الشيخ دالي بلطة: نحن بدورنا نشكر الدكتور حسين رحال ونعتذر منه ايضاً لأنه اضطر لاختصار الكلمة، وعادة المتكلم الأخير يكون مظلوماً دائماً لأن من سبقه بالكلام استحوذوا على انتباه وعقول المستمعين. وعليه ان يتحمل ذلك ونشكر الدكتور حسين ونعتذر منه ثانية.
ونفتح باب النقاش، وأول من يحب ان يتقدم بمداخلة الأخ الاستاذ محمد جواد أكبرين، باحث إيراني بالإسلاميات، فليتفضل.
محمد جواد: بسم الله الرحمن الرحيم، اصحاب الفضيلة والسيادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نعلم جميعاً ان موضوعات الاصلاح والحداثة ضرورات حياتية ولكن كيفية الجمع بين التدين والتعايش في العالم الجديد مبهمة لنا. وهنا رجل فتح لنا طريقاً جامعاً للورود إلى عالم الاصلاح والتجديد. وهو طريق يعتمد على ثلاثية: المجتمع المنفتح، الدين المنفتح والإنسان المنفتح. أما المجتمع المنفتح عنده فيحتاج إلى التعايش حول محور واحد وهو الإنسان ولا بد لهذا المجتمع من دولة الإنسان ولا دولة الاسلام ولا دولة لأي مذهب ...
الشيخ دالي بلطة: استاذنا الكريم، نرجو ان لا تزيد المداخلة عن دقيقتين او ثلاثة.
محمد جواد: أما الدين المنفتح عنده وهو الذي تتناسب وتتلاءم احكامه مع العقل والتسامح وكل ما يناسب الحياة المحفوفة بالكرامة والحرية. وأما الإنسان المنفتح عنده، يحتاج إلى التخلق بأخلاق الحوار والتواضع والحلم والتفاهم مع الآخر، وهذه مقالة (منشورة) تحت عنوان: "ثلاثية المجتمع المنفتح والإنسان المنفتح عند الإمام السيد موسى الصدر" أقدمها إلى الأمانة العامة للمؤتمر وسينشر ضمن المقالات والدراسات لهذا المؤتمر. اشكر المحاضرين الكرام ولا سيما مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات. والسلام عليكم جميعاً.
الشيخ دالي بلطة: شكراً للأستاذ محمد جواد اكبرين على المداخلة الكريمة.
الدكتور رائف رضا: بسم الله الرحمن الرحيم، دكتور رائف رضا (لقاء المثقفين الشيعة). أولاً نشكر الدكتور حسين على هذه المحاضرة القيمة. ونشكر اللجنة القيمة على كلمة سواء التاسع وطبعاً إن دل على شيء فإنه يدل على احياء فكر الإمام الصدر، لما كان (هذا الفكر) وما يزال نوراً ونبراساً لكافة الأجيال من تحرر، لأننا بحاجة اليوم في هذا العصر إلى الفكر التمردي الذي ناشدنا فيه الإمام الصدر، وقد حررنا الحجر، واليوم طائفتنا بحاجة إلى من يحرر البشر. والفكر الذي جاء به الإمام الصدر، كان فكراً على مستوى وطن على مستوى امة وعلى مستوى امم. إننا يجب ان يكون في خلاصة أو في ختام هذه البرامج ان تعم الثقافة الصدرية – إن صح التعبير – مجتمعنا وأن تكون لثقافة الإمام الصدر جزءاً خاصاً في مدارسنا، كي يتغنى بها اطفالنا وفلذات أكبادنا ونوراً للمستقبل والسلام عليكم.
الدكتور علي الخطيب: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "للمسلم على أخيه ثلاثون حقاً، لا براءة له منها إلا بالاداء والعفو ... ينصره ظالماً أو مظلوماً فأما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه وأما نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقه ولا يسلمه ولا يخذله ويحب له من الخير ما يحب لنفسه ويكره له من الشر ما يكره لنفسه".
ويقول الله سبحانه وتعالى: "إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم" من هنا يشهد القاصي والداني أن سجن الإمام موسى الصدر في ليبيا أكثر من 26 سنة هو ظلم مطلق. وعلى كل مسلم في العالم بل كل حرّ ان ينصره ويسعى في تحريره، خاصة أنه كان صوت المحرومين والمعذبين في الأرض وصرخة مستمرة في وجه الطغاة.
وقد اعتبر يوم 16 آذار 2005 موعداً لمقاضاة المسؤولين الليبيين أمام القضاء اللبناني لذا ترد هنا عدة ملاحظات:
1- يجب الكشف عن مصير الإمام حتى تاريخه.
2- قد لا يحضر هؤلاء جلسة المحاكمة تعنّتاً وتهرُّباً. عندها سيسفك دم كثير وسيكون الباغي هو الجاني والهارب من العدالة ماضٍ في غيّة وبغيه.
3- وظيفة المسلمين عندها صنفان:
الصنف الاول وهم المصلحون المطلوب منهم ان يصلحوا ويقاتلوا الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله.
الصنف الثاني وهم ناصرو الإمام ومحبوه، الذين سيعملون من أجل الانتقام من نظام تجاوز حدوده مع ملاحظة أنه لا حاجة لإذن حاكم الشرع في مراحل الاصلاح عن طريق الكلام والمباحثات إلا أنه لا بد من الإذن عند اشتداد العمل ولا سيما إذا انتهى الأمر إلى سفك الدماء فلا يجوز عندئذ الاقدام بأي عمل إلا بأمر الحاكم الشرعي وولي الأمر.
4- إن آلاف الاستشهاديين الذين يعتبرون أمر الحاكم الشرعي للانتقام من أعداء الله مقدمة للعمل، متشوقون للقاء الله شهداء على سنة الرسول وفي سبيل الله ومن أجل الدين الذي اهين بتغييب الإمام عن ساحته.
5- إن المتفرجين الذين يدعون لحل القضية بشيء من المساومة والتعويض المالي، مدعوون لمنع تفجر المشكلة وعندهم ثلاثة اشهر، وواضح ان حل المشكلة قبل ان تقع أسهل من حلها بعد أن تقع.
6- يقول الله سبحانه وتعالى: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين". صدق الله العظيم.
أيها الاحرار فلنكن من المقسطين لا القاسطين.
الشيخ زغموت: نقطة اخيرة أود الإشارة إليها الإسلام هو الإسلام، ليس هناك إسلام اصيل او سلفي او حديث او معاصر .. الإسلام أنزل ليكون لصالح كل زمان ومكان وحلال محمد إلى يوم القيامة وحرام محمد إلى يوم القيامة. إذا دخلنا في هذه التسميات فندخل في عموم الكلام الذي لا نريده. والسلام عليكم.
الشيخ دالي بلطة: شكراً.