اليوم الثاني
الجلسة الرابعة
الأستاذ أحمد كرعود (*)
سيداتي، سادتي، أيها الحضور الكريم،
يشرفني، بصفتي مديراً للمكتب الاقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت لبنان، أن أشارككم أعمال مؤتمر "كلمة سواء" الثامن الذي يتناول الأبعاد الإنسانية والوطنية والقانونية في قضية الإمام الصدر، وأحدثكم عن مساهمة منظمة غير حكومية عالمية في الجهد المشترك من أجل قضية الإمام الصدر.
إن منظمة العفو الدولية تتابع قضية "الاختفاء القسري" للإمام ورفيقيه منذ سنوات وذلك بهدف الوصول إلى معرفة مصيرهم والبحث عن الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
إن اهتمام أمنستي Amnesty بهذه القضية يندرج في صلب عملها كمنظمة غير حكومة تعنى بحقوق الإنسان، ومرجعيتنا هي القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ـ وكان الاستاذ مخيبر والاستاذ عساف قد أوضحا ما هي هذه المرجعية بالنسبة لنا.
منظمة العفو منظمة عالمية تأسست بداية الستينات وكانت تعمل اساساً من اجل الافراج عن سجناء الرأي وقد بقيت قرابة العشر سنوات حتى استطاعت ان تدمج قضية الاختفاء القسري في عملها وذلك بضغط من اهالي المختفين في التشيلي والارجنتين وبلاد اخرى في اميركا اللاتينية. حركة الجماهير حركة المحرومين من حقوقهم هي التي فرضت على منظمة حقوق الإنسان كما فرضت وتفرض على الحكومات ان تتبنى مثل هذه القضايا.
إن "عمليات الاختفاء" التي ترصدها المنظمة من خلال عملها تدل على أن في بلدان كثيرة لا يعرف مصير الضحايا الذين يتم إلقاء القبض عليهم بواسطة قوات الأمن أو اختطافهم من قبل عملاء يعملون بالتواطؤ مع الحكومات.
وترفض هذه السلطات الاعتراف بالمسؤولية عن اعتقالهم أو الإفصاح عن أماكن وجودهم. وتصرّ منظمة العفو الدولية على محاسبة الحكومات علناً عن مصير الضحايا.
وعند الإبلاغ وعندما نتبلغ عن تفاصيل اختفاء شخص، يتمّ تعبئة شبكة من المتطوعين في العديد من بلدان العالم لكي تضغط على السلطات للكشف عن الأشخاص المفقودين.
ونقوم بإجراء الأبحاث وتنظيم حملات إعلامية والاستفادة من آليات الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان من لجنة حقوق الإنسان و"الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري".
وفي حالة الإمام ورفيقيه فقد تعرضت السلطات الليبية لضغوط متصاعدة لإيضاح مصير عدة أشخاص "اختفوا" ولكنها تقاعست عن إجراء تحقيقات وافية ومستقلة ونزيهة في تلك الحالات.
وفي خطابه السنوي في أول سبتمبر/أيلول 2002، قدم العقيد معمر القذافي اعترافاً رسمياً بأن الإمام موسى الصدر قد "اختفى" في ليبيا خلال زيارة في عام 1978.
ايها السادة والسيدات
25 سنة مرّت على "اختفاء" الإمام ورفيقيه، وأول أمس، 10 ديسمبر، مرّت 10 سنوات على "اختفاء" داعية حقوق الإنسان البارز، منصور الكيخيا.
إن منظمة العفو الدولية تهيب بالسلطات الليبية أن تكشف عن مصيرهم وأن تقوم بإجراء تحقيقات وافية ونزيهة ومستقلة بخصوص حالات جميع من "اختفوا" وأن تعلن نتائج التحقيقات على الملأ.
كما ينبغي على السلطات الليبية تقديم تعويضات لضحايا حوادث "الاختفاء" وعائلاتهم.
ويجب على السلطات أن تقدم من يشتبه في ارتكابهم انتهاكات حقوق الإنسان تتعلق بحوادث "الاختفاء" إلى ساحة العدالة في محاكمات تتماشى مع المعايير الدولية للمحاكمة العادلة.
إن منظمة العفو الدولية تشارككم صيحتكم أنه حان الوقت لإنهاء 25 سنة من الصمت حول مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه.
والسلام عليكم.
_____________________________
(*) لم أكن اتصور وانا طالب في بداية السبعينات وكنت اتابع مع رفاق لي تطورات حركة المحرومين في لبنان اتلقى دعوة لحضور هذه الندوة وان اتحدث يوماً عن حالة او قضية الإمام موسى الصدر احد قادة ومؤسسي هذه الحركة الاجتماعية المناهضة للظلم.