بناء على دعوة من مركز الإمام الصدر للابحاث والدراسات، استقبل لبنان الدكتور السيد محمد خاتمي رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الأسبق في زيارة استغرقت عدة ايام استهلّها بافتتاح مؤتمر "كلمة سواء" العاشر الذي اقامه المركز.
وهذه الزيارة هي الثالثة للبنان، فقد زار الدكتور خاتمي، "المفكر المجدد القادم من الحضارة الايرانية الاسلامية" على حد تعبير الصحافة آنذاك، لبنان لأول مرة عام 1996 عندما كان رئيساً للمكتبة الوطنية. وقد لفت الانظار إلى أطروحته حول الدين والتحديات المعاصرة، والعلاقة بين الدين والعقل والعلم والتكنولوجيا، وذلك من خلال محاضراته وحواراته في المحافل العلمية والثقافية المتنوعة الاتجاهات، لا سيما الكلمة التاريخية التي ألقاها في جامعة (الكسليك)، وكذلك خطابه في مؤسسات الإمام الصدر في صور ومقابلات سماحته مع وسائل الاعلام اللبنانية.
أما زيارته الثانية فقد كانت اثناء رئاسته للجمهورية الاسلامية الايرانية حيث حلّ ضيفاً على الحكومة اللبنانية تلبية لدعوة رسمية من رئيس الجمهورية اللبنانية. وقد اوضحت المشاركة الملفته للشخصيات اللبنانية الدينية والفكرية والعلمية والسياسية في البرنامج الرسمي وغير الرسمي الحافل للزيارة، مدى الود والاحترام الذي يكنه الشعب اللبناني وحكومته لـ"مهندس حوار الحضارات في لبنان وداعية السلام العالمي" كما وصفته وسائل الاعلام اللبنانية، انطلاقاً من الخلفية الحضارية، والوضع الراهن، والموقع الاستراتيجي الذي يحتله لبنان.
وها هو خاتمي ضيف لبنان للمرة الثالثة بصفته مفكراً اسلامياً مجدداً، ورمزاً للسياسي المفكر المنتصر للديمقراطية والحرية وسيادة القانون المؤسسة على القيم الدينية والإنسانية والداعية في المحافل الدولية لتأسيس السياسة على القيم الأخلاقية خدمة للسلام العالمي.
ومن خلال مشاركته في مؤتمر (التنمية الانسانية)، الذي أقامه مركز الإمام الصدر للابحاث والدراسات في الأول من كانون الأول 2005، تعرّف اللبنانيون وغير اللبنانيين من المفكرين، على آخر افكار وأطروحات المفكر الاسلامي المجدد الدكتور محمد خاتمي.
كما كان للسيد خاتمي برنامجاً حافلاً حيث قام بزيارات لمفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ محمد قباني وسماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وسماحة السيد آية الله السيد محمد حسين فضل الله وسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. كما كان له لقاء مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير أما زياراته الرسمية فقد اشتملت على لقاءات مع فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ودولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الثقافة الدكتور طارق متري ووزير الخارجية والمغتربين فوزي صلّوخ والنّائب العماد ميشال عون.
كما شمل برنامج الزيارة اجراء لقاءات حوارية منها لقاء في انطلياس بدعوة من كنائس الشرق الأوسط والحركة الثقافية في انطلياس وافتتاح معرض" موسى الصدر.. الإمام الرؤيوي للفنان اللبناني الدكتور جورج زعني والذي أقامه مع مؤسسات الإمام الصدر في قاعة حديقة بلدية الغبيري.".
وقد قامت نقابة الصحافة اللبنانية باستضافة السيد محمد خاتمي وتكريمه تثميناً لجهوده على مدى ثماني سنوات من النضال الفكري من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة والسلام العالمي.
ولا يخفى ان الدكتور محمد خاتمي اختبر أفكاره في الميادين المختلفة للتحديات الانسانية المعاصرة بدرجة مكنته من ان يتحدث باسم المجتمع الاسلامي العالمي وتجسيد معالم الوجه الحقيقي للاسلام، الاسلام الذي يبشر بالحوار العالمي، وقبول الاديان، والدفاع عن السيادة الشعبية ومعارضة كل أنواع العنف والتمييز والارهاب.
وان المؤتمر الذي اقيم باسم إمام الحوار والسّلام في لبنان الذي كان دائماً ساحة للحوار وتلاقح الافكار ومضماراً للتجارب العالمية وانتاج المعرفة بصفته جسراً بين الشرق والغرب، يُعَدُّ خير مكان للاستماع إلى فكر السيد خاتمي.
مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات