذي أتاح لنا هذه الفرصة القيّمة للحث على تنمية روح الله على الأرض والذي صُوّر بأجمل خلقه وهو الانسان فلماذا لا نهتم بهذا الانسان والحث على تنميته بل العكس هناك من يريد هدم هذا المخلوق وبأدوات مادية باطلة من الآفات البغيضة وباسم التقدم والديمقراطية والتطور فهل نحن بحاجة الى تشريح للمعنى الحقيقي للتنمية الإنسانية التي هي لصالح الانسان لوحده أم بحاجة الى ثقة دينية أكبر تردع الناسي والمتناسي عن الحقيقة, حقيقة أدياننا السماوية السمحاء, سؤال أطرحه ربما بهذا نصل الى الحقيقة الحقة لأن الله هو الحق.
حسن معتوق- أستاذ لغة عربية: لقد تكلم المحاضر باللغة الأجنبية وكنت أستمع اليه عبر الترجمة, وأشار في ثنايا خطابه وهو يستعرض الأديان وما لها من دور في التنمية وما الى ذلك, أشار الى أنّ الشيعة وهو قد استعمل اللفظة على اطلاقها لأن (الألف لام) كما ترجمت الكلمة تفيد الاستغراق. عندما نقول الشيعة يعني غالبيتهم أو كل الشيعة. قال أنهم يعبدون علياً والحسين وهذا خطأ فادح لأن بعض الشيعة ممن كانوا يؤلهون علياً وقد استنكر النبي وعلي أن يأتي أناس يؤلهون الأئمة. أما الشيعة, في عمومهم وغالبيتهم لا يؤلهون إلا إلهاً واحداً هو الله، وهم مسلمون وليس لنا حق أن نضع الشيعة مقابل الصوفية لأن الصوفية هي فرقة, فرقة إسلامية كان لها رأيها الخاص في الشطح وفي الاتصال بالذات الالهية عبر الشعر والحالات والوجدان. أما الشيعة فهي مذهب عقائدي منطقي هو الاسلام كما بيّنه رسول الله في القرآن الكريم وفي سنّته الشريفة, فليس لنا أن نقبل مثل هذا القول بل لنا أن نعلّق ونقول أنه خطأ فادح ارتكب من قبل المحاضر (...)
بيتر دولا:
الشيخ احمد الزين: الأخ اعتذر وصرّح بأنه لم يقصد عبادة عليّ أو توجه الشيعة لعبادة علي (ع). ونحن قبلنا منه عذره هذا.
الدكتور علي الخطيب, أستاذ في كلية العلوم الاقتصادية وادارة الأعمال, الفرع الأول, الجامعة اللبنانية, هناك ثلاثة أسئلة:
سؤال لسيادة المطران جورج خضر: أولاً بالنسبة للمطران خضر يقول إن الدين ليس أساساً في التنمية كما في اليابان وصلوا الى درجات الغرب الاقتصادي ولكنهم لم يمروا في المسيحية. الدين في اليابان كان أساساً في عملية التنمية والتصنيع والتحديث وذهب الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله الى أنّ المجتمع الياباني أكثر المجتمعات تديناً فبالتالي لماذا البعض يعتبره أساساً في التنمية في اليابان بينما يذهب المطران جورج خضر الى أنّ الدين في اليابان لم يكن له دور.
السؤال الثاني: لبيتر دولا. اذا كان التصوف والتشيّع على خلاف في التاريخ، والغرب يحب التصوف أكثر مما يحب التشيّع. السؤال: هل أنّ الغرب يرى بالمتصوفين والمتسكعين في الزوايا أنهم لا يشكلون خطراً على عملية نهبه وسيطرته لثروات البلاد الاسلامية في هذه الحالة. النقطة الثانية: التصوف نفسه. الرومي -هذه صورة توضيحية لدولا - يعتبر أنه كان هناك بيت يُراد سرقته وبعض اللصوص يرصدون هذا البيت, كانوا لمدة طويلة يجدون أنّ أصحاب البيت متيقظون، عندها أرسلوا واحداً منهم الى أصحاب هذا البيت, وغافلوهم حتى غفلوا نادى أصحابه لكي يسرقوا البيت, يعني أنّ الرومي الذي يعتبر صوفياً في الغرب لا يخلو من ايجابيات كثيرة أنه قدّم مادة الى أنّ مواجهة هذا المستعمر الآتي لسرقة ثرواتنا لا يتم الا بالوعي وبالتشيّع العلوي والحسيني والمحمدي. السؤال: هل الأميركيون في العراق اذا كانوا ضيوفاً، نحن المسلمون مضيافون, ولكنهم اذا أتوا لسرقة نفط العراق فأهل العراق يقظون ومثال الصوفي الرومي في التاريخ يبيّن لنا أن هذا البيت لن يغفل, مهما أتاه من مبشرين ومهما أتاه من مستغفلين.
السؤال للدكتور صديقي: في فرنسا, يجب أن ندرس التنمية الإنسانية في فكر الإمام موسى الصدر الذي سبق العالم المعاصر أربعين سنة عندما كان يقول أن "احكموا بالعدل ولا ترموا بأنفسكم الى التهلكة". اذا لم ينفق الأغنياء فسيكون بالنتيجة، الفقراء يشكلون خطراً على النظام العام، فتخرب كل المعادلة، ومن هنا في فرنسا، هؤلاء المهمشون في الضواحي، الدرس الإنساني الذي يقدمه الإمام موسى الصدر للحكومة الفرنسية أنهم إن لم تعطوهم حقوقهم فسيُسْقِطون القصور كما قال لللبنانيين: "إن لم تنصفوا المحرومين فسوف تسقط قصور الأغنياء والمترفين"..
الشيخ احمد الزين: الآن يجب أن نعرف إذا كان الدكتور صدّيقي مع المحرومين في فرنسا أم مع الدولة.
الدكتور علي الخطيب: نعم صدّيقي يجب إن يقول أنّ تجربة الإمام موسى الصدر الإنسانية في لبنان أنقذت لبنان, هل هناك من استيراد للتجربة الصدرية في فرنسا لإنقاذ النظام بمترفيه ومحروميه؟
الشيخ احمد الزين: الجواب, الآن لسيادة المطران.
المطران جورج خضر: لو كان الدين في اليابان مصدر تنمية, لما انتظر اليابان أواخر القرن التاسع عشر حتى ينمو صناعياً وتكنولوجياً, نمو اليابان مرتبط بالاستعمار الغربي, هو نتيجة تبني أنا آخذ الاستعمار بالمعنى الرفيع, إنّ تأثير شعوب متقدمة على شعوب أخرى بدون احتلال بحيث لم تحتل اليابان, تبنوا هذا التقدم الغربي كما هو والديانات التي ذكرتها السائدة في اليابان البوذية, والشنتاوية وكذا, لم.. أنا كل ما قلته, أنها لم تعرقل التنمية. البوذية التي هي مسيطرة لا تؤمن بالله أبداً.. أبداً، أبداً. هذا الدين الوحيد في العالم وأنا سمّيته فلسفة أكثر من دين أنه لا يؤمن بالله. بدون الله اذاً اليابانيون انطلقوا, هذا شيء واضح, الآن كيف تفسّر ذلك, العامل التاريخي التكنولوجي المستورد من الغرب كان هو العامل الفعال بتطوير اليابان. هذا هو الواقع التاريخي الذي حدث. الآن عندما تريد أن تسأل هؤلاء الذين يتطورون بدون دين هذا سؤال المؤمن. هذا ليس سؤال المراقب العلمي, هناك أناس تطوروا وترقوا بدون دين, هذا ما قلته.
بيتر دولا:
To the first question whether the west likes Sufi Islam because Sufism is not a threat to the wealth I don’t know. What I am trying to get at is the very strange relationships, the westerns and particularly Americans have to religion, for example Americans love mother Teresa but they will never go to work in her orphanage in Calcutta. Americans like monks, they like to read books by monks or even visit monasteries and stay for a day or two but they would never imagine joining a monastery or even could not imagine joining a church. So this relationship to Rumi is interesting because here all these Americans who want to read this 13th century poet who taught his whole life in madrassa, so it is an example on the strange relationship. The west has religion, they are interested in it, but they don’t want to do it if it costs them anything, if it costs them to change their hair or their clothes or what they eat, then they don't want to have anything to do with it. So they take their religion lighter, easier …
Now as for the second part about the Americans in Iraq, Mennonite Central Committee has worked for Iraq for ten years we opposed the sanctions throughout the nineties, we opposed the war, we opposed the occupation and I cannot defend the president of the US in Iraq because I never supported him.
الشيخ احمد الزين: الآن دكتور صديقي حول قضية المحرومين في فرنسا.
دكتور صديقي: أولاً حتى يطمئن أخي الكريم السائل بأن صوت الإمام المغيّب قد فاق العالم العربي الاسلامي وأنّ صوته دوِّى حتى في أوروبا وفي الغرب. وهو إمامنا لأننا لا نتقوقع في المذهبية وإن كانت المذهبية في أوروبا الغربية ليست بمفهومها العادي فنحن من دعاة جمع الشمل ونحن من دعاة من يقول الخلاف بينكم أحمى. فهناك تكامل بين اخواننا الشيعة واخواننا السنة, ان كانوا مالكيين, حنّافين, حنابلة ...الخ. فنحن متفقون تجمعنا كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله", يكفينا هذا.
ثانياً: نحن نعتزّ برسالة الإمام المغيّب, ونحن ندافع عن هذا التراث. ويا ليت بعض المفكرين وبعض الساسة في الغرب قد اتعظوا بما جرى الآن في فرنسا. لأن القضية كما أرادوا لها أحياناً أن تكون تخص طائفة من المسلمين, فقلنا إن القضية اجتماعية محضة. أنّ الإسلام والمسلمين أبرياء من هذه الفوضى لأن الاسلام يدافع عن الحضارة, يدافع وينص على المسلم أن يحترم قوانين البلد المضيف. نحن اتعظنا وأخذنا مثلاً لبنان ونعتز فيه لأنه مثل للتعايش بين الطوائف وبين المذاهب. فنحن متفقون بأن القضية التي جرت في ضواحي بعض المدن الفرنسية هي قضية اجتماعية وأشرنا الى بعض المسؤولين في الحكومة الفرنسية على أن يعالجوا المشكلة من الجانب الاقتصادي البيئوي وليس من الجانب الدنيوي أو الديني. وشكراً.
الشيخ احمد الزين: مداخلة مختصرة لفضيلة الشيخ محمد زراقط.
الشيخ محمد زراقط: بسم الله الرحمن الرحيم, فقط لأن المسألة يبدو أنها محل جدل أنّ التصوف والتشيع هل هناك مقابلة بينهما؟ أريد أن أشير الى أنه لا يحسن افتراض وجود فرق وفرقتين, فرقة نسميها فرقة متصوفة والشيعة في مقابلها. فإن التصوف ليس مذهباً مقابل غيره من المذاهب وإنما هو اتجاه يهتم بالباطن ويهتم بما له من أفكار وسلوكيات معينة فمثلاً كما نجد في الفلسفة تيار من التيارات التي لها أنصارها في جميع المذاهب فهناك فيلسوف شيعي وآخر سني وثالث مسيحي غير مسلم أساساً أيضاً نجد بالتصوّف متصوفاً شيعياً وإن كان يفضّل المتصوفة الشيعة أن يستخدموا كلمة عارف أو عرفاء للدلالة على أنفسهم ونجد متصوفاً سنياً ونجد أيضاً متصوفاً مسيحياً. فالتصوف ليس فرقةً الى جانب الفرق الأخرى كما نقول شيعي وسني متصوف وغير متصوف. مثلاً أن يكون شيعياً أو سنياً فقط أردت أن أشير الى هذه النقطة لتوضيحها. وشكراً.
الشيخ احمد الزين: مداخلتان فقط وننهي ان شاء الله جلستنا.
دكتورة عزيزة خالدي, دكتورة علوم سياسة صحية وادارة, سؤالي.. أولاً ملاحظة شكر لكل المحاضرين على الأداء القيّم, عندي ملاحظة واحدة على مفهوم التنوع, تنوع بين الأديان الذي أشار له الدكتور دولا, هذه أعتقد أنها ملاحظة جديرة بالتعمّق بالدراسة لأن هذه هي قضية جدّ مهمة أن نعرف الظواهر من التقيد بالظواهر من الشعائر الدينية تُعتبر أقل مرتبة في نظر بعض الناس. فهذا شيء من الضروري أن يحاور فيها الواحد حتى يصل الى نوع من الفهم المشترك الى ماهية الأبعاد النظرية لكل تصوّر ينطلق من منطلق ديني.
الناحية الثانية التي هي عملياً الأقرب الى اختصاصي هي قضية القياس, المؤشرات يعني حسب العنوان هنا التنمية الإنسانية أبعادها الدينية والاجتماعية والمعرفية، هنالك مؤشرات للأبعاد الاجتماعية معترف فيها في التداولات العلمية عالمياً. هنالك مؤشرات للأبعاد المعرفية معترف فيها أيضاً في التداولات العالمية المعنية في قضايا التنمية. لكن البعد الديني، هذا مهم لأنه الآن يُشار له بالروحانية. وصار فيه المتغير يُقال عنه Spirituality الروحانية معروفة صارت. لكن الدين, المنظومات الدينية مختلفة متنوعة لكن ما رأيكم بهذا الموضوع ولأي مدى حسب علمكم تمّ تناوله في هذه الأبحاث.
سماحة القاضي واخواننا نشكركم جميعاً على هذه الجهود, ولماذا لا يُقام قمة لبنانية من جميع طوائفنا وكلكم مخلصون ما شاء الله, وسائرون على نصائح السيد موسى الصدر وعلى عِبَر من أنبيائنا الكرام, ويُقام مؤتمر قمة لبناني يكون مثل الطائف الذي أقيم في السعودية, وممكن أن تنتقل العدوى إلى الدول العربية وتصبح يداً واحدة ولا يدخل أحد لا أمريكا ولا أكبر من أمريكا. وأعتقد أنّ هذا حلّ جذري بحوار طاولة مستديرة, حوار بين المسيحيين والمسلمين بحيث يكون عبرة للآخرين.
الشيخ احمد الزين: نحن معك بإقامة مؤتمر قِمّة وليس قُمّة, هذه واحدة, ثانياً أنا أطرح هذا السؤال حتى لا نغرق في النظريات, أنا أسأل الدولة اللبنانية عن وزارة التصميم, لماذا أُلغِيت وزارة التصميم وهي الخطوة الأولى على طريق التنمية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.