شلاّلُ عطرٍ وعباءَة - المهندس الشاعر الأستاذ حسين نجيب حمادة

الرئيسية إصدارات كلمة سواء مؤتمر "كلمة سواء" السابع: الذات والآخر في الاعلام المعاصر

اليوم الأول - الجلسة الافتتاحية

المهندس الشاعر حسين نجيب حمادة
كلمة تعريف

ما زالت الاوجاع تحفر في جراحات المآذن والقباب
والنوق سادرة ترش خفافها الآثام
فوق جبين آب
والوارثون الابجدية كلهم صاروا يجيدون القراءة، غير أن لكل صاحب أمة منهم كتاب.
عهداً بأنا لن نمل على مدى العمر انتظارك
الانتظار السعي نحوك سيدي
أرق إلى أن تستريح من القذى
كل العيون
والدارجون على الاثر
شدّوا السروج على الغوادي
كلما حط الجفاف على ضفاف الخصب
وانتزعوا من الموت الحياة
ورموا كما علّمتهم – عيناً تطلع أن تنال من الجنوب
بأسهم أرياشها حذق الرماة
يا سيدي
ومن المطل على غد إلاك
توقظه وانت ترتل القرآن
والفجر الموشّى بالعزائم
لا يرى درباً تصعد باتجاه- الشرق
الا ان تأهب للصلاة
يا سيدي
عاد الغمام إلى سماء جنوبك الظامي
قبيل الفجر
وامتلأت قوارير العشيات الحبيسة
بالندى
وتدافعت شمس الخيول ترش فوق
حدائق الاوجاع
عطر صهيلها
وشقائق النعمان نزرعها مشاويراً
على جفن الردى
مالت على الوجع الملازم جرحها
وتسلحت بالصمت لون ابجديتها
صلاةً
عند باب المسجد الاقصى
دم يجري على سمر السواعد
للتوضوء
أذّنوا للفجر يطلع من تجاعيد العباءة
يا ظلام السجن حدث عن خيوط الضوء
حاكتها أناملنا شباكاً
للخفافيش التي عشقتك
ثم اسكب على ظمأ الرمال العطر يرشح
من عباءته الشريفة
يوقظ الشلال
حين يزفّ راعي النوق للصحراء
قافلة السراب
وانشر ضمادات الجراح على المشاجب
بعض أشرعة تسافر باتجاه الفجر
وازرع شتول الورد فوق مساحة
الجرح المضمد بالحجاب
يا ظلام السجن يا لغة الظلاميين
ألا يدري أبو لهب بأن عباءة حيكت
على نول من التطواف مغزله
يلامس ذيلها صحراء عزلتهم
فيغدو رملها عطراً وماء
ألا يدري بأن جباههم ستظل تندى
او يعود كما المسيح
ليمسح الذل المعرش فوق ضيق جباههم
بالكبرياء
الا يدري بأن القامة العشق
التي يزهو بها المحراب
كل دعائنا الموصول بين مساحة
الارض الجريحة والسماء
الا يدري بأن القارئين على الإمام الصدر
سر الموج لا يأوي إلى حضن السكينة
وحدهم في ليل هذا الشرق قافلة الضياء
والنصر لا تعلى له الرايات الا
حين تجري
في شرايين العروبة كربلاء.