رئيس الجلسة: معالي الوزير الاستاذ ميشال موسى

الرئيسية إصدارات كلمة سواء مؤتمر "كلمة سواء" الثامن: الأبعاد الإنسانية والوطنية والقانونية في قضية الإمام الصدر

اليوم الثاني
الجلسة الخامسة

رئيس  الجلسة: معالي الوزير الاستاذ ميشال موسى

حضرات المنتدين الكرام أيها السيدات والسادة،

قد نكون اليوم أحوج من أي وقت آخر إلى رجالات في حجم الإمام المغيب السيد موسى الصدر، إلى حكمته وعلمه وسعة صدره، إلى رؤيته الثاقبة وبعد نظره وفوق كل ذلك إلى عباءته التي تجسّد الوحدة والعيش المشترك.

الإمام الصدر رمز كبير لرجل الدين الموحد والمناضل في سبيل رفع الحرمان عن الطبقات المسحوقة ومكافحة الإقطاع والجهل والتخلف، ونموذج للمقاوم الأول للعدو الإسرائيلي، وهو الذي حرّم التعامل مع إسرائيل واعتبرها شراً مطلقاً.

أيها الحضور الكرام، حمل الإمام المغيّب في وجدانه رسالة هذا الوطن واعتبره ضرورة قصوى للعالم، منبهاً إلى أنّ التعايش ليس ملكاً للبنانيين، لكنه أمانة في يد اللبنانيين ومسؤوليتهم وواجبهم وليس حقهم فحسب، وإذا توقف عند مسألة التعايش في ظل الديمقراطية شدّد على حمايتها بالحرية والعدالة التامة. ننطلق من أقوال سماحته لنشير إلى صفاء رؤيته لمستقبل لبنان في الوقت الذي كانت فيه الأحداث الدامية تمزّق الوطن وتسعى إلى شرذمة بنيه في محاولة إسرائيلية سافرة للقضاء على صيغته الفريدة. ففي الداخل، حيث الإجماع اللبناني على رفض هذه الجريمة واضح، ينبغي تفعيل التحرك الرسمي والشعبي وتجييش الجهود دعماً للجنة الوطنية لمتابعة قضية إخفاء الإمام الصدر ومواصلة إثارة هذه القضية الوطنية في شتى المحافل. أما على الصعيد العربي والإقليمي فيواجه حل هذه القضية بخلافات فاضحة على غرار القضايا العربية المصيرية الأخرى في ظل الهيكلية الحالية للجامعة العربية، غير أن ذلك يجب أن لا يثبط عزائمنا أو يوهن إصرارنا على إحقاق الحق. وعلى الصعيد الدولي فإن اعتراف النظام الليبي بمسؤوليته عن تفجير طائرة لوكربي والطائرة الفرنسية يشكل بارقة أمل في إمكان إذعانه للضغوط إذا توافرت ليكشف مصير الإمام ورفيقيه.

في هذه الجلسة الخامسة والأخيرة من جلسات مؤتمر "كلمة سواء" الثامن الذي يتناول الأبعاد الإنسانية والوطنية والقانونية لقضية الإمام الصدر المغيّب منذ ربع قرن، تتناول المداخلات موضوع التعامل مع قضية التغييب، العوائق السياسية محلياً وعربياً وعالمياً. إنّ تسليط الضوء على هذه المعوقات من شأنه إبراز مواضع الخلل والمساهمة في خلق أجواء ضاغطة لإماطة اللثام عن جريمة العصر، لذلك نرى أنّ المعوقات السياسية ينبغي أن تسقط أمام قضية في هذا الحجم الوطني والقانوني ونظراً إلى ما تنطوي عليه من مسٍ بالكرامة الوطنية والإنسانية. أما كيف السبيل إلى ذلك فهذا ما نتركه للأخوة المنتدين وهم كبار في عالم الفكر والرأي والقانون.