مداخلات ومناقشات الجلسة الأولى

الرئيسية إصدارات كلمة سواء مؤتمر "كلمة سواء" الثامن: الأبعاد الإنسانية والوطنية والقانونية في قضية الإمام الصدر

السيد هاشم صفي الدين: نشكر لجناب الاستاذ سليمان تقي الدين كلمته وقبل ان نعطي المجال إلى السادة الحضور لتقديم مداخلاتهم او اي مناقشة في هذا الموضوع الذي طرح يعني "البعد الانساني" من خلال الكلمات والابحاث التي ذكرت، احب ان اشير إلى خلاصة طالما اننا نتحدث عن البعد الانساني في قضية حساسة وخطيرة من هذا النوع كما ان الإمام الصدر قد ظلم طوال هذه السنوات الطويلة، اعتقد أمام ما سمعنا وما لفتنا اليوم من عنوان ومن كلمات قيمة ومهمة تنم عن مشاعر صادقة ومخلصة وافكار نيرة اعتقد اننا بحاجة إلى تسليط الضوء على نفس القضية التي هي ايضاً إلى حدٍ كبير ظُلمت، حيث ان هذه القضية يفترض ان تكون قضية كل انسان وقضية كل من يحمل قيمة وايمان بدين وبحرية، وبكل الاهداف السامية والعظيمة التي بذل لأجلها الإمام الصدر كل غالٍ ونفيس. هذه القضية بحاجة إلى اعادة ضخ القوة من جديد فيها مع ان ما فيها قوياً ومع ان ما فيها من الحركة والفعل بالشكل المطلوب والمناسب لكن نعتقد ان هذه القضية تتطلب جهداً كبيراً ولا يجوز لأحد منا ان يبخل بأي امكانية في سبيل نصرة هذه القضية التي هي قضية كل انسان. نترك الآن المجال لأي مداخلة او كلمة طبعاً بحسب الترتيب تفضل.

الدكتور علي الخطيب: بسم الله الرحمن الرحيم
كان الإنتاج والإنجاز الأكبر للغرب في القرن العشرين انتاج حربين عالميتين وحرب كوريا وفيتنام والشرق الأوسط والحرب الباردة وحروب صدام في الخليج وغيرها، ملايين القتلى، تشويه للإنسان جعله سلعة يُباع ويشترى وجعله عبداً للآلة ولرأس المال ووأد الدين والقيم الإنسانية العليا.

في خضم هذا الليل برز الإمام موسى الصدر مصححاً لهذا المسار، امتشق سيفه لإعادة الدين كمنتج للقيم ومصوّب للمسار إلى الحياة، ملبيّاً نداء الأنبياء: عاملاً من أجل إنسانية مؤمنة، تتحاور فيها الحضارات والأديان والثقافات، ليجعل من هذا الإنسان المعذّب، والإنسانية الممزّقة بفعل الصهينة والشيطنة، هدفاً لحركة المحرومين التي تسعى لجعله إنساناً صالحاً سوياً، وجعلها إنسانية صالحة سويّة.

كان هدفه كل الأرض، مذكراً بجراحات المعذبين في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا الكاثوليك والبوذيين والهندوس قبل المسلمين، وحتى في عالم الشمال المتخم وعالمه الرابع حيث عشرات الملايين من الفقراء والمشردين.

كان يعتبر أن الدين جاء لسعادة الإنسان وخدمته، ولتحطيم كل الأصنام والآلهة المزيفة، آلهة المال والجاه والسلطة. امتشق سيف عقله الكبير، وصدره الواسع، وقلبه الحنون، فجاب القارات والدول، وزار الكنائس والمساجد والحسينيات، والجامعات، وكل زوايا العلم والعمل، جهاد واجتهاد وإخلاص، ذوبان في الحق، فناءٌ في الحب، من جبهة السويس في مصر إلى قلاع المقاومة التي أسسها في لبنان، من جبهة الثقافة والاقتصاد والسياسة، ومن العرفان العملي إلى خدمة الإنسان، هذا الذي خُلِقَ الكون لأجله، إلى العبادة في محراب هذا الكون شكّل منظومة حضارية تهدد الشرق الكافر والغرب الظالم فتآزرا على تغييبه.

كان يريد للمحرومين في الأرض أن يشكلوا جبهة عالمية بوجه المستغلين، فأسس حركة المحرومين لتمنع وتقاوم عولمة القهر والاستحواذ والسيطرة.

أراد لهذه الحركة أن تبدأ من لبنان العزة والكرامة، لتشمل كل العالم الثالث، ومعه محرومو العالم الصناعي الذين سماهم العالم الرابع.

لقد أضاء الشعلة وكان قنديلاً لليالينا المظلمة، غيّبوه، بعد أن فهموه، فخافوه، فأخفوه.

لقد أطفأوا الشمعة وأجهضوا حلم المستضعفين والمحرومين في الأرض بقيامة عادلة وآمنة وسعيدة. هذا الحلم الذي عبّر عنه بنداء الأنبياء في ثورة إيران.

لقد خسرت الإنسانية بغيابه 25 سنة، المشروع الحضاري المنقذ من عولمة متوحشة تريد أن تتسلّط فئة 4% على 96% من البشر، على الأقل فترة من الزمن.

لكن رغم ان أنفاسه وكلماته ومواقفه، سيره وسلوكه أينعَ مقاومة لرمز التسلط العالمي المتمثل بالصهاينة، وأنتج- نصراً ميموناً على يد تلامذته وأبنائه ومريديه، رغم ذلك حصل تقصير كبير اتجاهه واتجاه قضيته، إذ لا يعقل أن يبقى أكثر من تسعة آلاف يوماً سجيناً في السجن العربي المظلم. وهو القادر على تحويل نداء الأنبياء إلى بلسم لجراحات المظلومين على امتداد الأرض. ممهداً لدولة الإيمان العالمية دولة المهدي(ع) والمسيح(ع).

سيدي تعالَ تعالَ لا ترحلْ
أيها الكامل الجميل الجليل تعالَ تعالَ لا ترحلْ
يا طائر القدس كن معي، تعالَ
الحانة تنتظر.
تعالَ الكأس فارغة تعالَ تعالَ
أيها المكمل، هدهد سليمان معه رسالة،
طيور الخميلة تنتظر من علم الطير منطقه،
تعالْ تعالْ تعالْ.
وشكراً.

السيد هاشم صفي الدين: من عنده سؤال او مداخلة فليتفضل.
مداخلة: بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان الامام الصدر قد زرع في لبنان أيامه ولياليه، دمه أو جهده، جهاده، محبته، في كل حبة تراب من تراب لبنان، نرى ان البحث عن هذا الإمام أقصر من الواجب أو أقل من عطاء هذا الإمام الذي يستحق أن نبحث عنه، ومن أجله ليلاً ونهاراً حيث انه المنقذ والمخلص الذي قدم وأعطى بسخاءً مطلق. فأنا أتسأل لماذا لا يقوم جهد حكومي مثلا ونسمي بالأسماء اذا جاز لنا ذلك مثلاً الرئيس لحود، الرئيس الحريري، الاستاذ نبيه بري لماذا لا نسمع ولا نرى كلمة الإمام الصدر او السيد موسى الصدر تخرج من أفواههم في المحافل الدولية التي يتصلون بها ويعملون معها؟ ولهم علاقات سياسية وسلطاوية معها؟ فأنا أرى ان أوجه طلب حقيقي وواضح شعبي وجماهيري ورسمي وحقوقي لجميع الفئات وجميع الذين يحبون الامام الصدر، وإلا فنحن نبقى جامدين ومقصرين وعاجزين أو على الأقل نكون جاحدين لهذا الإمام العظيم الذي يندر أن يأتي الزمان بمثله فهذا هو السؤال.
فأرجو الجواب وشكراً.

السيد هاشم صفي الدين: اعتقد ان هناك جهوداً كبيرة بذلت على كل المستويات والسنوات الماضية وان هناك جهوداً ما زالت متواصلة. نحن في الوقت الذي ندعو فيه الى بذل كل جهد لا بد ان نشكر أيضاً كل الجهود المضنية والمخلصة التي عملت لأجل هذا. بالمجمل نحن مقتنعون ان هناك امكانيات أكبر مفترض ان تسخر في سبيل هذه القضية لكن لا يعني ذلك ان كل المحبين والمنتمين للإمام الصدر في الوطن أو في الأمة لم يقوموا بما عليهم او ببعض الواجب.
نسأل الله تعالى ان تتضافر كل الجهود وان تكون هناك بعض الأحكام الجديدة التي تنفع هذه القضية المهمة كما ذكرت.

مداخلة: سماحة السيد والأخوة الحضور دائما يحكى عن جهود ولكن نحن محسودين على المثلث الماسي سوريا ولبنان وايران ماذا فعلنا نحن بقضية مثل قضية الإمام الصدر. لو كان الامام الصدر موجود والقضية هي قضية أحدنا هل كان يهدأ له بال او يستقيل؟ نحن كل التحرك الذي قمنا به هو تحرك خجول، هل اثيرت ولو مرة في منظمة المؤتمر الاسلامي او بجامعة الدول العربية على الأقل أثيرت هذه القضية بحجمها الحقيقي وشكرا.

السيد هاشم صفي الدين: طبعاً حتى لا نخرج عن المعتقدية للشيىء الذي حكى، ونوافق على المضمون لكن حتى لا نخرج عن اطار الندوة الموضوعة نعم، نحن بحاجة ان نحمل هذه القضية الى كل المحافل.
واعتقد انه من المناسب من مؤتمر "كلمة سواء"، أقترح طبعاً على الأخوة المنظمين في البيان الختامي ان تصدر توصيات بهذا المعنى، توصيات بإضافة لجان مع اللجان الموجودة والمتخصصة بهذا الموضوع في لبنان وفي غير لبنان، ان تضاف جهود لهذه الجهود تطال كل العالم الاسلامي في مؤتمرات وفي غير المؤتمرات، وإن شاء الله يتم السعي نحو هذا الموضوع وهذا اقتراح نضعه بين أيدي الاخوة الأعزاء.

محمد خريس: رجاء من أحد اللبنانيين المدينين للإمام الصدر أعاده الله ورفيقيه على كل إنسان حر وصادق بخير وصحة جيدة. الرجاء هو العمل على أقامه تصويت إنساني شامل في كل أنحاء العالم للمطالبة بفرض عقوبات مناسبة على معمّر القذافي المسؤول المباشر عن حجز حرية الإمام ورفيقيه منذ خمسة وعشرون عاماً، وأن يُعمل على تنفيذ هذه العقوبات بالوسيلة التي ترتئيها الهيئة الوطنية إذا لم تبادر لتنفيذها الهيئات الدولية الإنسانية والتي تعرف اليوم بهيئة الأمم المتحدة. ولتدعم الهيئة بفتح باب التجنيد التطوعي بالمال والأنفس ثم لتوضع الخطط للنيل أو إجبار معمّر القذافي المسؤول المباشر على الخضوع للعدالة الإنسانية، وليحاكم بجرمه أمام العالم كله بعد اعتقاله بشتى الوسائل. بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾ ]الانفال/60[ صدق الله العلي العظيم.

السيد هاشم صفي الدين: أحسنت أنا لا أعتقد انه يريد تعليقاً. انه لو كان هناك مجتمع عالمي، يخضع لمثل نتيجة التصويت التي يفترضها الأخ لما كان الإمام الصدر ما زال موجوداً في سجنه إلى اليوم. نحن نعتبر ان واحدة من القيم التي ضربت في العالم اليوم، هي هذه القيمة التي تعنى بحرية كل إنسان وكل عالم وكل قائد وكل شخص بمستوى الإمام الصدر أحبه شعبه وأحبه كل الناس لكن هذه إحدى المظلوميات التي يفترض أن تواجه بشتى الوسائل الممكنة.

مداخلة: بسم الله الرحمن الرحيم.
يا حاضراً أكثر من أي حاضر نفتقده صحيح ولكن ليس في وقت معين وحسب بل مع كل آذان يرفع ويسمع وصلاة ترفع ودعاء فإنني أتوجه إليكم بسؤالي هذا:
إلى متى ستبقى ساحة المكان والزمان بانتظار جهوزية العقائديين منكم لأخذ المبادرة والفعل الحقيقيين التي تعيد هذا الإمام من سجنه وتحرره من قيود الذل والدجل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السيد هاشم صفي الدين: تقريباً نفس الجو ليس هناك من جديد.
في الختام نشكر جميع الذين قدموا أبحاثاً وكلمات الدكاترة والأساتذة الأعزاء، ونشكر جميع الحضور ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب جلاءً سريعاً وعاجلاً لهذه القضية بجهود المخلصين من أجل الإنسان ونصرة الإنسانية والسلام عليكم ورحمة الله.