من كمك العطر - المهندس الشاعر حسين حمادة

الرئيسية إصدارات كلمة سواء مؤتمر "كلمة سواء" الثامن: الأبعاد الإنسانية والوطنية والقانونية في قضية الإمام الصدر

اليوم الأول - الجلسة الافتتاحية

المهندس الشاعر حسين نجيب حمادة
كلمة تعريف


بسم الله الرحمن الرحيم

رقي عتـاباً إذا ما خاننــي الجـلد بي من صنوف الأسى ما لم يذق أحـدُ
وفي بحار عذاب موجهــا قلــق أنا الغريـق ومـا مـدت إلـي يــدُ
والجرح يمسح خد الجرح أبحث عن كف تـداوي جراحـاتي فلا أجـــدُ
***
رقي عتـاباً كفـاني ظلـم عابـرة شـقيـة زينتـاهـا المـال والـولـدُ
أنأى فتنشب في جلدي أظافـرهـا أدنـو فتجفـل مـن جرحـي وتبتعـدُ
تظـن أن قميصـاً قد من دبــر يــعنو لآثـام قامـات بهـا غيــد
وساكباتٍ على نزف الجراح دمـاً لمثلهــن لــواء الغــدر ينعقــد
اليـك عنـي. فانـي شيخ قافيـة صيـد المنـايا هـواهـا كلهـا لُبَـدُ
***
شدت على رقة المنـديل واعتدلت وشق بالدفء كم الـوردة البــــرد
وساءلتني وفي العينين طيف أسى عن الرفاق إذا أوفوا بمـا وعـــدوا
أجبتهـا بأنين فـاض من كبــد حـرَّى ولا من يريهـا كيف تبتــرد
ظَِفرتُ منهم بأوهام السراب وقـد سقيتهـم من دموعــي كلمـا وردوا
***
حملت محبرتي والدمع أكتـب عن حبيبـة هــد منهـا عزمهــا الأَوَدُ
تحول الوهن وشماً فـوق جبهتهـا واتقنـت لغــة الاســوارة الـزرد
دُقَّتْ على رفضها البلوى حناجرها وَلْفَّ حـول خناق اللهفـة المســـد
والساهرون على ميناء صحوتهـا مراكب العمر في بحر الأسـى مردوا
وأسلموا لجنون الريح ما عصفت ليـن الشـراع وأحــلاماً لنا وأدوا
وتاه عن قَبِّهِ الميزان وانهزمـت فينا المــروءات حتى ضُيِّعَ السـدد
وغاب لون دم الأحرار عن دمنا وأثقلت حبـل وصل الأمـة العقــد
وبحرك البحر خزان المحار إذا ارغـى وبحـر نـداهم كلـه زبـد
***
كِناسُنا لم تعـد تحنو على رشــأ ربيعنا لم يـدلّله النــدى جــرد
غاب الصهيل المدوي عن ملاعبنا وأعرضت عن هوى آجامنا الأُسُـد
وأرمدت كل عين ضاق محجرها لا يستسيغ الحلا عينا بهـا رمــد
***
أوشكت أنكر حبي وجه فاتنــة ظننتها غير وجه البـؤس لا تــلد
حتى أطلت عباءات الذين مشوا على خطاك وظهر المعتـدي جلدوا
لكل مِقْبَضِ سيف قبضـة فتكت وفوق كل سـراةٍ فــارس نـجـد
وبحر صور التي تحيا على قسم لـولاه ما كـان لا شعـب ولا بلد
علّمت أمواجه سر الهـدير إذا تمـلك الخـوف حيفا أوشكت صفد
وحين كبرت قامت للصلاة ربى مـدينة الشـمس وأتمت بـك العمد
***
يا سيد الناشرين الطيب فوق مدى مرج الخيـام وحبـاً حيثما وجـدوا
والمالئين عيون المعتدين قــذى والمنزلين بهـم رعبـاً إذا حـردوا
لو لم تكن أنت فينا حاضراً وغداً لكان محض سراب حاضر وغــد
***
ته ما رغبت على كل الجبال وزد إلا علـى جبـل سيزيفــه فَـرِدُ
وجاور الشمس قَبَّلْ من عباءتـه ذيلاً ولملم خوابـي العطر ياسـجد